بعد فوز زوجها بالرئاسة... هل ستعود ميلانيا ترمب للبيت الأبيض «بدوام كامل»؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يرقص برفقة ميلانيا وابنهما بارون (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يرقص برفقة ميلانيا وابنهما بارون (رويترز)
TT

بعد فوز زوجها بالرئاسة... هل ستعود ميلانيا ترمب للبيت الأبيض «بدوام كامل»؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يرقص برفقة ميلانيا وابنهما بارون (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يرقص برفقة ميلانيا وابنهما بارون (رويترز)

كشفت مصادر متعددة لشبكة «سي إن إن» عن أنه من غير المرجح أن تنتقل ميلانيا ترمب، زوجة الرئيس الأميركي المنتخب حديثاً دونالد ترمب، إلى واشنطن «بدوام كامل» في جولتها الثانية بصفتها سيدة أولى، مما يُظهر مرة أخرى استعدادها لمقاومة التقاليد مع عودتها إلى دورها البارز على المسرح العالمي.

وقالت المصادر إن المناقشات حول أماكن قضاء وقتها لا تزال جارية.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والسيدة الأولى ميلانيا (رويترز)

وأحد قراراتها الرسمية الأولى هو تخطي الاجتماع التقليدي والرمزي مع السيدة الأولى المنتهية ولايتها جيل بايدن، في البيت الأبيض، حيث يستضيف الرئيس جو بايدن ترمب في المكتب البيضاوي، الأربعاء.

وتشير هذه الخطوة إلى أن ميلانيا التي قضت أول أربع سنوات من ولايتها في إعادة تعريف دور السيدة الأولى، تضع علامات مبكرة، وتؤكد أنها ستتمتع بمزيد من الاستقلالية في الجولة الثانية ضمن منصبها.

قالت ميلانيا في مقابلة أجريت مؤخراً مع قناة «فوكس نيوز» أثناء الترويج لمذكراتها التي تحمل اسمها: «أنا لست قلقة؛ لأن هذه المرة مختلفة. لديّ خبرة أكبر بكثير ومعرفة أكبر بكثير. كنت في البيت الأبيض من قبل. عندما تدخل، تعرف بالضبط ما تتوقعه».

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا يترجلان من طائرة في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا (أ.ب)

من المتوقع أن تقضي السيدة الأولى غالبية وقتها على مدى السنوات الأربع المقبلة ليس في البيت الأبيض، ولكن بين مدينة نيويورك وبالم بيتش بولاية فلوريدا، وفقاً لمصادر مطلعة تحدثت لشبكة «سي إن إن». ومع ذلك، يبدو أنها ستظل حاضرة للأحداث الكبرى وستكون لها منصتها وأولوياتها الخاصة بصفتها سيدة أولى.

خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى، أمضى دونالد ترمب عطلات نهاية الأسبوع الشتوية في مارالاغو بفلوريدا، وعطلات نهاية الأسبوع الصيفية في ناديه للغولف في بيدمينستر بولاية نيوجيرسي، ومن المتوقع أن يستمر في القيام بذلك.

وبالمثل، أمضى جو وجيل بايدن وقتاً كبيراً في منازل العائلة في ديلاوير، على الرغم من أن البيت الأبيض كان المقر الرئيسي لهما في أيام الأسبوع على مدار السنوات الأربع الماضية.

وقد طورت ميلانيا ترمب حياة ودائرة من الأصدقاء في فلوريدا على مدى السنوات الأربع الماضية، ومن المرجح أن تستمر في قضاء الكثير من وقتها هناك، حسبما ذكرت المصادر.

بعد انتخابات عام 2016، أرجأت ميلانيا انتقالها إلى واشنطن لأشهر، ولم تقم بذلك إلا بعدما أنهى ابنها بارون، الذي كان يبلغ من العمر 10 سنوات آنذاك، العام الدراسي. ويدرس بارون ترمب الذي يبلغ من العمر الآن 18 عاماً، في جامعة نيويورك.

وأشارت المصادر إلى أن السيدة الأولى القادمة ستقضي أيضاً قدراً كبيراً من الوقت في برج ترمب في نيويورك؛ لتكون قريبة من ابنها بارون. وقد شوهدت في المدينة يوم الأحد، عائدة معه من فلوريدا على متن الطائرة الخاصة للرئيس المنتخب.

واحتمال رفض السيدة الأولى العيش بدوام كامل في البيت الأبيض يمثل سابقة ملحوظة، ولكن لا ينبغي أن يكون مفاجئاً لأولئك الذين راقبوا ميلانيا لفترة طويلة، بحسب التقرير.

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وزوجته ميلانيا يظهر خلفهما ابنهما بارون (أ.ب)

وقالت كيت بينيت، مراسلة «سي إن إن» السابقة في البيت الأبيض، التي وثقت الفترة الأولى لميلانيا ترمب ضمن منصبها: «تتمتع بصلاحيات مطلقة، يمكنها أن تكون نشطة أو لا... وبقدر ما تريد».

ولوحظ اختلاف بين كيفية مشاركة ميلانيا في انتخابات 2024 مقابل أول جولتين لزوجها عندما كانت أكثر نشاطاً في الحملة الانتخابية السابقة. هذه المرة، كانت غائبة إلى حد كبير، ولم تحضر سوى إعلانه عن ترشحه لإعادة انتخابه؛ وتجمعه في ماديسون سكوير غاردن في أكتوبر (تشرين الأول)، حيث ألقت تصريحات موجزة؛ وحفل ليلة الانتخابات في ويست بالم بيتش.

السيدة الأولى الأميركية ميلانيا ترمب تتنزه في حديقة نيروبي الوطنية (أ.ب)

قالت مصادر مطلعة على أجندتها إنها تفضل عدم المشاركة في الأحداث العامة، ولا يوجد رد فعل عنيف على ذلك من الرئيس المنتخب. غالباً ما تستشهد بها المصادر بوصفها صوتاً دائماً في أذن زوجها، تقدم له النصائح. وأوضح أحد المصادر أنه سمعها توجه له حديثاً تحفيزياً قبل مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، بينما أفاد مصدر آخر إنها دعمته في المناظرة التي أجراها في يونيو (حزيران) ضد الرئيس بايدن.


مقالات ذات صلة

ترمب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة

الولايات المتحدة​ سكوت بيسنت مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب» يتحدث في مناسبة انتخابية للرئيس ترمب (رويترز)

ترمب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة

رشّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، سكوت بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب»، لتولي منصب وزير الخزانة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية.

المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)

مرشحة ترمب لوزارة التعليم مُتهمة بـ«تمكين الاعتداء الجنسي على الأطفال»

لا تزال الاتهامات تلاحق الفريق الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب لتشكيل إدارته؛ حيث زعمت دعوى قضائية أن ليندا مكماهون سمحت بالاعتداء الجنسي على الأطفال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة مركّبة لدونالد ترمب وستورمي دانيالز (رويترز)

إرجاء إصدار الحكم في قضية ترمب بنيويورك إلى «أجل غير مسمى»

أمر القاضي في قضية الاحتيال المالي ضد دونالد ترمب، الجمعة، بتأجيل النطق بالحكم إلى أجل غير مسمى، ما يمثل انتصاراً قانونياً للرئيس المنتخب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ترمب يختار بوندي بعد انسحاب غايتز لوزارة العدل

صورة مركّبة لبوندي وترمب وغايتز (أ.ف.ب)
صورة مركّبة لبوندي وترمب وغايتز (أ.ف.ب)
TT

ترمب يختار بوندي بعد انسحاب غايتز لوزارة العدل

صورة مركّبة لبوندي وترمب وغايتز (أ.ف.ب)
صورة مركّبة لبوندي وترمب وغايتز (أ.ف.ب)

اختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مساء الخميس، بام بوندي المقرّبة منه والعضوة في فريق الدفاع عنه خلال محاولة عزله الأولى عام 2020، لتولي منصب وزيرة العدل، بعد انسحاب مرشحه المثير للجدل النائب السابق مات غايتز.

وكتب الرئيس المنتخب على منصته «تروث سوشيال»، بعد ساعات قليلة على انسحاب غايتز: «يُشرفني أن أعلن اختيار المدعية العامة السابقة لفلوريدا، بام بوندي، لتكون وزيرة العدل المقبلة»، مضيفاً: «لفترة طويلة جداً، استخدمت وزارة العدل أداة ضدي وضد جمهوريين آخرين، لكن ليس بعد الآن. ستعيد بام تركيز وزارة العدل على هدفها المقصود المتمثّل في مكافحة الجريمة، وجعل أميركا آمنة مرة أخرى. لقد عرفت بام لسنوات عديدة - إنها ذكية وقوية، وهي مقاتلة في (حركة) أميركا أولاً، وستقوم بعمل رائع بصفتها وزيرة للعدل».

من هي بام بوندي؟

وفي عام 2010، أصبحت بوندي أول امرأة تُنتخب لمنصب المدعي العام لولاية فلوريدا وشغلته لفترتين، من 2011 إلى 2019، وهي تشغل مناصب قيادية في مركز التقاضي ومركز القانون والعدالة في «معهد أميركا أولاً» للسياسة الذي لعب دوراً كبيراً في المساعدة على تشكيل السياسات لإدارة ترمب المقبلة.

وتُعد من الداعمين الأساسيين لترمب منذ فترة طويلة؛ حيث دعّمت ترشيحه للرئاسة عام 2016 ضد سيناتور ولايتها ماركو روبيو. وكانت جزءاً من فريق الدفاع عن ترمب خلال محاولة عزله الأولى، التي اتُّهم فيها بالضغط على أوكرانيا لإجراء تحقيق فساد بحق جو بايدن، منافسه الرئاسي آنذاك، من خلال حجب المساعدات العسكرية عنها.

هيغسيث وكينيدي تحت المجهر

وكان غايتز قد أعلن، الخميس، انسحابه من الترشح لمنصب وزير العدل، بعد تصاعد الضغوط عليه، جراء أدلة بدت دامغة، تُظهر تورّطه في تجاوزات أخلاقية، كانت لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب قد فتحت تحقيقاً فيها منذ عام 2021. وقال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إن «ترشيحه أصبح مصدر إلهاء». وعُد انسحاب غايتز أول ضربة سياسية لمرشحي ترمب، لشغل مناصب في إدارته المقبلة، واختبار قدرته في الدفاع عن مرشحيه من الذين يواجهون تُهماً مماثلة.

كينيدي متوسّطاً تولسي غابارد ومايك جونسون خلال عرض مصارعة حضره ترمب في نيويورك 16 نوفمبر 2024 (إيماجن)

ويواجه ترمب ضغوطاً لإعادة النظر على الأقل في ثلاثة مرشحين آخرين، هم: بيت هيغسيث لمنصب وزير الدفاع والمتهم كذلك بتجاوزات أخلاقية، وروبرت كينيدي لمنصب وزير الصحة الذي يخشى بعض الجمهوريين مواقفه المتشددة في اللقاحات، وتولسي غابارد المرشحة لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية، التي وصفتها نيكي هايلي المندوبة السابقة لدى الأمم المتحدة بـ«المتعاطفة مع الصينيين والإيرانيين والروس».

وحتى الآن، يُشدد الجمهوريون على دعم هيغسيث وكينيدي وغابارد. وأعلنوا استعدادهم في الوقت الحالي على الأقل، لتثبيتهم في مناصبهم، في جلسات الاستماع التي ستبدأ بعد تنصيب ترمب في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال السيناتور الجمهوري، كيفن كرامر، إن ترمب بصفته «ضحية للحرب القانونية» يدرك تماماً أن الملاحقات القضائية غير عادلة، وأن غايتز والآخرين لم تتم إدانتهم بأي جرائم.

وقال السيناتور الجمهوري، جون كينيدي، إنه لن يحكم على أي من المرشحين بناءً على «الشائعات»، ويريد عقد جلسات استماع لفحص اختيارات ترمب. وقال السيناتور ماركوين مولين: «نحن نعيش في عصر يتم فيه الكشف عن ماضي الجميع، بغض النظر عن ظروفهم، ويستخلص الناس رأيهم قبل أن يكون لديهم الوقت لمعرفة الحقيقة كاملة».

ارتياح جمهوري

بام بوندي تتحدّث خلال فعالية انتخابية داعمة لترمب في أغسطس 2020 (إ.ب.أ)

وعقد غايتز اجتماعات متعددة مع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، لاختبار فرصه في الحصول على تأكيد ترشحه. لكنهم أبلغوه، بمن فيهم أولئك الذين دعّموه، أنه قد يخسر على الأقل 3 أصوات جمهورية، مما قد يؤدي إلى رفض ترشحه، في ظل الأغلبية الضيقة للجمهوريين على مجلس الشيوخ الجديد.

وفور إعلانه الانسحاب، بدا العديد من أعضاء مجلس الشيوخ مرتاحين لقراره. وقالت السيناتورة الجمهورية سينثيا لوميس: «أعتقد (...) أنه شعر أن هذا سيكون مصدر إلهاء كبير، ومن الجيد أن يدرك ذلك، وأن يكون على دراية بنفسه». وقال بعض أعضاء مجلس الشيوخ إنهم يريدون رؤية تقرير لجنة الأخلاقيات بمجلس النواب الذي طال انتظاره، والذي يُفسّر بعض هذه الادعاءات.

وكان النائب الجمهوري مايكل غويست الذي يرأس اللجنة، قد رفض التعليق، قائلاً إنه «لم يكن هناك اتفاق من جانب اللجنة على إصدار التقرير». وفي الأسبوع الماضي، ضغط رئيس مجلس النواب مايك جونسون على اللجنة لعدم نشر التقرير بشأن غايتز، بحجة أن ذلك سيشكّل «خرقاً فظيعاً للبروتوكول» للقيام بذلك بعد استقالة غايتز، مما يجعله خارج اختصاص اللجنة. وحثّ جونسون النائب غويست بشكل خاص على عدم نشر النتائج.