بمشاركة روبوتات وبشر... انطلاق قمة عالمية للذكاء الاصطناعي

لقطة للروبوت نادين الذي يحاكي العواطف و«يتذكر» الأشخاص (أ.ف.ب)
لقطة للروبوت نادين الذي يحاكي العواطف و«يتذكر» الأشخاص (أ.ف.ب)
TT

بمشاركة روبوتات وبشر... انطلاق قمة عالمية للذكاء الاصطناعي

لقطة للروبوت نادين الذي يحاكي العواطف و«يتذكر» الأشخاص (أ.ف.ب)
لقطة للروبوت نادين الذي يحاكي العواطف و«يتذكر» الأشخاص (أ.ف.ب)

انضمت مجموعة من الروبوتات إلى آلاف المشاركين حضورياً وعبر الإنترنت في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي «من أجل الصالح العام» التي ينظمها الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) في مدينة جنيف السويسرية، اليوم (الخميس)، وتستمر حتى الجمعة.

ويعد هذا المؤتمر الذي تقوده الأمم المتحدة فرصة غير مسبوقة لتمكين مبتكري الذكاء الاصطناعي من مواجهة التحديات العالمية وإظهار قدرة الروبوتات القائمة على الذكاء الاصطناعي في مكافحة الحرائق وتقديم المساعدات لتوفير الرعاية الصحية والزراعة بشكل مستدام.

دور الذكاء الاصطناعي في الاستدامة

تتناول القمة محاور، أبرزها يتعلق بالتعاون بين الإنسان والروبوت في التصنيع والمساعدة عن طريق أداء بعض المهام الحركية. وتبحث أيضاً دور الذكاء الاصطناعي في معالجة المشكلات الأكثر إلحاحاً على كوكب الأرض.

وترمي سلسلة مؤتمرات الأمم المتحدة هذه إلى تحديد تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي تركز على استعمالاته للمساعدة في تلبية الاحتياجات الأساسية للبشر.

وأوضحت الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات دورين بوغدان مارتن خلال القمة العالمية أنه «يتعين علينا المشاركة وضمان مستقبل مسؤول مع الذكاء الاصطناعي». وأضافت: «أشعر بالفخر بأن تتوسع المبادرة العالمية للذكاء الاصطناعي من عمل على مستوى مجموعات صغيرة مركزة إلى هذا المستوى العالمي».

التفاعل بين المشاركين والروبوتات

النسخة الأحدث للروبوت صوفيا (أ.ف.ب)

وخلال جلسات اليوم الأول للحدث، اعتلت المسرح مجموعة من الروبوتات التي تتمتع بمهارات تقديم الرعاية مثل «نادين»، وهو روبوت اجتماعي يحاكي العواطف و«يتذكر» الأشخاص - وهي المهارات التي استخدمها بالفعل مع المقيمين في منازل المسنين أو المتقاعدين. كما تشارك أيضاً الروبوت «صوفيا»، وهي أول روبوت سفير للابتكار لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس تفاعله مع الروبوت صوفيا «بالمدهش»، ونوه بالتطور التي طرأ على الروبوت منذ لقائه بها في عام 2018. وأشار خلال كلمته إلى «الدور الواسع الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية وتطوير الأدوية»، واصفاً مستقبل الرعاية الصحية بـ«الرقمي». وقال: «من المهم جداً ضبط ذلك الاستخدام بمعايير وممارسات أخلاقية».

الذكاء الاصطناعي والفضاء

لقطة لفاندي فارما نائب المدير لأنظمة التنقل والروبوتات في «ناسا» من المؤتمر

وكان من بين المتحدثين في الجلسات الأولى فاندي فارما نائب المدير لأنظمة التنقل والروبوتات في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» التي قدمت شرحا لافتا عن مركبة «بيرسفيرنس» Perseverance التي هبطت على سطح المريخ في فبراير (شباط) 2021. وأعلنت فارما أن «بيرسفيرنس» نجحت في جمع الكثير من العينات من أماكن مختلفة سيعود بها إلى الأرض صاروخ صغير يحمله مسبار استرداد العينات سيصل إلى المريخ عام 2030.

وبمجرد إطلاق العينة، ستلتقطها مركبة فضائية أخرى في مدار المريخ، ثم تنقلها إلى الأرض. وأضافت خلال كلمتها إن «نجاح هذه المهمة يعود إلى التعاون الدولي في مجال الفضاء وخاصة مع وكالة الفضاء الأوروبية، وذلك بفضل مزج قدرات الذكاء الاصطناعي مع مركبات الفضاء الروبوتية».

وعلى الرغم من استمرار الذكاء الاصطناعي في نشر قدرات تعلم جديدة وأكثر قوة، لا تزال الأطر السياسية والتنظيمية المتعلقة به في المرحلة الأولية من تكوينها. وتتعلق المسائل الرئيسية بطرق ودقة استعمال أدوات الذكاء الاصطناعي في ما يخص البشر و«تطوير التحيز في نماذج التعلم الآلي والبيانات المستعملة لتدريبها»، كما يقول محمد الكاف الهاشمي المؤسس والشريك لمشروع العملة الإسلامية Islamic Coin.

تحديات ضبط استخدام الذكاء الاصطناعي

وأضاف الهاشمي لـ«الشرق الأوسط»، أن «ذلك يجب ألا يحصل على مستوى الدول بشكل منفرد، لأن برمجة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تتم من أي مكان في العالم، بل يجب أن تكون هناك جهة تنظم وتراقب هذه المعايير على مستوى عالمي». وشدد في حديثه على «أهمية وضع معايير تفرض على المطورين بناء برمجيات بطريقة أخلاقية، لأن الذكاء الاصطناعي قد يكون خطيراً بقدر ما هو مفيد في حال لم يتم ضبط استخدامه».

يوفر الذكاء الاصطناعي، عبر كثير من القطاعات، مزايا من الخدمات الجديدة والمبتكرة، وإمكانية تحسين النطاق والسرعة والدقة. كما يساعد في نقل نماذج الأعمال والسياسات والأساليب التنظيمية من التحليل الوصفي وتحديد الاتجاهات إلى نماذج ونُهج أكثر حساسية واستباقية وقائمة على الأدلة، مثل استعمال الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأنماط في مواطن الضعف المتعلقة بالصحة ومخاطر التأمين، من بين كثير من التطبيقات الأخرى.

وتشهد القمة العالمية جلسات أسئلة وأجوبة مباشرة مع أصحاب رؤى الذكاء الاصطناعي، مثل المخترع وعالم الحاسوب الأميركي رايموند كورزويل. وستتميز أيضاً بتنظيم أول مؤتمر صحافي تجيب فيه الروبوتات على أسئلة الصحافيين يوم الجمعة.


مقالات ذات صلة

تقرير: هاتف «آيفون» الجديد سيستخدم تكنولوجيا رقائق «آرم»

تكنولوجيا رجل يحمل هاتف «آيفون» (أ.ب)

تقرير: هاتف «آيفون» الجديد سيستخدم تكنولوجيا رقائق «آرم»

ذكرت صحيفة «فايننشيال تايمز» اليوم، أن المعالج «إيه 18» الذي من المقرر أن يكون في أحدث هواتف «آيفون» صُنع باستخدام تصميم شريحة «في 9»، وهو أحدث تصميم لـ«آرم».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الملياردير الأميركي بيل غيتس (رويترز)

بيل غيتس يقرّ بأن لا حل لمشكلة المعلومات المضلِّلة

يقول غيتس لشبكة «سي إن بي سي» إن «المعلومات المضللة هي المشكلة التي تم تسليمها إلى الجيل الأصغر سناً».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا بافل دوروف مؤسس ورئيس تطبيق المراسلة «تلغرام» (أ.ب)

مؤسس «تلغرام» يدافع عن تطبيقه ويهاجم السلطات الفرنسية

شنّ بافل دوروف، مؤسس ورئيس تطبيق المراسلة «تلغرام»، هجوماً حاداً على السلطات الفرنسية لتوقيفها إياه وتوجيهها إليه اتهامات قضائية بسبب نشر تطبيقه محتويات غير…

«الشرق الأوسط» (باريس)
تكنولوجيا باحثون منحوا فطراً جسماً روبوتياً وتركوه يتجول بحرية (فيديو)

باحثون منحوا فطراً جسماً روبوتياً وتركوه يتجول بحرية (فيديو)

منح باحثون فطراً جسماً روبوتياً ليكتشفوا كيف يمكن لعالم الفطريات أن يتفاعل مع التكنولوجيا الحديثة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يمكن للنظام الجديد اكتشاف نداءات الطيور وتحديد الأنواع المختلفة (جمعية ماكس بلانك)

توظيف الذكاء الاصطناعي لتتبع هجرة الطيور

حقّق فريق بحثي دولي مشترك تقدماً كبيراً في تتبع مسارات الطيور عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير نظام شامل للكشف عن النداءات الليلية الدقيقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هل أنت مستعد للذكاء الاصطناعي في هاتفك أو كومبيوترك المقبل؟

هل أنت مستعد للذكاء الاصطناعي في هاتفك أو كومبيوترك المقبل؟
TT

هل أنت مستعد للذكاء الاصطناعي في هاتفك أو كومبيوترك المقبل؟

هل أنت مستعد للذكاء الاصطناعي في هاتفك أو كومبيوترك المقبل؟

كما يبدو، فإنك أينما ذهبت ستجد شخصاً يتحدث عن الذكاء الاصطناعي (أو يحذر منه). ويبدو أن الذكاء الاصطناعي هو الأمر الكبير التالي في الكومبيوترات وفي حياتنا.

في الواقع، فإن الذكاء الاصطناعي هو نوعاً ما، الحدث الكبير الحالي، إذ إن «تشات جي بي تي» وغيره من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ازدهار الآن.

مجموعات الذكاء الاصطناعي

لكن شركات مثل «مايكروسوفت»، و«أبل»، و«غوغل» تدفع بالذكاء الاصطناعي إلى المقدمة، وإلى المركز، في أحدث إصدارات أنظمة التشغيل والمتصفحات الخاصة بها.

ماذا يعني هذا بالنسبة للشخص العادي الذي يتسوّق لشراء كومبيوتر أو هاتف جديد؟ ما الذي يجب أن تبحث عنه للاستفادة من الذكاء الاصطناعي؟

إن الكومبيوتر الشخصي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي هو مجرد نظام مصمم للتعامل بشكل أفضل مع طلبات الذكاء الاصطناعي. إذا كنت تتسوق للحصول على أكثر من مجرد كومبيوتر أو هاتف أساسي، فمن المحتمل أن يتميز بمعالج عصبي مصمم للتعامل مع مهام معالجة الذكاء الاصطناعي.

إذا كنت تتسوق لشراء كومبيوتر يعمل بنظام «مايكروسوفت ويندوز»، يمكنك البدء في البحث عن مفتاح بلوحة مفاتيح مخصص لـ«مايكروسوفت كوبايلوت (Microsoft Copilot)»، وهي تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة به.

كما أعلنت «أبل» عن مجموعة أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها التي ستُدرج في إصدار هذا العام من «ماك أو إس سيكويا (MacOS Sequoia)»، و«آي أو إس 18 (iOS 18)»، لكن طرحها سوف يستغرق وقتاً أطول. ستكون إصدارات نظام التشغيل الأحدث متاحة في سبتمبر (أيلول)، لكن من المحتمل أن تستغرق ميزات الذكاء الاصطناعي الرائعة جميعها وقتاً أطول للظهور.

بالنسبة لمستخدمي «ويندوز»، و«ماك»، كلما كان الكومبيوتر الخاص بهم أقدم، قلّ توافقه مع تكرارات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم.

أجهزة متوافقة

للاستفادة من مجموعة أدوات الذكاء الاصطناعي من «أبل»، ستحتاج إلى جهاز «ماك» مزود بمعالج «أبل إم-سيريس»، ويُفضل أن يكون «إم 3» أو «إم 4».

وسيحتاج مستخدمو «آيفون» إلى هاتف «آيفون 15» أو أحدث؛ للحصول على أحدث ميزات الذكاء الاصطناعي جميعها.

تقول «غوغل» إن مستخدمي «أندرويد» سيحصلون على «جيميناي (Gemini)»، وهو «نوع جديد من المساعدين الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدتك على أن تكون أكثر إبداعاً وإنتاجية». بالإضافة إلى ذلك، ستمنحك الهواتف الأحدث ذات المعالجات الأسرع أفضل أداء مع مجموعة كاملة من الميزات. لن تتوافق الأجهزة القديمة مع جميع وظائف الذكاء الاصطناعي الجديدة.

مع تقدمنا في عالم الذكاء الاصطناعي، ستصبح هذه الميزات متشابكة أكثر فأكثر مع نظام التشغيل، وسنصل إلى النقطة التي لا يمكننا فيها إيقاف تشغيلها أو تجاهلها.

إذا كنت ترغب حقاً في تجنب الذكاء الاصطناعي، فإن تأجيل الترقية إلى أحدث إصدارات نظام التشغيل سيكون شيئاً يمكنك فعله لفترة من الوقت، ولكننا في النهاية سوف نستخدم جميعاً الحواسيب والهواتف المزودة بالذكاء الاصطناعي.

• خدمات «تريبيون ميديا»