العالم يحتاج 3 تريليونات دولار «إضافية» سنوياً من أجل المناخ

كيري يدعو لتعاون «القوتين العظميين» لإنقاذ الأرض

رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ لدى استقباله المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ جون كيري الثلاثاء في بكين (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ لدى استقباله المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ جون كيري الثلاثاء في بكين (أ.ف.ب)
TT

العالم يحتاج 3 تريليونات دولار «إضافية» سنوياً من أجل المناخ

رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ لدى استقباله المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ جون كيري الثلاثاء في بكين (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ لدى استقباله المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ جون كيري الثلاثاء في بكين (أ.ف.ب)

قالت لجنة تابعة لمجموعة العشرين في تقرير اطلعت عليه «رويترز»، يوم الثلاثاء، إن هناك حاجة إلى إنفاق مبلغ إضافي يصل إلى نحو ثلاثة تريليونات دولار سنوياً حتى عام 2030، وذلك من أجل الاستثمارات الإضافية في العمل المناخي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة الأخرى.

وكلفت مجموعة العشرين اللجنة المستقلة، التي يرأسها خبيرا الاقتصاد لورانس سمرز وإن.كيه سينغ، لاقتراح إصلاحات لبنوك التنمية متعددة الأطراف مع التركيز على زيادة التمويل لأهداف التنمية المستدامة ومكافحة تغير المناخ وأمور أخرى.

في غضون ذلك، دعا المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ جون كيري (الثلاثاء) خلال زيارة للصين، إلى تعاون جديد بين القوتين العظميين لمواجهة الاحترار المناخي.

وحضّ كيري، الذي التقى كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، الولايات المتحدة والصين على «تحرك عاجل» لمواجهة التغير المناخي في وقت تحاول أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم والدولتان متصدّرتا قائمة الدول الملوِّثة، إحياء التواصل بينهما بشأن الحد من الانبعاثات المسببة لارتفاع حرارة الأرض.

وشدد على الحاجة إلى «قيادة دولية» لذلك، بينما يسجّل النصف الشمالي من الكرة الأرضية درجات حرارة قياسية في ظل موجات حر يقول العلماء إن التغير المناخي يزيد من حدّتها.

وتوجه وزير الخارجية الأميركي السابق إلى كبير الدبلوماسيين الصينيين بالقول: «المناخ، كما تعلمون، هو قضية دولية وليس مسألة ثنائية. هو نوع من التهديد للبشرية جمعاء».

وشدد كيري على أن المناخ «مسألة تتعلق بقيادة عالمية»، مشيراً إلى أن «العالم يأمل بذلك ويحتاج إليه». وأضاف: «أملنا الآن أن يكون اللقاء بدايةً لتعريف جديد للتعاون والقدرة على حل الخلافات بيننا»، مشيراً إلى «خلافات حقيقية» بين الطرفين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وتوجه وانغ إلى كيري، الذي وصفه بأنه «صديق قديم»، بالقول إن «التعاون بشأن التغير المناخي يتقدم في ظل المناخ العام بين الصين والولايات المتحدة، لذا نحتاج إلى الدعم المشترك من شعبَي الصين والولايات المتحدة»، مضيفاً: «ثمة حاجة لعلاقة صينية - أميركية سليمة ومستقرة ومستدامة».

وعُلّقت المباحثات بين أكبر مسبِّبين لانبعاثات غازات الدفيئة العام الماضي بعد زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي في حينه، جزيرة تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي لكن تعدها الصين جزءاً من أراضيها.

ويتمتع كيري بعلاقات ودية نسبياً مع المسؤولين الصينيين على الرغم من تفاقم الخلاف بين البلدين بشأن تايوان وقضايا أخرى.

والتقى كيري (الثلاثاء) رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، الذي أبلغه بأن التغير المناخي يمثّل «تحدياً مخيفاً»، مبرزاً ضرورة أن تعمل «الصين والولايات المتحدة وبالفعل كل دول العالم، على تعزيز التعاون لتحقيق الإجماع وتسريع الخطوات» في هذا الشأن.

* «تحدٍّ مشترك»

وذكرت محطة «سي سي تي في» الرسمية الصينية أن كيري التقى نظيره الصيني شيه تشن هوا، على مدى أربع ساعات. وكتب كيري في تغريدة نشرها بعد المحادثات: «على البلدين التحرك بشكل طارئ على عدد من الجبهات، لا سيما تحديات تلوث الفحم والميثان».

وقال الجانب الصيني من جهته إن «التغير المناخي هو تحدٍّ مشترك تواجهه البشرية جمعاء».

وتوالت زيارات المسؤولين الأميركيين للصين في الأشهر الأخيرة لتحسين العلاقات الدبلوماسية، من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في يونيو (حزيران)، إلى وزيرة الخزانة جانيت يلين أوائل يوليو (تموز).

وفي ما يتعلق بالعلاقات المتوترة بين البلدين، شدد كيري على أن الرئيس جو بايدن «ملتزم الاستقرار في هذه العلاقة، وأيضاً تحقيق جهود معاً يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في العالم».

وقال إن بايدن «يقدر علاقته مع الرئيس شي، وأعتقد أن الرئيس شي يقدر علاقته مع الرئيس بايدن، وأنا أعلم أنه يتطلع إلى أن يكون قادراً على المضيّ قدماً لتغيير الديناميات».

وأكد: «لكننا نعلم من التجربة أيضاً أنه إذا انكببنا عليها، يمكننا إيجاد المسار إلى الأمام والطرق التي من شأنها حل هذه التحديات».

وترى إدارة بايدن أن المناخ هو أحد المجالات التي يمكن أن تتعاون فيها قوتان تتواجهان في منافسة حادة.

وتأتي زيارة المسؤول الأميركي، وهي الثالثة له إلى الصين منذ توليه منصبه، في وقت بات تأثير التغير المناخي واضحاً مع موجات حر في عدد كبير من مناطق العالم.

وتزامنت الزيارة (الاثنين) مع إعلان هيئة الأرصاد الجوية الصينية أن الحرارة سجلت (الأحد) مستوى قياسياً لمنتصف شهر يوليو بلغت 52.2 درجة مئوية في منطقة شينجيانغ في الغرب، في وقت يشهد فيه جزء من البلاد موجة حر.

وقال الباحث تشين تشين الذي يعمل مع الهيئة، إن درجة الحرارة هذه بالنسبة إليه هي «أعلى درجة حرارة تُسجَّل في محطة إقليمية في بلادنا».

وسبق لمسؤولين أميركيين التأكيد أن كيري سيدعو الصين إلى عدم إبطاء جهودها الهادفة للحد من الانبعاثات.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، إن على «كل بلد، بما يشمل الصين، مسؤولية خفض الانبعاثات»، وفق تصريحات أدلى بها لمحطة «سي إن إن» الأميركية، (الأحد).


مقالات ذات صلة

الجبير لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تلتزم بالاستدامة البيئية باستثمارات تتجاوز 180 مليار دولار

الاقتصاد وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء والمبعوث لشؤون المناخ عادل الجبير (الشرق الأوسط) play-circle 01:52

الجبير لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تلتزم بالاستدامة البيئية باستثمارات تتجاوز 180 مليار دولار

قال وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء والمبعوث لشؤون المناخ، عادل الجبير، إن السعودية تواصل مسيرتها الواضحة نحو تحقيق الأهداف البيئية والمناخية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي خلال القائه الكلمة ضمن فعاليات «يوم التمويل» (كوب 16)

السعودية تدعو لشراكات دولية فاعلة لمعالجة التحديات البيئية

دعت السعودية إلى تعزيز الشراكات الفاعلة لخلق فرص تمويل جديدة؛ لدعم مبادرات ومشاريع إعادة تأهيل الأراضي، وتعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة الجفاف.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي (واس)

وزراء سعوديون: المملكة تواصل دفع الجهود نحو استدامة البيئة والاقتصاد

أكد وزراء سعوديون أن المملكة تحقق تقدماً ملحوظاً في مجالات التحول نحو الطاقة المتجددة، في وقت يواجه فيه العالم تحديات بيئية كبيرة، مثل التصحر وتدهور الأراضي.

آيات نور (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يقف مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورؤساء الدول الأخرى المشاركين بقمة «مياه واحدة» في الرياض لالتقاط صورة جماعية (أ.ف.ب) play-circle 01:27

ولي العهد: السعودية قدمت 6 مليارات دولار لدعم 200 مشروع إنمائي في 60 دولة

أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أن السعودية أدرجت موضوعات المياه «للمرة الأولى» ضمن خريطة عمل «مجموعة العشرين» خلال رئاستها في 2020.

خاص شتاينر: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يناقش شراكة جديدة مع السعودية play-circle 03:05

خاص شتاينر: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يناقش شراكة جديدة مع السعودية

أكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أخيم شتاينر، أن هناك سنوات كثيرة من التعاون مع السعودية، كاشفاً أن الطرفين يناقشان حالياً مرحلة جديدة من الشراكة.

آيات نور (الرياض)

التحقيق مع مدعي «الجنائية الدولية» بعد مزاعم عن «سوء سلوك جنسي»

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
TT

التحقيق مع مدعي «الجنائية الدولية» بعد مزاعم عن «سوء سلوك جنسي»

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)

تم اختيار مراقب من الأمم المتحدة لقيادة تحقيق خارجي في مزاعم سوء سلوك جنسي ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، وفقا لما علمته وكالة أسوشيتد برس أمس الثلاثاء.

ومن المرجح أن يثير هذا القرار مخاوف تتعلق بتضارب المصالح نظرا لعمل زوجة المدعي العام السابق في الهيئة الرقابية.

وقدم خان تحديثات حول التحقيقات الحساسة سياسيا التي تجريها المحكمة في جرائم حرب وفظائع في أوكرانيا وغزة وفنزويلا، وغيرها من مناطق النزاع خلال اجتماع المؤسسة السنوي هذا الأسبوع في لاهاي بهولندا. لكن الاتهامات ضد خان خيمت على اجتماع الدول الأعضاء الـ124 في المحكمة الجنائية الدولية.

فقد كشف تحقيق لوكالة أسوشيتد برس في أكتوبر (تشرين الأول) أنه بينما كان خان يعد أمر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، كان يواجه في الوقت ذاته اتهامات داخلية بمحاولة الضغط على إحدى مساعداته لإقامة علاقة جنسية معها، واتهامات بأنه تحرش بها ضد إرادتها على مدار عدة أشهر.

وفي اجتماع هذا الأسبوع، قالت بايفي كاوكرانتا، الدبلوماسية الفنلندية التي تترأس حاليا الهيئة الرقابية للمحكمة الجنائية الدولية، للمندوبين إنها استقرت على اختيار مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، حسبما أفاد دبلوماسيان لوكالة أسوشيتد برس طلبا عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة المحادثات المغلقة.

وأعربت منظمتان حقوقيتان مرموقتان الشهر الماضي عن قلقهما بشأن احتمال اختيار الأمم المتحدة لهذا التحقيق بسبب عمل زوجة خان، وهي محامية بارزة في حقوق الإنسان، في الوكالة في كينيا بين عامي 2019 و2020 للتحقيق في

حالات التحرش الجنسي. وقال الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومبادرات النساء من أجل العدالة القائمة على النوع، في بيان مشترك إنه يجب أن يتم تعليق عمل خان أثناء إجراء التحقيق، ودعتا إلى «التدقيق الشامل في الجهة أو الهيئة المختارة للتحقيق لضمان عدم تضارب المصالح وامتلاكها الخبرة المثبتة».

وأضافت المنظمتان أن «العلاقة الوثيقة» بين خان والوكالة التابعة للأمم المتحدة تتطلب مزيدا من التدقيق. وقالت المنظمتان: «نوصي بشدة بضمان معالجة هذه المخاوف بشكل علني وشفاف قبل تكليف مكتب الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة بالتحقيق».