إيلون ماسك ودونالد ترمب: علاقة متوترة وسط صراعات السياسة والتحالفات الجديدة

سيكون لاعباً مؤثراً أم سينتهي به المطاف مثل أحد صواريخه منفجراً قبل أن يغادر منصة الإطلاق؟

الرئيس المنتخب دونالد ترمب يتحدث مع إيلون ماسك خلال بطولة للمصارعة في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك (إيميجن إميجيز)
الرئيس المنتخب دونالد ترمب يتحدث مع إيلون ماسك خلال بطولة للمصارعة في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك (إيميجن إميجيز)
TT

إيلون ماسك ودونالد ترمب: علاقة متوترة وسط صراعات السياسة والتحالفات الجديدة

الرئيس المنتخب دونالد ترمب يتحدث مع إيلون ماسك خلال بطولة للمصارعة في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك (إيميجن إميجيز)
الرئيس المنتخب دونالد ترمب يتحدث مع إيلون ماسك خلال بطولة للمصارعة في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك (إيميجن إميجيز)

لم تعد العلاقة الودية التي جمعت رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك والرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب تحظى بالترحيب داخل الأوساط المحافظة الموالية للأخير، أو ما يُعرف بعالم «ماغا»، وفقاً لتقرير عن صحيفة «إندبندنت».

وعلى الرغم من وصول ماسك إلى ما يشبه الرتبة العائلية بعد أن أطلق عليه لقب «العم» من قبل حفيدة ترمب، كاي، فإن توتراً بدأ يظهر بين ماسك وبعض الشخصيات المؤثرة في دائرة الرئيس.

ماسك يسعى للتأثير على إدارة ترمب

لم يدع ماسك التوترات تمنعه من محاولة التأثير في قرارات تشكيل حكومة ترمب الجديدة. ففي خطوة لافتة، دعم ماسك تعيين هوارد لوتنيك وزيراً للخزانة، ما أثار الجدل بسبب توقيتها الذي تزامن مع طلب منافسه سكوت بيسنت المنصب نفسه.

تقارير إعلامية أشارت إلى أن ماسك يستخدم نفوذه ومنصته لتحقيق أهدافه، بما في ذلك مشاداته مع مستشار ترمب المقرب، بوريس إبشتاين، حول تسريبات داخلية.

وحسب التقرير، ففي الوقت الذي يستعد فيه ترمب لتولي مهامه في يناير (كانون الثاني) المقبل، يستمر الصراع على المناصب الوزارية الشاغرة، وتشمل هذه المناصب وزارات التعليم، والتجارة، والعمل، والإسكان، بالإضافة إلى مناصب أخرى بارزة.

حضور ماسك: بين النفوذ والمضايقات

رغم محاولاته المتكررة للتأثير في قرارات ترمب، يبدو أن بعض الدوائر المقربة من الرئيس بدأت تتململ من وجود ماسك المتكرر في منتجع مارالاغو، حيث يُقال إنه يقضي وقتاً طويلاً في محادثات وجولات غولف مع ترمب.

ومازح ترمب مؤخراً حول ذلك قائلاً: «إنه يحب هذا المكان. لا أستطيع إخراجه من هنا!».

مستقبل غامض لماسك في واشنطن

يوضح التقرير في ختامه، أنه بينما يواجه ماسك تحديات داخل دائرة ترمب، هناك حديث عن احتمال توليه منصباً استشارياً في «وزارة كفاءة الحكومة»، وهو كيان يُتوقع إنشاؤه لتحسين إدارة الدولة.

ولكن مع تصاعد التوترات، يبقى السؤال: هل سيبقى ماسك لاعباً مؤثراً أم سينتهي به المطاف مثل أحد صواريخه، منفجراً قبل أن يغادر منصة الإطلاق؟

الأسابيع المقبلة ستكشف ما إذا كان ماسك سيتمكن من التكيف مع معادلات السياسة الجديدة، أم أن طموحاته ستصطدم بجدار المقاومة داخل عالم «ماغا».


مقالات ذات صلة

الدولار يواصل تراجعه إلى أدنى مستوى في أسبوع

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يواصل تراجعه إلى أدنى مستوى في أسبوع

تراجع الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى في أسبوع مقابل العملات الرئيسية، يوم الأربعاء، حيث يسعى لتمديد انخفاضه، لليوم الثالث على التوالي، بعد بلوغه ذروة أسبوعية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد مارك روان يشارك في حلقة نقاشية في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا (رويترز)

مارك روان مرشح جديد بارز لمنصب وزير الخزانة في إدارة ترمب

برز الملياردير مارك روان، صاحب رأس المال الخاص، كأحد أبرز المرشحين لمنصب وزير الخزانة في إدارة دونالد ترمب، وسيلتقي الرئيس المنتخب اليوم (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

تقرير: ترمب سيلتقي وارش وروان لاختيار وزير للخزانة

سيقابل ترمب اليوم المسؤول السابق في مجلس الاحتياطي الاتحادي، كيفن وارش، ورئيس شركة «أبوللو جلوبال مانجمنت» مارك روان، لاختيار مرشح لمنصب وزير الخزانة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب (رويترز)

قرية إيطالية تعرض على الأميركيين المنزعجين من فوز ترمب منازل مقابل دولار واحد

قدَّمت إحدى القرى في جزيرة سردينيا الإيطالية فرصة محتملة لإقناع الأميركيين المنزعجين من فوز ترمب بالانتقال إليها، لإنعاش اقتصادها، بعد عقود من تراجع عدد السكان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ليندا ماكماهون الرئيسة السابقة لاتحاد المصارعة العالمية الترفيهية (أرشيفية - أ.ف.ب)

ترمب يعيّن مسؤولة سابقة في اتحاد المصارعة وزيرة للتعليم

قال ترمب في بيان إنّ ماكماهون هي "مدافعة شرسة عن حقوق الوالدِين"، مضيفا "سنعيد التعليم إلى الولايات المتحدة، وليندا ستقود هذا الجهد".

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مدعون: يجب تعليق قضية شراء الصمت ضد ترمب

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
TT

مدعون: يجب تعليق قضية شراء الصمت ضد ترمب

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

قال ممثلو ادعاء في نيويورك، اليوم (الثلاثاء)، إن القضية التي أدين فيها دونالد ترمب باتهامات جنائية، تتعلق بدفع أموال لممثلة أفلام إباحية مقابل شراء صمتها، يجب أن تتوقف مؤقتاً بعد فوزه بالانتخابات.

ووفقاً لـ«رويترز»، يأمل ترمب (78 عاماً) في تولي منصبه لولاية ثانية دون قيود من أي من القضايا الجنائية الأربع التي واجهها، والتي توقع البعض أن تعرقل مسعاه للعودة إلى البيت الأبيض في عام 2024.

وأُدين ترمب المنتمي للحزب الجمهوري في مايو (أيار) بالتهمة المتعلقة بتزوير سجلات تجارية للتغطية على مبلغ 130 ألف دولار، دفعه محاميه السابق مايكل كوهين لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز مقابل صمتها قبل انتخابات عام 2016 عن لقاء جنسي تقول إنه حدث مع ترمب، لكن الرئيس المنتخب ينفي ذلك.

وتمثل هذه القضية المرة الأولى التي يُدان فيها رئيس أميركي، سابق أو أثناء شغل المنصب، بارتكاب جريمة جنائية أو يُتهم بارتكابها.

وكان من المقرر النطق بالحكم على ترمب في 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن القاضي أوقف الأسبوع الماضي جميع جلسات القضية بناء على طلب مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن ألفين براج.

وطلب المدعون العامون مزيداً من الوقت لدراسة الخطوات التالية في القضية، مستندين إلى أنه يتعين تحقيق توازن بين «المصالح المتضاربة» المتمثلة في المضي قدماً في قضية جنائية وحماية منصب الرئيس.

ودفع ترمب ببراءته في القضية التي طالما صوّرها على أنها محاولة سياسية الدوافع من براج، المنتمي للحزب الديمقراطي، للتأثير على حملته.

وحثّ محامو الدفاع القاضي على رفض القضية محتجين بأن ظلالها أثناء ولايته كرئيس قد تتسبب في «عوائق غير دستورية» أمام قدرته على الحكم.

وقال محامو ترمب أيضاً إنه يجب إلغاء إدانته ورفض الاتهامات استناداً إلى قرار المحكمة العليا الأميركية في يوليو (تموز)، الذي قضى بأنه من غير الممكن محاكمة الرؤساء بسبب أفعالهم الرسمية، وأنه لا يمكن استخدام أدلة من أفعالهم الرسمية في المحاكمات المتعلقة بسلوكهم الشخصي.

وقال مكتب براج إن قضيته تتعلق بمحض سلوك شخصي.

ويعاقب القانون على تزوير السجلات التجارية بالسجن لما يصل إلى 4 سنوات. وقبل انتخابه، قال خبراء إنه من غير المرجح أن يواجه ترمب عقوبة السجن، وإن المرجح بشكل أكبر أن تُفرض عليه عقوبات مثل الغرامة أو المراقبة.

وجعل فوز ترمب على كامالا هاريس نائبة الرئيس الديمقراطية في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) احتمال فرض عقوبة السجن أو المراقبة أمراً خطيراً وغير عملي، ذلك لأن الحكم قد يقيد قدرته على أداء واجبات الرئاسة.

وواجه ترمب 3 اتهامات منفصلة على مستوى الولاية والحكومة الاتحادية في عام 2023، إحداها تتعلق بوثائق سرية احتفظ بها بعد ترك منصبه، واثنتان أخريان تتعلقان بمحاولاته إلغاء خسارته في انتخابات 2020.

وفي يوليو، رفض قاضٍ اتحادي في فلوريدا قضية الوثائق. وتبحث وزارة العدل الآن عن طريقة لإنهاء القضية المتعلقة بالانتخابات الاتحادية. ويواجه ترمب أيضاً اتهامات جنائية على مستوى الولاية في جورجيا بسبب محاولته تغيير خسارته في عام 2020 في تلك الولاية، لكن القضية ما زالت مجهولة المصير.