أطلق مصطفى سليمان، أحد مؤسسي مختبر «ديب مايند» التابع لـ«غوغل»، شركة ذكاء صناعي جديدة أسماها «إنفلكشن إي آي». بهدف تأمين مُرافق شخصي متحدّث مدعوم بالذكاء الصناعي للمستهلكين.
هذا الرفيق يُدعى «باي» Pi ويستمدّ قوّته من النموذج اللغوي الكبير نفسه الذي يدعم برنامج المحادثة الذكي «تشات جي بي تي»، باستثناء أنّه بطريقة ما نموذج أصغر يركّز على أن يصبح خبيراً في حاجات وتفضيلات المستخدمين البشر.
رفيق «عاطفي»
سيعمل «باي» على الهواتف، واللابتوبات، وتطبيقات الرسائل النصية القصيرة، وفي أي مكان آخر. يتحدّث «الرفيق الشخصي المدعوم بالذكاء الصناعي» personalized conversational AI companion مع المستخدم بطريقة ذكية عاطفياً، ويبني تدريجياً ذاكرة تحتوي على أي محادثة جرت بين الآلة والكائن البشري.
في مقابلة مع مجلّة «فاست كومباني»، قال سليمان «ستخزّنون الكثير من لحظات الإبداع والشحذ الذهني، والكثير من المعلومات الشخصية، وستريدون الاحتفاظ بهذه المعلومات بحوزتكم، بشكلٍ يشبه احتفاظكم بالمعلومات على سواقة الذاكرة الوميضية الكومبيوترية في الأيّام الخوالي. إنّها بداية عصرٍ جديد في عالم الحوسبة، وسيكون الأمر أشبه بحمل حياتكم الرقمية معكم أينما كنتم».
يختلف استخدام «باي» عن «تشات جي بي تي». لأنّ الأوّل يتحدّث مع المستخدم بطريقة أكثر دفئاً وخصوصية، حتّى أنّ نوع الأسئلة التي قد يتلقّاها من المستخدم مختلفة.
خلال استعراض «الرفيق الجديد»، أخبر سليمان «باي» أنّه محتار بين الذهاب لحضور سباق «ناسكار» مع أصدقائه أو البقاء في المنزل لبناء حوضٍ صغير في حديقته الخلفية. في ردّه، قال «باي» إنّه من الطبيعي أن يشعر المرء «بالحيرة بين أمرين» أحدهما اجتماعي والآخر شخصي، وتكلّم معه بطريقة داعمة ومتفهّمة ومتمايزة عن سائر روبوتات المحادثة. دخل سليمان في أخذ وردّ مع الذكاء الصناعي، بدا «باي» خلاله وكأنّه يحاول بهدوء إرشاد صديقه البشري إلى القرار. وأخيراً، قرّر سليمان البقاء في المنزل خلال عطلة نهاية الأسبوع والعمل على مشروع الحوض.
دعم شخصي
وفور اتخاذه للقرار، حصل «باي» على معلومات من الإنترنت عن الأدوات والمعدّات التي سيحتاج إليها صديقه لبناء الحوض وأطلعه عليها، ومن ثمّ زوّده بدليل تفصيلي لكيفية أداء المهمّة.
وكأي صديقٍ بشري، من المرجّح أن يتحدّث «باي» بهذا الموضوع لاحقاً، ولعلّه سيسأل سليمان «كيف سارت أمور مشروع الحوض في عطلة نهاية الأسبوع؟».
اعتبر سليمان أنّ «إنفلكشن» تضمّ واحداً من أقوى فرق الذكاء الصناعي، ومن أبرز أعضائه مطوّرو نموذجي «غوفر» و«تشينشيلّا» في «ديب مايند»، والباحثون الرئيسيون في برنامجي «لامدا» و«بالم» التابعون لـ«غوغل»، وصانعو نموذجي «جي بي تي 2» و«جي بي تي 3» من «أوبن إي آي».
وأضاف أنّ «الشركة جمعت مبالغ كبيرة في رأس المال؛ ما سيتيح لنا تدريب نماذج لغوية هائلة في شبكاتنا الحاسوبية الخارقة». وبالفعل، نجحت الشركة في جمع 940 مليون دولار حتّى اليوم، بحسب بيانات شركة «بيتشبوك»، التي خمّنت أيضاً وصول المبلغ إلى 1.23 مليار حتّى 28 أبريل (نيسان).
لا تزال تكاليف بناء وتدريب النماذج اللغوية الكبيرة عالية جداً بالنسبة لمعظم الشركات التي لا يملك الكثير منها خياراً سوى الوصول إلى الذكاء الصناعي التوليدي عبر النماذج اللغوية الكبيرة التي تملكها اليوم مجموعة صغيرة من شركات الذكاء الصناعي الغنية (كـ«أوبن إي آي»). ولم يتّضح بعد ما إذا كانت «إنفلكشن إي آي»، ستقرّر في المستقبل توفير نماذجها اللغوية عبر واجهة برمجة التطبيقات، كما تفعل «أوبن إي آي»... ولكن في الوقت الحالي، تملك الشركة الحجم والموهبة اللازمين للاستمرار في دمج نماذج اللغوية الكبيرة المصممة لغرض مصادقة ودعم البشر، وإضافة نكهة جديدة إلى جنون الذكاء الصناعي التوليدي الذي يعصف بنا منذ بداية العام.
* «فاست كومباني» – خدمات «تريبيون ميديا»