سيّارتكم تتجسّس عليكم: كيف تحدّدون البيانات التي تجمعها وتحذفونها؟

سيّارتكم تتجسّس عليكم: كيف تحدّدون البيانات التي تجمعها وتحذفونها؟
TT

سيّارتكم تتجسّس عليكم: كيف تحدّدون البيانات التي تجمعها وتحذفونها؟

سيّارتكم تتجسّس عليكم: كيف تحدّدون البيانات التي تجمعها وتحذفونها؟

يمكن وصف السيّارات الحديثة بالكمبيوترات المزوّدة بعجلات لأنّ العربة العادية تضمّ في هذه الأيّام أكثر من 1400 رقاقة إلكترونية. وهذه السيّارات جميعها متّصلة بالإنترنت طبعاً، وهذا يعني أنّها تستطيع جمع بياناتكم.

بمعنى آخر، سيّارتكم اليوم، شأنها شأن الهاتف الذكي، والكمبيوتر، والجهاز اللوحي – نعم، تتنصّت عليكم.

كما وتوجد أيضاً برامج تلصّص يجب أن تقلقوا بشأنها. إذن، ما البيانات التي تجمعها عربتكم؟ سنعرّفكم فيما يلي على أداة جديدة تستعرض لكم كلّ المعلومات التي تملكها السيارة عنكم.

جمع البيانات

تقدم شركة «برايفسي فور كارز» Privacy4Cars، «تقرير خصوصية العربة» The Vehicle Privacy Report... وتعمل الشركة على إزالة البيانات الشخصية المزامنة من السيارات المستعملة قبل بيعها من جديد، وهذه هي الطريقة التي يعتمدها صانعو السيارات للالتزام بقوانين الخصوصية.

ولكن توجد طريقة تتيح لكم الاطلاع على عمل الشركة. كلّ ما عليكم فعله هو إدخال رقم تعريف المركبة الخاص بسيارتكم في الأداة، التي ستعمل بدورها على كشف كل سياسات الخصوصية المتعلقة بالشركة التي صنعت عربتكم.

نستعرض لكم فيما يلي المعلومات التي قد تجدونها عند إدخال رقم تعريف المركبة الخاصة بكم:

* تفاصيل مثل اسمكم، وعنوانكم، وعنوان بريدكم الإلكتروني، ورقم رخصة قيادتكم.

* بيانات الموقع التي تظهر أين أنتم وأين ذهبتم.

* بيانات قياسات حيوية (بيومترية) جمعها ميكروفون وكاميرا السيارة.

* تسجيلات صوتية جمعها مساعد السيارة الصوتي.

* بيانات مزامنة مع أجهزتكم المتصلة كسجلات الاتصالات، والرسائل النصية، أو جهات الاتصال.

تستعرض الأداة أيضاً الأطراف التي تمّت مشاركة معلوماتكم معها كشركات التأمين، والحكومة، وسماسرة البيانات.

وإذا كنتم تستخدمون الـGPS، وتوجهون أسئلة حول الاتجاهات، أو تجرون اتصالات عبر «كار بلاي» من «آبل» أو «أندرويد أوتو»، هذا يعني أنّ سيارتكم تملك على الأرجح معلومات أكثر خصوصية عنكم.

إزالة البيانات

وتقول كيم كوماندو في «يو إس إي توداي»، إن أحد أعضاء فريقها التقني، أزال «تقرير خصوصية العربة» لسيارة من نوع «كيا» جميع المعلومات المتعلقة بها. وتستخدم شركة «كيا» المعلومات التي تجمعها للتنبؤ بـ«تفضيلاتكم، ومزاياكم، وميولكم، وسلوككم، وطباعكم، ومعلومات أخرى مشابهة».

تشارك الشركة الكورية المنتجة للسيارات هذه المعلومات مع الشركات الأساسية والفرعية المرتبطة بها، ومزوّدي الخدمات (شركات التحاليل السوقية، ووكالات الإعلانات، والشبكات الاجتماعية).

وتشارك الشركة أيضاً معلوماتكم مع الحكومة عند طلب الأخيرة. ولكن توجد وسيلة تتيح لكم حذف هذه البيانات من سيارتكم.

كيف تحذفون بيانات التعقّب من سيّارتكم؟ تقدّم لكم شركة «برايفسي فور كارز» تطبيقاً مجّانياً متوفراً على أجهزة أندرويد وiOS يحذف معلوماتكم الشخصية من العربات التي تقودونها أو التي تتصلون بها. تتضمّن هذه المعلومات سجلات هاتفكم، وسجل الاتصالات، والرسائل النصية، وتاريخ الملاحة، وعنوان المنزل، ورموز باب المرأب، وكلمات المرور، والبيانات الحيوية، والمعلومات الثبوتية الخاصة بالعربة.

يضمّ التطبيق تعليمات بصرية مفصّلة تسهّل عليكم إزالة معلوماتكم الشخصية من السيارة. ننصحكم باستخدام «برايفسي فور كارز» بعد استخدام سيّارة مستأجرة، أو مشاركة سيّارة أجرة، أو حتّى بيع سيارتكم الخاصة.


مقالات ذات صلة

أسعار المستهلكين في الصين ترتفع بأبطأ وتيرة خلال 4 أشهر

الاقتصاد متسوّقون يشترون الطماطم داخل سوق في بكين (رويترز)

أسعار المستهلكين في الصين ترتفع بأبطأ وتيرة خلال 4 أشهر

ارتفعت أسعار المستهلكين في الصين بأبطأ وتيرة في أربعة أشهر خلال أكتوبر، في حين انخفضت أسعار المنتجين بوتيرة أكبر، وذلك على الرغم من برامج التحفيز الحكومية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مشاة يمرون أمام مقر شركة «تويوتا» لصناعة السيارات في العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

تباطؤ الإنتاج يوقف مسيرة أرباح «تويوتا» القياسية

أعلنت «تويوتا موتور» يوم الأربعاء، عن أول انخفاض في أرباحها ربع السنوية في عامين.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد سيارات صينية معدة للتصدير في ميناء «يانتاي» شرق البلاد (أ.ف.ب)

ترطيب لأزمة الرسوم الكندية - الصينية عقب الإعلان عن «إعفاء مؤقت»

هبطت العقود الآجلة لدقيق الكانولا في الصين، الاثنين، على أمل أن تخفّف بكين تحقيق مكافحة الإغراق.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد زوار في «معرض باريس الدولي للسيارات» يشاهدون سيارة «أيتو 7» الصينية الكهربائية داخل إحدى القاعات (أ.ف.ب)

الصين تدعو إلى محادثات مباشرة مع أوروبا بشأن رسوم السيارات

دعت الصين الاتحاد الأوروبي إلى إرسال فريق فني لمواصلة المرحلة التالية من المفاوضات «وجهاً لوجه» بشأن السيارات الكهربائية.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد منظر جوي لمحطة حاويات في ميناء هامبورغ (رويترز)

أميركا لا تزال أكبر سوق تصدير للاقتصاد الألماني

لا تزال الولايات المتحدة الأميركية أكبر سوق لتصدير المنتجات الألمانية، وفق بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني.

«الشرق الأوسط» (برلين)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».