حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية مستمرة بزخم في أيامها الأخيرة

المغنية فلو ميللي تشارك في لقاء انتخابي لكامالا هاريس في ميلووكي بولاية ويسكونسن (أ.ب)
المغنية فلو ميللي تشارك في لقاء انتخابي لكامالا هاريس في ميلووكي بولاية ويسكونسن (أ.ب)
TT

حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية مستمرة بزخم في أيامها الأخيرة

المغنية فلو ميللي تشارك في لقاء انتخابي لكامالا هاريس في ميلووكي بولاية ويسكونسن (أ.ب)
المغنية فلو ميللي تشارك في لقاء انتخابي لكامالا هاريس في ميلووكي بولاية ويسكونسن (أ.ب)

تخوض كامالا هاريس ودونالد ترمب بالنشاط نفسه عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة في الحملة الانتخابية الأميركية التي شهدت تطورات غير مسبوقة وتبقى نتيجتها غير محسومة وسط ترقب عالمي.

وستزور نائبة الرئيس الديمقراطية التي ستصبح في حال فوزها أول امرأة تتولى رئاسة البلاد، الولايات الرئيسية التي قد تحسم نتيجة الاقتراع الثلاثاء، مع لقاءات انتخابية في جورجيا (جنوب) ونورث كارولاينا (جنوب شرق) وميشيغان (شمال). وستحاول هاريس (60 عاماً) إقناع آخر الناخبين المترددين بأنها «الترياق» في مواجهة الرئيس الجمهوري السابق، كما قال الجمعة تيم والز الذي اختارته ليكون نائبا لها في حال فوزها.

ومساء الجمعة خلال ثلاثة لقاءات انتخابية في ولاية ويسكونسن الحاسمة أيضا، دعت إلى «طي صفحة عقد من دونالد ترمب» هز الديمقراطية الأميركية و«أنهكنا».

ويأمل ترمب (78 عاماً) الذي يعتمد خطابا شعبويا في تحقيق حلمه بالعودة إلى البيت الأبيض للترويج لسياسته القائمة على شعار «أميركا أولا».

جانب من الحضور في لقاء انتخابي لدونالد ترمب في ميلووكي بولاية ويسكونسن (رويترز)

وخلال اللقاءات الانتحابية يوم السبت في فيرجينيا وكارولاينا الشمالية، يتوقع أن يرسم ترمب مجددا صورة قاتمة عن الوضع في الولايات المتحدة التي يقول إنها «محتلة» من جانب ملايين المهاجرين بطريقة غير نظامية الذين يرى فيهم «مجرمين» ويعد بطردهم.

والجمعة في ميشيغان، اتّهم ترمب إدارة جو بايدن وكامالا هارس بأنها فشلت اقتصاديا. وتوقع «مرحلة كساد كالتي سجّلت في 1929» في حال انتخاب منافسته الديمقراطية.

* الحملة مستمرة

ويواصل ترمب وهاريس حملتيهما حتى اليوم الأخير. فمساء الاثنين ستزور الثانية فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا الحاسمة، فيما سيكون الرئيس السابق في غراند رابيدز في ميشيغان.

وتقام الانتخابات الثلاثاء وهو يوم عمل عادي، فيما أدلى 70 مليون أميركي بأصواتهم عبر البريد أو في صناديق اقتراع بشكل مبكر، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

المرشح الجمهوري دونالد ترمب يلقي كلمة في ميلووكي بولاية ويسكونسن (رويترز)

إلا ان الأجواء تبقى متوترة مع بروز جدل سياسي-إعلامي شبه يومي ومخاوف من وقوع أعمال عنف بعد الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) خصوصا إذا كانت النتيجة متقاربة جدا كما تظهر استطلاعات الرأي المختلفة.

وفي بلد يشهد شرخا سياسيا، لا يبدو أن أيا من المرشحين قادر على التميز عن الآخر.

وتعتمد هاريس وترمب تصعيدا كلاميا يزداد حدة فيما يسعيان إلى انتزاع عشرات آلاف الأصوات في بنسلفانيا وميشيغان وأريزونا التي يتوقع أن كفة أحدهم على الآخر.

ويؤكد الرئيس السابق الذي حكم البلاد بين عامَي 2017 و2021 «كره» منافسته للأميركيين فيما تقول نائبة الرئيس الحالية إن خصمها «غير سوي ومهووس بالانتقام» من انتخابات العام 2020 التي خسرها أمام جو بايدن.

وشهدت حملة انتخابات العام 2024 التي يتابعها عن كثب العالم بأسره ولا سيما في أوروبا والشرق الأوسط، تطورات غير مسبوقة، ففي غضون أسابيع قليلة انسحب الرئيس جو بايدن البالغ 81 عاما من السباق وحلت مكانه هاريس فيما تعرض ترمب لمحاولتي اغتيال.

ومنذ ذلك الحين، يجهد المرشحان لاستقطاب النساء والشباب والأميركيين السود والعرب والمسلمين وأصحاب الأصول الأميركية اللاتينية.

وحصلت هاريس على تأييد الكثير من الفاعلين في الأوساط الاقتصادية والسياسية وبينهم مسؤولون جمهوريون سابقون، فضلا عن نجوم كبار في مجالات السينما والموسيقى والرياضة مثل بيونسيه وكاردي بي وبروس سبرينغستين وجينيفر لوبيز ولوبرون جيمس.

المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في ميلووكي بولاية ويسكونسن (د.ب.أ)

والسبت تشارك في الحملة الديمقراطية السيدة الأميركية الأولى سابقا ميشيل أوباما التي تتمتع بشعبية واسعة، في فيلادلفيا مع المغنية أليشا كيز.

وينتظر أن تكون المنافسة محمومة جدا في انتخابات الثلاثاء إلى حد قد لا تعرف فيه النتيجة النهائية قبل أيام عدة.

وبدأت أوساط دونالد ترمب من الآن تغذية الشائعات بوجود مشكلات لا بل «غش» خلال عمليات التصويت.


مقالات ذات صلة

روبرت كينيدي جونيور يناشد أنصاره التصويت لترمب بدلاً منه

الولايات المتحدة​ كينيدي يعلن دعمه لحملة ترمب خلال فعالية انتخابية بأريزونا في 23 أغسطس (إ.ب.أ)

روبرت كينيدي جونيور يناشد أنصاره التصويت لترمب بدلاً منه

طالب المرشح الرئاسي الأميركي السابق روبرت كينيدي جونيور، اليوم (الاثنين)، أنصاره عشية الانتخابات بعدم التصويت له.

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس كامالا هاريس في صورة مركبة (أ.ف.ب)

تقرير: آخر استطلاع قبل الانتخابات الأميركية يظهر تقدما طفيفا لهاريس

ذكرت محطة «CNN» الإخبارية الأميركية أن آخر استطلاع للرأي قبل الانتخابات الرئاسية المقررة غداً الثلاثاء أظهر أن نائبة الرئيس كامالا هاريس تتقدم بفارق ضئيل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس كامالا هاريس تتحدث مع الصحافيين في الطائرة الرئاسية الثانية بمطار ديترويت قبل التوجه إلى ولاية بنسلفانيا أمس (أ.ب)

هاريس قبل ساعات من الانتخابات: سأكون رئيسة لكل الأميركيين

تعهدت كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية، قبل ساعات من الانتخابات المقررة غداً (الثلاثاء)، بأن تكون «رئيسة لكل الأميركيين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس كامالا هاريس في صورة مركبة (أ.ف.ب) play-circle 01:17

أميركا أمام خيارين متناقضين: يميني محافظ أم ليبرالي تقدمي؟

يتجه عشرات الملايين من الأميركيين، الثلاثاء، للإدلاء بأصواتهم لاختيار الرئيس الـ47 للولايات المتحدة.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شيكولاته مطبوع عليها صور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (رويترز)

صراعات دولية مؤجّلة إلى ما بعد الانتخابات الأميركية

مهما كانت هوية الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإنه سيواجه سلسلة من الأزمات الدولية المؤجّلة إلى ما بعد الخامس من نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الرئاسة الأميركية»... ما الذي يجب أن تعرفه عن «المجمع الانتخابي»؟

مواطنون يدلون بأصواتهم مبكراً في الانتخابات الرئاسية الأميركية (أ.ف.ب)
مواطنون يدلون بأصواتهم مبكراً في الانتخابات الرئاسية الأميركية (أ.ف.ب)
TT

«الرئاسة الأميركية»... ما الذي يجب أن تعرفه عن «المجمع الانتخابي»؟

مواطنون يدلون بأصواتهم مبكراً في الانتخابات الرئاسية الأميركية (أ.ف.ب)
مواطنون يدلون بأصواتهم مبكراً في الانتخابات الرئاسية الأميركية (أ.ف.ب)

مع اقتراب يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية، بدأ الناخبون في الإدلاء بأصواتهم لاختيار المناصب المحلية، والمشرعين في الولايات، والحكام، وكل عضو في مجلس النواب الأميركي، وثلث مجلس الشيوخ. ووفق تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، يختار الناخبون لمنصب الرئيس في المرحلة الأولى مجموعة من الناخبين الذين سينتخبون بدورهم مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، أو مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب.

نعم، هناك انتخابان حقيقيان: واحد يدلي فيه الناخبون بأصواتهم، والثاني يتم فيه الإدلاء بأصوات الهيئة الانتخابية وفرزها. هذه هي الطريقة التي تم بها الأمر لأكثر من 200 عام، ومن المرجح أن تستمر، على الرغم من أن غالبية الأميركيين يفضلون أن يتولى الفائز بأكبر عدد من الأصوات على المستوى الوطني منصب الرئاسة.

ما هي الهيئة الانتخابية؟

تتألف الهيئة الانتخابية من 538 عضواً منتخباً، واحد لكل عضو في مجلس الشيوخ الأميركي وعضو في مجلس النواب الأميركي، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء لواشنطن العاصمة. يحتاج المرشح الرئاسي إلى الفوز بأغلبية بسيطة منهم (270) للفوز بالبيت الأبيض. يجتمع الناخبون ويدلون بأصواتهم للرئيس ونائب الرئيس في منتصف ديسمبر (كانون الأول). مع وجود عدد زوجي من الناخبين، من الممكن أن يكون هناك تعادل (269-269). في هذه الحالة - وهو ما حدث في عام 1801 - ينتقل القرار إلى مجلس النواب المنتخب حديثاً، حيث تصوت كل ولاية كوحدة واحدة. يقرر مجلس الشيوخ المنتخب حديثاً نائب الرئيس، بصوت واحد لكل عضو في مجلس الشيوخ.

قالت ويندي ر. وايزر، نائبة الرئيس للديمقراطية في مركز «برينان» للعدالة في كلية الحقوق بجامعة نيويورك: «هذا نظام فريد ومخصص للغاية».

لماذا هذا النظام؟

في صيف عام 1787، وصل المندوبون للمؤتمر الدستوري في فيلادلفيا إلى طريق مسدود بشأن كيفية اختيار الرئيس.

بدلاً من انتخاب رئيس من خلال تصويت في الكونغرس أو من خلال تصويت شعبي للمواطنين - الذين كانوا في ذلك الوقت جميعاً من البيض وملاك الأراضي - توصلوا إلى حل وسط ووافقوا على وجود ناخبين. كان المندوبون يعتقدون أن الناخبين سيضمنون أن يصبح الشخص المؤهل فقط رئيساً. كما اعتقدوا أن هذا النهج من شأنه أن يعمل كضابط إيقاع على الجمهور، والذي قد يتأثر بسهولة بالمعلومات المضللة، وخاصة من الحكومات الأجنبية. عززت فكرة الناخبين الولايات في الجنوب، حيث أضاف السكان المستعبدون إلى عدد الأصوات الانتخابية المخصصة. كما رفعت الولايات الصغرى، حيث لم يتمكن المرشحون ببساطة من جمع الأصوات في المدن والولايات التي هي أكثر اكتظاظاً بالسكان وتجاهل بقية البلاد.

كيف تعمل الهيئة الانتخابية؟

عدد الناخبين في كل ولاية يساوي عدد أعضاء مجلس الشيوخ والنواب؛ لذا فإن الحد الأدنى هو ثلاثة.

في 48 ولاية، يحصل الفائز على جميع الأصوات الانتخابية. وفي ولايتَي مين ونبراسكا، يتم توزيع صوتين انتخابيين على الفائز بالتصويت الشعبي، ويتم منح كل صوت انتخابي متبقٍّ للفائز بالتصويت الشعبي في كل من الدوائر الانتخابية للولاية. بعد أن يقوم ناخبو الولاية بالتصديق على التصويت في ديسمبر، يرسلون شهادة إلى الكونغرس، ثم يقوم الكونغرس بفرز الأصوات والتصديق عليها في السادس من يناير (كانون الثاني). ويرأس نائب الرئيس جلسة خاصة لتسجيل النتائج من كل ولاية.

من هم الناخبون؟

تختار الأحزاب السياسية في الولايات ناخبيها كل أربع سنوات في الأشهر التي تسبق يوم الانتخابات. ويفعل البعض ذلك خلال مؤتمرات أحزابهم. قال جون ف. كوال، أحد مؤلفي كتاب «دستور الشعب»: «عندما نصوت، حتى لو لم نرَ أسماءهم، فإننا نصوت لهؤلاء الناخبين». قانون إصلاح إحصاء الناخبين الذي أصبح قانوناً في عام 2022، يعين الحاكم باعتباره الشخص الذي يصدق على ناخبي الولاية. أوضح التشريع الحزبي كيفية إحصاء الأصوات والتعامل مع النزاعات، مما يجعل من الصعب للغاية تقديم قائمة من الناخبين المزيفين.

هل يعمل النظام؟

لقد عكس المجمع الانتخابي في الغالب إرادة الشعب، ولكنْ هناك مرتان في الانتخابات الستة الأخيرة، خسر المرشحون التصويت الشعبي لكنهم فازوا بالمجمع الانتخابي والبيت الأبيض.

لا تتوافق النتائج دائماً؛ لأن الناخب الفردي في ولاية كبيرة له تأثير أقل على المجمع الانتخابي من الناخب الفردي في ولاية صغيرة. أصبحت الولايات الريفية الممثلة بشكل زائد الآن جمهورية أكثر، لذلك يمكن للجمهوريين الفوز بالمجمع الانتخابي بسهولة أكبر دون الفوز بأغلبية الأصوات الوطنية. هذا ما حدث في عامَي 2000 و2016. مع النتائج التي أصبحت محسومة مسبقاً في الولايات الديمقراطية والجمهورية الصلبة، ينتهي الأمر بالمرشحين إلى وضع الكثير من مواردهم في عدد قليل من الولايات المتأرجحة التنافسية. إن بقية الأمور يتم تجاهلها، وهو عكس ما تم تصميم الهيئة الانتخابية من أجله على وجه التحديد.

هل يمكن للنظام أن يتغير؟

نعم، من خلال تعديل دستوري. إن بدء هذه العملية يتطلب موافقة ثلثَي أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ، أو عقد مؤتمر دستوري يدعو إليه ثلثا الهيئات التشريعية للولايات. وبعد ذلك يتعين على ثلاثة أرباع الهيئات التشريعية للولايات أو ثلاثة أرباع المؤتمرات الوطنية التصديق على التعديل. ويمكن أن يأتي تغيير محتمل آخر من خلال ميثاق التصويت الشعبي الوطني بين الولايات. وهو اتفاق بين الولايات الأعضاء على أن يتعهد ناخبوها بأصواتهم للفائز في التصويت الشعبي الوطني، وليس على أساس النتائج في ولاياتهم. وقد وقعت سبع عشرة ولاية وواشنطن العاصمة على الميثاق، وهو ما يمثل ما مجموعه 209 أصوات انتخابية. ولكن لكي يدخل الميثاق حيز التنفيذ، فإنه يحتاج إلى توقيع عدد كافٍ من الولايات للوصول إلى مجموع الأصوات الانتخابية الفائزة، وهو 270 صوتاً انتخابياً.