تحذير أممي... أكثر من مليار شخص في العالم يعانون الفقر «الحاد»

الهند من الدول الخمس التي سجلت أكبر عدد من الفقراء (أ.ب)
الهند من الدول الخمس التي سجلت أكبر عدد من الفقراء (أ.ب)
TT

تحذير أممي... أكثر من مليار شخص في العالم يعانون الفقر «الحاد»

الهند من الدول الخمس التي سجلت أكبر عدد من الفقراء (أ.ب)
الهند من الدول الخمس التي سجلت أكبر عدد من الفقراء (أ.ب)

حذر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اليوم (الخميس)، من أن أكثر من مليار شخص في العالم يعانون الفقر «الحاد» نصفهم من القصر.

ولفت البرنامج و«مبادرة أكسفورد حول للفقر والتنمية البشرية»، في تقريرهما السنوي، إلى معدل فقر أعلى بثلاث مرات في الدول التي تشهد حروباً، في حين أن عدد النزاعات المسلحة المسجل في 2023 كان الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية.

ويحتسب البرنامج ومبادرة «أكسفورد»، وهو مركز أبحاث، منذ عام 2010، مؤشر الفقر متعدد الأبعاد العالمي بالاعتماد على بيانات من 112 دولة يقيم فيها 6.3 مليار شخص.

ويشمل المؤشر عوامل مثل الإسكان والصرف الصحي والكهرباء والتغذية والأنظمة التربوية.

«فقر متعدد الأبعاد»

وقالت يانشون جانغ، كبيرة خبراء الإحصاءات في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: «مؤشر الفقر 2024 (يغطي عام 2023) يضع صورة تبعث على التفكير: يعاني 1.1 مليار شخص من الفقر متعدد الأبعاد من بينهم 455 مليوناً في مناطق نزاع. في البلدان التي تمزقها الحروب تسجل معدلات فقر أعلى بثلاث مرات من الدول التي تعيش بسلام».

وقالت المسؤولة الأممية لوكالة الصحافة الفرنسية إنه في الدول التي تشهد نزاعات «فإن الحرمان الذي تعانيه شعوبها أكثر حدة بثلاث إلى خمس مرات»، لأن «كفاح الفقراء لتأمين حاجاتهم الأساسية أصعب بكثير».

وكان مؤشر الفقر متعدد الأبعاد العالمي 2023 الذي يغطي سنة 2022، أظهر وجود 1.1 مليار فقير من أصل 6.1 مليار نسمة يقيمون في 110 دول وفق الأمم المتحدة.

ويستمر الفقر المدقع بضرب المناطق الريفية أكثر من المناطق الحضرية مع إقامة نحو 84 في المائة من الفقراء في العالم في الأرياف.

ويبلغ عدد أفقر الفقراء الذين هم دون سن الـ18 نحو 584 مليون طفل ومراهق في العالم. وتبلغ نسبة الفقراء في صفوف القصر في العالم 27.9 في المائة في مقابل 13.5 في المائة في صفوف البالغين.

وتقيم غالبية أفقر الفقراء أي نسبة 83.2 في المائة منهم، في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا أي شبه القارة الهندية، أكثر مناطق العالم تعداداً للسكان.

الهند في الطليعة

وتسجل الدول الخمس، التي تشهد أكبر عدد من أفقر الفقراء، نمواً سكانياً كبيراً، وتضم الهند بـ234 مليون شخص (من أصل 1.4 مليار نسمة عدد السكان) وباكستان بـ93 مليوناً (من أصل 236 مليوناً) وإثيوبيا بـ86 مليوناً (من أصل 123 مليوناً) ونيجيريا بـ74 مليوناً (من أصل 218) وجمهورية الكونغو الديمقراطية بـ66 مليوناً (من أصل مائة مليون نسمة).

ورأت سابينا الكيره، مديرة مبادرة «أكسفورد» للفقر والتنمية البشرية: «الحروب والنزاعات العنيفة لا تترك ندوباً عميقة ودائمة في حياة الناس فحسب، بل تعوق أيضاً خفض الفقر».

وأضافت، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: «يكشف التقرير أن 40 في المائة من 1.1 مليار فقير يقيمون في مناطق نزاع وأن معدل الفقر العام في المناطق التي تشهد حروباً أعلى بثلاث مرات منه في المناطق الخالية من الحروب (34.8 في المائة في مقابل 10.9 في المائة).

وأكدت: «ما شكل صدمة لنا هو عدد الأشخاص الذين يكافحون من أجل حياة كريمة مع الخشية على سلامتهم، إذ بلغ 455 مليوناً»، داعية «الأسرة الدولية (..) إلى خفض الفقر إلى الصفر من خلال تعزيز فرص السلام».


مقالات ذات صلة

سفينة عسكرية ألمانية تسقط مسيّرة «مجهولة» قبالة سواحل جنوب لبنان عدّتها تهديداً

المشرق العربي السفينة الحربية الألمانية المشاركة في «يونيفيل» تطلق صواريخ خلال تدريبات قرب جزيرة كريت الشهر الماضي (أرشيفية - د.ب.أ)

سفينة عسكرية ألمانية تسقط مسيّرة «مجهولة» قبالة سواحل جنوب لبنان عدّتها تهديداً

أسقطت سفينة عسكرية ألمانية تعمل في إطار القوة البحرية لـ«قوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل)»، طائرة مسيرة قبالة السواحل اللبنانية، وفق ما أعلن الجيش الألماني.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي حذرت الأمم المتحدة بأن سكان قطاع غزة سيواجهون شتاءً كارثياً بعد تراجع إيصال المساعدات الإنسانية (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: 345 ألفاً من سكان غزة سيواجهون جوعاً «كارثياً» هذا الشتاء

أفاد تقييم صادر عن الأمم المتحدة، اليوم الخميس، بأن نحو 345 ألفاً من سكان غزة سيواجهون جوعاً «كارثياً» هذا الشتاء، بعد تراجع إيصال المساعدات.

«الشرق الأوسط» (روما)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون يقفون في طوابير للحصول على حصص غذائية في غزة (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تحذر: 345 ألفاً من سكان غزة سيواجهون جوعاً «كارثياً» هذا الشتاء

أفاد تقييم صادر عن الأمم المتحدة، اليوم (الخميس)، بأن نحو 345 ألفاً من سكان غزة سيواجهون جوعاً «كارثياً» هذا الشتاء بعد تراجع إيصال المساعدات.

«الشرق الأوسط» (روما)
شؤون إقليمية قوة مشتركة من «اليونيفيل» والجيش اللبناني في الناقورة قرب الحدود الإسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب)

إسرائيل تؤكد بعد حادث جديد في لبنان أنّ اليونيفيل «ليست هدفا»

أكّد الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنّه لا يستهدف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان وذلك بعد أن أعلنت اليونيفيل أنّ أحد مواقعها تعرّض "لإطلاق نار".

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي تصاعد أعمدة الدخان جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة النبطية في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

تنديد أممي بـ«الهجوم المدمر» على بلدية النبطية في جنوب لبنان

ندّد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا، في بيان، الأربعاء، بـ«هجوم مدمر» على بلدية النبطية في جنوب لبنان، خلال اجتماع لفريق الإغاثة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الهند وكندا تتبادلان «طرد دبلوماسيين» في إطار خلاف متفاقم بينهما

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يصافح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (رويترز)
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يصافح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (رويترز)
TT

الهند وكندا تتبادلان «طرد دبلوماسيين» في إطار خلاف متفاقم بينهما

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يصافح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (رويترز)
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يصافح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (رويترز)

تبادلت الهند وكندا طرد سفيري البلدين وخمسة دبلوماسيين كبار آخرين، بعدما أعلنت نيودلهي أن مفوضها السامي في كندا اعتبر ضمن «أشخاص موضع اهتمام» في قضية قتل زعيم انفصالي من السيخ العام الماضي في فانكوفر.

وأعلنت الهند أنها سحبت دبلوماسييها الستة من كندا، إلا أن مصدراً حكومياً في أوتاوا أكد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنهم طردوا ولم يسحبوا.

وقُتل هارديب سينغ نيجار في 18 يونيو (حزيران) 2023 برصاص مهاجمين ملثمين في مرآب معبد للسيخ قرب فانكوفر على ساحل كندا الغربي.

وأغرقت القضية كندا والهند في أزمة دبلوماسية خطرة في الخريف الماضي بعدما لمح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى ضلوع محتمل للحكومة الهندية في عملية الاغتيال. ووصفت نيودلهي الاتهامات بأنها «سخيفة».

ويشكل طرد الدبلوماسيين الأرفع مستوى بين البلدين تصعيداً رئيسياً في هذا الخلاف.

وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان مبررة سحب دبلوماسييها: «لا ثقة لدينا في التزام الحكومة الكندية الحالية بضمان أمنهم... وبالتالي قررت حكومة الهند سحب المفوض السامي والدبلوماسيين والمسؤولين الآخرين المستهدفين».

إجراءات رد متبادلة

كانت وزارة الخارجية الهندية أفادت في وقت سابق في بيان بأنها «تلقت رسالة دبلوماسية من كندا تشير إلى أن المفوض السامي الهندي ودبلوماسيين آخرين هم أشخاص موضع اهتمام» في التحقيق الجاري.

ووصفت الوزارة المزاعم حول ضلوع الهند في عملية القتل بأنها «سخيفة»، ورأت فيها «استراتيجية تشهير بالهند لأهداف سياسية».

كانت الشرطة الكندية أعلنت، الاثنين، أن لديها «عناصر أدلة» تفيد بضلوع الحكومة الهندية في حالات «ترهيب ومضايقة وابتزاز وإكراه» على الأراضي الكندية.

وقال مفوض الشرطة مايك دوهيم: «ظروف استثنائية ترغمنا على نشر ما توصلنا إليه في إطار تحقيقات عدة جارية حول ضلوع عناصر تابعين لحكومة الهند في نشاطات إجرامية على درجة من الخطورة في كندا».

وربطت الشرطة هؤلاء العناصر «بجرائم قتل وأعمال عنف» و«نشاطات سرية مثل جمع معلومات» و«التدخل في مسارات ديمقراطية».

وشددت الشرطة الفيدرالية على أنها حاولت اطلاع السلطات الهندية على هذه الأدلة من دون جدوى. لكنها تجنبت ربط هذه الاتهامات مباشرة بقتل المواطن الكندي هارديب سينغ نيجار.

ومنذ اتهامات جاستن ترودو انخرطت نيودلهي وأوتاوا في مزايدات على صعيد إجراءات الرد الدبلوماسي.

فالعام الماضي، فرضت الهند مؤقتاً قيوداً على إصدار تأشيرات دخول للكنديين، ما اضطر كندا إلى سحب بعض من دبلوماسييها.

استدعاء

حذرت وزارة الخارجية الهندية، الاثنين، من أن «الهند تحتفظ الآن بحق اتخاذ إجراءات إضافية رداً على الجهود الأخيرة للحكومة الكندية في اختلاق مزاعم ضد الدبلوماسيين الهنود». وشددت على أنها استدعت القائم بالأعمال الكندي ستيوارت ويلر.

وقال ويلر أمام صحافيين بعدما غادر مقر الوزارة الهندية: «وفرت كندا أدلة موثوقة ولا تدحض حول روابط بين الحكومة الهندية وقتل مواطن كندي على الأرض الكندية».

وأضاف: «حان الوقت للهند للإيفاء بوعودها والنظر في كل هذا. ومن مصلحة بلدينا وشعبيهما الخوض في عمق القضايا. وكندا مستعدة للتعاون مع الهند».

وكان نيجار هاجر إلى كندا في عام 1997 وأصبح مواطناً كندياً في عام 2015، وهو من دعاة إقامة دولة مستقلة للسيخ منفصلة عن الهند باسم «خاليستان».

وكان مطلوباً لدى السلطات الهندية بتهمة الإرهاب والتآمر لارتكاب جريمة قتل. وبعد اغتياله، أوقفت السلطات الكندية أربعة مواطنين هنود.

وقُتل آلاف الأشخاص في ثمانينات القرن الماضي في الهند خلال تمرد انفصالي كان يهدف إلى إنشاء وطن للسيخ، واجهته القوات الهندية بقمع شديد.

وتراجع زخم هذه الحركة في الأراضي الهندية، لكنها تحظى بدعم أقلية من السيخ في الشتات تتواجد خصوصاً في كندا، التي تضم أكبر جالية للسيخ خارج الهند على مستوى العالم، حيث يبلغ عددهم 770 ألف شخص.