مناظرة نائب الرئيس تحمل مخاطر ومكاسب لترمب وهاريس

الجمهوري جيه دي فانس والديمقراطي تيم والز في مواجهة درامية

صورة مركبة للمرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز ومنافسه الجمهوري جيه دي فانس (أ.ب)
صورة مركبة للمرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز ومنافسه الجمهوري جيه دي فانس (أ.ب)
TT

مناظرة نائب الرئيس تحمل مخاطر ومكاسب لترمب وهاريس

صورة مركبة للمرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز ومنافسه الجمهوري جيه دي فانس (أ.ب)
صورة مركبة للمرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز ومنافسه الجمهوري جيه دي فانس (أ.ب)

عادةً لا تشكل المناظرات لنائب الرئيس من الحزبين أهمية، ولا يكون لها تأثير كبير على مسار الانتخابات الرئاسية، لكن المواجهة المرتقبة، الثلاثاء، بين السيناتور الجمهوري جيه دي فانس، المرشح لمنصب نائب الرئيس السابق دونالد ترمب (40 عاماً)، وحاكم ولاية مينيسوتا الديمقراطي تيم والز، المرشح لمنصب نائب الرئيس لكامالا هاريس (60 عاماً)، قد تحمل كثيراً من الدراما وحسابات المكاسب والمخاطر في هذا السباق الضيق بين كامالا هاريس ودونالد ترمب.

ففي مناظرات نائب الرئيس، يتصرف اللاعبون بصفتهم بدلاء للمرشحين، ويكررون المبادئ والقضايا نفسها، وهو ما سيتيح للناخبين التعرف أكثر على المرشحين الرئاسيين، وتقييم قرارات كل من ترمب وهاريس في خياراتهما لمن يتولى منصب نائب الرئيس. وفي هذا السباق الرئاسي لم يلتق ترمب وهاريس في مناظرة رئاسية سوى مرة واحدة، وليس ثلاث مرات، كما هو معتاد. ولا يزال كثير من الناخبين الأميركيين يشعرون بأنهم لا يعرفون من هي كامالا هاريس، ولا يعرفون من هو تيم والز، ومن هو جيه دي فانس.

ويبدو أن هذه المناظرة ستكون المناظرة الأخيرة، قبل أسابيع قليلة من يوم الانتخابات، لذا يمكن أن تكون الفرصة الأخيرة للحملتين للتأثير على الناخبين في سباق متقارب جداً بين ترمب وهاريس.

وتستضيف شبكة «سي بي إس» المناظرة في مدينة نيويورك، الساعة التاسعة بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، ولن يكون هناك جمهور، وتستمر لمدة 90 دقيقة مع فواصل إعلانية مدتها أربع دقائق، وتديرها هانورا أودونيل مذيعة برنامج «إيفينينغ نيوز»، ومارغريت برينان مذيعة برنامج «واجه الأمة».

صورة مركبة لترمب وهاريس (أ.ب)

وعلى خلاف مناظرة ترمب وهاريس، سيتاح في مناظرة نائب الرئيس تشغيل الميكروفونات طوال المناظرة، وهو ما يعني أن هناك فرصة واسعة للاشتباكات بين الرجلين، على الرغم من أن المنسقين للمناظرة لديهم القدرة على إيقاف الميكروفونات.

التحديات والخطط

وسيتعين على كلا الرجلين إثبات أن اختيارهما من قِبل ترمب وهاريس كان خياراً موفقاً، لذا فإن نتيجة المناظرة بينهما تحمل كثيراً من احتمالات المكاسب واحتمالات الخسائر التي قد تضيف أو تنتقص من حظوظ ترمب وهاريس. ويقول الخبراء إنه إذا فاز الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات 2024 فإن الحزب الجمهوري يحتاج إلى بطل جديد لانتخابات 2028 وهو ما يحاول جيه دي فانس تنصيب نفسه خليفة لترمب.

المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس السيناتور جيه دي فانس خلال تجمع جماهيري في بنسلفانيا السبت الماضي (إ.ب.أ)

وتتمثل القاعدة الأولى في اختيار نائب الرئيس في عدم التسبب بأضرار لحظوظ المرشح لخوض السباق الرئاسي. والقاعدة الثانية هي حشد أكبر قدر من الناخبين لصالح المرشح الرئاسي، لكن استطلاعات الرأي تشير إلى تراجع شعبية فانس، فعدد الناخبين الذين يكرهونه أكبر من عدد المعجبين به، وقد أثارت تصريحاته وانتقاداته للنساء اللاتي لم ينجبن استياء قطاع واسع من الناخبات أدى إلى زيادة الإقبال على المرشحة الديمقراطية، وتناقضت هذه التصريحات مع محاولات ترمب تصوير نفسه على أنه «حامي النساء والمدافع عنهن».

وكان فانس أول من صرّح بأن المهاجرين من هاييتي في ولاية أوهايو يأكلون الكلاب والقطط، وهو ما ردده ترمب في المناظرة الرئاسية مع منافسته كامالا هاريس، وجلب له كثيراً من السخرية والانتقادات.

الرئيس السابق دونالد ترمب والسيناتور جيه دي فانس (أرشيفية - أ.ب)

فعندما اختار ترمب مايك بنس نائباً له في انتخابات 2016، كان يريد تبييض صورته وسُمعته بصفته رجلاً له كثير من العلاقات النسائية، وكان يحتاج إلى دعم المسيحيين الإنجيليين، وكان بنس الرجل المناسب لحصد أصوات اليمين الإنجيلي، لكن الخلاف اتسع بينهما بعد تصديق بنس على فوز جو بايدن في المجمع الانتخابي بعد انتخابات 2020، وهو ما عدَّه ترمب خيانة له، لذا اتجه إلى اختيار نائب رئيس يضع الولاء له مقدَّماً على أية أولويات أخرى.

مهمة تيم والز

المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز (أ.ب)

في المقابل، فإن شعبية حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز تزداد، وفقاً لاستطلاعات الرأي، فأربعة من كل عشرة ناخبين، لديهم آراء إيجابية عنه، مقابل ثلاثة من كل عشرة ناخبين لديهم آراء سلبية. ويلعب والز دوراً مؤثراً لصالح هاريس في الولايات الشمالية المتأرجحة.

ويقول براد بانون، الاستراتيجي الديمقراطي، إن مهمة تيم والز لن تكون مهاجمة فانس، بل مهاجمة ترمب، وبالمثل ستكون مهمة فانس مهاجمة هاريس وليس والز.

ويقول جون فيهيري، الاستراتيجي الجمهوري، إن مفتاح فوز فانس في هذه المناظرة سيكون محاولة تصوير والز وهاريس على أنهما شخصان لا يمكن الوثوق بهما، بينما سيحاول والز إقناع الناخبين بأن فانس غريب ومتطرف.

المرشحة الرئاسية الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس وزميلها حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز يزوران مطعماً مكسيكياً في فينيكس (أرشيفية - أ.ب)

ويشير الخبراء إلى أنه يتعين على والز التركيز على قضايا الاقتصاد، وهو المجال الذي تحتاج فيه هاريس لدفعه بقوة، حيث يتمتع ترمب بأفضلية كبيرة بين الناخبين حول القضايا الاقتصادية. ويتعين على فانس إصلاح صورته والتركيز على نقاط القوة التي يتمتع بها ترمب، وهي قضايا الاقتصاد والهجرة.

وقد يشكل فارق السن بين الرجلين فارقاً في إظهار الحيوية، وربما التباين في الخبرة السياسية، فقد صقل والز أسلوبه، خلال عمله 12 عاماً في الكونغرس، وترشحه لمنصب حاكم الولاية مرتين، بينما خاض فانس حملة سياسية واحدة. لكن فانس تميَّز بقدرته على البقاء هادئاً وعدم الانجرار إلى فخاخ المنافسين، خلال سباق الترشح لمجلس الشيوخ، وهو معروف أيضاً بأسلوبه التهكمي، ما قد يكون سلاحاً لصالحه أو ضده أحياناً.

ترمب وهجماته اللاذعة

وفي اليوم التالي لزيارة نائبة الرئيس، كامالا هاريس، إلى الحدود الجنوبية في ولاية أريزونا، وتعهُّدها باتخاذ إجراءات صارمة ضد اللجوء وتعزيز الأمن، أطلق ترمب سلسلة من الهجمات الشخصية الحادة، في تجمع انتخابي بولاية ويسكنسن، السبت الماضي، معرباً عن ازدرائه ذكاءها، ووصفها بأنها مُعاقة عقلياً. وتُعد ولاية ويسكنسن من الولايات التي تشهد سباقاً متقارباً، حيث تتقدم هاريس على ترمب بنسبة 49 في المائة، مقابل 47 في المائة، وفقاً لاستطلاعات الرأي.

وانتقد ترمب محاولات هاريس معالجة نقطة الضعف السياسي في حملتها حول الهجرة وسياسة الحدود. ووقف ترمب محاطاً بملصقات لصور المهاجرين غير الشرعيين، الذين ارتكبوا جرائم عنيفة، ووصف هاريس بأنها شخصية انتهازية، وأنها تتحمل المسؤولية عن الأعداد الكبيرة للمهاجرين الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني وارتكبوا الجرائم.

ورغم نصائح مستشاريه بالتركيز على القضايا السياسية، بدلاً من الطعنات الشخصية، وجه ترمب سهامه إلى هاريس والرئيس بايدن، وشكّك في القدرات العقلية للرئيس بايدن.

في المقابل، رفضت حملة هاريس الرد على هجمات ترمب، وقالت سارافينا شيتيكا، المتحدثة باسم حملة هاريس، في بيان: «الرئيس ترمب أخيراً يقول الحقيقة للناخبين؛ إنه ليس لديه ما يقدمه للشعب الأميركي».


مقالات ذات صلة

فريق ترمب للشرق الأوسط... «أصدقاء لإسرائيل» لا يخفون انحيازهم

شؤون إقليمية ترمب ونتنياهو يتصافحان في «متحف إسرائيل» بالقدس يوم 23 مايو 2017 (أ.ب)

فريق ترمب للشرق الأوسط... «أصدقاء لإسرائيل» لا يخفون انحيازهم

اختصر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سياسته المحتملة في الشرق الأوسط باختياره المبكر شخصيات لا تخفي توجهها اليميني وانحيازها لإسرائيل.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ د. جانيت نشيوات (أ.ف.ب)

ترمب يستكمل تعيينات حكومته الجديدة

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عن أسماء جديدة لشغل مناصب رفيعة ضمن حكومته المقبلة. واختار ترمب سكوت بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

أتت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بفوائد على الملياردير إيلون ماسك بحسب تقديرات جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
حصاد الأسبوع روبيو play-circle 01:45

ترمب يختار روبيو وزيراً للخارجية بعدما تأكد من ولائه وتبنّيه شعارات «ماغا»

بينما يراقب العالم السياسات الخارجية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، التي ستتحدّد على أساس شعاره «جعل أميركا عظيمة مرة أخرى» (ماغا)، بادر ترمب إلى تشكيل.

إيلي يوسف (واشنطن)
حصاد الأسبوع مواقف روبيو غير قاطعة من حرب أوكرانيا (غيتي)

نظرة إلى سجلّ سياسات روبيو الخارجية

يعد نهج وزير الخارجية الأميركي المرشح ماركو روبيو في السياسة الخارجية بأنه «تدخلي» و«متشدد». ذلك أن روبيو دعم غزو العراق عام 2003، والتدخل العسكري في ليبيا،

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يرشح المعاونة السابقة بالبيت الأبيض بروك رولينز لمنصب وزير الزراعة

بروك رولينز مرشحة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الزراعة (أ.ب)
بروك رولينز مرشحة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الزراعة (أ.ب)
TT

ترمب يرشح المعاونة السابقة بالبيت الأبيض بروك رولينز لمنصب وزير الزراعة

بروك رولينز مرشحة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الزراعة (أ.ب)
بروك رولينز مرشحة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لمنصب وزير الزراعة (أ.ب)

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنه سيرشح المعاونة السابقة بالبيت الأبيض بروك رولينز لشغل منصب وزير الزراعة في إدارته المقبلة، وفق ما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس».

ورولينز هي رئيسة معهد «أميركا فيرست بوليسي»، وإذا جرى التصديق على تعيينها ستقود رولينز وزارة يعمل بها 100 ألف موظف ولها مكاتب في كل مقاطعة في البلاد، وتتضمن اختصاصاتها برامج الزراعة والتغذية والغابات وإقراض الأسر والمزارعين وسلامة الغذاء والتنمية الريفية والبحوث الزراعية والتجارة.

وبلغت ميزانية الوزارة 437.2 مليار دولار في عام 2024.

ومعهد «أميركا فيرست بوليسي» هو مؤسسة فكرية ذات توجهات يمينية، وعمل موظفوه بشكل وثيق مع حملة ترمب للمساعدة في تشكيل السياسة لإدارته القادمة. ورأست رولينز مجلس السياسة الداخلية خلال فترة رئاسة ترمب الأولى.