تركيا تستعد لبناء «القبة الفولاذية» المضادة للصواريخ

تطور أنقرة منذ سنوات مشاريع دفاعية طموحة بما في ذلك مسيرات ومقاتلات (رويترز)
تطور أنقرة منذ سنوات مشاريع دفاعية طموحة بما في ذلك مسيرات ومقاتلات (رويترز)
TT

تركيا تستعد لبناء «القبة الفولاذية» المضادة للصواريخ

تطور أنقرة منذ سنوات مشاريع دفاعية طموحة بما في ذلك مسيرات ومقاتلات (رويترز)
تطور أنقرة منذ سنوات مشاريع دفاعية طموحة بما في ذلك مسيرات ومقاتلات (رويترز)

تستعد تركيا لبناء نظامها الدفاعي المضاد للصواريخ والمسمى «القبة الفولاذية»، حسبما أعلن رئيس وكالة الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة التركية، اليوم الأربعاء.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال هالوك غورغون رئيس الوكالة في مقطع فيديو: «سيسمح مشروع القبة الفولاذية الوطني بدمج أنظمة الدفاع الجوي وأجهزة الاستشعار وأسلحتنا في شبكة واحدة».

وستشرف على المشروع المجهز بنظام دعم بالذكاء الاصطناعي، جهات فاعلة عامة في صناعة الدفاع مثل أسيلسان وروكاتسان وإم كاي آي، إضافة إلى منظمة الأبحاث العامة توبيتاك ساج.

وفي اتصال مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، رفضت وكالة الصناعات الدفاعية إعطاء مزيد من التفاصيل حول المشروع.

وفقاً لقناة «تي آر تي» الإخبارية العامة، سيتم تصميم القبة الفولاذية لتكون «مظلة أمنية» تغطي المجال الجوي التركي بأكمله وتهدف إلى الرد على التهديدات «التي تتراوح من ارتفاع منخفض جداً إلى الأعلى»، ومن «القصير المدى إلى الطويل».

تطور أنقرة منذ سنوات مشاريع دفاعية طموحة، بما في ذلك مسيرات ومقاتلات.

ويؤكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بانتظام رغبته في تعزيز الصناعة الدفاعية التركية بأجهزة وأنظمة تصنعها الشركات المحلية.

وقال في فبراير (شباط): «المشاريع التي بدأناها قبل سنوات تتحول الآن إلى طائرات ودبابات وسفن وصواريخ وقذائف هي مصدر فخر لنا جميعاً. تركيا تكتب حرفياً ملحمة في مجال الصناعة الدفاعية».


مقالات ذات صلة

إردوغان: منصات التواصل الاجتماعي تتصرف كـ« المافيا»

أوروبا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال اجتماع لحزب «العدالة والتنمية» في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان: منصات التواصل الاجتماعي تتصرف كـ« المافيا»

اتهم إردوغان منصات التواصل الاجتماعي بأنها تتصرف مثل المافيا في كل ما يمس مصالحها، قائلاً إننا نواجه «فاشية رقمية».

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شؤون إقليمية تنكيس علم تركيا على مقر سفارتها في تل أبيب الجمعة (رويترز)

تزايد التوتر بين تركيا وإسرائيل بعد «الحداد الوطني» على هنية

زادت حدة التوتر بين أنقرة وتل أبيب على خلفية إعلان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الحداد على رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدى إلقائه كلمة في 20 يوليو الماضي (أ.ب)

تركيا: «المحكمة الدستورية» تلغي جزءاً من مرسوم أصدره إردوغان

ألغت المحكمة الدستورية في تركيا بعض مواد مرسوم رئاسي يتعلق بإدارة «الاتصال الاستراتيجي والأزمات»، لتعارضها مع حرية الصحافة والتعبير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة تعبيرية لعلم تركيا على أحد المباني من بكسباي

إسرائيل تستدعي نائب سفير تركيا بسبب تنكيس علم السفارة حداداً على هنية

استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية نائب السفير التركي، الجمعة، لتوبيخه بعد أن نكست السفارة التركية في تل أبيب علمها حداداً على إسماعيل هنية.

«الشرق الأوسط» (القدس)
شؤون إقليمية الرئيسان الأميركي جو بايدن والتركي رجب طيب إردوغان خلال لقائهما في قمة «الناتو» 11 يوليو 2023 (رويترز)

إردوغان لبايدن: إسرائيل تسعى لتوسيع نطاق حرب غزة

قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب إردوغان أبلغ نظيره الأميركي جو بايدن بأن إسرائيل تحاول توسيع نطاق حرب غزة ولا تريد وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

«لقد كان الخطأ الأكبر في حياتي»... رسالة أينشتاين عن القنبلة الذرية بالمزاد

الرسالة المؤرخة في أغسطس 1939 (موقع دار كريستيز)
الرسالة المؤرخة في أغسطس 1939 (موقع دار كريستيز)
TT

«لقد كان الخطأ الأكبر في حياتي»... رسالة أينشتاين عن القنبلة الذرية بالمزاد

الرسالة المؤرخة في أغسطس 1939 (موقع دار كريستيز)
الرسالة المؤرخة في أغسطس 1939 (موقع دار كريستيز)

في الثاني من أغسطس (آب) عام 1939، كتب ألبرت أينشتاين إلى الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت وكانت رسالته كفيلة بخلق مشروع «مانهاتن»، الذي يعد واحدا من أهم الاختراعات وأكثرها تدميراً في التاريخ وهو القنبلة الذرية.

ربما كانت القصة الدرامية لتسخير الطاقة الذرية على نحو قاتل، والتي رواها فيلم «أوبنهايمر» الذي حقق نجاحاً باهراً العام الماضي، ستصبح مجرد خيال لو لم تُكتب تلك الرسالة من صفحتين.

جاء في رسالة مطبوعة إلى الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت تحمل توقيع الفيزيائي ألبرت أينشتاين بخط يده: «هذا آخر عمل حديث في مجال الفيزياء النووية، من المحتمل أن يتحول اليورانيوم إلى مصدر جديد ومهم للطاقة». ويضيف أن هذه الطاقة يمكن استخدامها «لبناء قنابل قوية للغاية».

مشروع مانهاتن

هذه الرسالة كانت بمثابة الدافع وراء برنامج بحثي سري للغاية تبلغ تكلفته ملياري دولار أميركي، أو ما يعرف بـ«مشروع مانهاتن»، وهو كان بمثابة سباق للتغلب على ألمانيا في تطوير الأسلحة الذرية. وكان المشروع الذي استغرق ثلاث سنوات، بقيادة الفيزيائي روبرت أوبنهايمر، كافياً لدفع الولايات المتحدة إلى العصر النووي، وإحداث أحد أهم الاختراعات ـ وأكثرها تدميراً ـ في التاريخ، وهو القنبلة الذرية.

فرغم أن لحظة تعيين العالم الأميركي روبرت أوبنهايمر مديراً لمختبر «لوس ألاموس» التابع لمشروع «مانهاتن» لصناعة أول قنبلة ذرية كانت فارقة في تاريخ العالم، فإن اختياره لـ«أهم وظيفة في أميركا» في وقتها كان «غير محتمل» ومثاراً للدهشة.

العالم الأميركي روبرت أوبنهايمر (أ.ب)

ففي ذلك الوقت، كان أوبنهايمر فيزيائياً يبلغ من العمر 38 عاماً، ولم يسبق له أن أدار أي شيء أكبر من مجموعة من 12 من طلاب الدراسات العليا، فكيف له أن يدير عملية تضم آلاف العلماء كان مصير العالم معلقاً عليها؟

وقال الجنرال بالجيش الأميركي، ليزلي غروفز، الذي عيّن أوبنهايمر في المنصب، إنه لم يتلقَّ «أي دعم»، بل فقط معارضة على قراره، في حين قال أحد أصدقاء أوبنهايمر المقربين من العلماء إنه كان «الخيار غير المرجح على الإطلاق» لإدارة مختبر سري من شأنه أن يصنع القنبلة الذرية. وقال زميل آخر: «لم يكن بإمكانه حتى إدارة محل لبيع الهامبرغر»، وفق صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.

الرسالة في المزاد

في العاشر من سبتمبر (أيلول) القادم، ستُعرض رسالة أينشتاين ذات الأهمية الكبرى والتي صيغت بعناية في مزاد علني في دار «كريستيز» في نيويورك، ومن المتوقع أن تباع بأكثر من 4 ملايين دولار. وقد تمت صياغة نسختين من الرسالة: نسخة أقصر، تعرضها دار «كريستيز» للبيع بالمزاد العلني، ونسخة أكثر تفصيلاً، تم تسليمها إلى البيت الأبيض باليد، وهي الآن في المجموعة الدائمة لمكتبة فرانكلين دي روزفلت في نيويورك.

أهمية الرسالة

ويقول بيتر كلارنيت، كبير المتخصصين في الكتب والمخطوطات الأميركية في دار «كريستيز»، لموقع «بي بي سي» البريطانية: «من نواح كثيرة، تمثل هذه الرسالة نقطة تحول رئيسية في تاريخ العلوم والتكنولوجيا والإنسانية. هذه هي المرة الأولى التي تتدخل فيها حكومة الولايات المتحدة مالياً بشكل مباشر في أبحاث علمية كبرى. لقد وضعت الرسالة الكرة في طريقها للسماح للولايات المتحدة بالاستفادة الكاملة من التحولات التكنولوجية التي كانت تجري».

ويتفق الدكتور برين ويلكوك، مدير برنامج قسم السياسة والفلسفة والعلاقات الدولية في جامعة سوانسي والمحاضر والباحث في التاريخ الأميركي والنووي، مع هذا الرأي. يقول لـ«بي بي سي»: «تبدأ معظم الروايات التاريخية عن أصول القنبلة بمناقشة الرسالة. كان محتوى الرسالة مفتاحاً للحصول على عمل مباشر من الرئيس روزفلت»، مؤكداً أن «مؤسسة التراث الذري تذهب إلى حد وصف الرسالة بأنها (حيوية) في دفع روزفلت إلى إجراء أبحاث ذرية».

ومن المتوقع أن يضيف فيلم «أوبنهايمر»، الذي يستند إلى قصة مشروع مانهاتن ويشير إلى الرسالة في مشهد بين أوبنهايمر والفيزيائي إرنست لورانس، اهتماماً إضافياً بالمزاد.

الممثل كيليان مورفي مؤدياً دور عالم الفيزياء الأميركي روبرت أوبنهايمر (أ.ب)

ويقول كلارنيت: «هذه [الرسالة] كانت جزءاً من الثقافة الشعبية منذ عام 1945 فصاعداً، لذا فقد احتلت مكانة راسخة بالفعل، لكنني أعتقد أن فيلم أوبنهايمر نقلها الآن إلى جيل جديد».

وفي السادس عشر من يوليو (تموز) عام 1945، حجب المتفرجون أعينهم بنظارات واقية، هؤلاء الذين تم السماح لهم بالمشاهدة بينما تم تفجير نموذج أولي للقنبلة المعروفة باسم «الأداة»، بنجاح في صحراء نيو مكسيكو.

وقد قوبلت النتيجة بالانتصار والخوف. في هذا اليوم، كتب الرئيس الأميركي هاري إس ترومان في مذكراته: «لقد اكتشفنا القنبلة الأكثر فظاعة في تاريخ العالم».