المحكمة العليا الأميركية تنظر في حظر محتمل لتطبيق «تيك توك» الصيني

بدا من المرجح أن تؤيّد المحكمة العليا قانوناً من شأنه حظر تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة بدءاً من 19 يناير (رويترز)
بدا من المرجح أن تؤيّد المحكمة العليا قانوناً من شأنه حظر تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة بدءاً من 19 يناير (رويترز)
TT

المحكمة العليا الأميركية تنظر في حظر محتمل لتطبيق «تيك توك» الصيني

بدا من المرجح أن تؤيّد المحكمة العليا قانوناً من شأنه حظر تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة بدءاً من 19 يناير (رويترز)
بدا من المرجح أن تؤيّد المحكمة العليا قانوناً من شأنه حظر تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة بدءاً من 19 يناير (رويترز)

قد تتخذ المحكمة العليا الأميركية إجراءات سريعة في غضون أيام بشأن حظر منصة «تيك توك» في الولايات المتحدة. وبينما يمكن للمحكمة العليا أن تستغرق شهوراً لإصدار القرارات فمن المتوقع أن تكون هذه القضية أسرع بكثير. فمع دخول القانون حيز التنفيذ في أقل من أسبوعين، يمكن للقضاة اتخاذ إجراءات في الأيام المقبلة، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

بدا من المرجح أن تؤيّد المحكمة العليا، اليوم (الجمعة)، قانوناً من شأنه حظر تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة، بدءاً من 19 يناير (كانون الثاني)، ما لم يتم بيع برنامج الوسائط الاجتماعية الشهير من قِبل الشركة الأم التي تتخذ من الصين مقراً لها.

وقالت المحامية في إدارة بايدن، إليزابيث بريلوغار، إن البيانات التي تمّ جمعها بواسطة التطبيق الصيني قد تعود لتطارد المراهقين الأميركيين، وإن الكثير من المراهقين الذين يستخدمون التطبيق قد لا يكونون قلقين على الإطلاق بشأن أي مخاطر على الأمن القومي، لكن البيانات التي تمّ جمعها بواسطة التطبيق قد تعود لتطاردهم إذا خدموا في الجيش أو عملوا لصالح الحكومة.

صورة تُظهر المحكمة العليا الأميركية في أثناء مناقشتها قضية «تيك توك» الجمعة 10 يناير 2025 في العاصمة واشنطن (أ.ب)

وقالت: «أعتقد أن امتلاك الحكومة الصينية لهذا الكم الهائل من البيانات الحساسة بشكل لا يُصدق عنهم (المراهقين الأميركيين) يعرّض أمّتنا ككل لخطر التجسس والابتزاز».

عند الاستماع إلى الحجج في صراع مهم بين حرية التعبير ومخاوف الأمن القومي، بدا القضاة مقتنعين بالحجج القائلة بأن التهديد الأمني ​​القومي الذي تشكّله علاقات الشركة بالصين يتجاوز المخاوف بشأن تقييد عمل منصة «تيك توك» ومستخدميها البالغ عددهم 170 مليوناً في الولايات المتحدة.

في وقت مبكر من الحجج التي استمرت أكثر من ساعتين ونصف الساعة، حدّد رئيس المحكمة العليا، جون روبرتس، ملكية «تيك توك» من قِبل شركة «بايت دانس» (ByteDance) التي تتخذ من الصين مقراً لها، وأن متطلبات الشركة الأم للتعاون مع عمليات الاستخبارات التابعة للحكومة الصينية هي «المصدر الرئيسي للقلق» في القضية.

إذا تُرك القانون الذي أقرته أغلبية من الحزبين في الكونغرس ووقّعه الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل (نيسان) كما هو، فسيتطلب من «تيك توك» أن «تختفي» في 19 يناير، كما قال المحامي نويل فرنسيسكو للقضاة نيابة عن «تيك توك».

وحثّ فرنسيسكو القضاة على الدخول في فترة توقف مؤقتة تسمح لمنصة «تيك توك» بالاستمرار في العمل.

دعوة ترمب

دعا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الذي يتولّى منصبه في 20 يناير الحالي، والذي لديه 14.7 مليون متابع على «تيك توك»، إلى تأجيل الموعد النهائي للحكم بشأن «تيك توك»، لمنحه الوقت للتفاوض على «حل سياسي». ولكن لم يكن من الواضح ما إذا كان أي قضاة سيختارون مثل هذا المسار.

وبدا القاضي نيل جورسوتش فقط وكأنه سينحاز إلى «تيك توك» لإيجاد أن الحظر ينتهك الدستور.

قالت شركة «بايت دانس» إنها لن تبيع منصة الفيديو القصيرة. لكن بعض المستثمرين كانوا يراقبونها، بمن في ذلك وزير الخزانة السابق لترمب ستيفن منوتشين، ورجل الأعمال الملياردير فرنك ماكورت. يوم الخميس، قالت مبادرة ماكورت «مشروع الحرية» إنها -إلى جانب شركائها الذين لم تتم تسميتهم- قدّمت اقتراحاً إلى «بايت دانس» للاستحواذ على أصول «تيك توك» في الولايات المتحدة. ولم يكشف الكونسورتيوم الذي يضم مقدم برنامج «Shark Tank»، كيفن أوليري، عن الشروط المالية للعرض.

إذا لم يتم بيع «تيك توك» لمشترٍ معتمد، فإن القانون الفيدرالي سيحظر على متاجر التطبيقات، مثل تلك التي تديرها «أبل» و«غوغل» تقديم التطبيق الشهير. كما سيمنع خدمات استضافة الإنترنت من استضافة «تيك توك».

سيستمر مستخدمو «تيك توك» الذين لديهم التطبيق بالفعل على هواتفهم في الوصول إليه. لكن المستخدمين الجدد لن يتمكنوا من تنزيل التطبيق، ولن يتمكن المستخدمون الحاليون من تلقي التحديثات. وقالت وزارة العدل في ملفات المحكمة إن هذا سيجعل التطبيق غير قابل للتطبيق في النهاية.

وأتى القانون الفيدرالي تتويجاً لجهود طويلة استمرت لسنوات في واشنطن حول تطبيق «تيك توك» الذي تعدّه الحكومة الأميركية تهديداً للأمن القومي بسبب ارتباطاته بالصين.

يزعم المسؤولون الأميركيون أن الكميات الهائلة من بيانات المستخدم التي تجمعها المنصة، بما في ذلك المعلومات الحساسة حول عادات المشاهدة، يمكن أن تقع في أيدي الحكومة الصينية بالإكراه. كما أنهم قلقون من أن الخوارزمية الملكية التي تغذّي ما يراه المستخدمون على التطبيق معرّضة للتلاعب من قِبل السلطات الصينية، التي قد تضغط على شركة «بايت دانس» لتشكيل المحتوى على المنصة بطريقة يصعب اكتشافها.


مقالات ذات صلة

ترمب يصل إلى واشنطن اليوم لبدء احتفالات تنصيبه

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يظهر برفقة زوجته ميلانيا وابنهما بارون (أ.ف.ب)

ترمب يصل إلى واشنطن اليوم لبدء احتفالات تنصيبه

يعود دونالد ترمب إلى واشنطن اليوم (السبت) لبدء أيام من الاحتفالات بمناسبة تنصيبه الثاني رئيساً للولايات المتحدة، وذلك بعد أربعة أعوام من مغادرته المدينة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا متظاهرون يعترضون على حظر «تيك توك» في واشنطن العاصمة 17 يناير (أ.ف.ب)

«تيك توك» تؤكد عزمها وقف تطبيقها في أميركا يوم غد

قالت شركة «تيك توك» إنها ستضطر إلى التوقف عن العمل يوم غد الأحد، ما لم تقدم إدارة بايدن على الفور بياناً نهائياً لطمأنة مقدمي الخدمات الأكثر أهمية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أسلاك شائكة وضعت بين مدينة إل باسو الأميركية (تكساس) وجارتها المكسيكية سيوداد خواريز (ا.ف.ب)

تشديد الإجراءات على الحدود الأميركية مع المكسيك قبل تنصيب ترمب

وضع عناصر من شرطة الحدود الأميركية أسلاكا شائكة بين مدينة إل باسو الأميركية (تكساس) وجارتها المكسيكية سيوداد خواريز، وفق ما أكدته وكالة الصحافة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (سيوداد خواريز (المكسيك))
الولايات المتحدة​ وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين (أ.ف.ب)

واشنطن لمباشرة إجراءات لتجنّب تخلّف الحكومة عن سداد ديونها

قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الجمعة، إن وزارتها ستباشر إجراءات في الأسبوع المقبل لتجنّب تخلّف الحكومة الأميركية عن سداد ديونها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ عرض الأعلام الأميركية على الواجهة الغربية لمبنى الكابيتول الأميركي حيث يتم إجراء مراسم التنصيب الرئاسي تقليدياً في 17 يناير 2025 بالعاصمة الأميركية واشنطن (أ.ف.ب)

الحفل الثاني لتنصيب ترمب... صقيع قطبي واستنفار أمني وعمالقة التكنولوجيا

سيصبح دونالد ترمب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة يوم الاثنين في واشنطن التي تشهد ذروة فعاليات تمتد أربعة أيام وسط درجات حرارة قطبية متوقعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

السلطات الأميركية تعلّق رحلات الصاروخ «ستارشيب» بعد انفجار طبقته الثانية

صاروخ الدفع الخاص بـ«ستارشيب» في سماء براونزفيل بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
صاروخ الدفع الخاص بـ«ستارشيب» في سماء براونزفيل بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

السلطات الأميركية تعلّق رحلات الصاروخ «ستارشيب» بعد انفجار طبقته الثانية

صاروخ الدفع الخاص بـ«ستارشيب» في سماء براونزفيل بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
صاروخ الدفع الخاص بـ«ستارشيب» في سماء براونزفيل بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

علّقت الهيئة التنظيمية للطيران المدني الأميركية، أمس الجمعة، رحلات الصاروخ «ستارشيب» التابع لشركة «سبايس إكس»، طالبة من الشركة التي يملكها إيلون ماسك فتح تحقيق بعد انفجار الطبقة الثانية من الصاروخ الخميس فوق منطقة البحر الكاريبي.

خلال الرحلة التجريبية السابعة لصاروخ «ستارشيب» العملاق، نجحت «سبايس إكس» في استرجاع الطبقة الأولى من الصاروخ للمرة الثانية، في مناورة معقدة. وأشارت إلى أن الطبقة الثانية من الصاروخ أصيبت بـ«عملية تفكك سريعة غير متوقعة».

وبعد هذا الانفجار، أشارت الهيئة التنظيمية للطيران المدني الأميركية إلى أنها حوّلت مسار الطائرات لفترة وجيزة فوق «منطقة سقوط حطام مركبات فضائية».

وأعلنت حكومة جزر تركس وكايكوس، وهي أرخبيل كاريبي يقع على مسافة أكثر من 2500 كيلومتر من منطقة إطلاق الصواريخ بوكا تشيكا في تكساس، في بيان الجمعة، أن هذه المنطقة تعرّضت لـ«حطام ناجم عن عملية إطلاق فاشلة لسبايس إكس». وأضافت «في الوقت الحالي، لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات والأضرار المادية محدودة»، طالبة من السكان الإبلاغ عن أي حطام فضائي يرصدونه من دون لمسه.

مركز إطلاق الصاروخ «ستارشيب» في بوكا تشيك تكساس (أ.ف.ب)

وكانت الهيئة التنظيمية للطيران المدني الأميركية أكدت في بيان الجمعة، أنها «تعمل مع (سبايس إكس) والسلطات المعنية للتأكد من الأضرار التي لحقت بالممتلكات في جزر تركس وكايكوس» في منطقة البحر الكاريبي، مضيفة أنه لا معلومات بشأن وقوع إصابات.

وتُظهر صور منشورة عبر مواقع التواصل التُقطت من هذه الجزر الكاريبية، شهباً ضوئية تهبط من السماء، هي عبارة عن حطام المركبة، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وبموجب الإجراء، ستُستأنف رحلات «سبايس إكس» عندما ترفع الشركة إلى هيئة الطيران الفدرالية تحقيقها الذي يُفترض أن يتضمّن «إجراءات تصحيحية»، ثم تتلقى الضوء الأخضر من الهيئة التنظيمية. ويمكن لـ«سبايس إكس» التقدّم بطلب استئناف الرحلات قبل انتهاء التحقيق إذا أثبتت أنها اتخذت إجراءات وقائية وأنّ الحادث لم يعرّض سلامة العامّة للخطر.