ستنتخب اللجنة الوطنية الديمقراطية رئيساً جديداً لها، السبت، بينما يسعى الحزب إلى قيادة جديدة لتوجيه الديمقراطيين خلال رئاسة دونالد ترمب الثانية.
ثمانية ديمقراطيين مرشحين ليحلوا محل الرئيس المنتهية ولايته جايمي هاريسون. وسيتم تحديد المنافسة في اجتماع اللجنة الوطنية الديمقراطية الشتوي في ضاحية واشنطن.
المرشحون الرئيسيون هم: كين مارتن من مينيسوتا، وبن ويكلر من ويسكونسن. ولا يَعِد أي من المرشَحَيْن بتغيير جذري، حسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».
وأولئك الذين يعدون بتغيير جذري، بمن في ذلك رئيس حملة بيرني ساندرز السابق فايز شاكر، والمرشحة الرئاسية السابقة ماريان ويليامسون، يعتبرون مرشحين ضعيفي الحظوظ للفوز في أفضل الأحوال.
وركزت حملات المرشحين إلى حد بعيد على أساسيات الحملات السياسية: توجيه الرسائل، والاستراتيجية الإعلامية، وجمع التبرعات والتنظيم على الأرض. في هذه القضايا، يتفق المرشحون بشكل واسع على أن التغييرات ضرورية لتحسين صورة الحزب، وخاصة بين الناخبين من الطبقة العاملة.
من المتوقع أن تجري الانتخابات بعد ظهر السبت. سيتم بثها مباشرة من قبل اللجنة الوطنية الديمقراطية على صفحتها على «يوتيوب».
ويعتقد العديد من أعضاء اللجنة الوطنية الديمقراطية أن هذه الانتخابات سباق بين رجلين:
![الديمقراطي كين مارتن أحد أبرز المرشحين لرئاسة اللجنة الوطنية الديمقراطية (أ.ب)](https://static.srpcdigital.com/2025-01/938257.png)
كين مارتن (51 عاماً)، وبن ويكلر (43 عاماً)، المرشحان الأكثر حظوظاً إلى حد بعيد جداً لتولي رئاسة اللجنة الوطنية الديمقراطية. كلا الرجلين يحظى باحترام كبير بشكل عام بين الأعضاء المصوّتين البالغ عددهم 448 في اللجنة الوطنية الديمقراطية، وهم في الغالب مسؤولون في ولايات أميركية.
كما يشارك في السباق: ماريان ويليامسون الناشطة والمؤلفة، وحاكم ماريلاند السابق والمسؤول في إدارة بايدن مارتن أومالي؛ وفايز شاكير، الذي أدار الحملة الرئاسية الأخيرة للسيناتور بيرني ساندرز.
في غياب مسؤول ديمقراطي منتخب معروف أو زعيم ملهم، هناك شعور بأن اللجنة تفضل شخصاً يعمل على بناء البنية التحتية للحزب على الأرض. يَعِد مارتن بأن يكون «المنظم الرئيسي» للحزب الديمقراطي إذا انتُخب. ويدعو ويكلر إلى استراتيجية سياسية استباقية لجميع الولايات الخمسين.
![الديمقراطي بن ويكلر من ويسكونسن أحد أبرز المرشحين لرئاسة اللجنة الوطنية الديمقراطية (أ.ب)](https://static.srpcdigital.com/2025-01/938258.jpeg)
ما أهمية هذا السباق؟
الحزب الديمقراطي في أزمة. ومع دفع الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترمب لزيادة حدود السلطة الرئاسية في واشنطن، لا يوجد لدى الديمقراطيين زعيم واضح، ولا استراتيجية واضحة لوقف أجندة الرئيس الجمهوري، ولا خطة لمعالجة التحديات الناجمة عن انتخاب ترمب رئيساً للبلاد، حسب «أسوشييتد برس».
سيكون رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية القادم هو الوجه الفعلي للحزب الديمقراطي في وسائل الإعلام. خلف الكواليس، سيشكل رسالة الحزب واستراتيجيته السياسية والبنية الأساسية القائمة على الولايات، ويقرر كيفية إنفاق عشرات الملايين من الدولارات في التبرعات السياسية.
هذه ليست مهمة سهلة. لم يتفق القادة الديمقراطيون بعد على ماهية الخطأ الذي وقعوا به ليخسروا الانتخابات الأخيرة، عندما خسر الحزب التصويت الشعبي لأول مرة منذ 20 عاماً، وشهد انشقاقات كبيرة بين الشباب والأميركيين من أصل أفريقي واللاتينيين والبيض من الطبقة العاملة.
في الوقت الحالي، يَعد المرشحون الرائدون بتبني استراتيجية إعلامية جديدة للوصول إلى جمهور أوسع. كما يريدون مضاعفة جهودهم في تنظيم الحزب.
وهناك مهمة أخرى على طبق الرئيس التالي للجنة الوطنية الديمقراطية: تنظيم عملية الانتخابات التمهيدية الرئاسية المقبلة للحزب. تجري بالفعل مناقشات خاصة حول السباق الرئاسي لعام 2028، والتي تعد بازدحام المرشحين الرئاسيين.
![المرشحة لرئاسة اللجنة الوطنية الديمقراطية ماريان ويليامسون خلال فعالية انتخابية سابقة في كونكورد بالولايات المتحدة 12 أكتوبر 2023 (رويترز)](https://static.srpcdigital.com/2025-01/938259.jpeg)
يحظى ويكلر بدعم المانح الملياردير ريد هوفمان، المؤسس المشارك لموقع «لينكدإن» LinkedIn، وكذلك يحظى بدعم العديد من حكام الولايات وأعضاء الكونغرس.
وبما أن الديمقراطيين في واشنطن يهاجمون بنشاط العلاقة الحميمة للرئيس الجمهوري ترمب مع المليارديرات وعمالقة التكنولوجيا في إدارته الجديدة، ينتقد بعض الديمقراطيين المعارضين المرشح ويكلر، معتبرين أن علاقة الأخير بالمليارديرات الديمقراطيين قد تعقّد رسالة الحزب الديمقراطي المناهضة لترمب، فقد ركزت حملة الحزب الديمقراطي ضد تحالفات الرئيس ترمب مع كبار الأثرياء.
قاد اللجنة الوطنية الديمقراطية شخص من ذوي البشرة الملونة أو امرأة منذ عام 2011، وهو انعكاس لالتزام الحزب بالمجموعات العرقية المتنوعة التي تشكل العمود الفقري للائتلاف الديمقراطي.
ومن المرجح أن يتغير هذا في هذه الانتخابات.
إذا فاز ويكلر أو مارتن، كما هو متوقع، فسوف يتولى رجل أبيض قيادة اللجنة الوطنية الديمقراطية للمرة الأولى منذ ترك السيناتور تيم كين من ولاية فرجينيا منصبه في منتصف الولاية الأولى للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
ومن غير الواضح ما إذا كان ويكلر أو مارتن سيغيران تركيز الحزب الديمقراطي على الأشخاص الملونين وقضايا مجتمع الميم، وخاصة حقوق المتحولين جنسياً، والتي شن الجمهوريون حملة مكثفة عليها في الانتخابات الأخيرة لتصوير الديمقراطيين على أنهم بعيدون عن قيم الطبقة العاملة.
لا يدعو أي من المرشحَين الأساسيين، ويكلر ومارتن، إلى تحولات في سياسة الحزب الديمقراطي. لكنّ كليهما يدعم رسالة ديمقراطية تركز بشكل أكبر على الطبقة العاملة والشعبوية الاقتصادية.