ترمب يثير المخاوف بتشدده مع المهاجرين و«أعداء الداخل»

هاريس تسعى لوقف تآكل شعبيتها بين الناخبين السود واللاتينيين

المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع انتخابي في أريزونا (أ.ف.ب)
المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع انتخابي في أريزونا (أ.ف.ب)
TT

ترمب يثير المخاوف بتشدده مع المهاجرين و«أعداء الداخل»

المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع انتخابي في أريزونا (أ.ف.ب)
المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع انتخابي في أريزونا (أ.ف.ب)

تسعى كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية نائبة الرئيس الحالي، إلى وقف تآكل شعبيتها بين السود واللاتينيين قبل 3 أسابيع من توجه ملايين الناخبين إلى صناديق الاقتراع، بينما قاد منافسها الجمهوري الرئيس السابق، دونالد ترمب، حملة شعواء ضد المهاجرين، متوعداً بترحيلهم جماعياً وباستخدام الجيش ضد «أعداء الداخل»... وغير ذلك من السياسات المتشددة التي يمكن أن تؤدي إلى تحولات كبرى في الولايات المتحدة وعلاقاتها بالعالم.

وتوجه كل من ترمب وهاريس، الاثنين، إلى موقعين مختلفين من بنسلفانيا، في محاولة لاستقطاب الناخبين المترددين بهذه الولاية المتأرجحة، التي يُرجح أن تكون صناعة الطاقة والتكسير الهيدروليكي لاستخراج الغاز الطبيعي فيها من الموضوعات الحاسمة لناخبي الولاية البالغ عددهم 7 ملايين، علماً بأن التصويت بالبريد جارٍ على قدم وساق. وتغلب ترمب على منافسته الرئاسية عام 2016 وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بأكثر من 40 ألف صوت هناك، لكن الرئيس جو بايدن تفوق على ترمب بنحو 80 ألف صوت عام 2020.

وحيال تآكل شعبيتها بين الناخبين الأميركيين من أصل أفريقي ومن أصول لاتينية؛ طبقاً لما أظهره استطلاع أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»، و«سيينا كوليدج»، عبرت حملة هاريس وديمقراطيون؛ بينهم الرئيس الأسبق باراك أوباما، عن قلقهم البالغ حول ما إذا كانت نسبة إقبال الرجال السود على التصويت في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل ستكون مماثلة لتلك التي شهدتها الانتخابات السابقة، وما إذا كانوا سيدعمون هاريس أم ترمب.

نائبة الرئيس الأميركي المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس تتحدث خلال تجمع انتخابي في نورث كارولاينا (إ.ب.أ)

حوافز للسود

وسعياً إلى سدّ الهوة، كشفت هاريس عن مقترحات جديدة لمصلحة الرجال السود. وتشمل المقترحات تقديم مليون قرض قابل للإعفاء من السداد بالكامل بقيم تصل إلى 20 ألف دولار لأصحاب مشروعات في المجتمعات الفقيرة، ووعداً بتقنين الماريوانا في الأغراض الترفيهية، والمساعدة على ضمان حق رجال الأعمال من السود في العمل بهذه الصناعة الجديدة. وكذلك تشمل تعزيز وصول الأميركيين السود إلى قطاع العملات المشفرة، وإطلاق مبادرة وطنية للمساواة في الحصول على الرعاية الصحية تركز على الرجال السود وتستهدف علاج أمراض مثل مرض فقر الدم.

وفي استطلاع أجرته «الجمعية الوطنية الأميركية للنهوض بالملوّنين»، وهي أكبر منظمة للحقوق المدنية بالولايات المتحدة، في سبتمبر (أيلول) الماضي، قال أكثر من ربع الشبان السود إنهم سيدعمون ترمب. وكان بايدن حصل على نحو 80 في المائة من أصوات الرجال السود في انتخابات 2020. وتتقدم هاريس بفارق 19 نقطة فقط على منافسها في ولايات محورية عدة، لا سيما في الجنوب الغربي، مثل أريزونا ونيفادا، أي أقل بـ7 نقاط من جو بايدن عام 2020، وأقل بـ20 نقطة من كلينتون عام 2016.

والأحد اختارت هاريس (59 عاماً)، نورث كارولاينا التي تضم عدداً كبيراً من الأميركيين السود، لتهاجم ترمب وتنتقده لعدم شفافيته بشأن حالته الصحية، ولرفضه إجراء مناظرة ثانية معها. وتساءلت: «هل يخشى أن يرى الناس أنه ضعيف جداً وغير مستقر لقيادة أميركا؟». وعدّت أن «ترمب مهتم أكثر بإخافة الناس وإثارة المشكلات، بدلاً من المساعدة في حلها وهو ما يفعله القادة الحقيقيون».

وفي وقت سابق، انتقدت هاريس، خلال زيارتها كنيسة للأميركيين من أصل أفريقي، «أولئك الذين يحولون مآسي الناس وحزنهم إلى كراهية» من خلال «نشر معلومات مضللة».

المهاجرون... وأعداء الداخل

بول بيريز قائد إحدى دوريات الحدود الوطنية لدى إعلان تأييده المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية الرئيس السابق دونالد ترمب في أريزونا (أ.ف.ب)

أما ترمب (78 عاماً) فكان في أريزونا المتاخمة للمكسيك، حيث ألقى خطاباً معادياً للمهاجرين، متهماً إدارة بايدن وهاريس بأنها «استوردت جيشاً من المهاجرين غير الشرعيين». وفي خطاب استمر ساعة ونصف الساعة، وعد ترمب بأنه إذا انتُخِب فإنه سيوظف 10 آلاف عنصر إضافي في حرس الحدود ويزيد رواتبهم بنسبة 10 في المائة. كما هدد اليساريين «المتطرفين» في الولايات المتحدة، قائلاً إنه قد يؤيد استخدام القوات العسكرية ضد أميركيين وصفهم بأنهم «عدو من الداخل» في حال تسببوا بتعطيل الانتخابات الشهر المقبل.

وقال ترمب لبرنامج «صنداي مورنينغ فيوتشرز» على شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية: «أعتقد أن المشكلة الكبرى هي العدو من الداخل، وليس حتى الأشخاص الذين دخلوا بلادنا ودمروها»، في إشارة إلى مواطنين أميركيين وليسوا مهاجرين. وأضاف أن «لدينا بعض الأشخاص السيئين جداً، ولدينا بعض الأشخاص المضطربين؛ مجانين اليسار المتطرف. وأعتقد أنه (...)، إذا لزم الأمر، يجب التعامل معهم، ببساطة، من جانب الحرس الوطني، أو إذا لزم الأمر حقاً، من جانب الجيش».

في معاينة أخرى لكيفية استخدامه السلطة الرئاسية لخدمة أهوائه الشخصية والسياسية، هدد ترمب بحجب المساعدات الفيدرالية للكوارث عن كاليفورنيا التي يديرها الديمقراطيون، حتى مع اتهامه زوراً هاريس وبايدن بفعل الشيء نفسه في المناطق الجمهورية التي ضربها الإعصار. وقال إن شبكة «سي بي إس» يجب أن تخسر ترخيصها؛ لأنه ينتقد اختياراتها التحريرية بشأن مقابلة هاريس في برنامج «60 دقيقة».

مخاوف إضافية

في غضون ذلك، أثار حلفاء ترمب مخاوف بشأن كيفية تعامل الإدارة الجديدة مع الشركات الكبرى من خلال التهديد بإلغاء العقود الفيدرالية لشركة «ديلويت»، بعد أن سرب أحد الموظفين، على ما يبدو، رسائل خاصة للسناتور جاي دي فانس تنتقد ترمب.

وفي هذا المناخ شديد التوتر، أعلنت السلطات الأحد اعتقال رجل والإفراج عنه بكفالة؛ لحيازته عدداً من الأسلحة بشكل غير قانوني، بينما كان بالقرب من تجمع لترمب في كاليفورنيا.

وقال «مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)» إن الرئيس السابق؛ الذي كان هدفاً لمحاولتَي اغتيال، «لم يكُن في خطر».

في غضون ذلك، ألقى رئيسان سابقان آخران، هما أوباما (2009 - 2017) وبيل كلينتون (1993 - 2001)، بثقلهما في حملة هاريس: الأول من خلال حض «إخوته» الأميركيين من أصل أفريقي، والرجال بشكل عام، على التصويت لمن يمكن أن تصبح أول رئيسة أميركية، والثاني حين كان الأحد بكنيسة في جورجيا مع الناخبين السود الذين يُعرف عنه قربه منهم.

الرئيس الأميركي سابقاً بيل كلينتون يلتقي أنصاره خلال جولته في جورجيا لدعم الحملة الرئاسية لنائبة الرئيس كامالا هاريس (رويترز)

 


مقالات ذات صلة

لماذا بدّل إيلون ماسك بوصلته السياسية وقرر دعم ترمب؟

تحليل إخباري إيلون ماسك يقفز على المسرح بينما يتحدث المرشح الرئاسي دونالد ترمب خلال تجمع في بتلر (بنسلفانيا) يوم 5 أكتوبر (أ.ب)

لماذا بدّل إيلون ماسك بوصلته السياسية وقرر دعم ترمب؟

أصبحت صورة إيلون ماسك، وهو يقفز في الهواء من الفرح خلف دونالد ترمب خلال تجمع جماهيري في مدينة بتلر بولاية بنسلفانيا واحدة من الصور المثيرة للانتباه.

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في ولاية ويسكونسن والرئيس السابق دونالد ترمب في نيوجيرسي (رويترز)

هاريس أم ترمب... أيهما يهدّد الاقتصاد الأوروبي؟

تُقدّم انتخابات الولايات المتحدة في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) فرصة تُعدّ «الأقل سوءاً» للاقتصاد الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

القبض على مسلح قرب تجمع انتخابي لترمب

ألقت السلطات الأميركية القبض على رجل كان يحمل بندقية وعدة جوازات سفر مزيفة في سيارته، خارج تجمع انتخابي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب خلال تجمع انتخابي بكوتشيلا في كاليفورنيا في 12 أكتوبر (أ.ف.ب)

ترمب يهاجم هاريس في معقل الديمقراطيين

أثار الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب كثيراً من علامات الاستفهام، لدى عقده تجمعاً انتخابياً، مساء السبت، في ولاية كاليفورنيا، التي يهيمن عليها.

الولايات المتحدة​ ترمب خلال تجمع انتخابي بكوتشيلا في كاليفورنيا في 12 أكتوبر (أ.ف.ب)

ترمب يتحدى هاريس في معقل الديمقراطيين

أثار الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب علامات استفهام، لدى عقده تجمعاً انتخابياً، مساء السبت، في ولاية كاليفورنيا، التي يهيمن عليها الديمقراطيون.

هبة القدسي (واشنطن)

القبض على مسلح قرب تجمع انتخابي لترمب

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

القبض على مسلح قرب تجمع انتخابي لترمب

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ألقت السلطات الأميركية القبض على رجل كان يحمل بندقية ومسدساً وذخيرة وعدة جوازات سفر مزيفة في سيارته، عند نقطة تفتيش أمنية خارج تجمع للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، مساء أول من أمس (السبت) في صحراء جنوب كاليفورنيا.

وأُطلق سراح الرجل في اليوم نفسه بكفالة قدرها 5 آلاف دولار. وقال قائد شرطة مقاطعة ريفرسايد، تشاد بيانكو، في مؤتمر صحافي، أمس، إن المشتبه به، وهو مقيم في لاس فيغاس ويبلغ من العمر 49 عاماً، كان يقود سيارة رياضية سوداء غير مسجلة بلوحة «محلية الصنع» عندما أوقف في شرق مدينة لوس أنجليس.

وأضاف أن المشتبه به ادعى أنه صحافي، ولكن لم يكن من الواضح ما إذا كان لديه أوراق الاعتماد المناسبة. وقال إن عناصر الشرطة لاحظوا أن الجزء الداخلي من السيارة كان «في حالة مزرية». وكشف البحث عن الأسلحة والذخيرة، إلى جانب جوازات سفر متعددة، ورخص قيادة بأسماء مختلفة.

وقالت الشرطة في بيان إن الرجل اعتُقل للاشتباه في حيازة سلاح ناري محمل ومخزون عالي السعة. وأضافت: «لم يؤثر هذا الحادث على سلامة الرئيس السابق ترمب أو الحاضرين في الحدث».

وقال بيانكو إن ترمب لم يكن قد وصل إلى التجمع الانتخابي وقت الاعتقال. ومن المقرر أن يمثل المشتبه به أمام المحكمة في 2 يناير (كانون الثاني) 2025، وفقاً للسجلات عبر الإنترنت.

ورفض بيانكو التكهن بدوافع المشتبه به أو حالته الذهنية. وقال: «نعلم أننا منعنا حدوث شيء سيئ، ولم يكن من المهم ما كان سيحدث». ولفت إلى أن الرجل تجاوز حدود الأمن الخارجية، وتم إيقافه عند محيط داخلي تحرسه الشرطة.

وكانت نقطة تفتيش أمنية أخرى أقرب إلى موقع التجمع يديرها جهاز الخدمة السرية. وقال مكتب المدعي العام الأميركي في بيان أمس: «يقدر جهاز الخدمة السرية الأميركي أن الحادث لم يؤثر على العمليات الوقائية، وأن الرئيس ترمب لم يكن في أي خطر».

وأصيب ترمب في أذنه في محاولة اغتيال بتجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا يوم 13 يوليو (تموز)، وقتلت الخدمة السرية مطلق النار بالرصاص، وهو شاب في العشرين من عمره يدعى توماس كروس. كما تعرض لمحاولة اغتيال بعد عملية إطلاق نار قرب ملعبه للجولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، في سبتمبر (أيلول) الماضي.