عندما تقلع الطائرات الحربية هذه الأيام فإنها تحمل مجموعة من الأسلحة تعود إلى التسعينات وبداية سنوات الألفية، والكثير منها يعود إلى ما قبل عاصفة الصحراء في عام 1991.
أسلحة الدفاع الجوي لدى الخصوم تطورت كثيراً منذ حرب عاصفة الصحراء، وما كان مستحيلاً منذ 30 عاماً، أن العدو يمكنه إسقاط أو تضليل أو التشويش على مقذوفات سريعة للغاية أصبح الآن ممكناً. رادارات الدفاع الجوي بعيدة المدى وعالية الدقة أصبحت الآن في أيدي الأعداء المحتملين، وبأعداد متزايدة، إضافة إلى أسلحة اعتراضية جديدة، ما جعل من الصعب جداً قصف الأهداف المحمية بشكل جيد.
يقول الجنرال مارك كيلي، قائد قيادة القتال في القوات الجوية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021: «نحتاج أسلحة جيل خامس لتتماشى مع طائرات الجيل الخامس التي نملكها»، وفق ما نقلته مجلة القوات الجوية والفضائية الأميركية.
كيلي يرى أن طائرات الجيل الخامس مثل «إف 22» و«إف 35» و«بي 2» التي تمتلك خصائص شبحية ولديها بيانات من المستشعرات المدمجة لتصبح متوافقة على مستوى المعرفة، ما زالت تحمل ذخائر طائرات الجيل الرابع، مضيفاً: «نريد ذخائر يمكنها الاستفادة لأقصى مدى ممكن من إمكانيات الطائرات الشبحية الحديثة».
الكولونيل في القوات الجوية الأميركية المتقاعد مارك جنزينجر قال: «القوات الجوية في مشكلة حقيقية».
وأوضح: «أسطول القوات الجوية صغير العدد، ولا يعمل على المدى الكافي، وأسلحته ليست قاتلة كفاية بالنسبة لطبيعة النزاعات التي يُطلب منه التحضير لها».
وتابع: «القوات الجوية الأميركية تناضل للعثور على التركيبة الأمثل من المقاتلات قصيرة المدى والقاذفات بعيدة المدى، والطائرات المعاونة المسيرة، وكيف يجب أن تكون حمولتها، ولأي مدى تحلق».
وأشار أيضاً إلى أن المشكلة تظهر كذلك في ترسانة الأسلحة، قائلاً: «لدينا مخزون من الذخائر دقيقة التوجيه، لكنه صغير بالنسبة لاستخدامه في نزاع، ويميل إلى أن يكون قصير المدى».
وقال جنزينجر: «القوات الجوية تبحث عن التوازن الأمثل بين: مدى المقذوف دقيق التوجيه، وحجم رأسه الحربي، وسرعته، وتكلفته». وفقاً لتعليقات مسؤولين عسكريين في الخدمة، ومراكز بحثية، وخبراء في الصناعات العسكرية فإن ما يطلق عليه «أسلحة الجيل الخامس» تحمل مجموعة من السمات، منها:
الشبحية
أي بإمكانها تخطي الدفاعات الجوية الحديثة، ولا يمكن رصدها بسهولة سواء بالنظر أو بالوسائل الإلكترونية، ويمكنها التخفي حتى تصل إلى هدفها، ولديها مرونة في التعامل مع الهجمات الإلكترونية.
السرعة
أسلحة الجيل الخامس ستكون سريعة للغاية، فحتى إذا تم اكتشافها فلن يمكن إسقاطها قبل بلوغها الهدف. وهذه هي فكرة الصواريخ فرط الصوتية.
مدى أطول
إطلاق تلك الأسلحة من مسافات بعيدة للغاية عن الهدف هو أمر ضروري لتفادي الإطلاق من مسافات قريبة من دفاعات العدو.
حجم أصغر
الطائرات الشبحية حتى تبقى مختفية عن الرصد، يجب أن تحمل المقذوفات بداخلها، وبالتالي كلما كان المقذوف أصغر استطاعت حمل عدد كبير منه بداخلها. وأيضاً تطوير ذخائر أصغر في الحجم سيساعد القوات الجوية الأميركية على تطوير طائرات من دون طيار مقاتلة.
التعاون
بعض أسلحة الجيل الخامس سيمكنها التنسيق فيما بينها لضرب الأهداف بأفضل تتتابع ممكن، بحيث يتم إرهاق العدو، أو التعمية على الهدف الحقيقي المراد قصفه. القوات الجوية تختبر عدة أنواع من هذا «الهجوم الحاشد».
يقول الكولونيل مارك جنزينجر: «إذا اندلعت حرب في المحيط الهادئ، فسيكون هناك آلاف الأهداف المطلوب قصفها، وبالتالي يجب أن يكون لدينا عدد كبير من الأسلحة يمكننا تحمل تكلفته».
ويتابع: «عندما يكون لدينا مقذوف واحد ثمنه 2 مليون دولار، وصاروخ فرط صوتي يطلق من الجو ثمنه 14 مليون دولار، وصاروخ فرط صوتي يطلق من البر ثمنه يتراوح بين 40 إلى 50 مليون دولار، فهذه الأسلحة ليست مناسبة اقتصادياً. فالصواريخ عالية التكلفة يمكن أن تكون مناسبة لقصف هدف ذي قيمة عالية جداً، وفي زمن عملياتي ضيق، لكن لا يمكنها أن تكون ذخائر مناسبة لحملة عسكرية».
ويرجح جنزينجر أن القوات الجوية الأميركية لديها ذخائر تكفي من 10 إلى 14 يوماً من القصف متوسط الشدة.