ترمب: أريد إجراء محادثات لنزع السلاح النووي مع روسيا والصين

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحضر اجتماعاً ثنائياً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان... 29 يونيو 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحضر اجتماعاً ثنائياً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان... 29 يونيو 2019 (رويترز)
TT
20

ترمب: أريد إجراء محادثات لنزع السلاح النووي مع روسيا والصين

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحضر اجتماعاً ثنائياً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان... 29 يونيو 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحضر اجتماعاً ثنائياً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان... 29 يونيو 2019 (رويترز)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الخميس، إنه يريد استئناف محادثات الحد من الأسلحة النووية مع روسيا والصين، وإنه يأمل في نهاية المطاف أن تتمكن الدول الثلاث من الاتفاق على خفض ميزانياتها الدفاعية الضخمة إلى النصف.

وأعرب ترمب عن أسفه على إنفاق مئات المليارات من الدولارات على إعادة بناء الردع النووي للبلاد، وقال إنه يأمل في الحصول على التزامات من خصمي الولايات المتحدة بخفض إنفاقهما، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وأوضح ترمب: «لا يوجد سبب يجعلنا نصنع أسلحة نووية جديدة، فنحن نملك بالفعل الكثير منها. ويمكننا تدمير العالم 50 مرة، و 100 مرة. وها نحن نصنع أسلحة نووية جديدة، وهم يفعلون الشيء ذاته».

وأضاف ترمب: «نحن جميعاً ننفق الكثير من الأموال التي يمكن أن نوجهها لأمور أخرى أكثر إنتاجية، على أمل أن تكون أكثر فائدة».

يمثل الصعود العسكري للصين، وبخاصة برنامج تحديث ترسانتها النووية، هاجساً قوياً لدى دوائر صناعة القرار والتحليل السياسي والاستراتيجي في الولايات المتحدة، خصوصاً في ظل التقارب المتزايد بين بكين، وموسكو التي تلوح بمواجهة عسكرية مباشرة مع الغرب على خلفية الحرب التي تخوضها حالياً في أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

ترمب يدفع حلفاء واشنطن لإعادة فتح النقاش بشأن الأسلحة النووية

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يدفع حلفاء واشنطن لإعادة فتح النقاش بشأن الأسلحة النووية

يرى خبراء أن هجمات الرئيس الأميركي دونالد ترمب على حلف «شمال الأطلسي» والنظام العالمي القائم، تقوض ثقة حلفائه تحت المظلة الأمنية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ صاروخ «سارمات» في مناورة تجريبية (رويترز)

محلل عسكري أميركي: صاروخ «سارمات» الروسي النووي قادر على تدمير العالم

ترسانة الأسلحة النووية الروسية ليست الأكبر في العالم فحسب، بل هي الأكثر تقدماً أيضاً بفضل القيود المفروضة على الولايات المتحدة بموجب «معاهدة ستارت».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا الزعيم الكوري الشمالي يتفقد حوض بناء سفن حربية في مكان غير محدّد (أ.ب)

رئيس كوريا الشمالية يتفقد مشروعاً لبناء غواصة نووية

تفقد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون مشروعاً لبناء غواصة تعمل بالطاقة النووية، وأكد أن قدرات بلاده الدفاعية البحرية «ستصبح حاضرة بشكل كامل في أي مياه دون قيود»

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم العربي أعمال تركيب المستوى الثاني لمفاعل الوحدة الثانية بمحطة الضبعة النووية (هيئة المحطات النووية بمصر)

مصر تسرّع العمل في مشروعها النووي

تعمل الحكومة المصرية على تسريع العمل في محطة «الضبعة» النووية، التي يجري تنفيذها بالتعاون مع روسيا، على أمل بدء تشغيلها قبل الموعد المحدد عام 2029.

أحمد إمبابي (القاهرة)
تحليل إخباري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جانب الرئيس دونالد ترمب ويظهر في الصورة نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو خلال اجتماع الاثنين في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض (أ.ب)

تحليل إخباري هل تحل المظلة النووية الأوروبية محل المظلة الأميركية - الأطلسية؟

هل تحل المظلة النووية الأوروبية محل المظلة الأميركية -ـ الأطلسية؟ باريس تريد قدراتها النووية للدفاع عن «مصالحها الحيوية» ولكنها منفتحة على إفادة أوروبا منها.

ميشال أبونجم (باريس)

ترمب يدفع حلفاء واشنطن لإعادة فتح النقاش بشأن الأسلحة النووية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT
20

ترمب يدفع حلفاء واشنطن لإعادة فتح النقاش بشأن الأسلحة النووية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

يرى خبراء أن هجمات الرئيس الأميركي دونالد ترمب على حلف «شمال الأطلسي» والنظام العالمي القائم، تقوض ثقة حلفائه تحت المظلة الأمنية الأميركية؛ ما يثير مخاوف من انتشار الأسلحة النووية في نهاية المطاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض لولاية ثانية في يناير (كانون الثاني)، انتقد الرئيس الأميركي حلف «الناتو»، وأعاد فتح حوار مباشر مع روسيا، وتحدث عن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بلهجة ودية.

وقال بيونغ تشول لي، من معهد دراسات الشرق الأقصى بجامعة كيونغنام في سيول، إن «خطاب ترمب الاستفزازي والمتناقض قد (زعزع ثقة الحلفاء بالردع الأميركي بشدة)».

وبرز في الآونة الأخيرة خطر انتشار نووي من دول مثل كوريا الشمالية وإيران، لكن يبدو أن حلفاء واشنطن ممن لا يمتلكون أسلحة نووية يرغبون الآن في إعادة فتح النقاش.

وقالت إيلويز فاييه، المتخصصة في انتشار الأسلحة النووية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية: «نشهد تزايداً في خطابات مؤيدي الانتشار (النووي) في أوروبا وآسيا، حتى وإن بدا أنها تهدف في المقام الأول إلى الضغط على واشنطن».

ويوافقها الرأي المحلل لدى المعهد البولندي للشؤون الدولية أرتور كاتسبريشك، وقال إن «سياسات الإدارة الأميركية الجديدة تزيد من مخاطر انتشار الأسلحة النووية من جانب حلفاء، وإن لم يكن ذلك حتمياً بعدُ».

من ناحيته، قال سيد علي ضياء جعفري، من مركز أبحاث الأمن والاستراتيجية والسياسات بجامعة لاهور في باكستان، إن انعدام الثقة جاء في توقيت هو الأسوأ.

وأضاف أن «البيئة الأمنية الدولية بشكل عام تتدهور. نشهد نزاعات محتدمة في أوروبا والشرق الأوسط. كما نشهد بيئة عُرضة لأزمات في جنوب آسيا»، و«ليس ثمة آليات موثوقة لحل هذه النزاعات» كما قال.

موضع سخرية

إلى جانب خشيتهم من التخلي عنهم في حال وقوع هجوم، يشعر حلفاء لواشنطن بالقلق من رغبة ترمب في إحياء المحادثات المتعلقة بضبط الأسلحة مع موسكو وبكين.

وقالت فاييه: «من المرجح جداً أن يكون الأوروبيون وحلفاء الولايات المتحدة في آسيا هم موضع سخرية في أي اتفاق نهائي».

وأضاف جعفري أن عدم وجود ضمانات من الولايات المتحدة يزيد من احتمال بدء حلفائها في البحث عن خيارات أخرى، بما فيها الخيارات النووية.

واعتبر أن «الدول التي يُحتمل أن تواجه عدواناً إقليمياً من دول مسلحة نووياً ستفكر في امتلاك ردع نووي خاص بها».

وحالياً، فقط الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وباكستان والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية تمتلك أسلحة نووية.

وقال بيونغ تشول لي إن كوريا الجنوبية تُعتبر أكثر حلفاء الولايات المتحدة «الذين من المرجح» أن يفكروا في امتلاك أسلحة نووية؛ نظراً لقربها من كوريا الشمالية. وأشار إلى أن «الدعم الشعبي للأسلحة النووية ظل قوياً باستمرار».

ومع ذلك لا تزال النخب الكورية الجنوبية تخشى عدم الاستقرار الاستراتيجي، وردود الفعل الدبلوماسية، والعقوبات الدولية المحتملة التي قد تترتب على أي اختراق نووي.

وفي أوروبا أوصى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمناقشة توسيع نطاق الردع الفرنسي ليشمل دولاً أوروبية أخرى.

وتبدو بولندا في مقدمة تلك الدول رغم أن رئيس وزرائها دونالد توسك لم يعلن بعدُ عن برنامج عسكري نووي وطني. لكن كاتسبريشك قال: «مع ذلك، لم يستبعد (توسك) السعي لامتلاك أسلحة نووية في المستقبل، مشيراً إلى أنها ستكون عملية طويلة وشاقة».

عقبات عدة

من غير المرجح أن يأتي الانتشار النووي بين عشية وضحاها، وفق محللين.

ويرتبط حلفاء الولايات المتحدة بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لعام 1968؛ حجر الزاوية في البنية النووية العالمية. ومن الممكن الانسحاب منها، علماً بأن كوريا الشمالية هي الوحيدة التي قامت بذلك. لكن فاييه أشارت إلى وجود «قيود تنظيمية ومالية وتقنية»، مضيفة أن الدول الأوروبية غير النووية أقل تقدماً من كوريا الجنوبية أو اليابان.

وقد تشهد أي برامج نووية عسكرية محاولات من دول منافسة لعرقلة تطويرها.

وفي أوروبا قال كاتسبريشك إن «هناك أيضاً خطر أن تحاول روسيا عرقلة مثل هذه البرامج، حتى من خلال ضرب منشآت نووية»، كما ضربت إسرائيل مفاعل «تموز» في العراق في ثمانينات القرن الماضي.

ورغم هذه العقبات، قال جعفري إن «غالبية هذه الدول متأخرة في المجال النووي، وعندما تكون هناك قدرة وحاجة استراتيجية لتطوير برنامج نووي، فستنجح على الأرجح».

وأضاف أن «باكستان أثبتت أنه من الصعب عرقلة دولة مصممة على بناء أسلحة نووية».

وهناك عنصر غامض آخر يتمثل في كيفية رد فعل إدارة ترمب على أي تراجع في موقف حلفائها.

وقال بيونغ تشول لي: «عملياً، لن تتمكن كوريا الجنوبية من امتلاك أسلحة نووية من دون موافقة ضمنية على الأقل من واشنطن».

بدوره، قال كاتسبريشك: «في الماضي، تعاملت الولايات المتحدة مع خطر الانتشار النووي بين حلفائها من خلال ممارسة ضغط، وتقديم تطمينات إضافية».

وأضاف: «أوقفت مثلاً خططاً لخفض قواتها التقليدية في كوريا الجنوبية في سبعينات القرن الماضي».

وأفاد موقع «وور أون ذا روكس» الدفاعي بأن منع الانتشار النووي لدول صديقة ومعادية على حد سواء، كان «ركيزة أساسية» للسياسة الخارجية الأميركية لعقود. ولكن إذا تغير ذلك فإن «الانتشار النووي سيُطارد شعار (أميركا أولاً)»، على ما حذّر الباحثون أنكيت باندا وفيبين نارانغ وبراناي فادي.