دروس «التجربة والخطأ» في حربَي أوكرانيا وغزة

آليات إسرائيلية عند مشارف غزة (أرشيفية)
آليات إسرائيلية عند مشارف غزة (أرشيفية)
TT

دروس «التجربة والخطأ» في حربَي أوكرانيا وغزة

آليات إسرائيلية عند مشارف غزة (أرشيفية)
آليات إسرائيلية عند مشارف غزة (أرشيفية)

الحرب غول يلتهم الحجر والبشر. لا مبدأ ثابتاً في الحرب سوى تغوّل الطبيعة البشريّة وثباتها. والباقي يتبدّل كلما طال الأسر ضمن دورة العنف والقتل. تفضح الحرب المخططات. تُغيّر نظرة الإنسان إلى الحياة والكون. تُخرج الحرب أسوأ ما في الإنسان. في الحرب، يُشيّء (Thingness) الجندي، حياة الجندي الآخر، ويُعقلن فعل القتل ويُبرّره. ويعدّ الحرب ضروريّة، مصيريّة، مُحقّة وعادلة، والعكس قد يعني الاندثار.

وفي الحروب تتجسد قدرية مبدأ «التجربة والخطأ» (Trial &Error). وهو مبدأ يستلزم مسرح اختبار للخطط والوسائل المستعملة. ألم يُجرّب هتلر أفكاره العسكريّة في الحرب الأهلية الإسبانية؟ ألم يُجرّب التكتيكات العسكريّة، معدّاته وأفراده، خاصة سلاح الجوّ تحضيراً للحرب العالمية الثانية، خاصة مبدأ الحرب الخاطفة (Blitzkrieg)؟ ألم يُجرّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيشه، ووسائله في جورجيا عام 2008، وسوريا في عام 2015، تحضيراً للحرب على أوكرانيا؟

الحالة الروسيّة - الأوكرانيّة

في الحرب الأوكرانية، وعلى المستوى الخيارات الاستراتيجيّة العسكريّة، تعتمد أوكرانيا الدفاع الاستراتيجي والهجوم التكتيكي. بينما تعتمد روسيا خيار الهجوم الاستراتيجي والدفاع التكتيكي.

جنود أوكرانيون يطلقون قذيفة من مدفع «قيصر» الذاتي الحركة باتجاه مواقع روسية على خط الجبهة في منطقة دونتسك (أرشيفية - رويترز)

ظهّرت عملية الهجوم الأوكراني على مقاطعة كورسك المقاربة الأوكرانيّة: الهجوم التكتيكي. تعتمد أوكرانيا حالياً «الدفاع في العمق». والهدف منه هو منع العدو من التقدّم بسرعة، وبالتالي السعي إلى الاستنزاف قدر الإمكان، خاصة في العدد. ترتكز هذه الاستراتيجية على خسارة الأرض، مقابل كسب الوقت والاستنزاف (Time vs space). تظهّر مؤخراً هذا المبدأ الأوكراني في معركة مدينة بوكروفسك (Pokrovsk)، بحيث استغرقت القوات الروسيّة مدة 21 شهراً للوصول من مدينة أفدييفكا إلى بوفروسك، والتي لا تبعد عن أفدييفكا أكثر من 60 كيلومتراً، ومع خسائر كبيرة جداً بالأرواح (حسب معهد دراسة الحرب خسرت روسيا في أول 3 اشهر من عام 2025 ما يُقارب 45000 جندي).

لكن الجدير ذكره، أن روسيا تقاتل حالياً بعكس العقيدة العسكريّة التقليديّة والتي كانت تقوم على ما يلي: الهجوم بحشد كبير خاصة بواسطة المدرّعات، مع كثافة نارية ضخمة جداً، والتقدّم نحو الهدف، إلى مسافة تسمح للجيش الروسي بالتطويق، والقدرة على استعمال كل القوة النارية خاصة مدفعيّة الميدان وتحويل المنطقة المُطوّقة جحيماً (مرجلاً) (Cauldron)، وبعدها الذهاب إلى الحسم.

غيّر الجيش الروسي تكتيك القتال في أوكرانيا. فبدل الهجوم الشامل، يعتمد حالياً، وحسب معهد دراسة الحرب، تكتيك «الحرب التموضعية والاستنزاف» (Positional -attrition). لكن لماذا اعتماد هذا التكتيك في ظلّ خسائر كبيرة جداً في الأرواح؟ يعتقد الرئيس بوتين أن الوقت يعمل لصالحه. فهو لديه قاعدة صناعية عسكرية كبيرة جداً، وبعكس أوروبا، خاصة بعد تراجع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن دعم أوكرانيا. كما أن لديه العمق البشري للتعويض بالعدد.

علامَ يرتكز هذا التكتيك؟

تحصين الدفاع، حيث القوات الروسيّة، عبر استعمال كل وسائل الدفاع من ألغام وحواجز وتحصينات وعلى مستويات عدة (Layers).

الاعتماد على القوة النارية وبكل الوسائل المتوفّرة، ضمناً الأسلحة الدقيقة لتدمير دفاعات الجيش الأوكراني.

رجل إطفاء أوكراني يعمل على إخماد حريق جراء سقوط مسيّرة روسية في خاركيف (أرشيفية - رويترز)

بدل الهجوم بوحدات كبيرة، الاعتماد على قوى هجوميّة، متحرّكة وصغيرة، للتسلّل إلى مواقع الجيش الأوكراني، قضم الدفاعات، البقاء حيث وصلت، تدعيم مراكزها، وانتظار الدفعات الملاحقة. السيئ في هذا التكتيك هو في التكلفة البشريّة.

الاعتماد بكثرة على المسيّرات، وذلك بالإضافة إلى الوسائل الأخرى، والهدف منها هو ضرب خطوط المواصلات واللوجيستيّة، لعزل القوات الأوكرانيّة - وهذا ما يحصل حالياً في معركة بوكروفسك. هذا بالإضافة إلى الحرب الإلكترونية، (EW).

وأخيراً وليس آخراً، ينتج من هذه المقاربة مبدأ «التطويق عبر الاستنزاف».

في بعض دروس حرب غزّة

إذا كانت «حماس» قد استعدّت فعلاً لهذه الحرب، فإن الجيش الإسرائيلي لم يكن يتوقّعها. فالجبهة الأساسية بالنسبة له كانت بالشمال مع جبهة لبنان و«حزب الله»، أما جبهة الجنوب فكانت ثانويّة. دخل الجيش الإسرائيلي من دون خطّة واضحة؛ ما حدا ببعض المفكّرين الاستراتيجييّن للقول: تعلّم الجيش الإسرائيلي عبر مبدأ «التجربة والخطأ». إذ كلّما تقدّم في الميدان، تؤخذ الدروس بهدف التأقلم والتعديل للتكتيك.

مقاتلان من «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» في دير البلح بقطاع غزة (أرشيفية - د.ب.أ)

فماذا عن بعض هذه الدروس وحسب بعض الدراسات من المصادر العامة؟

خلق الجيش الإسرائيليّ منظومة متعدّدة الأبعاد والمستويات، هدفها أخذ الدروس المستقاة بسرعة، وتوزيعها مباشرة على العسكر المقاتل. فقد وضع في كل وحدة على مستوى الكتيبة أو اللواء، ضابطاً مهمته جمع هذه الدروس (Learning Officer).

استعملت إسرائيل المسيّرات وعلى المستويات كافة، من التكتيكي إلى الاستراتيجي مروراً بالعملانيّ. والهدف هو جمع الاستعلام التكتيكي (الداتا) على مدار الساعة، كما عمليات استهداف، تحليل هذه الداتا عبر استعمال الذكاء الاصطناعي، وتوزيعها مباشرة على الوحدات القتاليّة.

ولأن الحرب كانت فوق الأرض، وتحتها وفي بيئة حضريّة (Urban). شكّل سلاح الهندسة رأس الحربة، (Yahalom Unit) وكي تتجنّب الخسائر البشريّ في سلاح الهندسة، اعتمدت إسرائيل على آليّات ذاتيّة الحركة، وعلى الروبوتات.

شكّل الجيش الإسرائيليّ نموذجاً للقتال في الوقت نفسه فوق الأرض وفي الأنفاق. تشكّل هذا النموذج (Template) من الوحدات التالية: قوات خاصة، قوات من المشاة، وقوات من الهندسة، وهي تعمل كلها مع بعضها بعضاً وفي الوقت نفسه.

وأخيراً وليس آخراً، تبيّن أنه إذا جُمعت التكنولوجيا، مع الحشد (Mass) والأسلحة الدقيقة والاستطلاع والتدريع الذي يحمي العسكر، والمسيّرات... فهذه وصفة مُربحة، لكنها مُكلفة وطويلة. إذ تبيّن خلال الحرب أن للوجيستيّة البُعد الأهم من هنا تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن وجوب العمل على الاكتفاء الذاتيّ.

دمار أحدثه القصف الإسرائيلي على مدينة غزة (رويترز)

أما بالنسبة لـ«حماس»، فهي تعتمد الدفاع الاستراتيجيّ والهجوم التكتيكي. هي تعي المكان، وقد حضّرته مسبقاً لنوع كهذا من الحروب. أما لجهّة التأقلم، (Adapt) فهي أسرع في ذلك من الجيوش التقليديّة. فهي بدّلت مثلاً تركيبة قواتها من لواء في بدايات الحرب، بعده إلى الكتيبة، فالسريّة ثم إلى الأرهاط الصغيرة، مع لا مركزيّة كاملة للقتال. لكن الحرب أثبتت أنه لا فرص للنصر لقوى مقاومة، خاصة إذا كانت مُطوّقة، ومعزولة عن قواعدها اللوجيستيّة، ويمتلك العدو قوّة نارية كبيرة، مع خطوط لوجيستيّة مفتوحة. وإذا كانت حركة «حماس» قد رأت أن الدفاع هو أقوى من الهجوم، استناداً إلى ما قاله كارل فون كلوزفيتز، فإن الدفاع يستلزم خطوطاً لوجيستيّة مفتوحة، ويتطلّب الصبر والاستنزاف. لكنه قال أيضاً إن الدفاع هو مرحلة مؤقتة للانتقال إلى الهجوم. كما شدّد على أن «الحرب هي السياسة بوسائل أخرى». فكيف ستترجم «حماس» حربها إلى السياسة؟ إذ من المفروض أن تُحسّن الحرب الواقع السياسيّ وتزيد المكتسبات.


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض: ترمب أجرى مكالمة هاتفية «إيجابية» مع بوتين بشأن أوكرانيا

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة عسكرية في أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية 15 أغسطس 2025 (رويترز)

البيت الأبيض: ترمب أجرى مكالمة هاتفية «إيجابية» مع بوتين بشأن أوكرانيا

أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب مكالمةً هاتفيةً «إيجابيةً» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، بشأن الحرب مع أوكرانيا، وفق المتحدثة باسم البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا مصافحة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فلوريدا أمس الأحد (أ.ف.ب)

زيلينسكي: ضمانات واشنطن الأمنية قوية لـ15 عاماً قابلة للتجديد

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، أنّ واشنطن اقترحت على كييف ضمانات أمنية «متينة» لمدة 15 عاماً قابلة للتجديد في مواجهة روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الاقتصاد الملياردير الروسي فلاديمير بوتانين (إكس)

الملياردير الروسي بوتانين يستحوذ على حصة أقلية في شركة «سيليكتل» للخدمات السحابية

قالت شركة «تي. تكنولوجيز»، الشريكة في مشروع مع شركة يملكها الملياردير الروسي فلاديمير بوتانين، إن المشروع استحوذ على 25 في المائة في شركة «سيليكتل».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري جنود أوكرنيون خلال تدريب ميداني في موقع غير محدد بالمنطقة الشرقية من أوكرانيا (أرشيفية - أ.ف.ب)

تحليل إخباري هل يفرض ترمب صفقة سلام سريعة لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية؟

حاول الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إظهار أن الحرب الطويلة بين روسيا وأوكرانيا تقترب من نقطة تحول.

هبة القدسي (واشنطن)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

روسيا: أوكرانيا حاولت مهاجمة مقر إقامة بوتين وسنغير موقفنا التفاوضي

ذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، الاثنين، ‌نقلاً ‌عن ⁠وزير ​الخارجية ‌الروسي، سيرغي لافروف، أن أوكرانيا حاولت مهاجمة مقر ⁠إقامة ‌الرئيس فلاديمير بوتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

عائلات ضحايا «هجوم بونداي» تطالب بتحقيق فيدرالي في «تصاعد معاداة السامية»

أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)
أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)
TT

عائلات ضحايا «هجوم بونداي» تطالب بتحقيق فيدرالي في «تصاعد معاداة السامية»

أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)
أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)

دعت عائلات ضحايا هجوم شاطئ بونداي في أستراليا، الاثنين، رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي إلى تشكيل لجنة ملكية فيدرالية للتحقيق في «التصاعد السريع لمعاداة السامية» في البلاد.

واتُهم الهندي الأصل ساجد أكرم (50 عاماً) ونجله نافيد أكرم (24 عاماً) بقتل 15 شخصاً وإصابة عشرات آخرين بإطلاقهما النار على تجمع للاحتفال بعيد الأنوار (حانوكا) اليهودي في 14 ديسمبر (كانون الأول)، في هجوم وصفته السلطات بأنه معادٍ للسامية.

وفي رسالة صدرت، الاثنين، دعت 17 عائلة ألبانيزي إلى «إنشاء لجنة ملكية للتحقيق في التصاعد السريع لمعاداة السامية في أستراليا» ولمراجعة «إخفاقات قوات إنفاذ القانون والاستخبارات والسياسة التي أدت إلى مذبحة شاطئ بونداي»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتُعدّ اللجان الملكية في أستراليا أعلى هيئات التحقيق العامة مستوى، وتتمتع بصلاحيات واسعة للتحقيق في قضايا فساد والاعتداءات الجنسية على الأطفال وحماية البيئة.

وقالت العائلات في الرسالة: «أنتم مدينون لنا بإجابات. أنتم مدينون لنا بالمساءلة. وأنتم مدينون للأستراليين بالحقيقة»، معتبرة أن تصاعد معاداة السامية يمثل «أزمة وطنية» و«تهديداً متواصلاً».

وقُتل الأب خلال الهجوم، أما ابنه البالغ (24 عاماً)، المولود في أستراليا ويحمل الجنسية الأسترالية، فهو قيد الاحتجاز لدى الشرطة.

ورفضت حكومة ألبانيزي دعوات عائلات ضحايا هجوم بونداي لإجراء تحقيق ملكي فيدرالي، ورأت أن ذلك «سيمنح أسوأ الأصوات المعادية للسامية منصة»، وفقاً لموقع «الغارديان».

وقال رئيس الوزراء أنطوني ألبانيزي إن لجنة التحقيق الملكية ستكون بطيئة جداً، وليست الآلية المناسبة للتحقيق في الهجوم، متمسكاً باختياره لمراجعة أقصر لوكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون، وهي خطوة استهجنتها قيادات المجتمع اليهودي والعديد من أعضاء البرلمان الفيدرالي باعتبارها غير كافية.

وأوضح: «المشكلة أن لجان التحقيق الملكية قد تكون جيدة في تحديد الحقائق. وما ستفعله مراجعة ريتشاردسون هو تحديد الحقائق. أما ما لا تجيده لجان التحقيق الملكية فهو النظر في الأمور غير المتفق عليها، حيث يختلف الناس في وجهات النظر».

ورأى وزير الشؤون الداخلية توني بيرك أن اللجنة الملكية «ستوفر منصة عامة لبعض أسوأ التصريحات وأسوأ الأصوات»، قائلاً إن هذا الشكل «سيعيد فعلياً إحياء بعض أسوأ أمثلة معاداة السامية خلال العامين الماضيين».

لكن أليكس ريفشين، الرئيس التنفيذي المشارك للمجلس التنفيذي ليهود أستراليا، قال إن لجنة تحقيق ملكية أمر حاسم، بما في ذلك التحقيق في أنظمة الهجرة وأمن الحدود.

وتحدث ريفشين على قناة «إيه بي سي» بعد مؤتمر ألبانيزي الصحفي، قائلاً إن اللجنة الملكية الفيدرالية هي «أقل ما يمكن فعله».

وأضاف: «لقد تحدثت العائلات بوضوح شديد، وتحدث المجتمع، والنهج الذي أعلنت عنه الحكومة اليوم من قبل رئيس الوزراء كان مؤشراً على كيفية تعاملهم مع هذه الأزمة لأكثر من عامين الآن. إنهم يماطلون، ولا يصغون للخبراء والمجتمع، ثم ما يقترحونه هو إجراء نصف فعال».

كان ألبانيزي قد أعلن، يوم الاثنين، أن المراجعة التي سيجريها رئيس جهاز الأمن الاستخباراتي الأسترالي السابق دينيس ريتشاردسون سُتكلّف بالتحقيق في صلاحيات وكفاءة وأنظمة ومشاركة المعلومات لدى وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية.

ستركز مراجعة ريتشاردسون، التي سترفع تقريرها بحلول أبريل (نيسان)، بشكل خاص على الشرطة الفيدرالية وجهاز الأمن الاستخباراتي الأسترالي، وستتحقق في كيفية تقييم وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية للمشتبه بهم، وما الذي كان معروفاً عنهم قبل الهجوم، وأي عوائق حالت دون اتخاذ السلطات إجراءات أفضل، وما الإجراءات التي يجب اتخاذها في المستقبل، بما في ذلك ما إذا كانت صلاحيات الوصول إلى البيانات وإصدار أوامر التفتيش كافية.

وقال بيرك إن تحقيق ريتشاردسون سيرفع نتائجه بسرعة أكبر بكثير مما تستطيع أي لجنة ملكية، مضيفاً أن عناصر الأمن القومي في التحقيق «لا تصلح للتحقيق العلني».

وأشارت حكومة ألبانيزي أيضاً إلى لجنة التحقيق الملكية لولاية نيو ساوث ويلز، قائلة إن الوكالات الفيدرالية ستعاون مع ذلك التحقيق.

غير أن زعيمة المعارضة سوزان ليه قالت إن هناك حاجة إلى لجنة تحقيق ملكية وطنية للتحقيق في معاداة السامية عبر أستراليا، مشيرة إلى الحوادث الأخيرة في أنحاء البلاد، وحثت ألبانيزي على الاستماع إلى طلب عائلات ضحايا بونداي.

وأضافت: «بدلاً من الاستماع إلى الأكثر تضرراً، قرر رئيس الوزراء التحدث فوق أصواتهم. بدلاً من الحقيقة، يختبئ وراء الإجراءات. من خلال التحدث فوق ضحايا وعائلاتهم والإعلان أن مساره هو الصحيح، فإن رئيس الوزراء قد أهان في الواقع أولئك الذين تحملوا ما لا يمكن تخيله».

وتابعت: «الأستراليون لا يحتاجون إلى حجب الحقيقة عنهم. نحن نكرم حياة الذين فقدناهم بمواجهة الحقائق المزعجة. أن نخبر العائلات الحزينة وأمة مصدومة أنهم في حال أفضل بجهلهم الحقيقة، هذا التصرف ليس قيادة، إنه عدم احترام».


خروج قطار ركاب عن مساره في جنوب المكسيك

مهاجرون يستريحون على عربات السكك الحديدية أثناء انتظار قطار الشحن للسفر إلى الحدود الأميركية في ساحة السكك الحديدية في تشيهواهوا في المكسيك (رويترز)
مهاجرون يستريحون على عربات السكك الحديدية أثناء انتظار قطار الشحن للسفر إلى الحدود الأميركية في ساحة السكك الحديدية في تشيهواهوا في المكسيك (رويترز)
TT

خروج قطار ركاب عن مساره في جنوب المكسيك

مهاجرون يستريحون على عربات السكك الحديدية أثناء انتظار قطار الشحن للسفر إلى الحدود الأميركية في ساحة السكك الحديدية في تشيهواهوا في المكسيك (رويترز)
مهاجرون يستريحون على عربات السكك الحديدية أثناء انتظار قطار الشحن للسفر إلى الحدود الأميركية في ساحة السكك الحديدية في تشيهواهوا في المكسيك (رويترز)

خرج قطار يقل 241 راكباً و9 من أفراد الطاقم عن مساره في ولاية واهاكا في جنوب المكسيك، الأحد، حسبما أعلن سلاح البحرية المكسيكي الذي يشغّل الخط، فيما لم يرد أي إعلان حتى الآن عن وقوع ضحايا.

وقال سلاح البحرية، في بيان، إن «القاطرة الرئيسية للقطار خرجت عن مسارها» و«تم إسعاف الركاب على الفور» من قبل أجهزة الطوارئ، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويربط القطار المكون من قاطرتين و4 عربات ركاب، خليج المكسيك بالمحيط الهادئ ويستخدم عادة في الشحن ونقل الركاب.


إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد يهودي في ملبورن الأسترالية

الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
TT

إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد يهودي في ملبورن الأسترالية

الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)

تحقق الشرطة الأسترالية بشأن «حريق مشبوه» بعدما اندلعت النيران في سيارة وُضعت عليها لافتة للاحتفال بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) في ملبورن، اليوم (الخميس).

وأُحرقت السيارة الخالية التي وُضعت على سقفها لافتة كُتب عليها «عيد حانوكا سعيد» بينما كانت متوقفة عند منزل، بحسب ما أظهرت صور بثّتها شبكة «إيه بي سي».

وذكرت شرطة فيكتوريا، في بيان، أن «الحريق المشبوه» وقع في الساعات الأولى من صباح الخميس في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن.

وتم إخلاء المنزل كإجراء احترازي.

وقالت الشرطة إن «المحققين تعرّفوا على شخص قد يكون قادراً على مساعدتهم في تحقيقهم ويجرون عمليات بحث بشأن مكانه».

وشددت السلطات الأسترالية القوانين والعقوبات المرتبطة بجرائم الكراهية بعد إطلاق النار الذي استهدف حفلاً لمناسبة «حانوكا» على شاطئ بونداي في سيدني، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً.

وقال الحاخام إيفي بلوك من كنيس حاباد في سانت كيلدا إنه من الواضح أن حادثة إحراق السيارة تندرج في إطار الاعتداءات المعادية للسامية.

وأفاد لوكالة الصحافة الفرنسية: «نشكر الله لأن أحداً لم يتعرض إلى الأذى... لكن ما يجري هو تصعيد متواصل مع تكرار هذه الأحداث».

وأضاف: «لا يشعر أفراد جاليتي اليهودية في سانت كيلدا وملبورن بالأمان في منازلهم وبلدهم».