طلب فرنسي لأميركا بإعادة تمثال الحرية... لماذا؟ وما علاقة ترمب؟

تمثال الحرية (أ.ب)
تمثال الحرية (أ.ب)
TT
20

طلب فرنسي لأميركا بإعادة تمثال الحرية... لماذا؟ وما علاقة ترمب؟

تمثال الحرية (أ.ب)
تمثال الحرية (أ.ب)

«يا أميركا: أعيدي تمثال الحرية إلى فرنسا» هذا هو الطلب الذي تقدم به سياسي فرنسي تصدر عناوين الصحف في بلاده، لإشارته إلى أن الولايات المتحدة لم تعد جديرة بهذا النصب التذكاري الذي كان هدية من فرنسا قبل ما يقرب من 140 عاماً.

وبصفته عضواً في البرلمان الأوروبي ورئيساً مشاركاً لحزب يساري صغير في فرنسا، لا يستطيع رافائيل غلوكسمان الادعاء بأنه يتحدث باسم جميع مواطنيه. لكن تأكيده في خطاب ألقاه هذا الأسبوع أن بعض الأميركيين «اختاروا الانضمام إلى الطغاة» يعكس موجات الصدمة الواسعة التي أحدثتها «التحولات الزلزالية» للرئيس الأميركي دونالد ترمب في السياسة الخارجية والداخلية في فرنسا وأماكن أخرى في أوروبا، وفق ما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقال غلوكسمان، متحدثاً يوم الأحد إلى أنصار حزبه «بابليك بليس» أو «مكان عام» الذين رحبوا بحديثه: «أعيدوا لنا تمثال الحرية. لقد كان هديتنا لكم. ولكن يبدو أنكم تحتقرونه... سيكون سعيداً هنا معنا».

وأشار غلوكسمان أيضاً إلى أن فرنسا «تسعد» باستقبال أفضل الباحثين الأميركيين إذا قررت واشنطن التخلي عنهم وطردهم، في إشارة إلى سياسات إدارة ترمب التي أدت إلى فصل مئات الموظفين الحكوميين وخفض التمويل المخصص للأبحاث الصحية والمناخية.

لكن هل تستطيع فرنسا استعادته؟

الإجابة أنه لا يبدو أن ذلك ممكن، حيث تشير منظمة «اليونيسكو»، الذراع الثقافية للأمم المتحدة التي أدرجت التمثال على قائمتها لكنوز التراث العالمي، إلى أن هذا النصب التذكاري الشهير ملكٌ للحكومة الأميركية.

وكان من المتصور في البداية أن يكون التمثال بمثابة لفتة تذكارية للصداقة الفرنسية الأميركية للاحتفال بالذكرى المئوية لـ«إعلان استقلال أميركا في 4 يوليو (تموز) 1776».

لكن الحرب التي اندلعت عام 1870 بين فرنسا والولايات الألمانية شتّت جهود مصمم التمثال، النحات الفرنسي فريدريك أوغست بارتولدي. كما استغرق تمويل الهدية وقتاً، حيث اتُخذ قرار بأن يدفع الفرنسيون ثمن التمثال وأن يغطي الأميركيون تكاليف القاعدة التي سيثبت عليها.

وتم نقل التمثال مجزءاً لـ350 قطعة من فرنسا، وكُشف النقاب عنه رسمياً في 28 أكتوبر (تشرين الأول) 1886.

وتوترت العلاقات الأميركية الأوروبية منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض، خصوصاً على خلفية قضيتي حرب روسيا في أوكرانيا والرسوم الجمركية التي تفرضها الإدارة الأميركية.

وفي الوقت الحالي، يسير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «على خط دقيق»، فهو يحاول التعاون مع ترمب وتعديل بعض تحولاته السياسية من جهة، ولكنه أيضاً «يتصدى بقوة» لبعض قرارات البيت الأبيض، لا سيما رسوم ترمب الجمركية على البضائع الأوروبية.

وسمح ماكرون لرئيس وزرائه، فرانسوا بايرو، بأن يكون صوتاً أكثر انتقاداً، حيث انتقد بايرو «الوحشية» الأميركية التي وُجهت للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته للبيت الأبيض، وأشار إلى أن إدارة ترمب خاطرت بتسليم النصر لروسيا عندما أوقفت المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وكان حزب غلوكسمان أكثر انتقاداً، حيث نشر اتهامات على موقعه الإلكتروني بأن ترمب يمارس السلطة بطريقة «استبدادية» و«يستعد لتسليم أوكرانيا على طبق من فضة» لروسيا.

وفي خطابه، أشار غلوكسمان إلى كلمات الشاعرة الأميركية إيما لازاروس عن تمثال الحرية حين قالت: «المرأة الجبارة التي تحمل شعلة»، التي وعدت بوطن «للجماهير المتعطشة للتنفس بحرية». وقال غلوكسمان: «اليوم، لم تعد هذه الأرض كما كانت».


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء الكندي: ترمب «يريد تحطيمنا... لكننا لن ندعه يفعل»

العالم رئيس الوزراء الكندي مارك كارني (أ.ب)

رئيس الوزراء الكندي: ترمب «يريد تحطيمنا... لكننا لن ندعه يفعل»

عدّ رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، اليوم (الأحد)، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، يسعى إلى «تحطيم» كندا بهدف «امتلاكها».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

مسؤول أميركي: ترمب لن يتحدى أمراً قضائياً يمنع ترحيل فنزويليين

قال مستشار رئيس أميركا لشؤون الحدود، الأحد، إن إدارة ترمب لن تتحدى أمراً قضائيا يمنع استخدام صلاحيات من زمن الحرب لترحيل أفراد يشتبه بأنهم أعضاء عصابة فنزويلية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة مركّبة للرئيس الأوكراني والأميركي والروسي (أ.ف.ب)

واشنطن تتوقّع إحراز «تقدّم حقيقي» في محادثات السلام الأوكرانية

عبّر مسؤولون في الإدارة الأميركية عن تفاؤلهم حيال المحادثات التي سيجرونها، الأحد والاثنين، مع الوفدين الأوكراني والروسي في السعودية.

هبة القدسي (واشنطن) «الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز (رويترز) play-circle 00:36

أميركا: قتلنا قيادات «كبيرة» من الحوثيين في الهجمات على اليمن

قال مستشار الأمن القومي الأميركي إن الضربات العسكرية التي تشنها بلاده على اليمن منذ أسبوع أودت بحياة «قيادات كبيرة» من الحوثيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أفريقيا السفير إبراهيم رسول يتحدث للصحافة بعد وصوله إلى «مطار كيب تاون الدولي»... (أ.ب)

سفير جنوب أفريقيا المطرود من أميركا يعود إلى بلاده «دون ندم»

وصل سفير جنوب أفريقيا، الذي طُرد من الولايات المتحدة على خلفية خلاف مع حكومة الرئيس دونالد ترمب إلى بلاده، الأحد، وسط ترحيب حار مستخدماً نبرة تحدٍّ إزاء القرار.

«الشرق الأوسط» (بريتوريا)

زيلينسكي: محادثات أميركية أوكرانية بشأن الهدنة في الرياض الاثنين

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك في هلسنكي بفنلندا 19 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك في هلسنكي بفنلندا 19 مارس 2025 (أ.ب)
TT
20

زيلينسكي: محادثات أميركية أوكرانية بشأن الهدنة في الرياض الاثنين

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك في هلسنكي بفنلندا 19 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك في هلسنكي بفنلندا 19 مارس 2025 (أ.ب)

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، أن فريقاً من أوكرانيا وفريقاً من الولايات المتحدة سيجتمعان في السعودية، يوم الاثنين المقبل، في اجتماع منفصل عن المباحثات الأميركية الروسية.

وقال زيلينسكي، لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، عبر مداخلة بالفيديو: «يجب على بوتين التوقف عن تقديم مطالبَ لا طائل منها تُطيل أمد الحرب، ويجب أن يبدأ الوفاء بما وعد به العالم»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وطالب الرئيس الأوكراني بإبقاء العقوبات الغربية المفروضة على موسكو حتى بدئها الانسحاب من الأراضي الأوكرانية. وقال زيلينسكي: «يجب أن تبقى العقوبات مفروضة على روسيا حتى تبدأ انسحابها من أراضينا، وما دامت لم تعوّض بالكامل الأضرار الناجمة عن عدوانها».

وأضاف الرئيس الأوكراني أنه لم يناقش مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب إمكانية تملُّك الولايات المتحدة محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها روسيا.

ورداً على سؤال عن تقارير ذكرت أن ترمب يدرس الاعتراف بشبه جزيرة القرم بوصفها أرضاً روسية، قال زيلينسكي، للصحافيين في النرويج، إن ترمب لم يطرح مسألة وضع شبه الجزيرة التي تحتلها روسيا، خلال محادثاته معه.