هاريس وبايدن يجولان في جنوب شرقي أميركا مع تزايد الدمار الناجم عن إعصار هيلين

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث بجوار نائبته كامالا هاريس في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض في الولايات المتحدة 20 مايو 2021 (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث بجوار نائبته كامالا هاريس في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض في الولايات المتحدة 20 مايو 2021 (رويترز)
TT

هاريس وبايدن يجولان في جنوب شرقي أميركا مع تزايد الدمار الناجم عن إعصار هيلين

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث بجوار نائبته كامالا هاريس في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض في الولايات المتحدة 20 مايو 2021 (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث بجوار نائبته كامالا هاريس في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض في الولايات المتحدة 20 مايو 2021 (رويترز)

على مدى السنوات الـ4 الماضية، سافر الرئيس الأميركي جو بايدن لمسح الأضرار، ومواساة الضحايا بعد الأعاصير وحرائق الغابات والعواصف المدارية في الولايات المتحدة، وهذا الدور لم تلعبه كامالا هاريس بصفتها نائبةً للرئيس، ولكن الأربعاء سيتجوّل الاثنان في أنحاء الجنوب الشرقي للبلاد؛ للتعامل مع الأضرار الناجمة عن إعصار هيلين، سعياً إلى إظهار الالتزام والكفاءة في مساعدة المجتمعات المدمَّرة، بعد مزاعم الرئيس السابق دونالد ترمب حول ضعف استجابة إدارتهم.

ويتجه بايدن إلى ولايتَي نورث وساوث كارولينا، بينما تتجه هاريس إلى ولاية جورجيا، وستكون محطة هاريس أيضاً بمثابة اختبار سياسي لها في خضم أزمة إنسانية، إنها تحاول تولّي الدور الذي اشتهر به بايدن - وهو إظهار التعاطف الذي يتوقعه الأميركيون في أوقات المأساة - في المرحلة الختامية من حملتها الرئاسية، حسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

كانت آخر زيارة لها لمواقع الكوارث الطبيعية عندما كانت عضواً في مجلس الشيوخ من كاليفورنيا، بما في ذلك عندما ذهبت إلى بورتوريكو بعد إعصار ماريا في عام 2017، وعندما سارت عبر الحطام المتفحم في بارادايس بكاليفورنيا، بعد حريق كامب عام 2018.

وسافر ترمب، المرشح الجمهوري، إلى فالدوستا بجورجيا، يوم الاثنين، مع منظمة خيرية مسيحية جلبت شاحنات من الوقود والطعام والمياه وغيرها من الإمدادات، وبعد وصوله اتهم ترمب بايدن بـ«النوم»، وعدم الاستجابة لمكالمات الحاكم بريان كيمب، وهو جمهوري من جورجيا، ومع ذلك، تحدّث كيمب مع بايدن في اليوم السابق، وقال الحاكم إن الولاية تحصل على كل ما تحتاجه. وغضب بايدن من ادّعاء ترمب، قائلاً إن ترمب «يكذب، وأخبره الحاكم بأنه يكذب».

وقال الرئيس بايدن، الثلاثاء، إنه وجّه مسؤولي الإدارة «بإرسال كل الموارد المتاحة» إلى المجتمعات المتضرّرة من هيلين.

اقترب عدد القتلى جرّاء الإعصار إلى 160 شخصاً، ولا تزال خدمة الكهرباء والهاتف الخلوي غير متوفرة في بعض الأماكن.

وقال بايدن: «يتعين علينا أن نسرع ​​عملية التعافي، فالناس خائفون للغاية، وهذا أمر عاجل».

ويتوجه الرئيس الأميركي إلى غرينفيل بولاية ساوث كارولينا، وسيشاهد تداعيات العاصفة من الجو قبل التوجه إلى رالي بولاية نورث كارولينا لحضور إحاطة.

وادّعى ترمب دون دليل أن القادة الديمقراطيين كانوا يحجبون المساعدة عن المناطق الجمهورية، حسب تقرير «أسوشييتد برس».

وقد هدّد ترمب مؤخراً بأنه سيحجب مساعدات حرائق الغابات عن كاليفورنيا بسبب الخلافات مع الحاكم الديمقراطي جافين نيوسوم.


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا صورة الملياردير الأميركي إيلون ماسك تظهر إلى جانب شعار منصة «إكس» (أ.ف.ب)

تقرير: قيمة «إكس» تراجعت بنحو 80 % عما كانت عليه قبل ماسك

كشفت تقديرات شركة الاستثمار Fidelity، عن أن قيمة منصة «إكس» المعروفة سابقًا باسم «تويتر» تقل بنحو 80 في المائة عما كانت عليه قبل عامين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس (أ.ب)

لماذا أقدم جيه دي فانس على تغيير اسمه أكثر من مرة؟

أجرى سيناتور أوهايو المرشح لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الأميركية المقبلة العديد من التغييرات لاسمه طوال حياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ 
المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب متفقداً الأضرار الناجمة عن إعصار هيلين في جورجيا (أ.ب)

ترمب وهاريس يواجهان الإعصار... والانتخابات

وجد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ومنافسته نائبة الرئيس كامالا هاريس، في إعصار «هيلين» المدمر، فرصةً للقيام بالمزيد من الحملات سعياً.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

بايدن: العواقب على طهران لم تتبين بعد عقب الهجوم على إسرائيل

قال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الثلاثاء إن هناك نقاشاً دائراً حول كيفية رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني، وإن العواقب على طهران لم تتبين بعد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل تعود جورجيا إلى الحضن الجمهوري؟

ترمب يتفاعل مع أنصاره خلال تجمّع انتخابي في سافانا بجورجيا 24 سبتمبر (أ.ف.ب)
ترمب يتفاعل مع أنصاره خلال تجمّع انتخابي في سافانا بجورجيا 24 سبتمبر (أ.ف.ب)
TT

هل تعود جورجيا إلى الحضن الجمهوري؟

ترمب يتفاعل مع أنصاره خلال تجمّع انتخابي في سافانا بجورجيا 24 سبتمبر (أ.ف.ب)
ترمب يتفاعل مع أنصاره خلال تجمّع انتخابي في سافانا بجورجيا 24 سبتمبر (أ.ف.ب)

تؤرّق ولاية جورجيا نوم الجمهوريين منذ انتخابات عام 2020، بعدما أوصلت الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى البيت الأبيض رغم تشكيك الرئيس السابق دونالد ترمب في نزاهة نتائجها. فالولاية المحسوبة على الجمهوريين وصوّتت لصالحهم منذ عام 1964 في كل دورة انتخابية رئاسية، باستثناء 5 منها، فاجأت الأميركيين عندما انقلبت زرقاء في الانتخابات الماضية، مُولّدةً موجةً عارمةً من الغضب من ترمب أدّت إلى تشنّج كبير في العلاقة مع المسؤولين المحليين في الولاية، مما دفع بها إلى خانة الولايات المتأرجحة والمصيرية هذا العام.

لكنَّ جورجيا التي تتمتع بـ16 صوتاً في المجمع الانتخابي، وأوصلت 8 مرشحين من أصل 12 من الذين فازوا بها إلى سدة الرئاسة، لم تكن جمهورية في بداية الأمر، بل صوّتت لصالح الديمقراطيين في نهاية القرن الـ19 حتى عام 1960.

التوزيع السكاني

زار ترمب فالدوستا بجورجيا بعد تعرّضها لدمار واسع خلّفه إعصار «هيلين» 30 سبتمبر (أ.ف.ب)

ينتمي أكثر من نصف سكان الولاية إلى الأميركيين البيض، فيما يشكل الأميركيون السود نحو ثلث سكانها، أما الأميركيون من أصول لاتينية فتصل نسبتهم إلى 10.5 في المائة مقابل 4.8 في المائة من الأميركيين من أصول آسيوية.

أرقام تُسلّط الضوء على أهمية أصوات الأميركيين السود في هذه الولاية، فهم الذين أوصلوا بايدن إلى البيت الأبيض عبر توجههم إلى صناديق الاقتراع والتصويت لصالحه في «ولاية الدراق»، وهذا ما تُعوّل عليه هاريس اليوم في انتخابات متقاربة للغاية تُظهر استطلاعات الرأي فيها شبه تعادل بين المرشحين، حسب استطلاع لجامعة جورجيا بالتعاون مع «أتلانتا جورنال».

ورغم أن هذا يُعدّ تقدماً كبيراً لهاريس مقارنةً ببايدن، الذي كان متراجعاً بـ5 نقاط أمام ترمب، فإن التهديد الذي يواجهه هو أن 12 في المائة من الناخبين السود ما زالوا في عداد المتردّدين. أما ترمب فيحظى بدعم واسع النطاق من الجمهوريين، إذ قال 90 في المائة منهم إنهم سيُصوّتون لصالح الرئيس السابق، فيما أشار ثلثا الناخبين البيض وأغلبية الناخبين الذين تتخطى أعمارهم 65 إلى تأييدهم له.

صعوبات هاريس

هاريس تتفاعل خلال تجمع انتخابي في سافانا بجورجيا 29 أغسطس (رويترز)

كغالبية الولايات المتأرجحة، تتصدّر قضايا الاقتصاد والتضخم وتكلفة العيش قائمة أولويات ناخبي جورجيا، تتبعها حماية الديمقراطية والإجهاض والهجرة.

وهذه القائمة هي التي يعتمد عليها كل من هاريس وترمب لاستقطاب دعم الناخبين. فهاريس ركّزت في الآونة الأخيرة على ملف الإجهاض، بعد تداول تقارير أشارت إلى وفاة امرأة في 28 من عمرها بسبب قوانين الولاية التي تمنع الإجهاض بعد 6 أسابيع من الحمل. ويُوجّه الديمقراطيون أصابع الاتهام إلى ترمب في هذه القضية، مشيرين إلى تعيينه 3 قضاة محافظين في المحكمة العليا، مما أدى إلى إلغاء قانون «رو ضد وايد» الذي يحمي حقوق الإجهاض على المستوى الفيدرالي.

أنصار ترمب يُصلّون قبل وصول ترمب إلى مقر تجمّع انتخابي في سافانا بجورجيا 24 سبتمبر (أ.ف.ب)

بيد أن الأرقام لا تصُبّ في صالح هاريس في هذا الملف، من ناحية دعم النساء اللواتي يشكّلن 51 في المائة من نسبة الناخبين في الولاية. إذا تقول 65 في المائة من الناخبات البيض إنّهن سيُصوّتن لصالح ترمب، مما يُعزّز من أهمية صوت الأميركيين السود بالنسبة إلى المرشحة الديمقراطية.

ملف آخر تسعى هاريس لتسليط الضوء عليه وهو الانقسام الجمهوري الذي خلّفته هجمات ترمب على المسؤولين في الولاية، عقب خسارته في انتخابات عام 2020. وكان قد صدر حينها تسجيل صوتي للرئيس السابق، يُطالب فيه سكرتير الولاية الجمهوري بـ«العثور على 11.780 صوت» لضمان فوزه مقابل بايدن.

هاريس وحاكم ولاية مينيسوتا تيم والز ينزلان من حافلة حملتهما في سافانا بولاية جورجيا 28 أغسطس (أ.ف.ب)

وقد ولّد هذا التسجيل دعوى قضائية يواجهها الرئيس السابق في الولاية، بتُهم السعي للغش في الانتخابات، بالإضافة إلى هجمات علنية من الرئيس السابق ضد سكرتير الولاية وحاكمها الجمهوري. لكن انتخابات هذا العام دفعت بالأطراف الجمهورية لرصّ الصف وإنهاء خلافاتهم العلنية، نظراً لأهمية الولاية البالغة في الانتخابات، خصوصاً أن هذا الشرخ وموقف ترمب الرافض الاعتراف بنتيجة الانتخابات تسبّب كذلك بخسارة الجمهوريين مقعدين حاسمين في مجلس الشيوخ لصالح الديمقراطيين، مما مكّن هؤلاء من انتزاع الأغلبية في مجلس الشيوخ.