إجلاء خمس نساء أفغانيات مهددات من حركة «طالبان» إلى فرنسا

حفصة أستاذة اللغة الإنجليزية ونجلاء لطيف رئيسة كلية علوم ونافين هاشيم باحثة وناشطة في مجال حقوق المرأة وزكية عباسي موظفة سابقة في صالون تجميل ومزجان فراجي صحافية تلفزيونية يلتقطن صورة تذكارية لدى وصولهن إلى مطار شارل ديغول في فرنسا (أ.ف.ب)
حفصة أستاذة اللغة الإنجليزية ونجلاء لطيف رئيسة كلية علوم ونافين هاشيم باحثة وناشطة في مجال حقوق المرأة وزكية عباسي موظفة سابقة في صالون تجميل ومزجان فراجي صحافية تلفزيونية يلتقطن صورة تذكارية لدى وصولهن إلى مطار شارل ديغول في فرنسا (أ.ف.ب)
TT

إجلاء خمس نساء أفغانيات مهددات من حركة «طالبان» إلى فرنسا

حفصة أستاذة اللغة الإنجليزية ونجلاء لطيف رئيسة كلية علوم ونافين هاشيم باحثة وناشطة في مجال حقوق المرأة وزكية عباسي موظفة سابقة في صالون تجميل ومزجان فراجي صحافية تلفزيونية يلتقطن صورة تذكارية لدى وصولهن إلى مطار شارل ديغول في فرنسا (أ.ف.ب)
حفصة أستاذة اللغة الإنجليزية ونجلاء لطيف رئيسة كلية علوم ونافين هاشيم باحثة وناشطة في مجال حقوق المرأة وزكية عباسي موظفة سابقة في صالون تجميل ومزجان فراجي صحافية تلفزيونية يلتقطن صورة تذكارية لدى وصولهن إلى مطار شارل ديغول في فرنسا (أ.ف.ب)

استقبلت فرنسا، الاثنين، أفغانيات مهددات من حركة «طالبان» المتشددة ومنفيات في باكستان المجاورة، في عملية إجلاء رمزية متواضعة، يطالب بها منذ فترة داعمون لهن يدعون باريس إلى إنشاء ممرّ إنساني «نسائي»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وهبطت طائرة تقل أربعاً من النساء الأفغانيات الخمس المتوقع قدومهن، بينهن واحدة برفقة ثلاثة أطفال، بعد ظهر الاثنين في مطار رواسي في باريس، بعد أشهر من فرارهن من نظام «طالبان» الذي استعاد السلطة في أفغانستان في صيف 2021.

وقالت حفصة (28 عاماً)، رافضة الكشف عن اسمها لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصولها: «ما زلت لا أدرك، أشعر كأنني أحلم».

وكانت المرأة تعمل مدرّسة، إلا أنّ سلطات «طالبان» في كابل «طلبت منها وقف التدريس»، وهددتها بالسجن في حال تواصلت مع طلابها. وأكدت أنها باتت حالياً «بأمان».

ولم تتمكّن النساء، وبينهن مديرة سابقة لجامعة علوم، ومستشارة في منظمة غير حكومية، ومقدمة برامج تلفزيونية، من أن يكنّ جزءاً من عمليات الإجلاء الجوية إلى دول غربية خلال فصل الخريف، بعد سقوط الحكومة الأفغانية على يد حركة «طالبان»، ما اضطرهن إلى الفرار إلى باكستان المجاورة.

وقال المدير العام للمكتب الفرنسي للهجرة والاندماج ديدييه ليشي: «بموجب التعليمات التي أصدرها رئيس الجمهورية، يتم في المقام الأول إيلاء اهتمام خاص بالنساء المهددات من حركة (طالبان) لأنهن كنّ يشغلن مناصب مهمة في المجتمع الأفغاني... أو على اتصال وثيق مع الغربيين»، مشيراً إلى أن «هذا ينطبق على النساء الخمس اللاتي يصلن اليوم».

«لجوء نسوي»

وتوجّهت النساء إلى مركز استقبال في منطقة باريس وسيتمّ تسجيلهن طالبات لجوء ثم توجيههن إلى أماكن إقامة «طويلة الأجل»، بينما تتولى السلطات البتّ في طلباتهن.

وقال ليشي إن عملية إجلاء الأفغانيات إلى فرنسا التي أُطلق عليها اسم «أباغان» (Apagan) تتواصل بهدوء، مشدداً على أن عمليات إجلاء «من المرجّح أن تحدث مرة أخرى إذا وجدت نساء أخريات بهذا الوضع لجأن إلى باكستان».

وقالت الناشطة سولان شالفون فيوريتي، التي تشارك في قيادة مجموعة «الترحيب بالنساء الأفغانيات» وقامت بحملة استمرت أشهراً لحصول عملية الإجلاء هذه: «من الممكن بالتالي إنشاء آلية لجوء نسوي».

وقالت الوزيرة الاشتراكية السابقة نجاة فالو بلقاسم، التي ترأس اليوم منظمة «فرانس تير دازيل» (فرنسا أرض اللجوء) غير الحكومية، من جهتها: «شكراً للحكومة لأنها أثبتت أن ذلك ممكن».

وأضافت بلقاسم، التي ستستقبل منظمتها النساء الأفغانيات، عبر منصة «إكس»: «الخطوة التالية تتطلّب الخروج من هذا الإجلاء بالتنقيط، وإيجاد شبكة تضامن إنسانية حقيقية تجاه النساء الأفغانيات اللاجئات».

إلا أن المديرة العامة لجمعية «فرانس تير دازيل» دلفين رويو، وعلى الرغم من ترحيبها بـ«الأخبار الجيدة» التي يشكّلها وصول النساء إلى فرنسا، أشارت إلى أن الأمر ليس «ثمرة قرار سياسي»، و«تمّت الموافقة على استقبالهن بعد نضال شاق» من ناشطين سعوا «للحصول على تأشيرات دخول» للنساء.

وتقدّر الجمعية عدد النساء الأفغانيات «المختبئات» في باكستان بالمئات.

«متروكات لمصيرهن»

في صيف 2021، وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن تبقى فرنسا «إلى جانب المرأة الأفغانية»، في خضم عملية إجلاء 15769 شخصاً بين ربيع 2021 ونهاية يوليو (تموز) 2023، بحسب السلطات.

بعد مرور عامين، «أُهملت النساء إلى حدّ كبير، لا سيما اللاتي كن بمفردهن، ولم تكن لديهن المهارات اللازمة للتعامل مع الآخرين»، وفق ما كتبت «مجموعة الترحيب بالنساء الأفغانيات» في مقال نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية في نهاية أبريل (نيسان).

ومنذ عودته إلى السلطة، قام نظام «طالبان» تدريجيا بتقليص حقوق المرأة الأفغانية التي لم تعد قادرة على الذهاب إلى المدرسة بعد سنّ الثانية عشرة، أو الذهاب إلى الجامعات أو المتنزهات أو الصالات الرياضية.

كما لم يعد للنساء اللاتي عليهن تغطية أنفسهن بالكامل عند مغادرة منازلهن، الحقّ في العمل في المنظمات غير الحكومية مع استبعادهن من معظم وظائف الخدمة المدنية.

وقالت نجلاء لطيف، إحدى الأفغانيات اللاتي تم إجلاؤهن بعدما أصبحت أول امرأة ترأس كلية في بلادها: «يتم تجريدهن من كل شيء». وأعربت عن أسفها لدى وصولها إلى فرنسا، قائلة: «لم يعد لدينا مستقبل في أفغانستان».

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت ستتبع عملية الإجلاء التي ستتم الاثنين، عمليات إجلاء أخرى أكثر أهمية، لم تشأ وزارة الخارجية أو قصر الإليزيه التعليق.


مقالات ذات صلة

إنقاذ 100 لاجئ من الروهينغا من المياه قبالة إندونيسيا

آسيا أولاد من اللاجئين الروهينغا يلعبون داخل مخيم للاجئين في بنغلادش (رويترز)

إنقاذ 100 لاجئ من الروهينغا من المياه قبالة إندونيسيا

أُنقذ أكثر من مائة من اللاجئين الروهينغا بينهم نساء وأطفال بعد غرق مركبهم قبالة سواحل إندونيسيا.

شمال افريقيا مصر تستعرض تجربتها في علاج الوافدين من «فيروس سي» خلال ورشة عمل بالتعاون مع المركز الأوروبي لعلاج الأمراض والأوبئة (وزارة الصحة المصرية)

مصر تعالج الوافدين ضمن مبادرات قومية رغم «ضغوط» إقامتهم

لم تمنع الضغوط والأعباء المادية الكبيرة التي تتكلفها مصر جراء استضافة ملايين الوافدين، من علاج الآلاف منهم من «فيروس سي»، ضمن مبادرة رئاسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا كتاب ميركل «حرية» طرح للبيع في مكتبة ببرلين (رويترز)

​ميركل لم تندم على قرار إدخال اللاجئين السوريين رغم أنه دفعها للتقاعد

لم تبد المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل أي ندم حول قرارها بفتح أبواب ألمانيا أمام مئات آلاف اللاجئين السوريين عام 2015 في كتابها «حرية».

راغدة بهنام (برلين)
شؤون إقليمية وزير الدفاع التركي يشار غولر خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية)

وزير دفاع تركيا يستبعد عملية عسكرية جديدة ضد «قسد» شمال سوريا

استبعد وزير الدفاع التركي يشار غولر شن عملية عسكرية تستهدف مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا سبق أن لوح بها الرئيس رجب طيب إردوغان مراراً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم «زمزم» للنازحين (أ.ف.ب)

عدد النازحين داخلياً في أفريقيا ازداد 3 مرات خلال 15 عاماً

أدت النزاعات والكوارث الطبيعية في أفريقيا إلى زيادة كبيرة بعدد النازحين داخلياً حتى وصل إلى 35 مليوناً بنهاية العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

روسيا وأوكرانيا تعيدان أطفالاً إلى عائلاتهم بعد وساطة قطرية

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا إلى أوكرانيا... الصورة في كييف 8 أبريل 2023 (رويترز)
أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا إلى أوكرانيا... الصورة في كييف 8 أبريل 2023 (رويترز)
TT

روسيا وأوكرانيا تعيدان أطفالاً إلى عائلاتهم بعد وساطة قطرية

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا إلى أوكرانيا... الصورة في كييف 8 أبريل 2023 (رويترز)
أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا إلى أوكرانيا... الصورة في كييف 8 أبريل 2023 (رويترز)

قال مسؤول روسي كبير إن روسيا وأوكرانيا اتفقتا على تبادل 9 أطفال ولمّ شملهم مع أسرهم في أحدث عملية تبادل إنساني بين الدولتين المتحاربتين.

واضطلعت قطر بدور الوساطة مرات عدة بين روسيا وأوكرانيا منذ بداية الحرب في فبراير (شباط) 2022.

وقالت مفوضة حقوق الأطفال في روسيا ماريا لفوفا بيلوفا، اليوم (الخميس)، إن 6 أطفال ذكور وفتاة أعمارهم بين 6 و16 عاماً أعيدوا إلى أقاربهم في أوكرانيا، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضافت: «معظم الأطفال كانوا يعيشون في روسيا مع أقارب مقربين لهم، جداتهم بشكل أساسي. وكان أحد الصبية (16 عاماً) يعيش دون رعاية من أبويه منذ ولادته، في دار أيتام أليشكنسكي حيث كان شقيقه مسؤولاً عن حضانته».

وتابعت المفوضة أن الوساطة القطرية مكّنت أيضاً من إعادة صبيين روسيين يبلغان من العمر 7 و9 سنوات من أوكرانيا.

وتقول أوكرانيا إن ما يقرب من 20 ألف طفل نُقلوا إلى روسيا أو الأراضي التي احتلتها موسكو دون موافقة أسرهم أو الأوصياء منذ اندلاع الحرب، ووصفت ذلك بأنه عمليات خطف وجريمة حرب بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية.

وتقول موسكو إنها توفر حماية للأطفال المعرضين للخطر في منطقة الحرب.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في مارس (آذار) 2023 مذكرتي اعتقال بحق ماريا لفوفا بيلوفا والرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يتعلق بخطف أطفال أوكرانيين. وندّدت روسيا بالخطوة ووصفتها بأنها «شائنة وغير مقبولة».