الأمم المتحدة تحذر من نقص حاد في الموارد الأساسية بقطاع غزة

موظف في الهلال الأحمر يقوم بتحضير المساعدات الإنسانية في مركز تابع للأمم المتحدة في غزة (أ.ب)
موظف في الهلال الأحمر يقوم بتحضير المساعدات الإنسانية في مركز تابع للأمم المتحدة في غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تحذر من نقص حاد في الموارد الأساسية بقطاع غزة

موظف في الهلال الأحمر يقوم بتحضير المساعدات الإنسانية في مركز تابع للأمم المتحدة في غزة (أ.ب)
موظف في الهلال الأحمر يقوم بتحضير المساعدات الإنسانية في مركز تابع للأمم المتحدة في غزة (أ.ب)

حذرت الأمم المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، من نقص حاد في الموارد الأساسية مثل الماء والغذاء والدواء في قطاع غزة في ظل تواصل أعنف جولة قتال مع إسرائيل منذ 18 يوما، وفق ما أوردته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق شؤون المساعدات (أوتشا)، في بيان، إن خمسة فقط من أصل 24 مخبزا متعاقدا مع برنامج الأغذية العالمي في غزة تعمل وتقوم بتزويد الملاجئ بالخبز. وذكر البيان أن نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية يشكل العائق الرئيسي الذي يمنع المخابز من تلبية الطلب المحلي على الخبز الطازج، ما يعرضها لخطر الإغلاق.

وبحسب البيان، تواجه المخابز صعوبات، حيث تتشكل طوابير طويلة قبل الفجر، ويبلغ متوسط وقت الانتظار ست ساعات، ويتحمل السكان هذا الانتظار للحصول على نصف الحصة العادية.

علاوة على ذلك، اعتباراً من أمس اضطر 17 متجراً من أصل 202 متجر متعاقد مع برنامج الأغذية العالمي إلى الإغلاق، ويأتي هذا الإغلاق نتيجة للدمار الناجم عن الأعمال العدائية، لا سيما داخل مدينة غزة ومحافظات شمال غزة، أو بسبب المخاوف الأمنية والطرق المسدودة الناجمة عن الحطام.

وذكر البيان أنه في 21 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن مخزونات السلع الغذائية الأساسية داخل غزة تكفي لمدة 13 يوما تقريبا.

على الرغم من توفر المواد الغذائية الأساسية، يواجه تجار التجزئة تحديات كبيرة عند إعادة تخزين المواد الغذائية من تجار الجملة المحليين بسبب الدمار واسع النطاق وانعدام الأمن.

يوجد تجار الجملة بشكل رئيسي في مدينة غزة ويواجهون صعوبات في توزيع المخزون الغذائي المتوفر في المنطقة الجنوبية.

وبسبب النقص في الدقيق والوقود، أصبحت المخابز غير قادرة على تلبية الطلب المحلي على الخبز الطازج ومعرضة لخطر الإغلاق، المطحنة الوحيدة العاملة لا تستطيع تحويل القمح بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

ويقدر العدد التراكمي للنازحين منذ بدء جولة القتال في غزة بأكثر من 1.4 مليون شخص، ويشمل هذا الرقم ما يقرب من 590 ألف شخص يقيمون في 150 مديرية تعليمية تابعة للأمم المتحدة، و101 ألف و500 شخص يقيمون في المستشفيات والكنائس والمباني العامة الأخرى.

ووصل عدد النازحين في كثير من مراكز الإيواء إلى 4400 نازح، في حين تم تصميمها لاستضافة ما بين 1500 إلى 2000 نازح في كل مأوى. في كثير من الملاجئ، يتم إيواء ما يصل إلى 70 شخصاً في فصل دراسي واحد.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 15% من النازحين داخلياً يعانون من إعاقات، إلا أن معظم الملاجئ ليست مجهزة بشكل كافٍ لتلبية احتياجاتهم.

وتفتقر الملاجئ إلى الفرشات والأسرة الطبية اللازمة، ما يسبب تقرحات ومشكلات طبية أخرى لا يمكن علاجها في ظروف غير معقمة. كما أن الأغذية الموزعة لا تلبي احتياجات الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في البلع. ولليوم الرابع عشر على التوالي منذ 11 أكتوبر تعاني غزة من انقطاع كامل للكهرباء، في أعقاب قيام إسرائيل بوقف إمدادات الكهرباء والوقود إلى غزة، الأمر الذي أدى بدوره إلى إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة.

وأجبر ذلك البنية التحتية الخدمية الأساسية على الاعتماد على المولدات الاحتياطية، والتي تعدّ محدودة بسبب ندرة الوقود في القطاع. والبضائع التي تدخل غزة منذ 21 أكتوبر عبر معبر رفح لا تشمل الوقود.

وكانت أربع من أصل 20 شاحنة دخلت غزة عبر معبر رفح أمس تحمل إمدادات طبية حيوية، وستلعب هذه الإمدادات دوراً حاسماً في تعزيز الاستجابة للصدمات واستدامة خدمات الرعاية الصحية الأساسية.

وتقوم منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لتسهيل إيصال هذه الإمدادات بسرعة إلى المستشفيات الكبرى ولجأت خمسة من المستشفيات الرئيسية في غزة إلى نصب خيام داخل مجمعاتها لاستيعاب المرضى بسبب نقص المساحة المتاحة، ويعالج مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وهو الأكبر في قطاع غزة، نحو 5000 مريض، وهو ما يفوق بكثير طاقته الاستيعابية البالغة 700 مريض، بالإضافة إلى ما يقرب من 45000 نازح لجأوا داخل المستشفى وحوله، ويستوعب مستشفى القدس، الموجود أيضا في مدينة غزة، أكثر من 400 مريض ونحو 12000 نازح، وحذر بيان الأمم المتحدة من أن هذه المستشفيات وغيرها على وشك الانهيار بسبب نقص الكهرباء والأدوية والمعدات والكوادر المتخصصة، وتتم معالجة أعداد كبيرة من المرضى على الأرض نظراً لعدم وجود أسرة كافية في المستشفيات. وبالإضافة إلى نقص الوقود، فإن عمليات المستشفيات تتعرض للتقويض بسبب الأعطال المتكررة وخلل المولدات الاحتياطية، والتي لم يتم تصميمها للعمل دون انقطاع. وتواجه صيانتها وإصلاحها تحديات متزايدة بسبب نقص قطع الغيار اللازمة. وطلبت وزارة الصحة نشر فرق طبية دولية، خاصة تلك التي لديها خبرة في مجال علاج الصدمات والرعاية الجراحية، لتعزيز قدرات المستشفيات وإغاثة العاملين الصحيين الذين عملوا بلا كلل طوال الـ 17 يوما الماضية.

وعلى الرغم من وجود 14 فريقا في جميع أنحاء العالم على أهبة الاستعداد، فإنه لا يمكن نشرهم بسبب الحصار المستمر.

ويواجه مرضى الفشل الكلوي مخاطر تهدد حياتهم، وقبل السابع من الشهر الحالي كانت وزارة الصحة في غزة تدير خدمات غسيل الكلى في ستة مراكز، حيث كانت تجري نحو 13 ألف جلسة غسيل كلى شهرياً. إلا أن النقص الحاد في الوقود والإمدادات الطبية الأساسية أجبر هذه المراكز على تقصير جلسات غسيل الكلى من أربع ساعات إلى ساعتين ونصف لأكثر من 1000 مريض، من بينهم 30 طفلاً على الأقل.

ويخشى مرضى الفشل الكلوي الآن أنهم قد لا يتمكنون قريباً من الوصول إلى خدمات غسيل الكلى الحيوية هذه بسبب عدم توفر الإمدادات الطبية الأساسية، واستنفدت إمدادات وزارة الصحة من مرشحات غسيل الكلى والقنينات وأنابيب نقل الدم بشكل كامل، ولم يتبق سوى كمية محدودة في أقسام غسيل الكلى.

وبلغ إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء هجمات إسرائيل على القطاع في السابع من الشهر الحالي 5087، منهم 2055 طفلا و1119 سيدة وفتاة و217 مسنا، بحسب أحدث حصيلة رسمية.


مقالات ذات صلة

هاليفي يأمر بمواصلة الهجوم في الضفة... وأعنف الاشتباكات في «عش الدبابير»

المشرق العربي قوات إسرائيلية تدخل إلى مخيم جنين للاجئين السبت (إ.ب.أ)

هاليفي يأمر بمواصلة الهجوم في الضفة... وأعنف الاشتباكات في «عش الدبابير»

أوعز رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي بمواصلة الهجوم في الضفة الغربية، في اليوم الرابع للعملية الواسعة، التي بدأها الجيش الإسرائيلي الأربعاء.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي امرأة تحمل طفلاً بينما يفحص الأطباء عدداً من الأطفال في مستشفى ناصر بخان يونس 30 أغسطس 2024 (رويترز) play-circle 01:03

بدء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة

أعلن مسؤول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، السبت، بدء حملة التلقيح ضد شلل الأطفال وسط قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي دمار في دير البلح بوسط قطاع غزة يوم الخميس (إ.ب.أ)

نتنياهو يعرقل صفقة التهدئة ويتمسك بـ«فيلادلفيا»

تتفاقم المخاوف في إسرائيل من استمرار نهج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في عرقلة صفقة التهدئة في قطاع غزة، مع إعلان حكومته تمسكها بالبقاء في محور فيلادلفيا.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي صورة التقطت في 19 مارس 2007 من الجانب المصري لمحور فيلادلفيا (أ.ف.ب)

مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يصادق على بقاء الجيش في محور فيلادلفيا

قرر مجلس الوزراء الأمني في إسرائيل المصادقة على خرائط تحدد بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة مع مصر.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي والدة الطفل عبد الرحمن أبو الجديان أول شخص يصاب بشلل الأطفال بغزة منذ 25 عاماً تعتني به في خيمتهم بدير البلح وسط القطاع (رويترز) play-circle 01:03

إسرائيل و«حماس» توافقان على هدن مؤقتة خلال حملة تطعيمات بغزة

قالت منظمة الصحة العالمية، الخميس، إن إسرائيل و«حماس» وافقتا على 3 هُدن منفصلة مؤقتة للقتال في أماكن محددة بغزة للسماح بتطعيم 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

كندا: نساء من السكان الأصليين يسعين لتفتيش موقع اختبارات سابق لـ«سي آي إيه»

عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
TT

كندا: نساء من السكان الأصليين يسعين لتفتيش موقع اختبارات سابق لـ«سي آي إيه»

عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)
عالم الأنثروبولوجيا فيليب بلوين والناشطتان من أقلية الموهوك كاهنتينثا وكويتييو أمام مسبح هنري ويليام مورغان في معهد ألين التذكاري في 17 يوليو 2024 في مونتريال - كندا (أ.ف.ب)

تأمل مجموعة من النساء من السكان الأصليين في وقف أعمال البناء في موقع مستشفى سابق في مونتريال بكندا، يعتقدن أنه قد يكشف حقيقة ما جرى لأبنائهن المفقودين عقب تجارب لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قبل نصف قرن.

وتسعى تلك النسوة منذ عامين لتأخير مشروع البناء الذي تقوم به جامعة ماكغيل وحكومة كيبيك، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتعتمد الناشطات على محفوظات وشهادات تشير إلى أن الموقع يحتوي على قبور مجهولة لأطفال كانوا في مستشفى رويال فيكتوريا ومعهد آلان ميموريال، مستشفى الأمراض النفسية المجاور له.

في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وخلف جدران المعهد القديم الباهتة، قامت الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بتمويل برنامج أطلق عليه الاسم الرمزي «إم كي ألترا».

خلال الحرب الباردة كان البرنامج يهدف إلى تطوير الإجراءات والعقاقير لغسل أدمغة الناس بطريقة فعالة.

أُجريت التجارب في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة على أشخاص، من بينهم أطفال من السكان الأصليين في مونتريال، أُخضعوا لصدمات كهرباء وعقاقير هلوسة وحرمان من الأحاسيس.

ورأت كاهنتينثا الناشطة البالغة 85 عاماً من سكان موهوك بكاناواكي جنوب غربي مونتريال، وهي شخصية رائدة في حركة حقوق السكان الأصليين سافرت إلى بريطانيا والولايات المتحدة للتنديد بالاستعمار، أن هذه الحرب «أهم شيء في حياتها».

وقالت: «نريد أن نعرف لماذا فعلوا ذلك ومن سيتحمل المسؤولية».

أعمال أثرية

في خريف 2022، حصلت الناشطات على أمر قضائي بتعليق أعمال بناء حرم جامعي جديد ومركز أبحاث في الموقع، مشروع تبلغ كلفته 870 مليون دولار كندي (643 مليون دولار أميركي).

وقالت الناشطة كويتييو (52 عاماً) إن نساء المجموعة يصررن على أن يرافعن في القضية بأنفسهن من دون محامين؛ «لأن بحسب طرقنا، لا أحد يتحدث نيابة عنا».

في الصيف الماضي، أُحضرت كلاب مدربة ومجسّات للبحث في المباني المتداعية في العقار الشاسع. وتمكنت الفرق من تحديد ثلاثة مواقع جديرة بإجراء عمليات حفر فيها.

لكن بحسب ماكغيل ومؤسسة كيبيك للبنى التحتية التابعة للحكومة، «لم يتم العثور على بقايا بشرية».

وتتهم الأمهات من شعب الموهوك الجامعة ووكالة البنى التحتية الحكومية بانتهاك اتفاقية من خلال اختيار علماء آثار قاموا بعملية البحث قبل إنهاء مهمتهم في وقت مبكر جداً.

وقال فيليب بلوان، وهو عالم أنثروبولوجيا يتعاون مع الأمهات: «أعطوا أنفسهم سلطة قيادة التحقيق في جرائم يحتمل أن يكون قد ارتكبها موظفوهم في الماضي».

ورغم رفض الاستئناف الذي قدمته الأمهات، في وقت سابق هذا الشهر، تعهدن بمواصلة الكفاح.

وقالت كويتييو: «على الناس أن يعرفوا التاريخ؛ كي لا يعيد نفسه».

تنبهت كندا في السنوات القليلة الماضية لفظائع سابقة.

فقد أُرسل أجيال من أطفال السكان الأصليين إلى مدارس داخلية حيث جُرّدوا من لغتهم وثقافتهم وهويتهم، في إطار ما عدّه تقرير الحقيقة والمصالحة في 2015 «إبادة ثقافية».

بين 1831 و1996 أُخذ 150.000 من أطفال السكان الأصليين من منازلهم ووُضعوا في 139 من تلك المدارس. وأُعيد بضعة آلاف منهم إلى مجتمعاتهم.