لماذا يرفض سكان من فلوريدا مغادرة منازلهم رغم الإعصار «ميلتون»؟

منظر من أعلى لمنزل مدمّر في بورت سانت لوسي بولاية فلوريدا بعد أن ضرب إعصار المنطقة وتسبب في أضرار جسيمة عندما اجتاح إعصار «ميلتون» فلوريدا (أ.ف.ب)
منظر من أعلى لمنزل مدمّر في بورت سانت لوسي بولاية فلوريدا بعد أن ضرب إعصار المنطقة وتسبب في أضرار جسيمة عندما اجتاح إعصار «ميلتون» فلوريدا (أ.ف.ب)
TT

لماذا يرفض سكان من فلوريدا مغادرة منازلهم رغم الإعصار «ميلتون»؟

منظر من أعلى لمنزل مدمّر في بورت سانت لوسي بولاية فلوريدا بعد أن ضرب إعصار المنطقة وتسبب في أضرار جسيمة عندما اجتاح إعصار «ميلتون» فلوريدا (أ.ف.ب)
منظر من أعلى لمنزل مدمّر في بورت سانت لوسي بولاية فلوريدا بعد أن ضرب إعصار المنطقة وتسبب في أضرار جسيمة عندما اجتاح إعصار «ميلتون» فلوريدا (أ.ف.ب)

نجت كريستن هيل من إعصار «ميلتون» مرهقة وخائفة، لكن رغم ذلك ترفض مغادرة ولاية فلوريدا التي تضرّرت بشدة، خصوصاً أنها كانت لا تزال تعاني آثار الإعصار «هيلين» الذي سبقه بأسبوعين وأسفر عن مقتل 237 شخصاً في جنوب شرقي الولايات المتحدة.

وقالت كريستن (42 عاماً) في حين كانت تزيل أغصان الأشجار والحطام من المطعم الذي تديره في جزيرة سييستا كي الواقعة بين ساراسوتا باي وخليج المكسيك على الساحل الغربي للولاية: «أنت تثابر عندما تعيش في فلوريدا»، وأضافت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «عندما تعيش في الجنة، هذا هو الثمن الذي تدفعه. لدينا بعض من أفضل الشواطئ في العالم، إنها مذهلة. نحن محظوظون».

مواطنون على شاطئ شبه خالٍ مع بدء المجتمع في التعافي من إعصار «ميلتون» في فلوريدا (أ.ف.ب)

ورغم أن الولاية الواقعة في جنوب شرقي الولايات المتحدة معرّضة بشدة للكوارث الناجمة عن تغير المناخ، بما في ذلك ارتفاع منسوب مياه البحر وأقوى الأعاصير، لا يبدو أن هناك ما يضعف جاذبيتها.

تُعد فلوريدا ثالث كبرى ولايات البلاد من حيث عدد السكان، وقد أظهرت بيانات التعداد السكاني الأميركي أنه في عام 2023 كان يعيش فيها أكبر عدد من السكان الجدد بعد تكساس.

كما أدت الكوارث الطبيعية المتكررة؛ إذ كان «ميلتون» الإعصار الثالث الذي يضرب فلوريدا في الشهرين الماضيين بعد «ديبي» و«هيلين»، إلى ارتفاع أقساط التأمين على المنازل بشكل كبير.

منزل مدمّر يظهر في أعقاب إعصار «ميلتون» في سانت بيت بيتش بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)

وفي عام 2023، دفع أصحاب المنازل في المتوسط 10996 دولاراً لتأمين مساكنهم؛ أي أكثر بنسبة 421 في المائة من المتوسط الوطني، وفق بيانات شركة «Insurify» المتخصصة. لكن يبدو أن أياً من ذلك لا يهم عند مقارنته بجاذبية العيش في مناخ مشمس قرب المحيط.

«أمر مميز»

قالت فيكتوريا ثوما، وهي من سكان ساراسوتا وأتت لتفقد الأضرار التي لحقت بسييستا كي القريبة: «إن الوجود قرب المياه، هو أمر مميز. لا شيء يمكن أن يحل مكانه».

استقرّت هذه الروسية البالغة 49 عاماً على طول الساحل الغربي لفلوريدا قبل عقد بعدما عاشت في ولاية كونيتيكت الشمالية الشرقية. وقالت إنها سعيدة في سييستا كي حيث تعيش مع زوجها وأطفالهما الثمانية. وقالت: «هذا المكان ساحر».

وعلى مقربة، كان السكان الذين تم إجلاؤهم قبل العاصفة يعودون تدريجياً لتفقّد وضع منازلهم.

وتضررت البلدة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو خمسة آلاف نسمة بشدة جراء الإعصارين؛ فقد غمرت المياه الشوارع، واقتُلعت الأشجار، وتناثرت أكوام الحطام الناجمة عن إعصار «هيلين» والتي لم تُزَل؛ نظراً إلى عدم وجود وقت كافٍ مع وصول الإعصار «ميلتون».

منظر من أعلى لمنزل مدمّر في بورت سانت لوسي بولاية فلوريدا بعد أن ضرب إعصار المنطقة وتسبب في أضرار جسيمة عندما اجتاح إعصار «ميلتون» فلوريدا (أ.ف.ب)

على الشاطئ، أوضح مات فويو أنه لا ينوي مغادرة ساحل فلوريدا، تماماً مثل جيرانه. وقال فويو الذي يملك شركة لتأجير القوارب: «جُبت العالم، وزرت العديد من البلدان الأخرى، وشاهدت بعض الأماكن الجميلة. لكن هذا (المكان) فريد من نوعه»، وأوضح: «هناك طاقة جيدة هنا، هناك أشخاص طيبون هنا. هذا مكان مميز جداً».

في ساراسوتا، يراقب آندي جونسون الذي جاء قبل أيام من شيكاغو (شمالاً) لزيارة أقاربه، يختاً تقطعت به السبل في الميناء، ما يدل على القوة المدمرة لـ«ميلتون». وقال: «كان الأمر مرعباً بالنسبة إلى شخص لم يختبر أمراً مماثلاً من قبل. لكن الناس هنا أقوياء. وكما يقول أخي غير الشقيق، فإن ذلك أفضل من إزالة الثلوج في الشمال».


مقالات ذات صلة

الجيش الأميركي يعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر بـ«نيران صديقة»

الولايات المتحدة​ أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

الجيش الأميركي يعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر بـ«نيران صديقة»

أعلن الجيش الأميركي، أن طيارين اثنين من البحرية الأميركية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة «نيران صديقة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أرشيفية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ومنتج برنامجه التلفزيوني مارك بورنيت (ا.ب)

ترمب يعين منتج برنامجه لتلفزيون الواقع مبعوثاً خاصاً إلى بريطانيا

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إنه اختار منتج برنامجه التلفزيوني الواقعي «المتدرب» (ذا ابرنتيس) ليكون مبعوثاً خاصاً لإدارته إلى المملكة المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في كييف بأوكرانيا 9 ديسمبر 2024 (أ.ب)

زيلينسكي يعلن أنه التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في كييف

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أنه التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في كييف، في إعلان رسمي نادر عن اجتماع بينهما.

«الشرق الأوسط» (كييف)
شمال افريقيا الرئيس السيسي في لقاء سابق مع الرئيس الأميركي جو بايدن وأنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

صفقة سلاح أميركية جديدة لمصر تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

أعلنت الحكومة الأميركية أنها وافقت على بيع معدات عسكرية لمصر تفوق قيمتها خمسة مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
آسيا جندي باكستاني يؤدي التحية خلال عرض عسكري في إسلام آباد (رويترز)

باكستان: التصريحات الأميركية بشأن برنامجنا الصاروخي «تفتقر للعقلانية»

نفت وزارة الخارجية الباكستانية، اليوم (السبت)، تصريحات مسؤول أميركي كبير بأن برنامج البلاد الصاروخي قد يشكل في نهاية المطاف تهديداً للولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

الجيش الأميركي يعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر بـ«نيران صديقة»

أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
TT

الجيش الأميركي يعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر بـ«نيران صديقة»

أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
أرشيفية لمقاتلة أميركية تستعد للإغارة على مواقع للحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

أعلن الجيش الأميركي، أن طيارين اثنين من البحرية الأميركية قد تم إسقاطهما فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة «نيران صديقة».

وتم إنقاذ الطيارين، لكن أحدهما أصيب بجروح طفيفة. وتسلط الحادثة الضوء على مدى خطورة ممر البحر الأحمر، الذي شهد عاماً من الهجمات المستمرة على السفن من قبل الحوثيين في اليمن، على الرغم من وجود دوريات عسكرية أميركية وأوروبية في المنطقة.

وكانت القوات الأميركية تنفذ ضربات جوية استهدفت المتمردين الحوثيين في اليمن وقت وقوع الحادث، ولم يقدم بيان القيادة المركزية الأميركية تفاصيل إضافية حول طبيعة المهمة.

وجاء في بيان القيادة المركزية: «أطلق الطراد الحربي يو إس إس جيتيسبيرج، وهو جزء من مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان، النار بالخطأ على طائرة من طراز إف إيه -18-، والتي كانت تحلق من على متن حاملة الطائرات هاري إس ترومان».