بيت هيغسيث مرشح ترمب لوزارة الدفاع... مقدم برامج مثير للجدل

أرشيفية لمقدم البرامج بيت هيغسيث خلال حفل لشبكة «فوكس نيوز» (أ.ف.ب)
أرشيفية لمقدم البرامج بيت هيغسيث خلال حفل لشبكة «فوكس نيوز» (أ.ف.ب)
TT

بيت هيغسيث مرشح ترمب لوزارة الدفاع... مقدم برامج مثير للجدل

أرشيفية لمقدم البرامج بيت هيغسيث خلال حفل لشبكة «فوكس نيوز» (أ.ف.ب)
أرشيفية لمقدم البرامج بيت هيغسيث خلال حفل لشبكة «فوكس نيوز» (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم، ترشيح بيت هيغسيث الضابط السابق في الحرس الوطني الأميركي، ومقدم البرامج في شبكة «فوكس نيوز»، لتولي منصب وزير الدفاع في إدارته المقبلة.

وأثار هذا القرار جدلاً وذهولاً واسعين. ففي حين أشاد ترمب بهيغسيث بوصفه «قوياً وذكياً ومؤمناً حقيقياً بشعار (أميركا أولاً)»، وقال في بيان: «مع وجود بيت على رأس القيادة، سيكون أعداء أميركا قد أُنذروا (...) قواتنا العسكرية ستكون عظيمة مجدداً، وأميركا لن تتراجع مطلقاً»، فقد سارع كثير من منتقدي القرار للإشارة إلى افتقار المذيع للخبرة اللازمة لتولي المنصب؛ حيث اقترح بعضهم أنه قد يكون رئيساً للبنتاغون بالاسم فقط، في حين أن ترمب سيتولى إدارة الوزارة على أرض الواقع، وفق شبكة «إيه بي سي» الأميركية.

تجاهل أصحاب الخبرة

وقال المنتقدون إن ترمب تجاهل عدداً من كبار المسؤولين في مجال الأمن القومي كي يختار بيت هيغسيث.

وقد جرى طرح عدد من الأسماء الأخرى لتكون خيارات محتملة لتولي المنصب، بما في ذلك اسم النائب مايك روغرز من ألاباما، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، وكيث كيلوغ، وهو جنرال متقاعد شغل منصب كبير موظفي مجلس الأمن القومي خلال فترة الرئاسة الأولى لترمب، والسيناتورة جوني إيرنست، الجمهورية من ولاية أيوا، وروبرت ويلكي، المسؤول السابق في البنتاغون الذي كان رئيساً لشؤون المحاربين القدامى خلال ولاية ترمب الأولى.

وقال النائب آدم سميث، الديمقراطي البارز في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب: «هناك سبب للقلق من أن هذا الشخص ليس صانع سياسات جاداً بما يكفي، وليس منفذ سياسات جاداً بما يكفي للقيام بعمل ناجح».

من جهته، قال مارك كانسيان، المستشار الأول في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية»: «أعتقد أن ترمب سَئِم من الاختلافات والصراعات مع وزراء دفاعه، واختار شخصاً يعلم أنه سيكون مخلصاً له».

وقال مسؤولون عسكريون إن اختيار بيت هيغسيث غريب وغير مفهوم.

وصرح ضابط عسكري كبير، تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن هذا الاختيار «يُثير المخاوف بشأن ما إذا كان هيغسيث يمتلك الخبرة العملية لإدارة وزارة كبيرة بميزانية هائلة».

وتبلغ ميزانية وزارة الدفاع أكثر من 800 مليار دولار، مع نحو 1.3 مليون جندي في الخدمة الفعلية، و1.4 مليون آخر في الحرس الوطني والاحتياط والموظفين المدنيين المتمركزين في جميع أنحاء العالم.

من جهته، يرى رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، إن هيغسيث سيكون «مهتماً بالإصلاح في المجالات التي تحتاج إلى إصلاح».

كما أشاد متحدث باسم «فوكس نيوز» بمعرفة هيغسيث العسكرية، قائلاً: «إن رؤاه وتحليلاته، خصوصاً فيما يتعلق بالجيش، لاقت صدى عميقاً لدى مشاهدينا».

ماذا نعرف عن بيت هيغسيث ؟

يبلغ بيت هيغسيث من العمر 44 عاماً، وهو مذيع في شبكة «فوكس نيوز» منذ عام 2014، وقد طوّر علاقة صداقة مع ترمب، الذي ظهر بانتظام في برنامجه.

وبعد تخرجه في جامعة برينستون عام 2003، تم تكليف هيغسيث ليكون قائد مشاة في الحرس الوطني للجيش، وخدم خارجياً في أفغانستان والعراق، وكذلك في خليج غوانتانامو، وفق مجلة «التايم» الأميركية.

بيت هيغسيث خلال مقابلة سابقة مع ترمب (رويترز)
بيت هيغسيث خلال مقابلة سابقة مع ترمب (رويترز)

وكان بيت هيغسيث رئيساً سابقاً لـ«المحاربين القدامى المعنيين بأميركا»، وهي مجموعة يدعمها المليارديران المحافظان تشارلز وديفيد كوتش، كما ترشّح لمجلس الشيوخ في مينيسوتا عام 2012 دون جدوى.

ووفق سيرته الذاتية على «فوكس نيوز»، فقد حصل على درجة الماجستير في السياسة العامة من كلية «جون إف كينيدي» بجامعة هارفارد.

ومع تشكيل ترمب لأول حكومة له بعد فوزه عام 2016، ورد أنه فكّر في هيغسيث لإدارة وزارة شؤون المحاربين القدامى.

الدفاع عن أفراد الخدمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب

في عام 2019، حثّ هيغسيث ترمب على العفو عن أفراد الخدمة الأميركية المتهمين بارتكاب جرائم حرب، ودافع عن قضايا أفراد الخدمة في برنامجه وعلى الإنترنت، وأجرى مقابلات مع أقاربهم.

ويبدو أن جهود هيغسيث في هذا الشأن كانت ناجحة؛ حيث أصدر ترمب في ذلك العام عفواً عن جندي كوماندوز سابق في الجيش الأميركي كان من المقرر محاكمته في قضية مقتل صانع قنابل أفغاني مشتبه به، إضافة إلى ملازم سابق في الجيش أدين بالقتل لإصداره الأمر لرجاله بإطلاق النار على 3 أفغان، ما أسفر عن مقتل اثنين. كما أمر ترمب بترقية أحد أفراد قوات النخبة البحرية الذي أدين بالتقاط صورة مع أسير من تنظيم «داعش» ميت في العراق.

معارضته لمشاركة المرأة في القتال

بصفته محافظاً متشدداً يتبنى سياسات ترمب «أميركا أولاً»، دعا بيت هيغسيث في عدد من المناسبات إلى جعل الجيش أكثر فتكاً.

وخلال مقابلة على بودكاست «The Shawn Ryan Show»، قال: «إن السماح للنساء بالخدمة في القتال يضر بهذا الجهد».

وأضاف: «إن خدمة الرجال والنساء معاً يجعل الموقف أكثر تعقيداً، والتعقيد في القتال يعني أن الخسائر ستكون أسوأ».

وفي حين لفت إلى أنه يرى أن التنوع في الجيش يعد أمراً مهماً ونقطة قوة، فإنه أكد أنه يرى أن هذا التنوع بالنسبة له يعني الرجال من الأقليات والبيض، لأنهم «يمكنهم الأداء بشكل مماثل»، ولكن الأمر نفسه «لا ينطبق على النساء».

موقف بيت هيغسيث من إسرائيل وإيران

كان بيت هيغسيث مدافعاً عن إسرائيل في برنامجه، خصوصاً خلال العام الماضي، مؤكداً أهمية أن تقف الولايات المتحدة دائماً بجانبها بصفتها حليفاً قوياً لها.

كما أنه اتخذ مواقف متشددة تجاه إيران، وهو مدرج بصفته عضواً في المجلس الاستشاري لقدامى المحاربين في مجموعة «متحدون ضد إيران النووية».

وبعد أن أمر ترمب بقتل قاسم سليماني، القائد السابق لـ«فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني في يناير (كانون الثاني) 2020، ندد هيغسيث بإيران ووصفها بأنها «تمتلك نظاماً شريراً».


مقالات ذات صلة

لمن سينصت ترمب... روبيو أم ماسك؟

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)

لمن سينصت ترمب... روبيو أم ماسك؟

قال موقع «بولتيكو» إن كبار المسؤولين الأوروبيين المجتمعين في هاليفاكس للأمن الدولي قلقون بشأن الأشخاص في الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداول في بورصة نيويورك يرتدي قبعة دعماً للجمهوري دونالد ترمب بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية (رويترز)

سوق السندات الأميركية تُطلِق إنذاراً بشأن خطط خفض الضرائب

يلوح في الأفق تحذير شديد من سوق ديون الخزانة الأميركية، التي تبلغ 28 تريليون دولار، ضد إضافة مزيد من العبء على الدين الذي ينمو بمقدار تريليونَي دولار سنوياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
مشاة في إحدى الطرقات بالحي المالي وسط العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

قالت غرفة التجارة الأميركية في الصين إن مجموعة من المسؤولين التنفيذيين من الشركات الأجنبية والصينية التقت رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، في بكين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)

ترمب يعد حزمة دعم واسعة النطاق لقطاع الطاقة الأميركي

يعمل الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، على إعداد حزمة واسعة النطاق في مجال الطاقة، لطرحها خلال أيام من توليه المنصب.

الاقتصاد أوراق نقدية من فئة 100 دولار أميركي (رويترز)

الدولار الأميركي ينخفض بعد ترشيح ترمب بيسنت وزيراً للخزانة

انخفض الدولار الأميركي، يوم الاثنين، بعد أن رشح الرئيس المنتخب دونالد ترمب، سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، مما أوقف الارتفاع الحاد للعملة بعد الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

انتقادات لبلينكن بعد تقرير عن جلسات علاجية لموظفين عقب فوز ترمب

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يصل إلى مبنى الكابيتول بواشنطن في 20 نوفمبر الحالي (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يصل إلى مبنى الكابيتول بواشنطن في 20 نوفمبر الحالي (إ.ب.أ)
TT

انتقادات لبلينكن بعد تقرير عن جلسات علاجية لموظفين عقب فوز ترمب

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يصل إلى مبنى الكابيتول بواشنطن في 20 نوفمبر الحالي (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يصل إلى مبنى الكابيتول بواشنطن في 20 نوفمبر الحالي (إ.ب.أ)

انتقد نائب جمهوري من ولاية كاليفورنيا، وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بعد أن وردت أنباء عن أن الوزارة عقدت جلسات علاجية للموظفين الذين انزعجوا من فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب في الانتخابات.

وقال النائب داريل عيسى، في رسالة إلى بلينكن، الأسبوع الماضي: «أنا قلِق من أن الوزارة تلبي احتياجات الموظفين الفيدراليين الذين (دمّرهم) الأداء الطبيعي للديمقراطية الأميركية، من خلال توفير المشورة الصحية العقلية المموَّلة من الحكومة؛ لأن كامالا هاريس لم تُنتخب رئيسة للولايات المتحدة».

تأتي الرسالة بعد تقريرٍ نشره موقع «فري بيكون»، في وقت سابق من هذا الشهر، والذي زعم أن جلستين علاجيتين عُقدتا في وزارة الخارجية بعد فوز ترمب، حيث أخبرت مصادر الموقع أن إحدى هذه الحالات كانت بمثابة «جلسة بكاء».

ووفق ما نقلت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد جرى إرسال بريد إلكتروني إلى موظفي الخارجية الأميركية لـ«ندوة عبر الإنترنت ثاقبة منفصلة نتعمق فيها في تقنيات إدارة الإجهاد الفعّالة لمساعدتك على التنقل في هذه الأوقات الصعبة»، بعد فوز ترمب.

الرئيس المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ووفقاً لرسالة البريد الإلكتروني: «التغيير ثابت في حياتنا، لكنه غالباً ما يؤدي إلى التوتر وعدم اليقين، انضم إلينا في ندوة عبر الإنترنت ثاقبة نتعمق فيها في تقنيات إدارة الإجهاد الفعّالة لمساعدتك على التنقل في هذه الأوقات الصعبة. ستوفر هذه الجلسة نصائح واستراتيجيات عملية لإدارة الإجهاد والحفاظ على صحتك».

وفي رسالته إلى بلينكن، زعم عيسى أن الجلسات المبلَّغ عنها كانت «مزعجة»، وأن «المسؤولين الحكوميين غير الحزبيين» ينبغي ألا يعانوا «انهياراً شخصياً بسبب نتيجة انتخابات حرة ونزيهة».

وبينما أقر النائب الجمهوري بأن الصحة العقلية لموظفي الوكالة مهمة، فقد تساءل عن استخدام أموال دافعي الضرائب لتقديم المشورة لأولئك المنزعجين من الانتخابات، مطالباً بإجابات حول عدد الجلسات التي جرى إجراؤها، وعدد الجلسات المخطط لها، ومقدار تكلفة الجلسات على الوزارة.

كما أثار عيسى مخاوف من أن الجلسات قد تثير أيضاً تساؤلات حول استعداد بعض موظفي وزارة الخارجية لتنفيذ رؤية ترمب الجديدة لـ«الخارجية» الأميركية.

وذكرت الرسالة: «إن مجرد استضافة الوزارة هذه الجلسات يثير تساؤلات كبيرة حول استعداد موظفيها لتنفيذ أولويات السياسة القانونية التي انتخب الشعب الأميركي الرئيس ترمب لملاحقتها وتنفيذها».

وتابع النائب الأميركي: «إن إدارة ترمب لديها تفويض بالتغيير الشامل في ساحة السياسة الخارجية، وإذا لم يتمكن ضباط الخدمة الخارجية من متابعة تفضيلات الشعب الأميركي، فيجب عليهم الاستقالة والسعي إلى تعيين سياسي في الإدارة الديمقراطية المقبلة».