ألغت الولايات المتحدة المكافأة المرصودة لمن يدلي بمعلومات للقبض على ثلاثة مسؤولين كبار بحركة «طالبان»، من بينهم وزير الداخلية، الذي يترأس شبكة قوية تتحمل مسؤولية تنفيذ هجمات ضد حكومة أفغانستان السابقة التي كان يدعمها الغرب، وذلك حسبما قال مسؤولون في كابل الأحد.

ولم يعد يظهر سراج الدين حقاني، الذي اعترف بالتخطيط للهجوم على فندق سيرينا في كابل في يناير 2008، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم المواطن الأميركي ثور ديفيد هيسلا، على قائمة «مكافآت من أجل العدالة» على موقع وزارة الخارجية الأميركية.
وبحسب موقع «مكافآت من أجل العدالة» الأميركي، حذفت الولايات المتحدة اسم كل من سراج الدين حقاني، الذي كانت قد وضعت مكافأة 10 ملايين دولار مقابل القبض عليه، إضافة إلى يحيى وعبد العزيز حقاني، اللذين وضعت مكافآت بـ5 ملايين دولار مقابل القبض عليهما.
ويعتقد أن إزالة المكافآت عنهم جاءت مقابل إطلاق سراح المعتقل الأميركي جورج غليزمان.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية عبد المتين قاني إن الحكومة الأميركية ألغت المكافأة المرصودة لمن يدلي بمعلومات للقبض على سراج الدين حقاني وعبد العزيز حقاني ويحيي حقاني.
وأضاف لوكالة «أسوشييتد برس»: «هؤلاء الأفراد الثلاثة هم شقيقان وابن عم لهما».

يشار إلى أن شبكة «حقاني» أصبحت واحدة من أخطر أذرع حركة «طالبان» بعد غزو أفغانستان بقيادة الولايات المتحدة عام 2001.
وقال ذاكير جلالي، المسؤول بوزارة الخارجية، إن إفراج «طالبان» عن السجين الأميركي جورج غليزمان، الجمعة، وإلغاء المكافآت يظهران أن الجانبين «يعملان على تجاوز مرحلة الحرب ويتخذان خطوات بناءة لتمهيد الطريق لإحراز تقدم في العلاقات الثنائية».
وظهر سراج الدين حقاني، وزير الداخلية بالوكالة في حركة «طالبان»، بعد غياب 52 يوماً، وشوهد في مسجد بمدينة خوست، الجمعة الموافق 14 مارس (آذار) الحالي. ومع ذلك، لم تظهر أي صور حديثة تؤكد وجوده في وزارة الداخلية؛ مما أثار تكهنات بشأن ما إذا كان قد تنحى عن أداء واجباته الرسمية.
من جهته، قال محمد آصف صديقي، النائب السابق لرئيس مجلس الشيوخ الأفغاني، إن التوترات بين زعيم «طالبان» هبة الله أخوند زاده و«شبكة حقاني» تصاعدت في الأشهر الأخيرة.
وأضاف صديقي لقناة «أمو تي في»: «لقد تعمَّقت الانقسامات، وجُرِّد حقاني بشكل فعال من سلطته السابقة، وأصبحت استقالته حتمية في ظل البيئة التي خلقها أخوند زاده».
فيما نفى المتحدث باسم «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، تقارير عن وجود انقسامات داخلية خطيرة، قائلاً إن «الاختلافات في الرأي أمر طبيعي، ولا تشير إلى وجود انقسام كبير» داخل «طالبان».
وبينما يشير ظهور حقاني العلني في خوست إلى أنه لم يختفِ من الحياة السياسية، فإن استمرار غيابه عن وزارة الداخلية يثير مزيداً من التساؤلات بشأن مكانته داخل هيكل قيادة «طالبان».