أطلقت الوكالة الدولية للهجرة أول نداء سنوي عالمي لها، الاثنين، لجمع 7.9 مليار دولار في 2024 من أجل مواجهة التحديات المتزايدة التي تطرحها التحركات السكانية.
وقالت المديرة العامة للوكالة التابعة للأمم المتحدة، إيمي بوب، إن التمويل ضروري من أجل «إنقاذ أرواح وحماية الأشخاص الذين ينزحون وإيجاد حلول للنزوح وتسهيل ممرات آمنة لهجرة نظامية».
وأكدت بوب، التي تولت المنصب في أكتوبر (تشرين الأول) لتصبح أول امرأة على رأس الوكالة، أن «الهجرة غير النظامية والقسرية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة والتحديات التي نواجهها تزداد تعقيداً».
وقالت: «الأدلة دامغة على أن الهجرة، عندما تتم إدارتها بشكل جيد، تكون مساهماً رئيسياً في الرخاء والتقدم العالميين»، مضيفة: «نحن في لحظة حرجة وقد أطلقنا هذا النداء للمساعدة في الوفاء بهذا الوعد... بإمكاننا وعلينا أن نبذل جهداً أكبر».
تعمل المنظمة في حالات الطوارئ وتدافع عن حقوق المهاجرين، وتعد أن الهجرة الإنسانية والنظامية تعود بالنفع على الأشخاص الذين ينزحون والمجتمعات التي يستقرون فيها.
وقالت الوكالة، الاثنين، إن تمويل ندائها سيسمح لها بخدمة 140 مليون شخص تقريباً، منهم نازحون داخل بلدانهم والمجتمعات التي تستقبلهم.
وسيسمح المبلغ لمنظمة الهجرة بتوسيع عملها التنموي الهادف إلى السعي لمنع موجات نزوح أخرى، كما قالت.
وفي تفصيلها لكيفية استخدام المبلغ، قالت الوكالة إن 3.4 مليار دولار ستخصص لإنقاذ أرواح وحماية الذين ينزحون.
وسيستخدم مبلغ 2.7 مليار دولار في العمل على حلول للنزوح، ومن بينها خفض مخاطر التغير المناخي وتداعياته.
وسيخصص المبلغ المتبقي للسعي لتسهيل ممرات نظامية للهجرة، والمساعدة في جعل تقديم خدمات منظمة الهجرة أكثر فاعلية.
وقالت بوب: «هذا التمويل سيعالج الهوة الكبيرة والمتسعة بين ما هو لدينا، وما نحتاج له من أجل القيام بالمهمة بشكل جيد».
وأوضحت منظمة الهجرة أن مشروعها المتعلق بالمهاجرين المفقودين أظهر أن أكثر من 60000 شخص توفوا أو فقدوا خلال رحلات هجرة محفوفة بالمخاطر في السنوات التسع الماضية.
حذرت بوب من أن «عواقب مساعدة جزئية تعاني من نقص التمويل لها تكلفة أكبر، ليس فقط من حيث المال، بل من ناحية تسببها بخطر أكبر على المهاجرين من خلال الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والتهريب».
وكغيرها من وكالات الأمم المتحدة، تطلق منظمة الهجرة النداء لتوفير الأموال كي تتمكن من تطبيق نهج وقائي طويل الأمد، بدلاً من الاضطرار للاستجابة دائماً وهي في وضع الرد على أزمات.
وقالت الوكالة إن تمويل عملياتها بالشكل المناسب سيساعدها في تسهيل استجابتها وتحسينها، وسيقلل بشكل فعال من تكلفة إدارة الأزمات.
وحضت الدول أيضاً على الإقرار بمنافع الهجرة. وقالت إن «الهجرة هي حجر الزاوية في التنمية والرخاء العالميين»، مضيفة أن «المهاجرين الدوليين البالغ عددهم 281 مليوناً يولّدون 9.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي».
ورأت أن «الهجرة التي تُدار بشكل جيد قادرة على تعزيز نتائج التنمية والمساهمة في التكيّف مع تغير المناخ وتعزيز مستقبل أكثر أماناً وسلماً واستدامة وازدهاراً وإنصافاً».