«بريكس» تقرر التوسع وتدعو 6 دول جديدة للانضمام إليها اعتباراً من 2024

السعودية ومصر والإمارات والأرجنتين وإيران وإثيوبيا تثمّن قبول العضوية

رئيس جنوب أفريقيا في أثناء إعلانه الموافقة على عضوية 6 دول جديدة في اختتام القمة (أ.ف.ب)
رئيس جنوب أفريقيا في أثناء إعلانه الموافقة على عضوية 6 دول جديدة في اختتام القمة (أ.ف.ب)
TT

«بريكس» تقرر التوسع وتدعو 6 دول جديدة للانضمام إليها اعتباراً من 2024

رئيس جنوب أفريقيا في أثناء إعلانه الموافقة على عضوية 6 دول جديدة في اختتام القمة (أ.ف.ب)
رئيس جنوب أفريقيا في أثناء إعلانه الموافقة على عضوية 6 دول جديدة في اختتام القمة (أ.ف.ب)

قررت مجموعة «بريكس» زيادة عدد أعضائها عبر دعوة كل من السعودية ومصر والإمارات والأرجنتين وإيران وإثيوبيا إلى الانضمام، مما يحوّل المجموعة إلى تكتل يسيطر على نحو ثلث الاقتصاد العالمي.

ومع هذا التوسع الذي يعد الأول منذ 2010 وهو تاريخ انضمام جنوب أفريقيا للمجموعة، سيزيد عدد الدول المنضوية إلى 11 عضواً، بعدما كانت تضم روسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل والهند والصين.

ويمثل هذا التوسع انتصاراً للصين التي ضغطت من أجل التوسع السريع للمجموعة قبل القمة من أجل صياغة منافس أكبر لمجموعة الـسبع من الاقتصادات المتقدمة.

جاء الإعلان عن هذا التوسع في مؤتمر صحافي عقده رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في اختتام أعمال القمة التي استمرت ثلاثة أيام في جوهانسبورغ، قال فيه: «اتخذنا قراراً بدعوة الأرجنتين، ومصر، وإثيوبيا، وإيران، والسعودية، والإمارات، لتصبح أعضاء كاملي العضوية في المجموعة»، مشيراً إلى أن عضوية هذه الدول «ستبدأ اعتباراً من الأول من يناير (كانون الثاني) 2024».

وانضم إلى رامافوزا خلال إعلانه قرار زيادة أعضاء المجموعة، كلٌّ الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس الصيني شي جينبينغ، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فيما شارك الرئيس فلاديمير بوتين عبر وسيلة الفيديو.

وأوضح رامافوزا أن المجموعة توصلت بعد مناقشات طويلة إلى اتفاق للمبادئ والمعايير والإجراءات لعملية التوسيع، ووصلت إلى «إجماع على المرحلة الأولى من عملية التوسع».

وأضاف: «نقدّر مصلحة الدول الأخرى في بناء شراكة مع بريكس»، وستتبع ذلك توسعات أخرى في المستقبل بعد أن تتفق الدول الأساسية على معايير العضوية.

صورة جامعة للوفود المشاركة في قمة «بريكس» (إ.ب.أ)

وأشار رامافوزا إلى أن قادة المجموعة كلّفوا وزراء خارجياتهم بإعداد قائمة بالدول الشريكة المحتملة وتقديم تقرير عنها بحلول القمة المقبلة.

ولفت إلى أن قادة «بريكس» كلّفوا وزراء المالية ومحافظي المصارف المركزية بإجراءات لتقليل اعتمادهم على الدولار الأميركي في التجارة بين اقتصاداتهم، لتقديم تقرير العام المقبل.

وقال: «هناك زخم عالمي لاستخدام العملات المحلية والترتيبات المالية البديلة وأنظمة المدفوعات البديلة».

وأوضح أن قادة المجموعة أكدوا في قمتهم «الالتزام بالتعددية الشاملة ودعم القانون الدولي بما في ذلك المقاصد والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة».

وأشار إلى أن القادة عبّروا عن القلق من الصراعات المستمرة في أجزاء كثيرة من العالم، وشددوا على التزامهم الحل السلمي للخلافات والنزاعات من خلال الحوار والتشاور الشامل.

كان قرار زيادة أعضاء المجموعة قد اتُّخذ في اليوم الثاني من قمة «بريكس»، بعدما أبدت الهند تأييدها عملية التوسع «على أساس الإجماع». علماً بأن الهند لم تكن تحبذ مسألة توسع المجموعة جرّاء قلقها من أن جارتها الصين، التي كانت المحرك الأساسي وراء إضافة المزيد من الأعضاء، يمكن أن تسيطر على المجموعة.

وعلًق الرئيس الصيني شي جينبينغ على خطوة التوسيع هذه قائلاً إن «توسيع العضوية هذا حدث تاريخي». ورأى أن «التوسع يعد أيضاً نقطة انطلاق جديدة للتعاون بالنسبة لـ(بريكس)». وقال أيضاً إن دول «بريكس لها كلها تأثير ضخم وتتحمل مسؤوليات مهمة فيما يتعلق بالسلام والتنمية في العالم».

وأشار شي في خطاب منفصل إلى أن الصين «كانت وستظل دائماً جزءاً من العالم النامي»، كاشفاً أن مؤسسات مالية صينية سوف تطلِق قريباً صندوقاً خاصاً بقيمة عشرة مليارات دولار لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية وهو برنامج أطلقته الصين في 2021 لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وقال أيضاً إن الصين ستقوم بالمزيد من التعاون مع دول أفريقية لدعم تحسين قدرتها على التنمية المستقلة بما يشمل تقديم مجموعة كاملة من سجلات البيانات لوضع خرائط باستخدام الأقمار الصناعية.

ورحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالأعضاء الجدد، داعياً التكتل إلى تعميق علاقاته الاقتصادية بما في ذلك إنشاء عملة مشتركة وآليات تسوية اقتصادية جديدة. وقال بوتين عبر رابط فيديو من الكرملين: «أريد أن أؤكد لجميع زملائي أننا سنواصل ما بدأناه -توسيع نفوذ (بريكس) في العالم».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أثناء إلقائه كلمته عبر رابط الفيديو ويبدو قادة دول «بريكس» ومسؤولون آخرون (رويترز)

وقال الرئيس البرازيلي لويز في أوشيو لولا دا سيلفا، إن الأعضاء الجدد سيزيدون حصة «بريكس» من الناتج المحلي الإجمالي العالمي من 32 في المائة إلى 37 في المائة على أساس تعادل القوة الشرائية.

ردود فعل مرحِّبة

ورحّب الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد بقرار «بريكس»، وقال في حسابه على «إكس» إن بلاده تقدّر موافقة قادة «بريكس» على ضم الإمارات إلى هذه المجموعة «المهمة».

وأضاف: «نتطلع إلى العمل معاً من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم».

من جهته، قال نائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد، إن الموافقة على انضمام بلاده للمجموعة «يمثل نجاحاً لسياستها الدولية المتوازنة». وذكر على «إكس» أن انضمام الإمارات «يرسخ مكانتها الاقتصادية والتجارية الدولية كشريك موثوق يربط شمال العالم بجنوبه وشرقه بغربه».

وزير الخارجة السعودية الأمير فيصل بن فرحان، قال من جهته إن المملكة تتطلع إلى المزيد من التعاون مع دول «بريكس». وأوضح أن المملكة ستدرس دعوة «بريكس» للانضمام إليها، وأنها ستتخذ القرار المناسب. وأشار إلى أن «المملكة تركز في سياستها الخارجية على بناء شراكات اقتصادية، ونحن نثمِّن دعوة (بريكس) للانضمام وندرسها».

وأشار الأمير فيصل بن فرحان إلى أن «بريكس» من القنوات المهمة لتعزيز التعاون الاقتصادي.

وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في كلمة له أمام قمة «بريكس» (أ.ب)

وقال بن فرحان أمام القمة إن بلاده تمتلك «أدوات فعالة ودوراً مسؤولاً» في تحقيق استقرار أسواق الطاقة، مؤكداً استمرار السعودية في كونها «مصدراً آمناً وموثوقاً» لإمدادات الطاقة بجميع مصادرها.

كما شدد الوزير السعودي على أن المملكة تمضي قدماً بخطوات «واثقة» نحو تحقيق الأهداف العالمية والتنمية المستدامة، وأنها تمتلك إمكانات ومقومات اقتصادية واعدة.

وقال: «نهتم بمبدأ احترام سيادة الدول واستقلالها وتسوية النزاعات بطرق سلمية، المملكة حريصة على ممارسة مسؤولياتها لاستدامة التعاون الدولي».

يُذكر أنه عقب كلمة وزير الخارجية السعودية حول أسواق النفط، ارتدّت أسواق النفط التي فتحت على خسائر وصلت إلى 0.25 في المائة، لتبدأ الصعود وصولاً إلى تحقيق مكاسب بنحو 0.1 في المائة عند الظهيرة.

وفي مصر، ثمّن الرئيس عبد الفتاح السيسي إعلان مجموعة «بريكس» دعوة بلاده للانضمام، معبراً عن تطلع القاهرة للتعاون والتنسيق مع المجموعة خلال الفترة المقبلة.

كما عبّر السيسي عن تطلع بلاده للتعاون مع الدول المدعوة للانضمام لـ«بريكس» لـ«تحقيق أهداف التجمع نحو تدعيم التعاون الاقتصادي فيما بيننا، والعمل على إعلاء صوت دول الجنوب إزاء مختلف القضايا والتحديات التنموية التي تواجهنا، بما يدعم حقوق ومصالح الدول النامية».

بدوره، وصف رئيس الوزراء الإثيوبي انضمام بلاده إلى «بريكس» بأنها «لحظة عظيمة»، معبّراً عن استعداد أديس أبابا لـ«التعاون مع الجميع من أجل نظام عالمي شامل ومزدهر».

وفي إيران، نقلت وسائل إعلام رسمية عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قوله إن انضمام إيران لمجموعة «بريكس» سيعزز معارضة التكتل للهيمنة الأميركية.

ووصف المستشار الرئاسي محمد جمشيدي، هذه الخطوة بأنها «تطور تاريخي ونجاح استراتيجي» لسياسة طهران الخارجية.

البرلمان العربي

وأشاد رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي بانضمام ثلاث دول عربية إلى مجموعة «بريكس». وقال العسومي، في تصريح، إن «توجه قادة الدول العربية نحو الاندماج في تكتلات اقتصادية ذات ثقل عالمي يدعم رؤيتهم المستقبلية نحو الارتقاء بمستويات شعوبهم، وتحسين مستوى المواطن العربي وتحقيق تطلعاته»، معرباً عن «تطلعه لأن تسهم هذه الخطوة في إعلاء الصوت العربي في مختلف القضايا والتحديات وبما يدعم مصالحنا العربية».

وأشار إلى أن «هذه الخطوة تعكس نجاح الاستراتيجيات الاقتصادية التي تبنتها هذه الدول العربية واستيفاءها كل المتطلبات الاقتصادية للانضمام، بفضل الرؤي السديدة والناجحة لقادة هذه الدول».


مقالات ذات صلة

الرئاسة الروسية لـ«بريكس» تواجه التباينات الداخلية والتحديات الخارجية

حصاد الأسبوع ممثلو الدول الخمس في جوهانسبورغ، قبل التوسيع، وقد مثل روسيا وزيرخارجيتها سيرغي لافروف (رويترز)

الرئاسة الروسية لـ«بريكس» تواجه التباينات الداخلية والتحديات الخارجية

مع دخول العام الجديد (2024) تولّت روسيا رئاسة مجموعة «بريكس» وفقاً لقرارات قمتها الخامسة عشرة، التي انعقدت في أغسطس (آب) من العام الماضي. تبدو المهام المطروحة

رائد جبر (موسكو)
شمال افريقيا الرئيسان المصري والبرازيلي أكدا أهمية وقف إطلاق النار في قطاع غزة (الرئاسة المصرية)

مصر والبرازيل تسعيان لتنسيق يخدم مصالح «دول الجنوب»

بدأ دا سيلفا زيارة إلى مصر، هي الأولى لرئيس برازيلي منذ نحو عشرين عاماً، بالتزامن مع مرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير المالية المصري محمد معيط خلال لقاءه بنائب رئيس بنك التنمية الجديد والوفد المرافق له في القاهرة (الشرق الأوسط)

مصر تستهدف إصدار سندات بعملات الدول الأعضاء ببنك التنمية الجديد

تستهدف مصر إصدار سندات بالعملات المحلية في أسواق الدول الأعضاء ببنك التنمية الجديد، التابع لدول «بريكس»، وفق ما صرح وزير المالية المصري محمد معيط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

رئيس فنزويلا يأمل انضمام بلاده إلى «بريكس» في 2024

أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن أمله في انضمام بلاده إلى مجموعة «بريكس» كعضو كامل في القمة المقبلة في عام 2024.

«الشرق الأوسط» (كاراكاس)
أميركا اللاتينية الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي (رويترز)

الأرجنتين تقرر عدم الانضمام إلى مجموعة «بريكس»

أبلغ الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي قادة دول «بريكس» أن بوينس آيرس لن تنضم إلى المجموعة مطلع العام 2024.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)

ارتفاع عدد قتلى الأمطار الغزيرة في جنوب البرازيل إلى 113

منطقة غمرتها الفيضانات في إلدورادو بمنطقة بورتو أليغري الحضرية - البرازيل (إ.ب.أ)
منطقة غمرتها الفيضانات في إلدورادو بمنطقة بورتو أليغري الحضرية - البرازيل (إ.ب.أ)
TT

ارتفاع عدد قتلى الأمطار الغزيرة في جنوب البرازيل إلى 113

منطقة غمرتها الفيضانات في إلدورادو بمنطقة بورتو أليغري الحضرية - البرازيل (إ.ب.أ)
منطقة غمرتها الفيضانات في إلدورادو بمنطقة بورتو أليغري الحضرية - البرازيل (إ.ب.أ)

أعلن جهاز الدفاع المدني في البرازيل، الجمعة، أن عدد القتلى جراء هطول أمطار غزيرة على ولاية ريو غراندي دو سول ارتفع إلى 113 بعد أن سجل 107 في اليوم السابق، في حين لا يزال 146 شخصاً آخرين في عداد المفقودين، بحسب «رويترز».

وأسفرت عواصف وفيضانات تضرب الولاية الواقعة في أقصى جنوب البرازيل، ويسكنها نحو 10.9 مليون نسمة، إلى نزوح أكثر من 337 ألف شخص.

منظر جوي للفيضانات في إلدورادو دو سول بولاية ريو غراندي دو سول - البرازيل (أ.ف.ب)

وألحقت الفيضانات الناجمة عن العواصف في الأيام القليلة الماضية أضراراً بنحو ثلثي عدد البلدات والمدن في الولاية البالغ عددها 500 بلدة ومدينة؛ مما أدى إلى نزوح أكثر من 88 ألف شخص.

ودمّرت المياه طرقاً وجسوراً في مدن عدة بالولاية. وسببت الأمطار أيضاً انهيارات أرضية وانهياراً جزئياً لسد في محطة صغيرة لتوليد الطاقة الكهرومائية.


دعم منتظر للمساعي الفلسطينية لنيل العضوية الكاملة بالأمم المتحدة

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يلقي كلمة أمام الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر 2022 بمقر الأمم المتحدة بنيويورك (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يلقي كلمة أمام الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر 2022 بمقر الأمم المتحدة بنيويورك (أ.ب)
TT

دعم منتظر للمساعي الفلسطينية لنيل العضوية الكاملة بالأمم المتحدة

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يلقي كلمة أمام الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر 2022 بمقر الأمم المتحدة بنيويورك (أ.ب)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يلقي كلمة أمام الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر 2022 بمقر الأمم المتحدة بنيويورك (أ.ب)

من المنتظر أن تدعم الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم (الجمعة)، المساعي الفلسطينية للحصول على العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية من خلال الاعتراف بالأهلية للانضمام، وإرسال الطلب مجدداً لمجلس الأمن الدولي «لإعادة النظر في الأمر بشكل إيجابي».

وجدد الفلسطينيون مسعاهم لنيل عضوية الأمم المتحدة الكاملة، بما يعني اعترافاً عملياً بدولة فلسطينية، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد ذلك المسعى الشهر الماضي.

وسيعد التصويت الذي ستجريه 193 دولة عضواً في الجمعية العامة اليوم بمثابة استطلاع عالمي للدعم الذي يحظى به الفلسطينيون. وعادة ما يحتاج طلب التحول للعضوية الكاملة موافقة مجلس الأمن أولاً ثم الجمعية العامة.

وعلى الرغم من أن الجمعية العامة وحدها لا يمكنها منح العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، سيمنح مشروع القرار الذي يطرح للتصويت، اليوم (الجمعة)، الفلسطينيين، بعض الحقوق الإضافية والميزات اعتباراً من سبتمبر (أيلول) 2024 مثل مقعد مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في قاعة الجمعية لكن دون الحق في التصويت بها.

ويقول دبلوماسيون إنه من المرجح أن تحظى صياغة مسودة القرار بالتأييد المطلوب لتبنيها.

وللفلسطينيين حالياً وضع دولة غير عضو لها صفة مراقب، وهو اعتراف فعلي بدولة من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2012.


أميركا تفرض قيوداً تجارية بحق شركات صينية على صلة بمنطاد التجسس

المنطاد الصيني المشتبه به بالتجسس خلال إسقاطه فوق مياه ولاية ساوث كارولاينا الأميركية في 4 فبراير 2023 (رويترز)
المنطاد الصيني المشتبه به بالتجسس خلال إسقاطه فوق مياه ولاية ساوث كارولاينا الأميركية في 4 فبراير 2023 (رويترز)
TT

أميركا تفرض قيوداً تجارية بحق شركات صينية على صلة بمنطاد التجسس

المنطاد الصيني المشتبه به بالتجسس خلال إسقاطه فوق مياه ولاية ساوث كارولاينا الأميركية في 4 فبراير 2023 (رويترز)
المنطاد الصيني المشتبه به بالتجسس خلال إسقاطه فوق مياه ولاية ساوث كارولاينا الأميركية في 4 فبراير 2023 (رويترز)

أضافت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، عشرات الكيانات الصينية لقائمة القيود التجارية، اليوم الخميس، ومنها كيانات تثار مزاعم بأنها دعمت منطاد التجسس الذي حلق فوق الولايات المتحدة العام الماضي مما زاد التوتر بين بكين وواشنطن.

وقالت وزارة التجارة أيضاً إنها ستضيف بعض وحدات مؤسسة التكنولوجيا الإلكترونية الصينية إلى القائمة، متهمة إياها بمحاولة الحصول على تكنولوجيا أميركية لدعم قدرات تكنولوجيا الكم الصينية، «التي لها تداعيات خطيرة على الأمن القومي الأميركي» بسبب تطبيقاتها العسكرية.

وقالت وسائل الإعلام، وفقاً لوكالة «رويترز»، إن المؤسسة المملوكة للدولة هي من كبار موردي المعدات العسكرية.

وتستخدم الولايات المتحدة قائمة القيود التجارية، المعروفة باسم قائمة الكيانات، لوقف تدفق التكنولوجيا إلى الصين وسط مخاوف من أن بكين قد تستخدمها لتعزيز قدراتها العسكرية.

ويضيف وضع كيانات على القائمة المعنية صعوبات على الموردين الأميركيين لتلبية الطلبات إلى الجهات المستهدفة.


بوتين: روسيا بيلاروسيا تستعدان لإجراء تدريبات على أسلحة نووية تكتيكية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكو (أرشيفية - رويترز)
TT

بوتين: روسيا بيلاروسيا تستعدان لإجراء تدريبات على أسلحة نووية تكتيكية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكو (أرشيفية - رويترز)

نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء اليوم (الخميس) عن الرئيس فلاديمير بوتين قوله إن قوات تابعة لروسيا وبيلاروسيا بدأت استعدادات مشتركة لإجراء تدريبات على أسلحة نووية تكتيكية.

وأكد الرئيس الروسي، في كلمة له بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ79 لعيد النصر على النازية، أن روسيا لن تسمح لأحد بتهديدها.

وقال بوتين اليوم (الخميس): «روسيا ستبذل قصارى جهدها لمنع نشوب صراع عالمي»، بحسب ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

وتابع الرئيس الروسي: «ولكن في الوقت نفسه لن نسمح لأي شخص بتهديدنا»، مضيفا: «قواتنا الاستراتيجية في حالة استعداد قتالي دائم».

وأشار بوتين إلى أن «الانتقام، والاستهزاء بالتاريخ، والرغبة في تبرير أتباع النازيين الحاليين هي جزء من السياسة العامة للنخب الغربية للتحريض على المزيد والمزيد من الصراعات الإقليمية، والعداء بين الأعراق والأديان لاحتواء المراكز السيادية والمستقلة للتنمية العالمية».


التزام صربي - صيني بتعزيز العلاقات الثنائية

دعا شي لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع صربيا (رويترز)
دعا شي لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع صربيا (رويترز)
TT

التزام صربي - صيني بتعزيز العلاقات الثنائية

دعا شي لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع صربيا (رويترز)
دعا شي لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع صربيا (رويترز)

فرش الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش السجاد الأحمر، الأربعاء، للرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يسعى إلى تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية مع أحد البلدان الأكثر تودداً للصين في أوروبا. وأنفقت الصين المليارات في صربيا ودول البلقان المجاورة، خصوصاً في مجالَي التعدين والصناعة. ووقعت بكين وبلغراد العام الماضي اتفاقاً للتجارة الحرة. واستقبل فوتشيتش على السجاد الأحمر ضيفه شي وزوجته بينغ ليوان خارج المقر الرئيسي للحكومة في بلغراد، حيث استُقبل الزعيم الصيني بمراسم التحية بطلقات المدفعية، وبعزف النشيد الوطني الصيني، قبل أن يصافح مسؤولين من بينهم رئيس الوزراء ومحافظ البنك الوطني الصربي، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية». وحيا الرئيسان من الشرفة عدة آلاف من الأشخاص الذين تجمعوا في الخارج، وبعضهم يلوح بالأعلام الصينية.

«صديق صربيا»

رحّب فوتشيتش بالرئيس شي، الذي وصفه بأنه «صديق صربيا». وأضاف «كل هذا القدر من الاحترام والحب الذي سيجده هنا في صربيا، لن يجده في أي مكان آخر». وقال للحشد بينما كان شي يصفق: «لدينا موقف واضح وبسيط فيما يتعلق بسلامة الأراضي الصينية. نعم، تايوان هي الصين». ولا شك أن هذه الكلمات كان لها وقع جيد على مسامع شي جينبينغ، لأن معظم القادة الأوروبيين، حتى لو كانت بلدانهم لا تعترف بتايوان، يمتنعون عادة عن الإدلاء بتصريحات مماثلة بهذه الصراحة والحزم. وكثّفت الصين في السنوات الأخيرة ضغوطها على تايوان، التي عجزت عن احتلالها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949.

وقّع الرئيسان الصربي والصيني اتفاقيات في بلغراد 8 مايو (أ.ف.ب)

وتؤكد بكين أن الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي هي جزء من أراضيها، وهي لا تستبعد استخدام القوة لإخضاعها للسيطرة الصينية. وعندما جلس الرئيسان في مستهل اجتماعهما، بادر شي بالقول لفوتشيتش إن هناك «شعوراً قوياً بالصداقة بين بلدينا». على أثر ذلك وقّع الجانبان إعلاناً بشأن تعزيز علاقات البلدين الدبلوماسية، وشهدا على تقديم وعود تجارية مختلفة، مثل شراء قطارات صينية، وفتح خطوط جوية جديدة، وزيادة الواردات من المنتجات الصربية.

ووصل شي إلى العاصمة الصربية، التي ازدانت شوارعها بالأعلام الصينية ولافتات عبّرت عن «الترحيب الحار بالأصدقاء الصينيين»، ليل الثلاثاء بعد زيارة دولة لفرنسا تخللتها أحياناً نقاشات حادة نوعاً ما مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن قضايا، بينها التجارة ومواصلة الصين إقامة علاقات وثيقة مع روسيا رغم الحرب في أوكرانيا. لكنّ الدولتين الأخريين اللتين اختار شي التوقف فيهما في أول زيارة يقوم بها لأوروبا منذ عام 2019 تُعدّان من بين البلدان الأكثر تعاطفاً مع موسكو في أوروبا، إذ إنه سيزور المجر بعد صربيا.

رمزية تاريخية

وتتزامن زيارة شي لبلغراد مع ذكرى مرور 25 عاماً على قصف الولايات المتحدة عام 1999 مقر السفارة الصينية في العاصمة الصربية، في عملية أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص. وقال فوتشيتش للحشود: «لا تنسوا أن أصدقاءنا الصينيين كانوا معنا قبل 25 عاماً، عندما تعرض هذا البلد للقصف والهدم. لقد دفعوا ثمناً باهظاً، لقد فقدوا أشخاصاً على بعد بضع مئات من الأمتار فقط من هنا في هذا اليوم بالذات».

حظي شي باستقبال شعبي واسع في بلغراد 8 مايو (رويترز)

وتعرّضت السفارة للقصف خلال حملة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بقيادة الولايات المتحدة استمرت أشهراً، واستهدفت قوات الأمن الصربية التي كانت تشن حرباً عنيفة ضد متمرّدين من العرقية الألبانية في كوسوفو. واعتذرت الولايات المتحدة لاحقاً، قائلة إن خرائط قديمة دفعت الطيار إلى ضرب الهدف الخطأ. وكتب شي في صحيفة «بوليتيكا» الصربية، الثلاثاء: «قبل 25 عاماً من اليوم، قصف الناتو بشكل صارخ السفارة الصينية في يوغوسلافيا»، مؤكداً أن بكين لن تسمح «بتكرار مثل هذا التاريخ المأساوي». كما أشاد «بالصداقة المتينة» بين الصين وصربيا، التي قال إنها «سُطّرت بدم أبناء بلدينا». وفي حديثه للصحافة، دعا شي جينبينغ من جديد الصين وصربيا إلى «أن تدعما بحزم المصالح الأساسية لبعضهما بعضاً».

قضيتا تايوان وكوسوفو

تدافع صربيا عن مطالب الصين في تايوان. وفي المقابل، تدعم بكين بلغراد بشأن كوسوفو، وهي المنطقة التي أعلنت استقلالها، ولكن ما زال وضعها محل نزاع. وقال شي جينبينغ، الأربعاء، إن «الصين تدعم صربيا... في جهودها لحماية سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها فيما يتعلق بقضية كوسوفو».

وقال ماركو تموسيتش، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بلغراد، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بالنسبة لصربيا، هذه بلا شك واحدة من أهم الزيارات... وضعها في مستوى واحد مع فرنسا التي تحتفل الصين معها بمرور 60 عاماً من العلاقات الدبلوماسية والمجر... هو بالتأكيد شرف عظيم لها». وأكد مواطنون في وسط بلغراد ترحيبهم بزيارة شي.

فوتشيتش لدى استقباله نظيره الصيني في بلغراد 8 مايو (رويترز)

في محطته الأولى في فرنسا، اجتمع شي مع ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وحض كلاهما الرئيس الصيني على عدم السماح بتصدير أي تكنولوجيا يمكن أن تستخدمها روسيا في غزوها لأوكرانيا، والقيام بكل ما هو ممكن لإنهاء الحرب. من جانبه، حذّر شي الغرب من «تشويه سمعة» الصين على خلفية النزاع، ورفض الاتهامات بأن الطاقة الإنتاجية المفرطة في الصين تؤدي إلى اختلال الميزان التجاري العالمي. وبعد بلغراد، يتوجّه شي إلى المجر حيث استثمرت الصين بشكل كبير في مصانع كبيرة للبطاريات والسيارات الكهربائية.


أفغانستان: مقتل 3 عناصر شرطة في انفجار قنبلة بولاية بدخشان

أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

أفغانستان: مقتل 3 عناصر شرطة في انفجار قنبلة بولاية بدخشان

أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية، الأربعاء، مقتل 3 عناصر شرطة وإصابة 5 آخرين، عندما انفجرت قنبلة أثناء مرور قافلتهم في ولاية بدخشان شمال شرقي أفغانستان، بعد أيام من اشتباكات دامية بين حركة «طالبان» ومزارعي الخشخاش.

وفي الصباح، انفجرت قنبلة «موضوعة على دراجة نارية (...) في مدينة فايز آباد»، عاصمة ولاية بدخشان، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية عبد المتين قاني، على موقع «إكس». وأضاف قاني أن «العبوة انفجرت بينما كانت قافلة الشرطة في طريقها لتدمير محاصيل الخشخاش، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من رجال الشرطة وإصابة خمسة آخرين». وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى اعتقال عناصر في «طالبان» عشرات الأشخاص قرب مكان الهجوم، واقتيادهم إلى مركبات وتفتيش منازل.

وقال أمين الله، وهو شاهد لم يرغب، في ذكر اسمه الكامل، للوكالة، إنه سمع انفجاراً قوياً، ورأى قافلة لـ«طالبان» مستهدفة. وأضاف أن «القوات الأمنية منعت على الفور الوصول إلى منطقة الهجوم». وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دراجة نارية متفحمة ومركبة عسكرية نخرها الرصاص. وشهدت نهاية الأسبوع الماضي مواجهات أسفرت عن مقتل شخصين في بدخشان بين المزارعين الذين قاوموا قوات مكافحة المخدرات التابعة لـ«طالبان»، التي فرضت القضاء على زراعة الخشخاش، المحظور منذ عام 2022.

وقال قرويون لوكالة الصحافة الفرنسية إن عناصر «طالبان» اقتحموا منازلهم، وكسروا الأبواب، وأطلقوا النار على كل مَن حاول المقاومة.

وتظاهر عشرات الرجال هاتفين «الموت للإمارة»، في إشارة إلى إمارة أفغانستان الإسلامية، كما نقلت الوكالة الفرنسية. وأرسلت الحكومة وفداً رفيع المستوى إلى المنطقة ثم أكدت عودة الهدوء. وأكد المتحدث باسم الحكومة، ذبيح الله مجاهد، مساء الثلاثاء، على موقع «إكس»، أن «المشاكل الناتجة عن حملة القضاء على حقول الخشخاش في بدخشان قد حُلّت». وتتعرض أفغانستان بانتظام أيضاً لهجمات يشنها تنظيم «داعش» الإرهابي، تستهدف بشكل خاص أبناء طائفة الهزارة الشيعية، وخلّفت مئات القتلى منذ عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021.


روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين: رحلة علمية أم تهديد جيوسياسي؟

TT

روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين: رحلة علمية أم تهديد جيوسياسي؟

روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين: رحلة علمية أم تهديد جيوسياسي؟

في خطوة تعدّ مفصلية في رحلتها الفضائية، كشفت روسيا عن تفاصيل مثيرة حول مشروع مبتكر يعد بالتعاون مع الصين لبناء قاعدة قمرية نووية، مع تحذيرات من أنه قد يُعزز النفوذ الجيوسياسي للدولتين.

بحسب مجلة «نيوزويك»، أعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية، يوري بوريسوف، عن الخطط الطموحة التي تضمنت تشييد مفاعل نووي على سطح القمر خلال العقد المقبل، وهو مشروع مشترك بين موسكو وبكين، يهدف لتشغيل قاعدة فضائية متطورة.

وفي مقال نشر في وكالة الأنباء الحكومية «ريا نوفوستي»، أكد بوريسوف أن التطوير التقني للمصنع جارٍ بخطى ثابتة، وأن المرحلة الأولى من إنشاء المحطة القمرية العلمية الدولية من المقرر أن تكتمل بين عامي 2025 و2035.

ويأتي هذا المشروع في وقت تزداد فيه التوترات الجيوسياسية بين القوى الفضائية العالمية، حيث تسلط الأضواء على العلاقات بين روسيا والصين، وتأثيراتها المحتملة على الساحة الدولية.

ومع تأكيد الولايات المتحدة وروسيا والصين التزامها بالاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، تثير هذه الخطوة تساؤلات حول مدى تأثيرها على الأمن القومي للدول الأخرى، خاصة في ظل التوترات الجارية بين القوى الفضائية.

وفي ظل الخلافات السياسية والاقتصادية بين روسيا والغرب، يشير بعض المراقبين إلى أن هذا المشروع قد يكون بمثابة استراتيجية بديلة لتعزيز النفوذ الروسي والصيني في المجال الفضائي، في حين يؤكد آخرون ضرورة إجراء تحليل دقيق للمخاطر المحتملة لهذا المشروع.

من المنتظر أن يثير هذا الإعلان مزيداً من النقاش حول دور القوى الفضائية الكبرى في تشكيل مستقبل الاستكشاف الفضائي وسياسته، وسط تزايد التنافس والتوترات الدولية في هذا المجال الحيوي.


الحرب الباردة الجديدة وسباق التسلّح النووي

صواريخ بالستية صينية من طراز «دي إف 41» في بكين (رويترز)
صواريخ بالستية صينية من طراز «دي إف 41» في بكين (رويترز)
TT

الحرب الباردة الجديدة وسباق التسلّح النووي

صواريخ بالستية صينية من طراز «دي إف 41» في بكين (رويترز)
صواريخ بالستية صينية من طراز «دي إف 41» في بكين (رويترز)

على وقع الحرب الأوكرانية التي تحولت بعد أكثر من سنتين إلى «حرب استنزاف» - أقلّه في المرحلة الراهنة -، ومع أهوال الحرب المدمّرة على غزة، وفي ظل التوترات المتواترة في مياه تايوان وبحر الصين الجنوبي، يسهل الحديث عن تنافس حاد بين القوى الكبرى... هذا وصف ملطّف لما يحدث في «الكوكب الأزرق»، لأن الواقع المرّ هو أن البشر يواجهون خطراً متزايداً لنشوب صراع بين الدول المسلحة نووياً، والتي تعمل كلها بشكل أو بآخر على تحديث ترساناتها استعداداً لثمانين عاماً أخرى من العصر النووي... العالم إذاً يشهد مجدداً سباق تسلح نووي.

لننسَ كل معاهدات النزع والحد من الانتشار، فالقوى الكبرى لم تقتنع بدروس الحربين العالميتين وما أعقبهما من حرب باردة لم تخلُ من سخونة أحرقت ساحات جانبية شهدت مواجهات بين «وكلاء» المعسكرين الكبيرين.

العلمان الأميركي والصيني (رويترز)

يقول جون إيراث مدير الأبحاث في مركز مراقبة الأسلحة والحد من انتشارها (واشنطن)، إن «احتمال نشوب حرب نووية ضئيل للغاية»، مستدركاً أنه لا يمكن في المقابل تجاهل الأخطار الكارثية والعواقب المحتملة حتى «للاستخدام المحدود» للأسلحة النووية. ويضيف أن روسيا تلوّح بـ«عصا» ترسانتها النووية بطريقة مضبوطة لثني الدول عن مساعدة أوكرانيا. واعتبر أن السلوك الروسي سيفضي، في حال انتصار موسكو في الحرب الأوكرانية، إلى تثبيت الابتزاز النووي كأداة من أدوات إدارة الدولة، مما يشكّل حافزاً إضافياً لامتلاك أسلحة نووية. ويخلص إلى أن نتيجة حرب أوكرانيا يمكن أن تحدد نمطاً لديناميات الأمن الدولي على امتداد العقود المتبقية من القرن الحادي والعشرين.

وقد أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – الذي بدأ ولاية رئاسية خامسة - بإطلاق تدريبات عسكرية على استخدام أسلحة نووية غير استراتيجية، رداً على تلويح بلدان غربية باحتمال إرسال قوات إلى أوكرانيا، والانخراط بشكل مباشر في الصراع. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن التدريبات تهدف إلى «رفع جاهزية الأفراد والمعدات في الوحدات المعنية بالاستخدام القتالي للأسلحة النووية التكتيكية، بهدف مواجهة أي تهديدات وضمان سلامة أراضي الدولة الروسية وسيادتها من دون قيد أو شرط».

صاروخ بالستي روسي خلال عرض عسكري في الساحة الحمراء بموسكو (أ.ف.ب)

يجدر بنا أن نشير هنا إلى أن معاهد الأبحاث تقدر عدد الرؤوس النووية في العالم بأكثر من 12 ألفاً، من بينها نحو 5500 في روسيا، ونحو 3700 في الولايات المتحدة، فيما تتوزع البقية في دول أخرى. ويُعتقد على نطاق واسع أن واشنطن وموسكو ليستا في صدد توسيع ترسانتيهما النوويتين، بينما يقال إن الصين تعمل على ذلك. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أفاد التقرير السنوي لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بأنه اعتباراً من مايو (أيار) 2023، تمتلك الصين أكثر من 500 سلاح نووي نشط، وهو ما يتجاوز التقديرات السابقة التي كانت تشير إلى رقم 400.

وأضاف التقرير أنه تماشياً مع أهداف تحديث الجيش الصيني، يُتوقع أن تمتلك الصين أكثر من ألف سلاح نووي قابل للتشغيل بحلول عام 2030، على أن يصل الرقم إلى 1500 بحلول عام 2035، وفق الجدول الزمني الذي وضعته المؤسسة العسكرية الصينية لعملية التحديث. ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن الصين تعمل على تجهيز منشأة عسكرية «لاختبار جيل جديد من الأسلحة النووية».

وتجدر الإشارة هنا إلى أن ثمة كلاماً عن كون روسيا تعمل على تطوير سلاح نووي في الفضاء، من شأنه إذا أبصر النور أن ينتهك معاهدة الفضاء الخارجي التي عُقدت عام 1967، وهي واحدة من معاهدات الحد من الأسلحة القليلة المتبقية «على قيد الحياة». وفي موازاة ذلك، تواصل الولايات المتحدة تطوير صاروخ كروز يطلَق من البحر ومجهز برؤوس نووية.

إطلاق صاروخ «توماهوك» من الغواصة الأميركية «نبراسكا» قبالة كاليفورنيا (رويترز)

*نبرة سياسية عالية

الجو العسكري المشحون يرافق في الواقع مواقف سياسية تصعيدية بدأت في الساحة الأوروبية قبل الحرب الأوكرانية (اندلعت عام 2022 أم فعلياً عام 2014؟)، واشتدت حماوتها في الساحة الآسيوية منذ ذلك المدّ الاقتصادي الذي جعل من العملاق الأصفر في غضون عقدين عملاقاً اقتصادياً يمثل تحدياً جيوسياسياً هائلاً للغرب.

من هنا، يمكن النظر إلى المخزون النووي المتزايد لدى الصين باعتباره مدفوعاً بعاملين: الأول، الحفاظ على مقدار معقول من الردع حيال الدول الأخرى المسلحة نووياً التي تتنافس معها، وتحديداً الولايات المتحدة والهند (200 رأس نووي). والعامل الثاني هو تحسين مكانة الصين العالمية كدولة عظمى تملك ردعاً نووياً فعالاً.

يقول نورييل روبيني الخبير الاقتصادي التركي المولد والإيراني الأصل والأميركي الجنسية، إن مجموعة السبع التي تضم الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، حاولت في قمة هيروشيما التي عُقدت في مايو 2023 أن ترسم خطة لاحتواء الصين دون تصعيد الحرب الباردة الجديدة. وتوقع الرئيس الأميركي جو بايدن وقتذاك «ذوبان الجليد» في العلاقات مع الصين. لكن كل المؤشرات تنبئ بأن العلاقات تظل فاترة بدليل أن الرئيس الصيني شي جينبينغ قال في مارس (ىذار) 2023 إنّ «دولاً غربية، بقيادة الولايات المتّحدة، نفّذت سياسة احتواء وتطويق وقمعٍ ضدّ الصين، الأمر الذي أدّى إلى تحدّيات غير مسبوقة لتنمية بلادنا».

الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جينبينغ في مطار تارب بجنوب غرب فرنسا (أ.ف.ب)

ويؤكد روبيني أن الولايات المتحدة استراتيجية تنتهج بالفعل سياسة «الاحتواء الشامل والتطويق والقمع»، لافتاً إلى أن قمة هيروشيما بيّنت أن شركاء واشنطن يعتزمون توحيد الجهود لمواجهة الصين، وهو أمر لم تبدده زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ الأخيرة لفرنسا ولا زيارة وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين للصين في أبريل (نيسان) الماضي.

... ماذا يبقى من خيارات في بحث البشر عن الأمان؟

إجالة النظر في الوقائع والمؤشرات تخلص إلى نتيجة واحدة: نظرية الردع المتبادل المبنية على عقيدة عسكرية تقول إن الدمار الشامل الذي سينتج عن حرب نووية سيمنع نشوبها...

هل يكفي ذلك لضمان السلام أم إن «درع» الدمار الشامل وهم؟

لَربّ سائل هنا: هل منع امتلاك إسرائيل المؤكد لأسلحة نووية حركة «حماس» من القيام بعملية السابع من أكتوبر؟


فوز الصحافي الفلسطيني معتز عزايزة بجائزة «الحرية» من فرنسا

المصور الصحافي والمؤثر الفلسطيني معتز عزايزة (أ.ف.ب)
المصور الصحافي والمؤثر الفلسطيني معتز عزايزة (أ.ف.ب)
TT

فوز الصحافي الفلسطيني معتز عزايزة بجائزة «الحرية» من فرنسا

المصور الصحافي والمؤثر الفلسطيني معتز عزايزة (أ.ف.ب)
المصور الصحافي والمؤثر الفلسطيني معتز عزايزة (أ.ف.ب)

حصل المصور الصحافي والمؤثر الفلسطيني معتز عزايزة على جائزة الحرية عن «نضاله من أجل حرية الصحافة والحق في الحصول على المعلومة» على خلفية تغطيته الحرب في قطاع غزة، وفق ما أعلنت سلطات منطقة نورماندي الفرنسية الثلاثاء.

وحظي الشاب البالغ 25 عاماً بشعبية كبيرة لدى ملايين المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال تغطيته الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية التي بدأت في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، من خلال مشاركته تجاربه الشخصية في القطاع المحاصر.

منذ بداية الحرب، قُتل 97 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام، من بينهم 92 فلسطينياً، وأصيب 16 آخرون. وقال منظمو جائزة «الحرية» في بيان إن معتز عزايزة تمكن من الخروج مع عائلته مع نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي إلى قطر، حيث يواصل «التزامه بحرية الصحافة وحماية الصحافيين».

وستسمح له هذه الجائزة البالغة قيمتها 25 ألف يورو بمواصلة هذه المهمة. وسيتم تقديمها له في 4 يونيو (حزيران) في كاين أمام المرشحَين الآخرين أو ممثليهما: المحامية السورية نورة غازي التي تناضل من أجل حقوق السجناء السياسيين، والمعارضة البيلاروسية المسجونة ماريا كولسنيكوفا التي ستمثلها شقيقتها تاتسيانا خوميتش.

سيحضر الحفل أيضاً نحو 4000 شاب، من بينهم الكثير من طلاب المدارس الثانوية من الولايات المتحدة وألمانيا، بالإضافة إلى نحو خمسين من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية، عشية الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي.

وستؤدي الفائزة بالجائزة لعام 2021، مغنية الراب الأفغانية سونيتا علي زاده، أغنية «قف» التي كُتبت خصيصاً لهذه المناسبة مع راقصين ومغنين شباب من النورماندي.

استحدثت الجائزة في عام 2019 سلطات منطقة النورماندي مع المعهد الدولي لحقوق الإنسان والسلام، وهي تكافئ شخصاً أو منظمة ملتزمة بالدفاع عن الحريات. هذا العام، صوت 14265 شاباً من 116 دولة للاختيار بين المرشحين الثلاثة.


غوتيريش يطالب إسرائيل بفتح معبرَي رفح وكرم أبو سالم

أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو - تشيلي 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو - تشيلي 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش يطالب إسرائيل بفتح معبرَي رفح وكرم أبو سالم

أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو - تشيلي 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو - تشيلي 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)

طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل، الثلاثاء، بإعادة فتح معبرَي رفح وكرم أبو سالم «على الفور» للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، داعياً حكومة الدولة العبرية إلى «وقف التصعيد»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال غوتيريش للصحافيين إن «إغلاق معبرَي رفح وكرم أبو سالم في الوقت عينه يضرّ بشكل خاص بالحالة الإنسانية اليائسة أساساً. يجب أن يعاد فتحهما على الفور»، محذّراً من أن «هجوماً واسعاً» على رفح المكتظة بالسكان سيكون عبارة عن «كارثة إنسانية».