روبيو يلغي اجتماعاً مع ممثلة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي

صورة مدمجة تظهر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس (أ.ف.ب - رويترز)
صورة مدمجة تظهر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس (أ.ف.ب - رويترز)
TT
20

روبيو يلغي اجتماعاً مع ممثلة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي

صورة مدمجة تظهر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس (أ.ف.ب - رويترز)
صورة مدمجة تظهر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس (أ.ف.ب - رويترز)

ألغى وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، اجتماعاً مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، اليوم (الأربعاء)، بعد وصول رئيسة الوزراء الإستونية السابقة بالفعل إلى واشنطن.

ووفقاً لمعلومات «وكالة الأنباء الألمانية»، تم ذكر «مشكلات في جدولة المواعيد» على أنها التفسير الوحيد لإلغاء الاجتماع. ولم يتم تقديم أي معلومات رسمية كما لم ترد وزارة الخارجية الأميركية على استفسار من «وكالة الأنباء الألمانية».

وكان للاتحاد الأوروبي دور أساسي في منع الجمعية العامة للأمم المتحدة من تبني قرار لصالح موسكو بشأن الحرب في أوكرانيا اقترحته الولايات المتحدة هذا الأسبوع.

كما انتقدت كالاس مؤخراً خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ووصفتها بأنها «صفقة قذرة»، منتقدة اقتراح واشنطن بأن تتخلى أوكرانيا عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتقبّل بقاء جزء من أراضيها تحت السيطرة الروسية بشكل دائم.

وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن كالاس ستبقى في واشنطن حتى غد الخميس على الرغم من إلغاء الاجتماع مع روبيو.

ويشمل جدول أعمال كالاس اجتماعات مع أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين. وأضاف المتحدث أن كالاس تعتزم المشاركة في فعالية ينظمها معهد هدسون وهو مركز أبحاث محافظ.


مقالات ذات صلة

إلغاء عرض كوميدي خلال عشاء «رابطة مراسلي البيت الأبيض» بعد توترات مع ترمب

الولايات المتحدة​ ترمب يلوح لأنصاره من سيارته الليموزين لدى وصوله إلى «نادي ترمب الدولي للغولف»... (أ.ب)

إلغاء عرض كوميدي خلال عشاء «رابطة مراسلي البيت الأبيض» بعد توترات مع ترمب

أعلنت «رابطة مراسلي البيت الأبيض»، أمس (السبت)، إلغاء عرض كوميدي مقرر في العشاء السنوي، عقب هجوم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على كثير من وسائل الإعلام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث خلال زيارة لقاعدة بيرل هاربور (حسابه عبر منصة إكس) play-circle

«واشنطن بوست»: وزير الدفاع الأميركي يعيد توجيه أولويات الجيش لردع الصين

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مذكرة داخلية سرية، أعدها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، تعيد توجيه أولويات الجيش لتركز على ردع الصين.

الولايات المتحدة​ علما الصين وأميركا جنباً إلى جنب (أرشيفية - أ.ب)

تقرير: الذكاء الاصطناعي يحسم مستقبل السباق بين أميركا والصين

واجهت الولايات المتحدة لحظات حاسمة من قبل، مثل الحربين العالميتين الأولى والثانية، والحرب الباردة، والكساد الاقتصادي في السبعينات، وصعود اليابان في الثمانينات،…

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ ترمب «لا يكترث» في حال أدت الرسوم الجمركية لارتفاع أسعار السيارات

ترمب «لا يكترث» في حال أدت الرسوم الجمركية لارتفاع أسعار السيارات

أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن «عدم اكتراثه» في حال دفعت الرسوم الجمركية التي فرضها على السيارات المستوردة إلى رفع أسعارها داخل الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب لا يستبعد استخدام القوة العسكرية لضم غرينلاند 

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب: «أنا لا أستبعد استخدام القوة العسكرية» فيما يتعلق بضم غرينلاند.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

حرب أوكرانيا تمهّد لـ«حرب الروبوتات»

جنديان أوكرانيان في مستودع أسلحة بدونيتسك في 19 مارس (أ.ف.ب)
جنديان أوكرانيان في مستودع أسلحة بدونيتسك في 19 مارس (أ.ف.ب)
TT
20

حرب أوكرانيا تمهّد لـ«حرب الروبوتات»

جنديان أوكرانيان في مستودع أسلحة بدونيتسك في 19 مارس (أ.ف.ب)
جنديان أوكرانيان في مستودع أسلحة بدونيتسك في 19 مارس (أ.ف.ب)

تُصنّف الحرب بأنها أعنف اجتماع بشريّ. إهدار الدم فيها، هو الذي يُميّز بين المنتصر والمهزوم. وصفها كارل فون كلوزفيتز بـ«الحرباء» التي تتلوّن حسب محيطها. ويُحذّر ونستون تشرشل رجل الدولة من الذهاب إلى الحرب، فيقول: «على رجل الدولة الذي يستسلم لحمى الحرب أن يدرك أنه بمجرد إعطاء الإشارة، لن يعود سيد السياسة، بل عبد الأحداث غير متوقعة ولا يمكن السيطرة عليها».

وإذا كانت الحرب دمويّة بامتياز، فهي وفي مجالات عدّة أسهمت وبطريقة غير مباشرة، في تطوّر البشريّة عبر ما قدّمته من ابتكارات واختراعات. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يعتبر الكثير من العلماء أن النابغة الإنجليزي آلان تورينغ أب للذكاء الاصطناعي. فهو الذي فكّ رموز آلة التشفير الألمانيّة «إنيغما» خلال الحرب العالميّة الثانيّة، الأمر الذي قصّر مدة الحرب، وقلّل من حجم الخسائر البشريّة كما يقول المؤرخون.

وصنّف القائد الألماني هلموت فون مولتكيه الأكبر الحرب بأنها «ركنٌ من أركان نظام العالم الذي شرعه الله»، فيها تتبلور أسمى فضائل البشرية: الشجاعة ونكران الذات، والإخلاص للواجب، وروح التضحية؛ فالجندي يضحّي بحياته. ويرى أن لولا الحرب، لركد العالم وضاع في المادية.

ابتكارات الحرب

ويقول الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبريه إن الأفكار تُسيّر العالم. هكذا الحرب التي تُنتج الابتكارات وتضعها في القطاع الخاص والأسواق. في الستينات، وبدعم من وزارة الدفاع الأميركيّة، بدأت فكرة الحاسوب، الأمر الذي أدّى إلى محاولة ربط الحواسيب ببعضها، فكانت شبكة «الإنترنت». وفي الإطار نفسه، وفي الستينات، كان البنتاغون الأميركي يحاول تعقّب الغواصات الأميركيّة التي تحمل رؤوساً نوويّة عبر الأقمار الاصطناعيّة، إلى جانب استعمال «إشارات الراديو»، فكان نظام تحديد المواقع (GPS).

فرق إنقاذ أوكرانية في موقع هجوم مسيّرة أميركية على خاركيف 29 مارس (إ.ب.أ)
فرق إنقاذ أوكرانية في موقع هجوم مسيّرة أميركية على خاركيف 29 مارس (إ.ب.أ)

تنصب الحرب الكمائن لمَن يبدأها. فتسمح له بتحقيق نجاحات مُحدّدة تتناسب مع إمكاناته العسكريّة. فإذا تجاوز هذه الإمكانات، وطمع في تحقيق مكاسب أكبر بكثير من إمكاناته، فهذا يعني أنه قد وصل إلى «الامتداد الأقصى لقدراته»، أو إلى نقطة الذروة. وبعد هذه النقطة، يأتي العقاب القاتل. هكذا حصل مع نابليون، كذلك الأمر مع هتلر.

في الحرب، كما في المنافسات الرياضيّة، هناك مرحلة الاستعداد، كما مرحلة التحمية وذلك قبل البدء بالصراع والتنافس. بدأ الرئيس بوتين قبل حربه على أوكرانيا، بعمليّة التحضير والاختبار، كما التحمية في كل من جورجيا عام 2008، وفي سوريا عام 2015.

يعد دائماً مَن يذهب إلى الحرب بأنها الحرب التي ستنهي كل الحروب. وعلى أن عالم ما بعد الحرب سيكون حتماً أفضل مما قبلها. أثبتت التجارب عكس ذلك. يعد العاملون في قطاع الذكاء الاصطناعي بعالم أفضل إبّان سعيهم للسيطرة على البيانات (الداتا)، كما على المواد الأوليّة التي يعتمد عليها هذا القطاع. هذا مع التذكير، أن الذكاء الاصطناعي هو تقليد مباشر للعقل البشري وبكل تفاصيله. لكن الفارق بينهما، يتعلّق فقط بحجم «الداتا» المستعملة في الذكاء الاصطناعي، والسرعة الكبيرة في معالجتها لإعطاء الأجوبة والأنماط التي تساعد على اتخاذ القرار.

يقول الخبراء الاستراتيجيون إن طبيعة الحرب ثابتة، فهي تُخاض لأهداف سياسيّة. لكن المُتغيّر هو خصائص الحرب في ثلاثة أبعاد هي: الاجتماعي والسياسي والاقتصاديّ.

«روبوتات أوكرانيا»

عادة، تخدم الأسلحة المُصنّعة عقيدة عسكريّة معيّنة. لكن بعد كلّ حرب، تتظهّر حاجات جديدة لأسلحة ووظائف جديدة. وكي تؤدّي هذه الأسلحة وظيفتها، فهي تمرّ بثلاث مراحل مهمّة هي: التصميم، والاختبار، والإدماج في المنظومة القائمة. لكل سلاح اختصاص معيّن. ولكل اختصاص تدريب معيّن، وتوصيف وظيفي مختلف. تبقى الصعوبة في القتال المشترك للعديد من الأسلحة (بر وبحر جوّ).

ذخائر مسيّرات في مستودع أسلحة أوكراني بدونيتسك 19 مارس (أ.ف.ب)
ذخائر مسيّرات في مستودع أسلحة أوكراني بدونيتسك 19 مارس (أ.ف.ب)

في هذا الإطار، يُقدّم المسرح الحربي الأوكراني خدمة جُلّى للصناعات الحربيّة. ففي هذا المسرح، تُصمم الأسلحة، وتختبر مباشرة، ويتم تعديلها فوراً كي تتناسب مع المتطلّبات الميدانيّة. وبذلك، قد يمكن القول إن المسرح الأوكراني قلّل كثيراً، أو حتّى فرّغ دائرة الوقت التي يتطلبّها تصميم السلاح، واختباره ومن ثمّ إدماجه. بكلام آخر، أصبحت ثلاثيّة التصميم والاختبار والإدماج، ثلاثيّة آنيّة.

فما الجديد على المسرح الأوكراني، الذي قد يغيّر نظرة المفكّرين للحرب المستقبليّة؟

في مكان ما شرق مدينة خاركيف الأوكرانيّة، خطّطت وحدة أوكرانيّة متخصّصة بقتال المسيّرات عمليّة هجوميّة على مركز عسكري روسيّ. رُسم المُخطّط، تم تأمين الوسائل اللازمة للعمليّة كما يتطلّب العلم العسكريّ. لكن الفارق بين هذه العملية، والعمليات العسكريّة التقليديّة، أن القتال المشترك بين الأسلحة، سيكون بين مسيّرات جوّيّة، وأخرى بريّة، تُشغّل من مركز قيادة بعيد عن موقع العمليّة بضعة كيلومترات. جُهّزت المسيرات الجويّة بقنابل لإلقائها على الهدف، كما ساندتها مسيّرات أخرى استطلاعيّة، تنقل صورة المعركة مباشرة إلى مركز القيادة، وتسهم في تقوية (Relay) الإشارة الإلكترونيّة للمسيّرات البريّة. جُهّزت أيضاً المُسيّرات البريّة ببنادق ورشّاشات للقتال والدفاع عن نفسها في الوقت نفسه. بدأت العمليّة، واجهت المسيّرات البريّة صعوبات تتعلّق بتضاريس الأرض، كما في تركيبة ونوعيّة التربة. لكن، وعندما اقتربت هذه المنظومة من المركز الروسيّ، بدأت المسيّرات الروسيّة (FPV) بالانقضاض على المسيّرات الأرضيّة لمنعها من الوصول إلى هدفها. وبذلك، وبغض النظر عن نتيجة الاشتباك، قد يمكن القول: «أهلاً بكم إلى حرب الروبوتات، وحرب الآلات». وإذا كانت هذه الحرب الجديدة بين الآلات قد نُفّذت بسيطرة وقيادة بشريّة كاملة حتى الآن، فمَن يدري ما الذي سيأتي به مستقبل الحروب؟