قاضٍ أميركي يمنع ترمب من استخدام صلاحيات قانون «الأعداء الأجانب»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى توقيع أحد القرارات التنفيذية في 7 مارس (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى توقيع أحد القرارات التنفيذية في 7 مارس (رويترز)
TT
20

قاضٍ أميركي يمنع ترمب من استخدام صلاحيات قانون «الأعداء الأجانب»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى توقيع أحد القرارات التنفيذية في 7 مارس (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى توقيع أحد القرارات التنفيذية في 7 مارس (رويترز)

أصدر قاضٍ اتحادي أمس (السبت)، حكماً يمنع مؤقتاً أي عمليات ترحيل من شأنها أن تحدث بموجب استعانة الرئيس دونالد ترمب بقانون نادر الاستخدام يعود إلى زمن الحرب لتسريع طرد من يزعم أنهم أعضاء في عصابة «ترين دي أراجوا» الفنزويلية.

وفي وقت سابق من اليوم، استعان ترمب بقانون الأعداء الأجانب لعام 1798 ضد المجموعة، قائلاً إن البلاد تواجه «غزواً» من منظمة إجرامية مرتبطة بالاختطاف والابتزاز والجريمة المنظمة والقتل المأجور، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وبعد ذلك بساعات، أصدر القاضي جيمس بوسبيرج أمراً تقييدياً مؤقتاً يمنع ترحيل الفنزويليين لمدة 14 يوماً. وقال بوسبيرج إن القانون «لا يشكل أساساً لإعلان الرئيس، نظراً لأن مصطلحي الغزو والتوغل المتوحش ينطبقان في الواقع على الأعمال العدائية التي ترتكبها أي دولة، ويتناسبان مع الحرب».

وفي استحضاره لهذا القانون، قال ترمب إن أعضاء العصابة «يخوضون حرباً غير نظامية، ويقومون بأعمال عدائية ضد الولايات المتحدة» بهدف زعزعة استقرار البلاد.

وقد يسمح هذا القانون، الذي لم يستخدم إلا في أوقات الحرب، للرئيس بتجاوز حقوق الإجراءات القانونية الواجبة للمهاجرين المصنفين على أنهم يشكلون تهديداً وترحيلهم على نحو سريع.

ورغم أن البيت الأبيض أصدر الإعلان أمس (السبت)، فإن صياغته تشير إلى أن ترمب وقع عليه يوم الجمعة.

وبموجب إعلان ترمب، فإن جميع المواطنين الفنزويليين الذين يبلغون من العمر 14 عاماً أو أكثر، والذين تم تحديدهم على أنهم أعضاء في العصابة والموجودين داخل الولايات المتحدة، والذين لا يحملون جنسية أخرى، أو مقيمين دائمين قانونيين في البلاد، «معرضون للاعتقال والتقييد والتأمين والإبعاد باعتبارهم أعداء أجانب».

وفي سياق متصل، تعتزم إدارة ترمب دفع 6 ملايين دولار للسلفادور للزج بنحو 300 فرد يزعم انتماؤهم إلى عصابة «ترين دي أراجوا» الفنزويلية في السجن لمدة سنة، في واحدة من المرات الأولى التي تستقبل فيها السلفادور مهاجرين من الولايات المتحدة.

وجاء الاتفاق عقب محادثات بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ورئيس السلفادور نجيب أبوكيلة، بشأن الزج بمهاجرين في سجن سيئ السمعة بالسلفادور. وألقت حكومة أبوكيلة القبض على أكثر من 84 ألف شخص، دون الإجراءات المطلوبة أحياناً، منذ 2022، في إطار حملته الصارمة ضد عنف العصابات في الدولة الصغيرة.

قانون الأعداء الأجانب

واشتهر قانون الأعداء الأجانب باستخدامه لتبرير إقامة معسكرات اعتقال للأشخاص من أصل ياباني وألماني وإيطالي خلال الحرب العالمية الثانية.

وانتقدت جماعات الحقوق المدنية وبعض الديمقراطيين فكرة إحياء القانون بهدف تعزيز عمليات الترحيل الجماعي، ومن المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى طعون قانونية.

ورفعت منظمة الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، ومنظمة غير ربحية أخرى تدعى (الديمقراطية إلى الأمام)، الدعوى القضائية في وقت سابق من اليوم.

وقالت المنظمتان في الدعوى إن استخدام قانون الأعداء الأجانب لعام 1798 «وشيك»، وسيكون غير قانوني، لأنه «سلطة يتم استدعاؤها في وقت الحرب فقط، ومن الواضح أنها تنطبق فقط على الأعمال الحربية».

ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب التعليق. وتُظهر وثائق المحكمة أن الحكومة استأنفت أمر القاضي التقييدي المؤقت.

وكتب القاضي بوسبيرج من المحكمة الاتحادية في مقاطعة كولومبيا في أمره: «نظراً للظروف الملحة التي جرى الإخطار بها هذا الصباح، فقد قررت أن الأمر الفوري ضروري للحفاظ على الوضع الراهن حتى يتم تحديد جلسة».

وقالت المنظمتان في بيان مشترك، إن الاتحاد الأميركي للحريات المدنية ومنظمة «الديمقراطية إلى الأمام»، سيطلبان توسيع نطاق أمر التقييد المؤقت ليشمل كل من هم معرضون لخطر الإبعاد بموجب القانون.


مقالات ذات صلة

إخضاع رئيس الوكالة الأميركية لإدارة الطوارئ لاختبار «كشف الكذب»

الولايات المتحدة​ كاميرون هاميلتون القائم بأعمال مدير الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (حسابه عبر منصة «إكس»)

إخضاع رئيس الوكالة الأميركية لإدارة الطوارئ لاختبار «كشف الكذب»

خضع رئيس الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (فيما) لاختبار «كشف الكذب» في وزارة الأمن الداخلي لتحديد ما إذا كان قد سرب معلومات حول اجتماع خاص عقد مؤخراً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية إحدى الجداريات المناهضة للولايات المتحدة في طهران (أ.ف.ب)

عراقجي: «لا معنى» للمفاوضات المباشرة مع أميركا

عدّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم (الأحد)، المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة «لا معنى لها».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ عدد من أغنى أغنياء العالم من بينهم إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ وجيف بيزوس خلال حفل تنصيب ترمب (أرشيفية - رويترز)

زوكربيرغ وماسك أبرز الخاسرين... ضيوف حفل تنصيب ترمب يفقدون المليارات بسبب قراراته

خسر أغنى أغنياء العالم مليارات الدولارات من صافي ثرواتهم بين عشية وضحاها مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن الرسوم الجمركية المتبادلة ما أحدث صدمةً عالمية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جانب من المظاهرات المناوئة لسياسات ترمب في لندن يوم 5 أبريل (أ.ف.ب)

مظاهرات تندد بترمب في أميركا... ومنظّموها يخفضون سقف التوقعات

بعد أقل من 100 يوم على ولايته الثانية، انطلقت المظاهرات الأولى المعارضة للرئيس دونالد ترمب، السبت، في 50 ولاية أميركية، احتجاجاً على سياساته.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ هاجم زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر تمرير مشروع القانون وحذّر من تهديد برامج الرعاية الصحية (أ.ب)

الجمهوريون يوحّدون صفوفهم في مجلس الشيوخ لإقرار اقتطاعات ترمب الضريبية

وافق مجلس الشيوخ الأميركي، في ساعة مبكرة من صباح السبت، على خطة ميزانية تهدف إلى تمديد اقتطاعات ضريبية بمليارات الدولارات تعود إلى ولاية دونالد ترمب الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مظاهرات تندد بترمب في أميركا... ومنظّموها يخفضون سقف التوقعات

جانب من المظاهرات المناوئة لسياسات ترمب في لندن يوم 5 أبريل (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرات المناوئة لسياسات ترمب في لندن يوم 5 أبريل (أ.ف.ب)
TT
20

مظاهرات تندد بترمب في أميركا... ومنظّموها يخفضون سقف التوقعات

جانب من المظاهرات المناوئة لسياسات ترمب في لندن يوم 5 أبريل (أ.ف.ب)
جانب من المظاهرات المناوئة لسياسات ترمب في لندن يوم 5 أبريل (أ.ف.ب)

بعد أقل من 100 يوم على ولايته الثانية، انطلقت المظاهرات الأولى المعارضة للرئيس دونالد ترمب، السبت، في 50 ولاية أميركية، احتجاجاً على سياساته التي وصفت بـ«التدميرية» على برامج الرعاية الصحية الفيدرالية والعاملين في الحكومة. وأضافت رسومه الجمركية التي دخلت حيز التنفيذ السبت، المزيد من الاعتراضات على سياساته الاقتصادية، بالنظر إلى نتائجها المتوقعة على الأوضاع المعيشية لملايين الأميركيين من جراء ارتفاع أسعار السلع.

خفض سقف التوقعات

بادر منظمو الاحتجاجات، قبل أن تبدأ، إلى خفض سقف توقعاتهم حول حجم المشاركين فيها، في ظل مناقشات تدور حول المتغيرات التي يشهدها المناخ السياسي، منذ فوز ترمب وحزبه الجمهوري بانتخابات 2024. وفيما يحاول المنظمون توجيه رسالة يقولون إنها تجذب مجموعة متنوعة سياسياً من الأميركيين، غير أن اللافت أيضاً هذا العام أنه، وخلافاً لتظاهرات عام 2017 والسنوات التي تلتها في ولاية ترمب الأولى، فقد حلّ سياسيون وقادة عماليون ومنظمون سياسيون محل نجوم هوليوود بوصفهم متحدثين رئيسيين.

ومع أن احتجاجات السبت نُظّمت تحت شعار «ابتعدوا عنا!» من قبل منظمتي «أنديفيزيبل» (ضد التقسيم) و«موف أون» (استمر) والعديد من المجموعات الأخرى التي قادت الاحتجاجات حول حقوق الإجهاض والعنف المسلح والعدالة العرقية خلال إدارة ترمب الأولى. لكن المنظمين قالوا إنهم يعملون الآن مع 150 شريكاً محلياً ووطنياً للتأكيد على رسالة جديدة؛ مفادها أن الرئيس ترمب يهدّد الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي والتعليم، مما يجعل الحياة أكثر صعوبة على المواطن الأميركي العادي، بينما يستفيد منها أغنى أصدقائه.

احتجاجات مختلفة

وبحسب المنظمين، أعرب نحو نصف مليون شخص ممن سجلوا أسماءهم عن نيتهم المشاركة في مسيرات السبت في الولايات الخمسين كلها، وهو رقم بالكاد يقترب من عدد الذين شاركوا في المظاهرة النسائية التي جرت في العاصمة واشنطن في اليوم التالي من تنصيب ترمب عام 2017.

مظاهرات منددة بترمب في لندن قبل ساعات من انطلاق مظاهرات شعبية في الولايات المتحدة 5 أبريل (رويترز)
مظاهرات منددة بترمب في لندن قبل ساعات من انطلاق مظاهرات شعبية في الولايات المتحدة 5 أبريل (رويترز)

وأشار المنظمون إلى أن نتائج انتخابات 2024 تتطلب أساليب معارضة مختلفة. ففي عام 2017، اعتقد العديد من معارضي ترمب أن فوزه كان مجرد صدفة غير متوقّعة، لذا تمثلت استراتيجيتهم في التشكيك في شرعية رؤيته لأميركا. لكن بعد فوزه بالتصويت الشعبي العام الماضي، في سابقة نادراً ما كانت تسجل لرئيس جمهوري، بات لزاماً عليهم التفكير في أسباب هذا التغيير.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن إيريكا تشينويث، عالمة السياسة التي تدرس الحركات الاجتماعية والمقاومة السلمية، قولها: «كانت الاحتجاجات التي جرت في عهد ترمب الأول فعالة على المدى القصير. ولكن على المدى الطويل، ما لم يكن هناك نوع من الهزيمة السياسية المدوية، فإن حركات مثل حركة ترمب قادرة على إعادة تشكيل نفسها، وفي هذه الحالة، الفوز».

المحاكم بدل السياسات

تشير أغلب الانتقادات الموجّهة للديمقراطيين إلى أن مواجهة سياسات ترمب كانت لا تزال تدور في أروقة المحاكم، بدلاً من أن تكون قائمة على البرامج السياسية. ويقول بعض الخبراء إنه «في الديمقراطية، السبيل لهزيمة المتطرفين هو صناديق الاقتراع».

وفي الأسابيع والأشهر الأخيرة، تصاعد الخلاف والتوتر حول دور القضاء في وقف الأوامر التنفيذية للرئيس. وفيما دافع الديمقراطيون عن القضاة، هاجمهم الجمهوريون بشدة، وخصوصاً ترمب الذي دفع بقوة مقتبساً من نابليون: «من ينقذ بلاده لا ينتهك أي قانون. إذا كان الرئيس المنتخب هو تجسيد لإرادة الشعب، فلماذا تُقيّد المحاكم سلطته؟».

ورغم أن السياسات التي اتخذها ترمب مع إيلون ماسك، وعدّها البعض «عدوانية»، من جرّاء عمليات الترحيل الجماعية والتحقيقات وخفض الموظفين الحكوميين وتمويل الجامعات، قد ساعدت في كبح جماح المعارضة، غير أن الرهان بات منعقداً على نوعية المشاركين في احتجاجات السبت، وعمّا إذا كانت ستشمل طيفاً واسعاً ومجموعات متنوعة من الناس في الولايات الحمراء والزرقاء لمناقشة «كيفية تغيير ترمب للبلاد».

رهان ديمقراطي على نتائج جزئية

وعدّ البعض أن الانتخابات الجزئية التي جرت الثلاثاء الماضي في ولايتي فلوريدا وويسكونسن، منحت ليس فقط المعارضين، بل والديمقراطيين الأمل في تغيير الصورة. ورغم فوز الجمهوريين في فلوريدا بمقعدين في مجلس النواب، لكن الفارق الضئيل لم يكن متوقعاً. كما أن فوز المرشحة الليبرالية بانتخابات المحكمة العليا في ويسكونسن، شكل ضربة كبيرة لترمب ولماسك خصوصاً الذي أنفق شخصياً أكثر من 20 مليون دولار. وتُظهر استطلاعات رأي متنوعة انخفاضاً طفيفاً في شعبية ترمب.

وعادة ما يخسر الحزب الذي يفوز بالبيت الأبيض مقاعده تاريخياً في دورة التجديد النصفي التي تلي الاقتراع الرئاسي، حيث يصبح الناخبون أكثر استعداداً لدعم حكومة منقسمة. هكذا خسر الرؤساء باراك أوباما ودونالد ترمب وجو بايدن جميعاً هيمنة حزبهم على مجلس النواب، بعد عامين من انتخابهم لأول مرة.

ومع ذلك، يقول الجمهوريون إنه من السابق لأوانه التنبؤ بالمناخ السياسي والاقتصادي ومعدلات تأييد ترمب العام المقبل. وقد أظهر استطلاع رأي أجرته «رويترز - إبسوس» هذا الأسبوع، أن نسبة تأييد ترمب بلغت 43 في المائة، بينما قال 52 في المائة إنهم يوافقون على أن الرسوم الجمركية على السلع المستوردة ستضر أكثر مما تنفع، بينما رأى 57 في المائة أن تحركات الرئيس لإنعاش الاقتصاد متقلبة للغاية. وقال أحد المسؤولين السياسيين في الحزب الجمهوري، والمطلع على حملات مجلس النواب، إن الحزب لا يزال في موقف هجومي، مشيراً إلى الدوائر الانتخابية الـ13 التي فاز بها ترمب عام 2024 التي يسيطر عليها الديمقراطيون تاريخياً.