ما معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية؟

صورة توضيحية ملتقطة في 16 يونيو 2025 تظهر العلمين الإيراني والإسرائيلي خلف رمز الذرة وعبارة «البرنامج النووي» (رويترز)
صورة توضيحية ملتقطة في 16 يونيو 2025 تظهر العلمين الإيراني والإسرائيلي خلف رمز الذرة وعبارة «البرنامج النووي» (رويترز)
TT

ما معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية؟

صورة توضيحية ملتقطة في 16 يونيو 2025 تظهر العلمين الإيراني والإسرائيلي خلف رمز الذرة وعبارة «البرنامج النووي» (رويترز)
صورة توضيحية ملتقطة في 16 يونيو 2025 تظهر العلمين الإيراني والإسرائيلي خلف رمز الذرة وعبارة «البرنامج النووي» (رويترز)

قالت إيران، اليوم الاثنين، إن برلمانها يُعِدّ مشروع قانون قد يدفعها نحو الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وبدأت إسرائيل في تنفيذ ضربات عسكرية على إيران في 13 يونيو (حزيران)، وعزت سبب ذلك إلى مخاوف بشأن برنامج طهران النووي.

جاء ذلك بعد يوم واحد من إعلان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران تخالف التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وتنفي إيران السعي لتطوير أسلحة نووية وأطلقت صواريخ على إسرائيل رداً على الضربات.

فيما يلي بعض الحقائق الرئيسية حول المعاهدة:

الغرض من المعاهدة

هدف المعاهدة، التي دخلت حيّز التنفيذ في 1970، هو وقف انتشار القدرة على صنع الأسلحة النووية وضمان حق جميع الدول الموقعة في تطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية وتخلّص القوى النووية الخمس من ترسانتها من تلك الأسلحة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وتُعرّف المعاهدة الدول المسلحة نووياً بأنها تلك التي صنعت وفجّرت سلاحاً نووياً أو جهازاً نووياً آخر قبل الأول من يناير (كانون الثاني) 1967. وتلك الدول هي الولايات المتحد وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا التي ورثت حقوق والتزامات الاتحاد السوفياتي السابق. وهذه هي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

علم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمام مقر الوكالة المعنية بمراقبة استخدام الطاقة النووية... فيينا 16 يونيو 2025 (رويترز)

الموقعون

بلغ عدد الدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية 191 دولة. وتوافق الدول الحائزة للأسلحة النووية على عدم نقل هذه الأسلحة أو مساعدة الدول غير المسلحة نووياً في الحصول عليها.

غير الموقعين

طوّرت دولتان لم توقعا على المعاهدة وهما الهند وباكستان أسلحة نووية. كما يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك ترسانة نووية، لكنها لم تؤكد ذلك أو تنفه علناً.

ووقّعت كوريا الشمالية على المعاهدة في 1985، لكنها أعلنت انسحابها في 2003 بعد أن واجهها مسؤولون أميركيون بأدلة قالوا إنها تشير إلى برنامج تخصيب سري. وبعد فترة من التقارب، طردت كوريا الشمالية مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجدداً في 2009 ولم يعودوا منذ ذلك الحين.

بند الانسحاب

تنقسم المعاهدة إلى 11 بنداً، منها بند يمكن الدولة من الانسحاب «إذا رأت أن أحداثاً استثنائية... قد عرّضت المصالح العليا لبلادها للخطر». ويتعيّن على الدولة إخطار الدول الأعضاء الأخرى في المعاهدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قبل ثلاثة أشهر من الانسحاب.

مراجعة المعاهدة

تجتمع الدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لمراجعتها كل خمس سنوات. ومن المقرر عقد مؤتمر المراجعة القادم في 2026.

صورة من محطة بوشهر النووية الإيرانية (رويترز - أرشيفية)

إيران

وقّعت إيران، وهي من الدول غير الحائزة للأسلحة النووية، على معاهدة حظر الانتشار النووي منذ عام 1970، ولديها برنامج لتخصيب اليورانيوم تقول إنه لأغراض سلمية وليس لتطوير أسلحة، لكن قوى غربية وإسرائيل تشتبه في أنها تعتزم تطوير وسائل لصنع القنابل الذرية.

كان إعلان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يضم 35 دولة، في 12 يونيو بأن إيران تنتهك التزاماتها في مجال منع الانتشار النووي بمثابة أول قرار من نوعه منذ ما يقرب من عشرين عاماً. وأعلن المجلس ذلك بعد تقرير يدين إيران أرسلته الوكالة إلى الدول الأعضاء في 31 مايو (أيار).

وأشار القرار الذي اعتمده المجلس إلى «العديد من الإخفاقات من جانب طهران منذ 2019 في الوفاء بالتزاماتها بتوفير التعاون الكامل وفي الوقت المناسب للوكالة فيما يتعلق بالمواد والأنشطة النووية غير المعلنة في مواقع متعددة غير معلنة في إيران».

قضايا مثيرة للقلق

من القضايا المحورية المثيرة للقلق لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم تقديم طهران تفسيرات مقبولة لكيفية وصول آثار اليورانيوم المكتشفة في مواقع غير معلنة في إيران إلى تلك المواقع رغم تحقيق الوكالة في المسألة لسنوات. وتعتقد الوكالة أن هذه الآثار تشير في الغالب إلى أنشطة نُفّذت قبل أكثر من عشرين عاماً.

وردّت وزارة الخارجية الإيرانية وهيئة الطاقة الذرية على ذلك بأن إيران أوفت دائماً بالتزاماتها المتعلقة بالضمانات. ووصفت الجهتان النتائج التي خلصت إليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها ذات دوافع سياسية وتفتقر إلى أي أساس فني أو قانوني.

ولدى سؤاله في مؤتمر صحافي حول احتمال انسحاب طهران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، جدد متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية موقف طهران الرسمي الرافض لتطوير الأسلحة النووية، لكنه قال: «في ضوء التطورات الأخيرة، سنتخذ القرار المناسب. على الحكومة إنفاذ مشاريع القوانين البرلمانية، لكن هذا الاقتراح قيد الإعداد، وسننسق مع البرلمان في المراحل اللاحقة».

عقوبات بسبب البرنامج النووي

فُرضت عقوبات على إيران في 2006 بسبب عدم الامتثال لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي طالب بوقف برنامج تخصيب اليورانيوم.

ثم وافقت إيران على كبح برنامجها النووي، مع الاستمرار في التخصيب إلى مستوى منخفض، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع ست قوى كبرى في 2015، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحب من الاتفاق في 2018 وأعاد فرض العقوبات الأميركية.

ردت إيران على ذلك بتسريع وتيرة برنامجها النووي، متخلية عن القيود المفروضة بموجب الاتفاق. وتجري إيران والولايات المتحدة محادثات غير مباشرة منذ أبريل (نيسان) سعياً لفرض قيود جديدة على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات.


مقالات ذات صلة

روسيا تحث إيران على اتفاق نووي بـ«صفر تخصيب»

شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي مستقبِلاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطهران في يوليو 2018 (موقع المرشد)

روسيا تحث إيران على اتفاق نووي بـ«صفر تخصيب»

حثّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإيرانيين على قبول اتفاق نووي لا يُسمح فيه بتخصيب اليورانيوم، رغم أن المرشد علي خامنئي توعّد قواعد أميركية مهمة في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (د.ب.أ)

عراقجي: طهران لن توقع أي اتفاق لا يُراعي حقها في تخصيب اليورانيوم

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، السبت، إن بلاده لن توقع على أي اتفاق لا يراعي حقها في تخصيب اليورانيوم.

«الشرق الأوسط» (طهران)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

«أكسيوس»: بوتين يحث على إبرام اتفاق نووي لا يتيح لإيران تخصيب اليورانيوم

كشفت مصادر أن بوتين أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترمب والمسؤولين الإيرانيين بأنه يؤيد فكرة إبرام اتفاق نووي لا تستطيع طهران بموجبه تخصيب اليورانيوم.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شؤون إقليمية أرشيفية لبنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي خلال إحاطة عسكرية (أرشيفية - أ.ف.ب) play-circle

كيف أطال نتنياهو أمد الحرب في غزة للبقاء في السلطة؟

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الجمعة تحقيقا قالت إن العمل عليه استمر 6 أشهر واستندت فيه إلى تصريحات أكثر من 100 مسؤول من إسرائيل والولايات المتحدة والعالم العربي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك - تل أبيب)
تحليل إخباري الجنرال تييري بوركهارد متحدثاً في مؤتمره الصحافي ظهر الجمعة في وزارة الدفاع الفرنسية (أ.ف.ب)

تحليل إخباري فرنسا تحذّر من تهديد روسي على حدود شرق أوروبا بحلول 2030

حذّر رئيس الأركان الفرنسي من أن «روسيا ستمثل تعديا حقيقيا على حدودنا في عام 2030» ولم يستبعد أن تطور إيران برنامجاً نووياً عسكريا سريا بعيدا عن الرقابة الدولية.

ميشال أبونجم (باريس)

ترمب يهاجم السلطات البرازيلية على خلفية محاكمة بولسونارو

دونالد ترمب يرحب بجايير بولسونارو في البيت الأبيض 19 مارس 2019 (أرشيفية-رويترز)
دونالد ترمب يرحب بجايير بولسونارو في البيت الأبيض 19 مارس 2019 (أرشيفية-رويترز)
TT

ترمب يهاجم السلطات البرازيلية على خلفية محاكمة بولسونارو

دونالد ترمب يرحب بجايير بولسونارو في البيت الأبيض 19 مارس 2019 (أرشيفية-رويترز)
دونالد ترمب يرحب بجايير بولسونارو في البيت الأبيض 19 مارس 2019 (أرشيفية-رويترز)

هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، البرازيل، متهماً سلطاتها باستهداف حليفه الرئيس السابق اليميني جايير بولسونارو، بشكل غير عادل، بتهمة التخطيط لمحاولة انقلاب.

وأعلن ترمب، هذا الأسبوع، فرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات البرازيلية، في حين يخوض معركة دفاع عن بولسونارو ضد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

ويحاكَم بولسونارو، الملقّب بـ«ترمب المناطق المَدارية» لمحاكاته شعبوية الرئيس الأميركي، بتهمة التخطيط لانقلاب، بعد خسارته في انتخابات عام 2022، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتُشبه هذه القضية محاكمة ترمب، التي أُلغيت بعد تولّيه الرئاسة ولُوحق فيها بسبب رفضه الاعتراف بخسارته في انتخابات عام 2020، والاعتداء الذي شنّه أنصارٌ له على مبنى الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021.

وقال ترمب، للصحافيين: «إنهم يعاملون الرئيس بولسونارو بشكل غير عادل للغاية»، واصفاً إياه بأنه «رجل طيب».

وأضاف أنه «كان صارماً جداً في التفاوض، لكنه كان أيضاً صادقاً جداً. وأنا أعرف الصادقين، وأعرف المخادعين».

وفي رسالة إلى لولا، الأربعاء، برَّر ترمب فرض الرسوم الجمركية بقوله إن بولسونارو ينبغي ألا يخضع للمحاكمة، وشكا من أن لدى الولايات المتحدة «علاقة تجارية غير عادلة للغاية» مع البرازيل.

لكن، في الواقع، تشير الأرقام البرازيلية الرسمية إلى فائض تجاري لصالح الولايات المتحدة على مدى نحو عقدين.

وردَّ لولا، الذي تقدَّم على بولسونارو بفارق ضئيل في انتخابات 2022، على «تدخُّل» ترمب، مؤكداً أنه «لا أحد فوق القانون».