الثورة التالية في عالم الذكاء الاصطناعي برعاية «Meta»

شعار شركة «ميتا» المالكة لتطبيقات «واتساب» و«إنستغرام» و«فيسبوك»
شعار شركة «ميتا» المالكة لتطبيقات «واتساب» و«إنستغرام» و«فيسبوك»
TT

الثورة التالية في عالم الذكاء الاصطناعي برعاية «Meta»

شعار شركة «ميتا» المالكة لتطبيقات «واتساب» و«إنستغرام» و«فيسبوك»
شعار شركة «ميتا» المالكة لتطبيقات «واتساب» و«إنستغرام» و«فيسبوك»

يبدو أن «Meta» تريد المنافسة وبقوة والبقاء على الحدود المستمرة مع الثورة التقنية في مجال الذكاء الاصطناعي وبناءً عليه أعلنت عن منتج جديد ومنافس، وهو «CM3leon». فلنناقش هذا الابتكار الجديد وماذا يعني لعالم الذكاء الاصطناعي.

«CM3leon»: القفزة التالية في عالم الذكاء الاصطناعي

يعد «CM3leon» نموذجاً أساسياً متعدد الوسائط لتحويل النص إلى صورة والعكس، مما يعني أنه يمكن استخدامه لتوليد تعليقات توضيحية للصور تلقائياً. في حين أن هذه ليست فكرة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، الجديد هو الأداء الذي يزعم «Meta» أن نموذجها الأساسي قادر على تحقيقه. ولعل الأكثر إثارة هي الطريقة التي يتم بها بناء «CM3leon».

خدمة وأداة «ميتا» الجديدة لصناعة وتوليد الصور عن طريق «PROMPT»

الابتكارات الفريدة لـ«CM3leon»

يعد أغلب الأدوات التي تتيح توليد الصور من النصوص، مثل Stable Diffusion وDALL-E وMidjourney، تعتمد على ما تُعرف بنماذج التوزيع. في حين أن هذه النماذج قد أظهرت نتائج قوية، إلا أن «Meta» أخذت مساراً مختلفاً مع «CM3leon». بدلاً من استخدام نموذج توزيع، يعتمد «CM3leon» على ما يُعرف بنموذج التسلسل التلقائي القائم على الرموز، الذي يعد أكثر تكلفة في التدريب ولكنه يُنتج صوراً بجودة ودقة أفضل عن منافسيه.

كفاءة فائقة

مع ذلك، رغم تعقيد النموذج، يُظهر «CM3leon» كفاءة مدهشة. حسبما ذكرت «Meta»، يتم تدريب «CM3leon» باستخدام الحاسوب بخمسة أضعاف أقل من الأساليب القائمة على التحويل السابقة. هذا يعني أنه يمكن أن يوفر أداءً متفوقاً بأقل تكلفة.

يمكنك عن طريق «CM3leon» إنشاء وتوليد الصور والتعديل عليها بسهولة

حقوق الصور وأخلاقيات التدريب

بعيداً عن الأداء والكفاءة، هناك جانب آخر يجعل «CM3leon» مميزاً، وهي الطريقة التي يجري بها تدريبه. بدلاً من الاستفادة من الصور المتاحة علنياً على الإنترنت -الأمر الذي أثار بعض القضايا القانونية المرتبطة بملكية الصور- تستخدم «Meta» الصور المرخصة من Shutterstock. هذا يسمح لها بتجنب القضايا المرتبطة بملكية الصور والاقتباس.

نموذج من الأداء العالي لـ«CM3leon»

المنافسون في الساحة

DALL-E

هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي من OpenAI يُمكنه إنتاج صور فريدة من نوعها من النصوص. ومع ذلك، يعتمد DALL-E على النماذج التوزيعية، والتي قد تكون أقل كفاءة من نموذج «CM3leon» القائم على الرموز.

Stable Diffusion

هي أداة أخرى شهيرة في مجال الذكاء الاصطناعي تتيح توليد الصور من النصوص. ومع ذلك، مثل DALL-E، يعتمد على نماذج التوزيع وقد لا يكون قادراً على المطابقة مع الكفاءة والجودة التي يوفرها «CM3leon».

Midjourney

هذا النموذج أيضاً يعد منافساً لـ«CM3leon»، ولكن مثل DALL-E وStable Diffusion، فإنه يعتمد على نماذج التوزيع، وقد لا يتمتع بالتماسك العالمي الذي يتمتع به «CM3leon».

الخلاصة

CM3leon ليس مجرد خطوة جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي، بل هو تقدم ثوري قد يحدد الطريق إلى المستقبل. حالياً، هو جهد بحثي ولا يزال غير واضح متى أو حتى إذا كانت «Meta» ستجعل هذه التقنية متاحة للجمهور. ومع ذلك، وبالنظر إلى الأداء القوي والكفاءة العالية لـ«CM3leon»، فمن المرجح أن نرى مزيداً من التطورات في هذا المجال قريباً.


مقالات ذات صلة

شولتس يحذر من «السذاجة» على وسائل التواصل الاجتماعي

أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس  (د.ب.أ)

شولتس يحذر من «السذاجة» على وسائل التواصل الاجتماعي

أوصى المستشار الألماني أولاف شولتس مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بإلقاء نظرة نقدية على المعلومات المنشورة هناك، محذراً من «السذاجة» في التعامل مع المعلومات.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب يشير أثناء حديثه خلال تجمع حاشد في دورال- فلوريدا في 9 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

«ميتا» ترفع بعض القيود المفروضة على حسابات ترمب

قالت شركة «ميتا» إنها قررت رفع بعض القيود التي كانت مفروضة على حسابي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على «فيسبوك» و«إنستغرام».

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ شعار منصة «ميتا» (أ.ف.ب)

وسط نزاع حول الرموز المرتبطة بغزة...«ميتا» تحظر بيع كعك يحمل رمزاً للبطيخ

اتُهمت شركة «ميتا» بالتورط في رقابة داخلية مفرطة، بعد أن حظرت بيع الكعك الذي يحمل رمزاً للبطيخ، حيث تم تفسيره على أنه رمز للعلم الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي أب فلسطيني يحمل جثمان ولده الذي قُتل في غارة إسرائيلية بمستشفى شهداء الأقصى أمس (رويترز)

«ميتا» ستزيل أي منشور يسيء استخدام مصطلح «صهيوني»

أعلنت «ميتا» الشركة الأم لمنصّتي «فيسبوك» و«إنستغرام» الثلاثاء أنها ستزيل من الآن فصاعداً كل منشور يتضمّن كلمة «صهيوني»

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
تكنولوجيا شعار منصة «ميتا» (أ.ف.ب)

«ميتا» ستزيل المزيد من المنشورات التي تستهدف «الصهاينة»

أعلنت منصة «ميتا»، الثلاثاء، أنها ستبدأ في إزالة المزيد من المنشورات التي تستهدف «الصهاينة»؛ إذ يُستخدم المصطلح للإشارة إلى الشعب اليهودي والإسرائيليين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«كراود سترايك»: 97 % من أجهزة استشعار «ويندوز» عادت للعمل

«كراود سترايك» هي شركة تكنولوجيا أميركية عملاقة تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار (شاترستوك)
«كراود سترايك» هي شركة تكنولوجيا أميركية عملاقة تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار (شاترستوك)
TT

«كراود سترايك»: 97 % من أجهزة استشعار «ويندوز» عادت للعمل

«كراود سترايك» هي شركة تكنولوجيا أميركية عملاقة تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار (شاترستوك)
«كراود سترايك» هي شركة تكنولوجيا أميركية عملاقة تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار (شاترستوك)

بعد أسبوع من الأزمة العالمية التي تسببت بها شركة «كراود سترايك» عندما أثّر تحديث في نحو 8.5 مليون جهاز يعمل بنظام «ويندوز»، سارع جورج كورتز، رئيس الشركة، إلى بثّ رسالة طمأنة، مؤكداً فيها أن 97 في المائة من أجهزة استشعار «ويندوز» عادت للعمل اعتباراً من 25 يوليو (تموز). وقال كورتز إن نجاح ذلك يعود إلى تطوير تقنيات الاسترداد التلقائي، وتعبئة جميع الموارد لدعم العملاء. كما أصدرت الشركة مراجعة أولية لما بعد الحادث (PIR) تشرح من خلالها السبب الجذري للعطل.

ماذا حدث؟

في يوم الجمعة 19 يوليو، أصدرت «كراود سترايك» تحديثاً لتكوين المحتوى لمستشعر «ويندوز» لجمع القياس عن بُعد حول تقنيات التهديد الجديدة المحتملة. وتعدّ مثل هذه التحديثات روتينية، وهي جزء من آليات الحماية الديناميكية لمنصة «فالكون». تقول الشركة: «لسوء الحظ، أدى تحديث تكوين محتوى الاستجابة السريعة هذا إلى تعطل نظام (ويندوز)».

شملت الأنظمة المتأثرة أجهزة تعمل بنظام «ويندوز» بإصدار المستشعر (7.11) وما فوق، التي كانت متصلة بالإنترنت وتلقت التحديث في ذلك التوقيت. لم تتأثر أجهزة «ماك»، و«لينكس» كما ذكرت الشركة في تقريرها، وأنه تم إصلاح الخلل بسرعة.

أثّر الانقطاع في العملاء بما في ذلك شركات الطيران والقطارات والمطارات وأنظمة الدفع ومحلات السوبر ماركت (شاترستوك)

ما الخطأ بحسب «كراود سترايك»؟

في فبراير (شباط) 2024، قدمت الشركة نوع قالب «InterProcessCommunication (IPC)» الجديد المصمم للكشف عن تقنيات الهجوم المتطورة. اجتاز نوع القالب هذا الاختبارات الأولية في 5 مارس (آذار)، مما دفع إلى إصدار نموذج قالب مماثل. بين 8 و24 أبريل (نسيان)، تم نشر 3 نماذج قالب «IPC» أخرى، وجميعها يعمل دون التسبب في مشكلات لملايين أجهزة «ويندوز». ويشار إلى أن أجهزة «لينكس (Linux)» واجهت بعض المشكلات مع «كراود سترايك» في أبريل الماضي.

في 19 يوليو، أصدرت «كراود سترايك» نموذجين إضافيين لقالب «IPC». تقول الشركة إنه «لسوء الحظ، احتوى أحد هذين النموذجين على (بيانات محتوى تسبب المشكلات) وتم نشره بسبب خطأ في «محقق المحتوى». وفي حين أن الدور المحدد لمحقق المحتوى غير مفصل، فمن المفترض أنه يتحقق من المحتوى بحثاً عن أخطاء قبل الإصدار.

سمح هذا الإهمال بتشغيل «Template Instance»، وهو في الأساس تطبيق محدد لقالب عام يحتوي على أخطاء أو تناقضات، شُغل استناداً إلى الافتراض الخاطئ بأن الاختبارات الناجحة لأنواع النماذج السابقة ضمنت سلامة إصدار 19 يوليو. أثبت هذا الافتراض أنه كارثي، مما أدى إلى «قراءة ذاكرة خارج الحدود تؤدي إلى حدوث استثناء». أدى هذا الاستثناء غير المعالج إلى تعطل نظام التشغيل «ويندوز» على نحو 8.5 مليون جهاز.

رداً على هذا الحادث، التزمت «كراود سترايك» بإجراء اختبارات أكثر صرامة لمحتوى الاستجابة السريعة في المستقبل. وأعلنت أنها تخطط لتأخير الإصدارات، ومنح المستخدمين مزيداً من التحكم في توقيت النشر، وتوفير ملاحظات إصدار شاملة.

خطأ بشري كان السبب!

في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، يرى ماهر يمّوت باحث أمني رئيسي في فريق البحث والتحليل العالمي لدى شركة «كاسبرسكي» أن السبب المحدد لانقطاع الخدمة المفاجئ لا يُعد محورياً هنا». ويشرح يمّوت أن «ما يهم هو أن خطأ بشرياً أو خطأ في العملية أدى إلى تحديث سيئ، مما تسبب في تعطل الأنظمة العالمية.» ولتقليل احتمال حدوث ذلك في المستقبل، ينصح يمّوت «بضرورة تنفيذ عملية التحديث على جانب العميل لترتيب التحديثات، بدلاً من الاعتماد فقط على التحديثات التلقائية من المصدر».

يُتخوَّف من استغلال المقرصنين لحادثة «كراود سترايك» لإنشاء مواقع ويب وهمية للاسترداد وصفحات تصيّد أخرى (شاترستوك)

استغلال من المقرصنين

كان خبراء ووكالات الأمن السيبراني قد حذّروا من موجات قرصنة قد يتعرّض لها المستخدمون مرتبطة بالحادث. وطالبت وكالات الأمن السيبراني في المملكة المتحدة وأستراليا الأشخاص بتوخي الحذر من رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات والمواقع الإلكترونية المزيفة التي تتظاهر بأنها رسمية. وقالت الوكالات إنها لاحظت بالفعل زيادة في عمليات التصيد الاحتيالي التي تشير إلى هذا الانقطاع، حيث تسعى الجهات الخبيثة الانتهازية إلى الاستفادة من الموقف. وحث جورج كورتز، رئيس شركة «كراود سترايك» المستخدمين على التأكد من التحدث إلى ممثلين رسميين من الشركة قبل تحميل أي تحديثات.

وأفاد ماهر يمّوت بأن مجرمي الإنترنت يقومون بإنشاء مواقع ويب وهمية للاسترداد، وصفحات تصيد أخرى لمحاولة خداع المستخدمين المتأثرين بانقطاع تكنولوجيا المعلومات هذا. وأوضح خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن ذلك يسمى «تكتيك الهندسة الاجتماعية الذي يستخدمه المحتالون غالباً لاستغلال الأشخاص في أثناء حوادث عالمية مماثلة».

تفسيرات ومناقشات واسعة النطاق

أثار الحادث مناقشات وانتقادات كثيرة دفعت البعض للتعمق في الكود المحدد الذي أدى إلى التعطل، بينما يشكك آخرون في فاعلية العمليات الداخلية لشركة «كراود سترايك». وقد تم استدعاء الرئيس التنفيذي لشرح هذا الفشل من قبل لجنة الأمن الداخلي الأميركية، مسلطاً الضوء على أهمية الحدث. وقد تسبب الحادث في اضطرابات تتجاوز المجال التقني، مؤثراً في الشركات والأفراد الذين يعتمدون على عمليات الكومبيوتر المستمرة، العاملة بنظام «ويندوز».

يؤكد خطأ «كراود سترايك» أهمية عمليات الاختبار والتحقق القوية في تطوير البرامج، خصوصاً لمنتجات الأمان التي تحمي ملايين الأجهزة. وربما يشكّل التزام الشركة بتحسين إجراءاتها والشفافية في التعامل مع العواقب خطوةً حاسمةً في استعادة ثقة المستخدم ومنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.