تعرَّف على أحدث هواتف «سامسونغ» بشاشاتها المنثنية وأجهزة مطورة تطرح قريباً في المنطقة العربية

«الشرق الأوسط» تختبر الشاشات المنثنية طولياً وأفقياً بمفاصل متينة وقدرات تقنية متفوقة والأجهزة اللوحية المتقدمة... والساعات الأنيقة بقدرات ممتدة

أجهزة "غالاكسي تاب إس9" بشاشاتها الكبيرة وقدراته المتفوقة
أجهزة "غالاكسي تاب إس9" بشاشاتها الكبيرة وقدراته المتفوقة
TT

تعرَّف على أحدث هواتف «سامسونغ» بشاشاتها المنثنية وأجهزة مطورة تطرح قريباً في المنطقة العربية

أجهزة "غالاكسي تاب إس9" بشاشاتها الكبيرة وقدراته المتفوقة
أجهزة "غالاكسي تاب إس9" بشاشاتها الكبيرة وقدراته المتفوقة

تطورت الهواتف الجوَّالة ذات الشاشات القابلة للطي بعد انطلاقها لأول مرة قبل بضعة أعوام، حيث كشفت «سامسونغ» يوم الأربعاء الماضي عن جيلها الجديد من هاتفي «غالاكسي زيد فولد 5» و«غالاكسي زيد فليب 5» بمواصفات تقنية متفوقة ومفصل جديد لثني الشاشة. كما كشفت الشركة عن 3 أجهزة لوحية جديدة من طراز «غالاكسي تاب إس 9» وساعتين من طراز «غالاكسي ووتش 6»، وذلك في مؤتمرها السنوي «غالاكسي أنباكد» في كوريا الجنوبية. ودُعيت «الشرق الأوسط» لتجربة الأجهزة في مكاتب الشركة في مدينة الرياض قبل الكشف عنها.

هواتف «منثنية» متقدمة

بداية سنتحدث عن التغيير الرئيسي لهاتفي Galaxy Z Fold5 وGalaxy Z Flip5، حيث تم استخدام مفصل جديد مزدوج الجوانب لتحسين تجربة الاستخدام، نجم عنه قوة أكبر في إحكام غلق الهاتف وفراغ أصغر لدى ثني الشاشة. ويقاوم الهاتفان المياه والغبار وفقاً لمعيار IP68 مع استخدام هيكل من الألومنيوم المقوى والزجاج المقاوم للخدوش والصدمات.

هاتفا «غالاكسي زيد فولد 5» و«زيد فليب 5» بشاشتيهما المنثنيتين وساعات أنيقة جديدة

* بالنسبة لهاتف «غالاكسي زيد فولد 5» الذي تنثي شاشته أفقياً، فانه يقدم شاشة كبيرة وبطارية تدوم لفترة مطولة، بوزن خفيف وهيكل متين وسماكة منخفضة تسمح بحمله في جيب المستخدم بسهولة. ويستخدم هذا الجيل معالج «سنابدراغون 8 الجيل الثاني موبايل بلاتفورم فور غالاكسي» Snapdragon 8 Gen 2 Mobile Platform for Galaxy بدقة التصنيع 4 نانومتر، الأمر الذي يقدم مستويات أداء أعلى واستهلاكاً أقل للطاقة وانبعاثات حرارية أقل، وهي أمور تزيد من مستويات الإنتاجية والترفيه عبر الهاتف.

واختبرت «الشرق الأوسط» دعم الهاتف للقلم الذكي S Pen، حيث كان من السهل تحديد إطار حول العناصر الموجودة في الصور واستخلاص تلك العناصر دون الخلفية ونسخها ولصقها بسرعة كبيرة ودون أي جهد. كما يستطيع الهاتف التعرف على موضع القلم دون ملامسة القلم للشاشة. وتوجد حافظة حماية للهاتف تحتوي على مكان خاص لوضع القلم الذكي لتسهيل حمله مع المستخدم أينما ذهب. كما تم اختبار شدة إطباق الشاشة الداخلية على بعضها بعضاً، حيث أثبت المفصل الجديد قوته لدى الإطباق. وتمت مقارنة الهاتف الجديد مع الجيل السابق منه، ولوحظ انخفاض في سماكة الإصدار الجديد.

الجدير ذكره أن الشاشتين الخارجية (بقطر 7.6 بوصة) والداخلية (بقطر 6.2 بوصة) تعرضان الصورة بتردد يتراوح بين 1 و120 هرتز حسب المحتوى، وذلك لتقديم تجربة سلسة في المشاهد السريعة، وعمر بطارية أطول في اللقطات بطيئة الحركة أو لدى العمل. ويقدم الهاتف كاميرات في الشاشة الخارجية والداخلية والجهة الخلفية بدقة 10 و4 و12 و12 و50 ميغابكسل، وهو متوفر في المنطقة العربية بذاكرة تبلغ 12 غيغابايت وبسعات التخزين 256 و512 و1024 غيغابايت (1 تيرابايت) بدءاً من 11 أغسطس (آب) الحالي بألوان الأزرق أو الأسود أو الكريمي، ويبلغ وزنه 253 غراماً وتبلغ شحنة بطاريته 4400 ملي أمبير – ساعة.

* وشهد هاتف Galaxy Z Flip5 الذي تنثي شاشته طولياً نقلة نوعية، حيث تمت مضاعفة قطر شاشته الخارجية بنحو 4 مرات مقارنة بالإصدار السابق، لتصبح شاشة متكاملة. واختبرت «الشرق الأوسط» قدرات هذه الشاشة، حيث لوحظ أنها تسمح بالتفاعل مع التطبيقات والرد على المكالمات والرسائل ومعاينة الصور قبل التقاطها وتشغيل الموسيقى وتحرير الصور الملتقطة دون الحاجة لفتح الشاشة الداخلية. كما يدعم الهاتف التفاعل مع أغطية ملونة ذكية لحمايته تسمح بتعديل ألوان الشاشة وخلفيتها وفقاً للون الغلاف بشكل آلي من خلال تقنية الاتصال عبر المجال القريب Near Field Communication NFC.

ويدعم الهاتف تثبيت الصورة خلال التقاطها بجودة عالية، إلى جانب دعم التقاط الصور في ظروف الإضاءة المنخفضة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تزيل الضجيج من الصورة الملتقطة، مع قدرة الكاميرا على تقريب الصورة لغاية 10 أضعاف. وتبلغ دقة الكاميرات الداخلية والخارجية 12 و12 و10 ميغابكسل، ويبلغ قطر الشاشة الداخلية للهاتف 6.7 بوصة وهي تعرض الصورة بتردد يتراوح بين 1 و120 هرتز، بينما يبلغ قطر الشاشة الخارجية 3.4 بوصة وهي تعرض الصورة بتردد 60 هرتز.

ويستخدم الهاتف المعالج السريع نفسه الموجود في إصدار «غالاكسي زيد فولد 5»، ويقدم ذاكرة تبلغ 8 غيغابايت وسعة تخزينية مدمجة تبلغ 256 أو 512 غيغابايت وتبلغ شحنة بطاريته 3700 ملي أمبير – ساعة، ويبلغ وزنه 187 غراماً، وهو متوفر في المنطقة العربية بدءاً من 11 أغسطس (آب) الحالي بألوان الأخضر أو البنفسجي أو الغرافيت أو الكريمي.

أجهزة لوحية تنافس الكومبيوترات المحمولة

وننتقل الآن إلى أجهزة «غالاكسي تاب إس 9» اللوحية، حيث تم الكشف عن 3 إصدارات منها، هي Galaxy Tab S9 وGalaxy Tab S9Plus وGalaxy Tab S9 Ultra بشاشات يبلغ قطرها 11 و12.4 و14.6 بوصة بشاشات غنية بالألوان وعمر ممتد للبطارية ودعم للقلم الذكي، وهي مقاومة للمياه والغبار وفقاً لمعيار IP68. ولدى تجربة «غالاكسي تاب إس 9 ألترا»، لوحظ أن الألوان المعروضة غنية للغاية بفضل تقنية Dynamic AMOLED 2X مع سلاسة كبيرة في عرض الصورة المتحركة السريعة بفضل دعم الشاشة تشغيل الصورة بترددات تتراوح بين 60 و120 هرتز. كما لوحظ خفة وزن الجهاز اللوحي على الرغم من القطر الكبير للشاشة.

وتقدم هذه الأجهزة 4 مكبرات صوتية تجسيمية تدعم تقنية «دولبي أتموس»، مع القدرة على تعديل التجسيم لمشاهدة الأفلام أو اللعب أو الاستماع إلى الموسيقى أو إجراء المكالمات المرئية. وتدعم الشاشة عرض الصورة بوضوح كبير حتى تحت أشعة الشمس الساطعة. وتستخدم هذه الأجهزة معالج «سنابدراغون 8 الجيل الثاني موبايل بلاتفورم فور غالاكسي»، ويمكن وصلها بلوحة مفاتيح وفأرة لاسلكيتين لتتحول إلى كومبيوتر محمول فائق الأداء للعمل واللعب وصناعة المحتوى والتواصل مع الآخرين بكل سهولة أثناء التنقل.

كما يمكن وصل الأجهزة بشاشة إضافية والعمل على الشاشتين حسب الحاجة، مع سهولة تحرير عروض الفيديو بكل دقة من خلال تطبيق LumaFusio الاحترافي المدمج، ونقل العروض بين الجهاز اللوحي والهواتف الجوالة من خلال ميزة المشاركة السريعة Quick Share. ويمكن كذلك نقل النصوص والصور مباشرة بين الأجهزة المختلفة عبر ميزة التحكم المتعدد Multi Control.

وتبلغ سماكة جهاز «غالاكسي تاب إس 9 ألترا» (الأكبر في السلسلة) 5.5 مليمتر فقط، ويبلغ وزنه 737 غراماً. أما هيكل الأجهزة فمتين ومصنوع من الألمنيوم المقوى، وبذاكرة تبلغ 8 أو 12 أو 16 غيغابايت وبسعة تخزينية مدمجة تبلغ 128 أو 256 أو 512 أو 1024 غيغابايت (1 تيرابايت)، حسب الإصدار، مع دعم استخدام بطاقة الذاكرة الإضافية «مايكرو إس دي» بسعة تخزينية إضافية تبلغ 1 تيرابايت. هذا، وتبلغ دقة الكاميرتين الخلفيتين 13 و8 ميغابكسل، والأماميتين 12 و12 ميغابكسل، وتبلغ شحنة البطارية 11.200 ملي أمبير – ساعة في إصدار «غالاكسي تاب إس 9 ألترا». الأجهزة متوفرة في المنطقة العربية بدءاً من 11 أغسطس (آب) الحالي بألوان الرمادي أو البيج.

ساعات ذكية أنيقة

وأخيرا استعرضت الشركة ساعتي Galaxy Watch6 (بقطري 44 و40 مليمتر) وGalaxy Watch 6 Classic (بقطري 47 و43 مليمتر) بشاشاتها الدائرية الكبيرة الغنية بالألوان وسماكتها المنخفضة. وتقدم هذه الساعات تفاعلا سهلا مع التطبيقات المختلفة للدردشة والخرائط وتتبع المعلومات الصحية والتدريبات البدنية (تستطيع تتبع أكثر من 100 تدريب مختلف) وجودة النوم والتغذية ومعدل نبضات القلب، وتستطيع اكتشاف سقوط كبار السن أو من لديهم حالات مرضية خاصة، لتقوم بتنبيه مستخدم آخر أو طلب الطوارئ للنجدة بشكل آلي.

ولدى تجربة الساعة، لوحظ سهولة الكتابة على لوحة المفاتيح الرقمية (الشاشة أكبر بنحو 20% مقارنة بالإصدار السابق)، مع عرض المزيد من النصوص على الشاشة في آن واحد. ولوحظ أن سطوع الشاشة مرتفع ومريح للنظر ويمكن قراءة النصوص من جميع زوايا الاستخدام، حتى تحت أشعة الشمس الساطعة، إلى جانب انخفاض سماكة الساعة بنحو 30% مقارنة بالإصدار السابق. ويمكن شحن الساعة لنحو 8 دقائق واستخدامها لغاية 8 ساعات، مع قدرة البطارية على العمل لنحو 40 ساعة لدى شحنها بشكل كامل. الساعات متوافرة في المنطقة العربية بدءا من 11 أغسطس (آب) الحالي بألوان الرمادي والفضي، أو الغرافيت والذهبي، أو الأسود والفضي.


مقالات ذات صلة

جنون الذكاء الاصطناعي يخلق أزمة جديدة في سلاسل الإمداد العالمية

الاقتصاد الرئيس التنفيذي لـ «إنفيديا» جنسن هوانغ يتحدث قبل انطلاق مؤتمر تقنية وحدات معالجة الرسوميات في واشنطن - 28 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

جنون الذكاء الاصطناعي يخلق أزمة جديدة في سلاسل الإمداد العالمية

يُشعل النقص العالمي الحاد في رقاقات الذاكرة سباقاً محموماً بين شركات الذكاء الاصطناعي والإلكترونيات الاستهلاكية لتأمين إمدادات آخذة في التراجع.

«الشرق الأوسط» (لندن )
تكنولوجيا خلال عرض هاتف (غالاكسي زد تراي فولد) من سامسونغ في سيول اليوم (أ.ف.ب)

«سامسونغ» تكشف عن أول هاتف ثلاثي الطي

كشفت شركة سامسونغ للإلكترونيات اليوم الثلاثاء عن أول هاتف ذكي ثلاثي الطي في محاولة لتعزيز موقعها في قطاع من سوق الهواتف من المتوقع أن تشتد فيه المنافسة. ويمثل…

«الشرق الأوسط» (سيول)
تكنولوجيا نُشرت البرمجية عبر ملفات صور «DNG» خبيثة ويُرجّح أنها اعتمدت أسلوب الهجمات «دون نقرة» (شاترستوك)

برمجية تجسس جديدة تستهدف أجهزة «سامسونغ» عبر ثغرة «يوم صفر»

كشف باحثون عن برمجية تجسس جديدة تستهدف سامسونغ عبر ثغرة «يوم صفر»، انتشرت منذ 2024 بقدرات مراقبة واسعة وهجمات بلا نقرة، قبل إغلاقها بتحديثات 2025.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا شعار سامسونغ (أ.ف.ب)

سامسونغ تطرح سماعة الرأس «جالاكسي إكس آر» بدعم من غوغل وكوالكوم

أصدرت سامسونغ إلكترونيكس سماعة الواقع الموسع «جالاكسي إكس آر»، معتمدة على ميزات الذكاء الاصطناعي من جوجل لدفعها إلى سوق تهيمن عليها شركتا ميتا وأبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد موظف يعرض هاتف «سامسونغ غالاكسي إس 23» بأحد المحال (رويترز)

«سامسونغ» تحتل المرتبة الأولى في سوق الهواتف الذكية بالشرق الأوسط خلال الربع الثاني

احتلت شركة «سامسونغ» للإلكترونيات، الكورية الجنوبية، المرتبة الأولى في حصة سوق الهواتف الذكية بالشرق الأوسط خلال الربع الثاني من عام 2025.

«الشرق الأوسط» (سيول)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً رغم ارتفاع الأخطاء البشرية

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً رغم ارتفاع الأخطاء البشرية

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً يثير القلق في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».


كيف تطوّر «بلاك هات» في نسخته الرابعة عن النسخ السابقة؟

TT

كيف تطوّر «بلاك هات» في نسخته الرابعة عن النسخ السابقة؟

خالد السليم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)
خالد السليم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

منذ إطلاق نسخته الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، في العاصمة السعودية الرياض، عقب النجاح الذي تحقق في فعالية «آت هاك» العام الذي قبله، شهد أكبر تجمع للأمن السيبراني في المنطقة، لحظات تحوّل لافتة، رصدها الزوّار والمهتمّون، ولاحظتها التغطيات المستمرة لـ«الشرق الأوسط»، وصولاً إلى النسخة الحالية.

يعدّ «بلاك هات» فعالية عالمية متخصصة في الأمن السيبراني، انطلقت في عام 1997، ويعد إحدى أهم المحافل العالمية لقطاع أمن المعلومات وقِبلة للمهتمين فيه، وبدأ كفعالية سنوية تقام في لاس فيغاس في الولايات المتحدة، قبل أن يجد في الرياض مستقرّاً سنويّاً لـ4 نسخ متتالية.

في النسخة الأولى من الفعالية التي ينظّمها «الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز»، الذي أنشأته السعودية لتحقيق أهدافها في تمكين مواطنيها من اكتساب الخبرات في مجال الأمن السيبراني والبرمجة لتحقيق رؤيتها الهادفة إلى تطوير كوادرها المحلية في مجالات التقنية الحديثة، إلى جانب شركة تحالف.

شهدت الفعالية مشاركة أكثر من 200 متحدث عالمي، وحضور أكثر من 250 شركة أمن سيبراني رائدة، منهم عمالقة التقنية العالميون، مثل Cisco وIBM وSpire وInfoblox، بالإضافة إلى أكثر من 40 شركة ناشئة في المجال نفسه، قبل أن تتصاعد هذه الأرقام وغيرها خلال النسخ اللاحقة.

خالد السليم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

«الشرق الأوسط» التقت خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، الذي شرح بشكل مفصل، أنه «بدايةً من (آت هاك) في عام 2021 عندما بدأنا، وكان أول مؤتمر سيبراني يُقام في السعودية، وبعد النجاح الذي حققناه، استطعنا أن نستقطب (بلاك هات) نفسه من لاس فيغاس، الذي كان يقام منذ أكثر من 35 عاماً، وهذا هو العام الرابع لـ(بلاك هات) هنا، وكل عام يشهد زيادة في الحضور وعدد الشركات، وزيادة في ساعات المحاضرات».

ارتفاع عدد الشركات العالمية المشاركة بنسبة 27 في المائة

نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال بيّن تطور «بلاك هات» في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات. وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد قرابة 27 في المائة عن العام الماضي».

ابتكارات جديدة في كل نسخة

السليم وضّح أن «بلاك هات» يبتكر في كل نسخة أشياء جديدة، مثل منطقة الفعاليات التي تضمّ تقريباً 10 فعاليات جديدة، بالإضافة إلى أكثر من 12 مسرحاً مع أكثر من 300 خبير في مجال الأمن السيبراني. وحول نوعية الشركات والجهات المشاركة، دلّل عليها بأن أغلب الشركات العالمية مثل «إف بي آي»، ووزارتي الداخلية والخارجية البريطانيتين، وتابع أن كل هذه الإضافات في كل نسخة «تعتبر متجددة، وكل نسخة تزيد الأرقام أكثر من النسخة التي سبقتها».

الجهات الوطنية «تؤدي عملاً تشاركياً»

وحول مساهمة «بلاك هات» في تحقيق المستهدفات الوطنية، ومنها تحقيق السعودية المرتبة الأولى في مؤشر الأمن السيبراني للتنافسية، نوّه السليم بأن الاتحاد (الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز)، والهيئة الوطنية للأمن السيبراني، والشركات السعودية في مجال الأمن السيبراني، تؤدي عملاً تشاركيّاً.

وأردف: «عندما يكون في (بلاك هات) أكثر من 300 ورشة عمل ومنطقة الفعاليات والتدريبات العملية التي تجري فيها والتدريبات المصاحبة لـ(بلاك هات) والشركات والمنتجات السعودية التي تُطرح اليوم، كلها تُساعد في رفع مستوى الأمان في المملكة، وهذا يُساعد في المؤشرات في مجال الأمن السيبراني».

واختتمت فعاليات «بلاك هات 2025»، الخميس، بجلسات استعرضت الهجمات المتطورة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاستجابة للحوادث السيبرانية، كما ناقشت أحدث الاتجاهات والتقنيات التي تشكّل مستقبل الأمن السيبراني عالمياً.