«تويتر» تتهم «مايكروسوفت» باستغلال بياناتها

إخفاق محادثات إقامة مصنع لـ«تسلا» بالهند

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
TT

«تويتر» تتهم «مايكروسوفت» باستغلال بياناتها

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

اتهم إيلون ماسك «مايكروسوفت» بأنها لم تحترم اتفاقها مع «تويتر» في شأن استخدام بيانات شبكة التواصل الاجتماعي، ويندرج هذا الاتهام ضمن السباق إلى الذكاء الاصطناعي الذي يتصف بنهمه الكبير إلى البيانات الرقمية.

شعار «مايكروسوفت» في «المؤتمر العالمي للجوال» ببرشلونة... اتهم إيلون ماسك الشركة بأنها لم تحترم اتفاقها مع «تويتر» في شأن استخدام بيانات شبكة التواصل الاجتماعي (أ.ف.ب)

وقال وكيل إيلون ماسك، المحامي أليكس سبيرو، في رسالة وجهها، الخميس، إلى رئيس مجموعة المعلوماتية الأميركية، ساتيا ناديلا، واطلعت وكالة الصحافة الفرنسية على مضمونها: «يبدو أن (مايكروسوفت) استخدمت واجهة برمجة تطبيقات (تويتر) لأغراض غير مصرح بها».

وأكّدت «تويتر» أن «مايكروسوفت» استخدمت بيانات أكثر مما كان مسموحاً لها به، وزودت جهات حكومية بعض هذه البيانات من دون إذن. كذلك أشارت المنصة التي اشتراها رئيس شركة «تسلا» في أكتوبر (تشرين الأول) إلى أن «(مايكروسوفت) رفضت حتى دفع سعر مخفض للاستمرار في الوصول إلى واجهة برمجة تطبيقات (تويتر) ومحتواها».

شعار «تويتر» على مقر الشركة في سان فرنسيسكو بكاليفورنيا (أ.ف.ب)... أعلنت شبكة «تويتر» في مارس أنها تسعى إلى تعزيز وضعها المالي

وتتيح واجهات برمجة التطبيقات لشركات أخرى مثل «مايكروسوفت» تطوير أدوات لمنتجاتها الخاصة من برامج الإعلانات المتسللة، والتطبيقات السحابية، وما إلى ذلك. وأشارت الرسالة إلى أن «برامج (مايكروسوفت) تمكنت رغم القيود من الوصول إلى واجهات برمجة تطبيقات (تويتر) أكثر من 780 مليون مرة، واسترجعت أكثر من 26 مليار تغريدة عام 2022 وحده».

وأكدت «مايكروسوفت» أنها تلقت مراجعات من وكلاء المنصة في شأن «استخدامها السابق واجهات برمجة تطبيقات (تويتر) المجانية». وقال ناطق باسم الشركة في بيان: «سنراجع هذه الأسئلة ونرد بشكل مناسب»، مؤكداً التطلع إلى «مواصلة الشراكة الطويلة الأمد» مع «تويتر».

وأعلنت شبكة «تويتر» في مارس (آذار)، في إطار سعيها إلى تعزيز وضعها المالي، أن على المطورين دفع المزيد لقاء خدماتها وبياناتها.

واتهم ماسك الشهر الماضي «مايكروسوفت» بأنها «تدرّب بطريقة غير شرعية» تقنياتها القائمة على الذكاء الاصطناعي بواسطة بيانات «تويتر». وكتب في تغريدة: «لقد حان وقت المحاكمة».

وفي شأن منفصل يتعلق بماسك، أجرى وفد من شركة «تسلا» الأميركية محادثات مع الحكومة الهندية مؤخراً - بعد عام من تعثر المفاوضات بين الجانبين - من دون التوصل إلى اتفاق بشأن بناء مصنع للسيارات الكهربائية في البلاد.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن مصادر مطلعة قولها إنه في حين أن الشركة الأميركية تتطلع إلى بناء مصنع محلي للاستفادة من حجم الطلب الضخم على السيارات في الهند، فإنها لم تتقدم بخطة رسمية في هذا الشأن للحكومة الهندية.

شعار شركة تصنيع السيارات الكهربائية «تسلا» (رويترز)... أجرى وفد من شركة «تسلا» الأميركية محادثات مع الحكومة الهندية مؤخراً - بعد عام من تعثر المفاوضات بين الجانبين - دون التوصل إلى اتفاق بشأن بناء مصنع للسيارات الكهربائية في البلاد

وأضافت المصادر أن مسؤولي «تسلا» أعربوا عن قلقهم إزاء ارتفاع الرسوم الضريبية على السيارات المستوردة، خلال الاجتماع الذي عقد هذا الأسبوع، ولكن حكومة نيودلهي لا تعتزم تغيير نظامها الضريبي لتتماشى مع متطلبات شركة سيارات واحدة.

وكانت المحادثات بين «تسلا» ونيودلهي تعثرت العام الماضي بعدما أصرت حكومة رئيس الوزراء ناريندا مودي على بيع سيارات محلية الصنع فقط في البلاد، في حين كانت «تسلا» تريد في البداية استيراد سيارات برسوم أقل لقياس حجم الطلب في البلاد. ولا تريد نيودلهي أن تستورد «تسلا» سيارات للهند من مصنع الشركة في شنغهاي.

وكانت «تسلا» فاتحت دولاً أسيوية أخرى بشأن إقامة مصنع لها على أراضيها. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ذكر مكتب الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، أن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا»، قال إنه يعدّ كوريا الجنوبية مرشحاً رئيسياً لهذا الاستثمار. ومن جانبه، قال ماسك إنه سوف يتخذ قراره بشأن القيام بأي استثمارات بعد مراجعة شاملة لظروف الاستثمار، بما في ذلك العمالة والتكنولوجيا.

وفي سياق منفصل، تجاوزت مبيعات سيارات الـ«هاتشباك» الكهربائية وسيارات «السيدان» الصغيرة، مبيعات السيارات الرياضية في الهند.

وبلغت مبيعات السيارات الـ«هاتشباك» الكهربائية أكثر من نصف الـ32 ألف مركبة كهربائية للركاب، التي بيعت في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2023. وأدى التوافر الواسع للنماذج، ذات الأسعار المعقولة وزيادة عمليات الشراء من قبل مشغلي السيارات الأجرة، إلى تعزيز الطلب على مثل هذه المركبات الكهربائية، وفق وكالة «بلومبرغ» يوم الجمعة.

وبلغ عدد سيارات «تياغو» الكهربائية، التي تنتجها شركة «تاتا موتورز»، 12 ألفاً و235 من الوحدات التي بيعت. وتجذب السيارات الـ«هاتشباك»، التي يبلغ سعرها 849 ألف روبية (10300 دولار)، مشترين من القطاع الخاص، يبحثون عن مركبة صغيرة ذات سعر معقول، للتنقلات اليومية القصيرة.

وتحظى السيارات الأصغر بشعبية لدى مشغلي السيارات الأجرة الكهربائية، الذين يوسعون أساطيلهم وسط انتعاش في النقل العام بعد جائحة «كوفيد19». وتعدّ السيارات «تيغو إي في سيدان» التي تنتجها شركة «تاتا»، التي حققت 10 في المائة من المبيعات من يناير (كانون الثاني) إلى أبريل (نيسان) العام الحالي، من النماذج الأكثر شعبية بين هؤلاء العملاء.


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك رئيس شركة «تسلا» ومنصة «إكس» (أ.ب)

إيلون ماسك يسخر من مسؤول كبير في «الناتو» انتقد إدارته لـ«إكس»

هاجم إيلون ماسك، بعد تعيينه مستشاراً للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مسؤولاً كبيراً في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الملياردير الأميركي إيلون ماسك مالك منصة «إكس» (رويترز)

صحف فرنسية تقاضي «إكس» بتهمة انتهاك مبدأ الحقوق المجاورة

أعلنت صحف فرنسية رفع دعوى قضائية ضد منصة «إكس» بتهمة استخدام المحتوى الخاص بها من دون دفع ثمنه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الملياردير الأميركي إيلون ماسك يتحدث خلال تجمع انتخابي لترمب (أ.ف.ب)

إهانة عبر «إكس»: ماسك يصف المستشار الألماني بـ«الأحمق»... وبرلين ترد بهدوء

وجّه إيلون ماسك إهانة مباشرة للمستشار الألماني أولاف شولتس عبر منصة «إكس»، في وقت تشهد فيه ألمانيا أزمة حكومية.

«الشرق الأوسط» (أوستن (الولايات المتحدة))
العالم الانشغال الزائد بالتكنولوجيا يُبعد الأطفال عن بناء صداقات حقيقية (جامعة كوينزلاند) play-circle 00:32

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

تعتزم الحكومة الأسترالية اتخاذ خطوات نحو تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

هل وصل الذكاء الاصطناعي إلى حدوده القصوى؟

لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
TT

هل وصل الذكاء الاصطناعي إلى حدوده القصوى؟

لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)

هل وصلت نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى طريق مسدود؟ منذ إطلاق «تشات جي بي تي» قبل عامين، بعث التقدم الهائل في التكنولوجيا آمالاً في ظهور آلات ذات ذكاء قريب من الإنسان... لكن الشكوك في هذا المجال تتراكم.

وتعد الشركات الرائدة في القطاع بتحقيق مكاسب كبيرة وسريعة على صعيد الأداء، لدرجة أن «الذكاء الاصطناعي العام»، وفق تعبير رئيس «أوبن إيه آي» سام ألتمان، يُتوقع أن يظهر قريباً.

وتبني الشركات قناعتها هذه على مبادئ التوسع، إذ ترى أنه سيكون كافياً تغذية النماذج عبر زيادة كميات البيانات وقدرة الحوسبة الحاسوبية لكي تزداد قوتها، وقد نجحت هذه الاستراتيجية حتى الآن بشكل جيد لدرجة أن الكثيرين في القطاع يخشون أن يحصل الأمر بسرعة زائدة وتجد البشرية نفسها عاجزة عن مجاراة التطور.

وأنفقت مايكروسوفت (المستثمر الرئيسي في «أوبن إيه آي»)، و«غوغل»، و«أمازون»، و«ميتا» وغيرها من الشركات مليارات الدولارات وأطلقت أدوات تُنتج بسهولة نصوصاً وصوراً ومقاطع فيديو عالية الجودة، وباتت هذه التكنولوجيا الشغل الشاغل للملايين.

وتعمل «إكس إيه آي»، شركة الذكاء الاصطناعي التابعة لإيلون ماسك، على جمع 6 مليارات دولار، بحسب «سي إن بي سي»، لشراء مائة ألف شريحة من تصنيع «نفيديا»، المكونات الإلكترونية المتطورة المستخدمة في تشغيل النماذج الكبيرة.

وأنجزت «أوبن إيه آي» عملية جمع أموال كبيرة بقيمة 6.6 مليار دولار في أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، قُدّرت قيمتها بـ157 مليار دولار.

وقال الخبير في القطاع غاري ماركوس «تعتمد التقييمات المرتفعة إلى حد كبير على فكرة أن النماذج اللغوية ستصبح من خلال التوسع المستمر، ذكاء اصطناعياً عاماً». وأضاف «كما قلت دائماً، إنه مجرد خيال».

- حدود

وذكرت الصحافة الأميركية مؤخراً أن النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو وكأنها وصلت إلى حدودها القصوى، ولا سيما في «غوغل»، و«أنثروبيك» (كلود)، و«أوبن إيه آي».

وقال بن هورويتز، المؤسس المشارك لـ«a16z»، وهي شركة رأسمال استثماري مساهمة في «أوبن إيه آي» ومستثمرة في شركات منافسة بينها «ميسترال»: «إننا نزيد (قوة الحوسبة) بالمعدل نفسه، لكننا لا نحصل على تحسينات ذكية منها».

أما «أورايون»، أحدث إضافة لـ«أوبن إيه آي» والذي لم يتم الإعلان عنه بعد، فيتفوق على سابقيه لكن الزيادة في الجودة كانت أقل بكثير مقارنة بالقفزة بين «جي بي تي 3» و«جي بي تي 4»، آخر نموذجين رئيسيين للشركة، وفق مصادر أوردتها «ذي إنفورميشن».

ويعتقد خبراء كثر أجرت «وكالة الصحافة الفرنسية» مقابلات معهم أن قوانين الحجم وصلت إلى حدودها القصوى، وفي هذا الصدد، يؤكد سكوت ستيفنسون، رئيس «سبيلبوك»، وهي شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي القانوني التوليدي، أن «بعض المختبرات ركزت كثيراً على إضافة المزيد من النصوص، معتقدة أن الآلة ستصبح أكثر ذكاءً».

وبفضل التدريب القائم على كميات كبيرة من البيانات المجمعة عبر الإنترنت، باتت النماذج قادرة على التنبؤ، بطريقة مقنعة للغاية، بتسلسل الكلمات أو ترتيبات وحدات البكسل. لكن الشركات بدأت تفتقر إلى المواد الجديدة اللازمة لتشغيلها.

والأمر لا يتعلق فقط بالمعارف: فمن أجل التقدم، سيكون من الضروري قبل كل شيء أن تتمكن الآلات بطريقة أو بأخرى من فهم معنى جملها أو صورها.

- «تحسينات جذرية»

لكنّ المديرين في القطاع ينفون أي تباطؤ في الذكاء الاصطناعي. ويقول داريو أمودي، رئيس شركة «أنثروبيك»، في البودكاست الخاص بعالم الكمبيوتر ليكس فريدمان «إذا نظرنا إلى وتيرة تعاظم القدرات، يمكننا أن نعتقد أننا سنصل (إلى الذكاء الاصطناعي العام) بحلول عام 2026 أو 2027».

وكتب سام ألتمان الخميس على منصة «إكس»: «ليس هناك طريق مسدود». ومع ذلك، أخّرت «أوبن إيه آي» إصدار النظام الذي سيخلف «جي بي تي - 4».

وفي سبتمبر (أيلول)، غيّرت الشركة الناشئة الرائدة في سيليكون فالي استراتيجيتها من خلال تقديم o1، وهو نموذج من المفترض أن يجيب على أسئلة أكثر تعقيداً، خصوصاً في مسائل الرياضيات، وذلك بفضل تدريب يعتمد بشكل أقل على تراكم البيانات مرتكزاً بدرجة أكبر على تعزيز القدرة على التفكير.

وبحسب سكوت ستيفنسون، فإن «o1 يمضي وقتاً أطول في التفكير بدلاً من التفاعل»، ما يؤدي إلى «تحسينات جذرية».

ويشبّه ستيفنسون تطوّر التكنولوجيا باكتشاف النار: فبدلاً من إضافة الوقود في شكل بيانات وقدرة حاسوبية، حان الوقت لتطوير ما يعادل الفانوس أو المحرك البخاري. وسيتمكن البشر من تفويض المهام عبر الإنترنت لهذه الأدوات في الذكاء الاصطناعي.