حرب النجوم الجديدة... «البنتاغون» يستعد لمواجهة في الفضاء

إطلاق الصاروخ الثقيل «دلتا 4» للمدار حول كوكب الأرض من قاعدة «كيب كانافيرال» (صفحة القوة الفضائية للجيش الأميركي عبر «فيسبوك»)
إطلاق الصاروخ الثقيل «دلتا 4» للمدار حول كوكب الأرض من قاعدة «كيب كانافيرال» (صفحة القوة الفضائية للجيش الأميركي عبر «فيسبوك»)
TT

حرب النجوم الجديدة... «البنتاغون» يستعد لمواجهة في الفضاء

إطلاق الصاروخ الثقيل «دلتا 4» للمدار حول كوكب الأرض من قاعدة «كيب كانافيرال» (صفحة القوة الفضائية للجيش الأميركي عبر «فيسبوك»)
إطلاق الصاروخ الثقيل «دلتا 4» للمدار حول كوكب الأرض من قاعدة «كيب كانافيرال» (صفحة القوة الفضائية للجيش الأميركي عبر «فيسبوك»)

يسارع «البنتاغون» لتوسيع قدراته على شن حرب في الفضاء، بعدما أصبح مقتنعاً بأن تقدم الصين وروسيا في عمليات الفضاء يشكل خطراً متنامياً على القوات والقواعد الأميركية على الأرض، وكذلك على الأقمار الاصطناعية.

ورغم أن تفاصيل خطوات «البنتاغون» في هذا الاتجاه تبقى سرية للغاية، فإن مسؤولين في وزارة الدفاع أقروا بأن المبادرات الأميركية تمثل تحولاً في العمليات العسكرية بعدما أصبح الفضاء ساحة معركة.

الولايات المتحدة، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، لن تبقى معتمدة على الأقمار الاصطناعية العسكرية في الاتصالات والملاحة ومتابعة وتحديد التهديدات، بعدما كانت لعقود من الزمن نقطة تفوق لـ«البنتاغون» في أي صراع.

إطلاق الصاروخ «فالكون 9» الذي يحمل قمراً اصطناعياً عسكرياً للمدار حول كوكب الأرض (صفحة القوة الفضائية للجيش الأميركي عبر «فيسبوك»)

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، خلال لقاءات صحافية وخطابات، إن الولايات المتحدة تسعى لامتلاك أدوات جديدة على الأرض وفي الفضاء لحماية شبكة الأقمار الاصطناعية من أي هجوم، وفي حالات الضرورة، امتلاك أدوات لتعطيل مركبة للعدو في الفضاء.

تختلف الاستراتيجية الجديدة كلياً عن البرامج العسكرية السابقة بخصوص الفضاء كونها تركز على توسيع القدرات الهجومية، وهي بعيدة كل البعد عن برنامج حرب النجوم الدفاعي في الثمانينات الذي لم يتم تنفيذه وكان يركز على استخدام الأقمار الاصطناعية لحماية الولايات المتحدة من هجوم بصواريخ نووية.

إطلاق الصاروخ الثقيل «دلتا 4» للمدار حول كوكب الأرض من قاعدة «كيب كانافيرال» (صفحة القوة الفضائية للجيش الأميركي عبر «فيسبوك»)

وقال الجنرال شانس سالتزمان مدير العمليات الفضائية بالقوات الفضائية، في مارس (آذار): «يجب علينا حماية قدراتنا في الفضاء، وكذلك امتلاك القدرات اللازمة لحرمان العدو من استخدام إمكاناته. لو لم يكن لدينا (فضاء) سنخسر».

والقوات الفضائية هي وكالة أنشئت عام 2019 كفرع جديد للقوات الجوية الأميركية.

وأعلن مسؤولون بـ«البنتاغون» مؤخراً عن تقييم من مدير الاستخبارات الوطنية يقول إن روسيا والصين اختبرتا مؤخراً أنظمة ليزر أرضية عالية الطاقة، وصواريخ مضادة للأقمار الاصطناعية، وأقماراً اصطناعية ذات قدرة على المناورة ويمكنها تعطيل القدرات الأميركية في الفضاء.

وتصاعد القلق بعد تقارير عن احتمال تطوير روسيا لسلاح نووي فضائي، ما قد يدمر الأقمار الاصطناعية المدنية والعسكرية في المدار حول الأرض، إلى جانب استخدام روسيا تقنيات إعاقة وتشويش إلكترونية في حرب أوكرانيا أثرت في عدد من المرات على الأسلحة الأميركية.

من جانبه، أشار فرنك كيندال وزير القوات الجوية الأميركية إلى أن «الصين تمتلك عدداً من الإمكانات الفضائية مصممة لاستهداف قواتنا، ولن يكون في مقدورنا العمل بمنطقة غرب المحيط الهادي دون هزيمة هذه الإمكانات».

ويضيف الجنرال ستيفن ويتنيغ المشرف على القيادة الفضائية الأميركية أن «الصين ضاعفت 3 مرات شبكة جمع المراقبة وجمع الاستخبارات منذ عام 2018، وأصبحت تشبه (شبكة قتل) فوق المحيط الهادي لبحث وتتبع واستهداف القدرات العسكرية لأميركا وحلفائها».

ونفت روسيا والصين هذه الادعاءات، وقالتا إن الولايات المتحدة هي التي تدفع إلى عسكرة الفضاء. وحثت الدولتان، الشهر الماضي، مجلس الأمن الدولي على منع وضع أي أسلحة في الفضاء الخارجي.

شعار القوة الفضائية للجيش الأميركي (صفحة القوة الفضائية للجيش الأميركي عبر «فيسبوك»)

وتعمل الولايات المتحدة على تحديث أنظمتها الأرضية التي تسمح لها بإعاقة موجات الراديو لتعطيل اتصال العدو بأقماره الاصطناعية.

ووفقاً للاتجاه الجديد، يسعى «البنتاغون» إلى هدف طموح؛ وهو التعامل مع تهديدات العدو في الفضاء، كما تفعل البحرية في المحيطات والقوات الجوية بالسماء.

ويعدّ أحد أهم الأهداف لهذا الاتجاه «حماية القوات»، أي القضاء على أي تهديد قد تمثله الأقمار الاصطناعية للعدو والقضاء عليها، قبل وصول القوات على الأرض إلى جبهة القتال.

وهناك بعض التلميحات الذي يشير إلى ما يسعى «البنتاغون» لامتلاكه، رغم إبقائه الأمور طي الكتمان، فتقرير حديث كتبه العميد السابق في القوات الفضائية شارلز جالبيرث يشير إلى 3 أمثلة قد تعطل شبكة الأقمار الاصطناعية للعدو؛ وهي: الهجمات السيبرانية، واستخدام أسلحة ليزر قوية سواء من الأرض أو الفضاء، وأسلحة تعمل بموجات الميكروويف.


مقالات ذات صلة

الجيش اللبناني يدهم منازل مطلوبين في بلدتي القصر والعصفورية... ويضبط أسلحة وذخائر

المشرق العربي جانب من الأسلحة الحربية والذخائر التي ضبطها الجيش اللبناني في بلدتي القصر والعصفورية في شرق وشمال لبنان (صفحة الجيش اللبناني على إكس)

الجيش اللبناني يدهم منازل مطلوبين في بلدتي القصر والعصفورية... ويضبط أسلحة وذخائر

دهمت وحدات الجيش اللبناني، الاثنين، منازل مطلوبين في بلدتي القصر في الهرمل شرق لبنان، والعصفورية في عكار شمال لبنان، وضبطت كمية من الأسلحة الحربية والذخائر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي ثلاث قطع أسلحة يقول الجيش الإسرائيلي إنها كانت في طائرة مسيّرة عبرت الحدود المصرية الإسرائيلية

الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة عبر الحدود مع مصر

قالت متحدثة باسم جيش كيان الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، إن الجيش أحبط محاولة لتهريب أسلحة عبر الحدود بين مصر وإسرائيل.

آسيا الشرطة الهندية (أ.ف.ب)

مقتل 31 شخصاً يشتبه بأنهم متمردون ماويون في اشتباك وسط الهند

ذكرت الشرطة الهندية أن 31 شخصاً على الأقل يشتبه بأنهم متمردون ماويون واثنين من رجال الشرطة قتلوا، الأحد، في أعنف اشتباك مسلح حتى الآن هذا العام بوسط الهند.

«الشرق الأوسط» (باتنا (الهند))
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الأسبوع الماضي (أ.ب) play-circle

إدارة ترمب توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بقيمة 7.4 مليار دولار

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الجمعة) أنها وافقت على مبيعات عسكرية لإسرائيل بقيمة 7.4 مليار دولار تقريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية مؤيدون لزعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان في فرنسا خلال مظاهرة للمطالبة بالإفراج عنه (أ.ف.ب)

تركيا: «العمال الكردستاني» يوقف عملياته قبل دعوة أوجلان «المرتقبة» لإلقاء أسلحته

يتصاعد الحديث عن دعوة مرتقبة لزعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين في تركيا عبد الله أوجلان لمسلحي الحزب لإلقاء أسلحتهم، وبدء عملية تهدف لحل المشكلة الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ترمب يدرس استثناء أستراليا من الرسوم الإضافية على الصلب

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
TT

ترمب يدرس استثناء أستراليا من الرسوم الإضافية على الصلب

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الثلاثاء إثر مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنّ الولايات المتّحدة تدرس إعفاء بلاده من الرسوم الجمركية الإضافية التي قرّرت فرضها على الوارادات الأميركية من الصلب.

وقال ألبانيزي للصحافيين إنّ «الرئيس الأميركي وافق على أن يتمّ درس عملية إعفاء لما فيه مصلحة بلدينا».