هاريس تتقدم في التصويت المبكر والجمهوريون يعززون أرقامهم

تصويت كبار السن في بنسلفانيا يقرع جرس إنذار لترمب

ترمب يستعد لمخاطبة أنصاره في ألبوكيركي بنيو ميكسيكو 31 أكتوبر (أ.ف.ب)
ترمب يستعد لمخاطبة أنصاره في ألبوكيركي بنيو ميكسيكو 31 أكتوبر (أ.ف.ب)
TT

هاريس تتقدم في التصويت المبكر والجمهوريون يعززون أرقامهم

ترمب يستعد لمخاطبة أنصاره في ألبوكيركي بنيو ميكسيكو 31 أكتوبر (أ.ف.ب)
ترمب يستعد لمخاطبة أنصاره في ألبوكيركي بنيو ميكسيكو 31 أكتوبر (أ.ف.ب)

تشير استطلاعات الرأي التي أُجريت في الأيام الأخيرة من السباق الرئاسي الأميركي، إلى أن التصويت المبكر يسجل أرقاماً قياسية هذا العام. وفيما يتوقع أن يتجاوز عدد الذين أدلوا بأصواتهم 60 مليون شخص، أظهرت الاستطلاعات تقدم كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، بنسبة كبيرة بين الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بالفعل، على الرغم من ارتفاع عدد الجمهوريين الذين صوتوا مبكراً.

وفي بنسلفانيا، التي تعد أهم ولاية متأرجحة، مع 19 صوتاً انتخابياً، بدا أن دونالد ترمب، المرشح الجمهوري، يتخلف في التصويت المبكر بين كبار السن، الذين يعدون شريحة انتخابية حاسمة للجمهوريين.

هاريس تتفوق على كلينتون

تراهن هاريس على تحقيق تقدم كبير قبل موعد الانتخابات، الثلاثاء المقبل، يتجاوز ما حققته هيلاري كلينتون عام 2016. وبحسب استطلاعات، أجرتها «إي بي سي - إبسوس» و«نيويورك تايمز - سيينا» و«سي إن إن»، تتمتع هاريس بتقدم يتراوح بين 19 و29 نقطة بين الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بالفعل. ورغم أنها أقل مما سجله جو بايدن عام 2020، حين كانت جائحة «كوفيد - 19» هي الدافع الأساسي وراء التصويت المبكر وعبر البريد، فإنها أفضل مما حققته كلينتون، التي تقدمت بفارق يتراوح بين 8 و16 نقطة.

هاريس خلال تجمّع انتخابي في سافانا بجورجيا 29 أغسطس (أ.ب)

ورغم أن حسم نتيجة الانتخابات ستقرره الولايات المتأرجحة، فإن الاستطلاعات تشير أيضاً إلى أن هاريس تراهن على التصويت المبكر فيها. وبحسب استطلاعات «فوكس نيوز» و«سي إن إن» و«يو إس توداي - سوفولك» و«ماريست»، تتقدم هاريس في أريزونا بين 9 و12 نقطة، وجورجيا بين 7 و10 نقاط، وميشيغان بين 26 و39 نقطة، ونورث كارولاينا بين 2 و6 نقاط، وبنسلفانيا بين 17 و35 نقطة، وويسكونسن بين 22 و60 نقطة. في حين سجل ترمب تقدماً بست نقاط على هاريس في ولاية متأرجحة واحدة هي نيفادا، بحسب «سي إن إن».

وتشير تلك الأرقام إلى أن هاريس ستدخل يوم الانتخابات في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) بفارق كبير، في التصويت المبكر. غير أن إقبال الجمهوريين على المشاركة، والفارق بين أرقام هاريس وما سجله بايدن عام 2020، يعطيانهم الأمل بتكرار تجربة 2016.

قلق جمهوري في بنسلفانيا

غير أن ما أثار قلق الجمهوريين بشكل أكبر، هو التصويت المبكر الذي جرى في ولاية بنسلفانيا، حيث أدلى الناخبون الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً بنحو نصف الأصوات المبكرة. وسجّل الديمقراطيون نحو 58 في المائة من الأصوات التي أدلى بها كبار السن، مقارنة بـ35 في المائة للجمهوريين، رغم أن كلا الحزبين لديه أعداد متساوية تقريباً من الناخبين المسجلين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر.

وتتوافق هذه البيانات مع استطلاعات الرأي في الولاية، التي أظهرت أن ترمب يخسر الدعم بين الناخبين الأكبر سناً، الذين صوتوا للجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الخمس السابقة. وبحسب استطلاع «فوكس نيوز» في بنسلفانيا، يتخلف ترمب بفارق 5 نقاط مئوية عن هاريس بين الناخبين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً وما فوق، وهو تراجع عن الشهر السابق، عندما تعادل معها في هذه الشريحة العمرية. وهو تحول كبير عن عام 2020، عندما حصل ترمب على 53 في المائة من أصوات كبار السن في بنسلفانيا، ورغم ذلك خسر الولاية.

ترمب برفقة الإعلامي تاكر كارلسون في فينيكس بأريزونا 31 أكتوبر (أ.ف.ب)

ويعد تصويت كبار السن مُهماً بشكل خاص في خمس من الولايات السبع المتأرجحة؛ بنسلفانيا وأريزونا وميشيغان وويسكونسن ونورث كارولاينا، التي لديها عدد أكبر من السكان فوق سن 65 عاماً مقارنة بالمتوسط ​​الوطني، وفقاً لبيانات تعداد السكان في البلاد. وفي جميع أنحاء ولايات «الجدار الأزرق»، يتقدم الناخبون الديمقراطيون الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً بنسبة 10 إلى 20 في المائة على نظرائهم الجمهوريين فيما يتعلق بالإقبال على التصويت المبكر.

اتجاهات التصويت تتغير

لكن تحليلاً لمجلة «بوليتيكو» أظهر أن هذا التصويت لا يعطي صورة واضحة عن التكوين الإجمالي للناخبين عند اكتمال التصويت. وظهر أن نحو 35 في المائة من الجمهوريين الذين أدلوا بأصواتهم حتى الآن في بنسلفانيا هم ناخبون أدلوا بأصواتهم في يوم الانتخابات في عام 2020. وعلى النقيض من ذلك، صوت نحو 8 في المائة من الديمقراطيين الذين صوتوا في الولاية في يوم الانتخابات في عام 2020. وتشير هذه الأرقام إلى أن التصويت المبكر في بنسلفانيا من المرجح أن يكون أكثر ميلاً للجمهوريين، مما كان عليه قبل أربع سنوات، في حين يرجح أن يكون التصويت يوم الانتخابات أكثر ميلاً للديمقراطيين. لكن وعلى الرغم من ذلك، لم يكن من المعتاد أن يدلي كبار السن من الديمقراطيين بأصواتهم في وقت مبكر.

ترمب يزعم الفوز بنيو مكسيكو

أثارت مزاعم ترمب بأنه «ربح نيومكسيكو» عام 2020، خلال نشاط انتخابي، الخميس، في هذه الولاية الديمقراطية الآمنة، انتقادات عدة، خصوصاً من بعض الجمهوريين، الذين عدوا زياراته إلى ولايات محسومة للديمقراطيين، مضيعة للجهود التي ينبغي أن يبذلها في الولايات المتأرجحة.

وزعم ترمب أنه يريد تحسين حظوظه بين الناخبين اللاتينيين في هذه الولاية. وقال في تجمع جماهيري: «قالوا جميعاً: لا تأتِ. (...) لا يمكنك الفوز بولاية نيو مكسيكو. قلت: انظروا، أصواتكم مزورة»، وأضاف: «كنا نفوز بها مرتين تقريباً، ودعني أخبرك، أعتقد أننا فزنا بها مرتين إذا كنت تريد معرفة الحقيقة. وإذا كان بإمكانك مراقبة عداد الأصوات الخاصة بك (...) فسنفوز بكاليفورنيا، وسنفوز بالعديد من الولايات».

تضييع الموارد

هاريس وعناصر فريقها الانتخابي في مطار لاس فيغاس 1 نوفمبر (أ.ف.ب)

وفي الواقع، خسر ترمب نيو مكسيكو أمام بايدن بنحو 11 نقطة مئوية عام 2020، وأمام هيلاري كلينتون بنحو 8 نقاط، كما لم ترفع فيها أي اتهامات تزوير، كما أشار ترمب. لكن زيارته للولاية ولولايات محسومة للديمقراطيين، مثل كاليفورنيا ونيوجيرسي ونيويورك، عدها البعض استراتيجية غير تقليدية.

وفي حين يقول مستشارو ترمب وحلفاؤه إنهم يرون مزايا في هذه المحطات، بما في ذلك لمساعدة المرشحين الجمهوريين في انتخابات مجلسي النواب والشيوخ، يرى بعض الاستراتيجيين الجمهوريين أن هذه الجهود تعد تبديداً للوقت الذي ينبغي استثماره في زيارة الولايات المتأرجحة. ويقول الاستراتيجي الجمهوري أليكس كونانت: «المورد الأكثر محدودية في هذه المرحلة هو الوقت. إذا انتهى به الأمر إلى خسارة بنسلفانيا بفارق 1000 صوت، فسوف يندم على قضاء بعض الوقت في فرجينيا».


مقالات ذات صلة

غزة وأوكرانيا على رأس أولويات بايدن قبل تركه البيت الأبيض

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن وحفيده بو بايدن خلال مغادرة البيت الأبيض والتوجه للمروحية الرئاسية (إ.ب.أ)

غزة وأوكرانيا على رأس أولويات بايدن قبل تركه البيت الأبيض

أمام الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، قائمة طويلة من التحركات على الجبهتين الخارجية والداخلية، مع تبقي شهر واحد فقط قبل تركه رئاسة الولايات المتحدة.

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

منع المدعية ويليس من مقاضاة ترمب في قضية التدخل بنتائج الانتخابات في جورجيا

قضت محكمة استئناف في جورجيا، الخميس، بمنع المدعية العامة لمقاطعة فولتون، فاني ويليس، من مقاضاة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والعديد من حلفائه.

«الشرق الأوسط» (أتلانتا)
المشرق العربي تصاعد الدخان عقب انفجار في قطاع غزة كما شوهد من جنوب إسرائيل (أ.ب)

بلينكن «متفائل» بإمكان التوصل لهدنة في غزة قبل انتهاء ولاية بايدن

أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنّه ما زال «متفائلًا» بإمكان التوصّل خلال ولاية الرئيس جو بايدن إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و«حماس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مؤيدون للرئيس المنتخب دونالد ترمب خلال الانتخابات الأخيرة (أرشيفية - أ.ف.ب)

ترمب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي توقعتا فوز هاريس في الانتخابات

رفع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب دعوى قضائية ضد صحيفة في ولاية أيوا وشركة استطلاعات رأي كانت وراء نشر توقع غير صحيح بفوز منافسته الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

جديد قضية شراء الصمت... محامو ترمب يتهمون أعضاء هيئة المحلفين بسوء السلوك

قال محامو الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إن إدانته بدفع رشوة لشراء الصمت تخللها سوء سلوك أعضاء هيئة المحلفين، مما يفتح جبهة جديدة في معركتهم لإلغاء الحكم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يفضل السماح لـ«تيك توك» بمواصلة العمل

العلامة التجارية لتطبيق «تيك توك» (رويترز)
العلامة التجارية لتطبيق «تيك توك» (رويترز)
TT

ترمب يفضل السماح لـ«تيك توك» بمواصلة العمل

العلامة التجارية لتطبيق «تيك توك» (رويترز)
العلامة التجارية لتطبيق «تيك توك» (رويترز)

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الأحد)، إنه يفضل السماح لتطبيق «تيك توك» بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل، موضحاً أنه حصل على مليارات المشاهدات عبر هذه المنصة خلال حملته الرئاسية.

وجاءت تصريحات ترمب أمام مجموعة من المؤيدين المحافظين في ولاية أريزونا، في واحدة من أقوى الإشارات حتى الآن على معارضته لاحتمال وقف عمل التطبيق في الولايات المتحدة. وأقر مجلس الشيوخ الأميركي في أبريل (نيسان) قانوناً يلزم شركة «بايت دانس»، الشركة الصينية الأم للتطبيق، بسحب استثماراتها منه، مشيراً إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

وتسعى «بايت دانس» إلى إلغاء هذا القانون، ووافقت المحكمة العليا الأميركية على نظر القضية. ولكن إذا لم تحكم المحكمة لصالح «بايت دانس» أو لم تسحب الشركة استثماراتها، فقد يتعرض التطبيق للحظر في الولايات المتحدة في 19 يناير (كانون الثاني)، أي قبل يوم واحد من تولي ترمب منصبه. ولم يتضح بعد كيف سيتمكن ترمب من إلغاء أمر سحب الاستثمارات من «تيك توك»، الذي جاء بعد موافقة أغلبية ساحقة في مجلس الشيوخ.

وقال ترمب أمام مؤيديه: «أعتقد أنه سيتعين علينا البدء في التفكير لأننا، مثلما تعلمون، استخدمنا (تيك توك)، وحظينا باستجابة رائعة بمليارات المشاهدات». وكان ترمب التقى بالرئيس التنفيذي لشركة «تيك توك» يوم الاثنين الماضي.