بلينكن: المنطقة والعالم في لحظة حرجة

حذّر من «مغبة» استهداف مصالح الولايات المتحدة... وقال إن المسار الدبلوماسي «لا يزال ممكناً»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لدى حديثه على هامش أعمال الجمعية العام للأمم المتحدة في 27 سبتمبر (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لدى حديثه على هامش أعمال الجمعية العام للأمم المتحدة في 27 سبتمبر (رويترز)
TT

بلينكن: المنطقة والعالم في لحظة حرجة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لدى حديثه على هامش أعمال الجمعية العام للأمم المتحدة في 27 سبتمبر (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لدى حديثه على هامش أعمال الجمعية العام للأمم المتحدة في 27 سبتمبر (رويترز)

حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، من استهداف المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، بعد ساعات من سلسلة غارات ضخمة شنّتها إسرائيل على مقرّ قيادة «حزب الله» في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. وقال بلينكن، في مؤتمر صحافي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتّحدة: «ستتخذ الولايات المتحدة كل الإجراءات ضد أي طرف يستغل الوضع لاستهداف الطواقم الأميركية والمصالح الأميركية في المنطقة».

جانب من الدمار الذي خلّفته ضربة إسرائيلية استهدفت مقر «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية 27 سبتمبر (د.ب.أ)

وتضاربت الأنباء حول مصير الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، الذي ذكرت تقارير أنه كان مستهدفاً بالغارات الإسرائيلية. ففيما قالت مصادر لبنانية إنه «نجا من الاغتيال»، تحدث إعلام إسرائيلي عن تقديرات باحتمال مقتله.

«لحظة حرجة»

وصف كبير الدبلوماسيين الأميركي هذا التصعيد الأخير بـ«اللحظة الحرجة بالنسبة للشرق الأوسط والعالم»، معتبراً أن «الخيارات التي تتخذها جميع الأطراف في الشرق الأوسط في الأيام المقبلة ستحدد المسار الذي ستتخذه المنطقة، وستكون لها عواقب عميقة لسنوات مقبلة».

وجدّد بلينكن دعوته لإسرائيل و«حزب الله» إلى «وقف إطلاق النار»، وسط مساعٍ غربية وعربية مكثّفة لمنع اتّساع الصراع. وقال: «قد يبدو المسار الدبلوماسي صعباً في هذه اللحظة، لكنه موجود، وهو في تقديرنا ضروري. سنواصل العمل بشكل مكثف». وأضاف أن بلاده أوضحت أنها تعتقد أن السبيل للمضي قدماً سيكون من خلال «الدبلوماسية وليس الصراع».

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد رفض الخميس الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار مع جماعة «حزب الله». فيما طرحت مصادر إسرائيلية سيناريو «عملية برية قصيرة» في الأراضي اللبنانية. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء، عن مسؤول إسرائيلي كبير، أن إسرائيل «تأمل ألا تضطر إلى شنّ غزو بري ضد (حزب الله) في لبنان». وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان الهجوم قد أصاب الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله.

واشنطن «لم تشارك»

أعلن مسؤولون أميركيون أن واشنطن «لم تتلقّ إخطاراً مسبقاً» من إسرائيل بشأن الغارة الجوية الضخمة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية. وقالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، سابرينا سينغ، للصحافيين، إن «الولايات المتحدة لم تشارك في هذه العملية، ولم نتلقَ أي إخطار مسبقاً».

وأضافت أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تحدث مع نظيره لويد أوستن «بينما كانت العملية جارية بالفعل». وتابعت سينغ: «ما زلنا

نسعى للحصول على مزيد من التفاصيل، ونحاول فهم العملية نفسها». بدوره، أكّد الرئيس جو بايدن في وقت لاحق أن «الولايات المتحدة لم يكن لديها علم أو مشاركة في العمل (الإسرائيلي)»، مضيفاً في تصريحات للصحافيين: «نحن نجمع المعلومات».


مقالات ذات صلة

الخليج وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن غزة في نيويورك (الأمم المتحدة)

السعودية تدعو لشراكة جادة تحقق السلام في المنطقة

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن بلاده تؤمن بأن تنفيذ حل الدولتين هو الأساس لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

جبير الأنصاري (الرياض)
العالم العربي ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن (الأمم المتحدة)

كوريا الجنوبية تصف التصعيد في المنطقة بـ«غير المسبوق»

قال ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك، إن الضربة في الضاحية الجنوبية لبيروت «أدت إلى تعميق مشاغلنا»، واصفا التصعيد في المنطقة بـ«غير المسبوق».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ هاريس وزيلينسكي في البيت الأبيض في 26 سبتمبر 2024 (د.ب.أ)

اختلافات جوهرية في سياسات ترمب وهاريس الخارجية

استغلّ كل من ترمب وهاريس وجود قادة العالم في نيويورك لإثبات أهليتهما على صعيد السياسة الخارجية.

رنا أبتر (واشنطن)
الخليج وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة مفتوحة لمجلس الأمن حول القيادة في السلام بنيويورك (واس)

وزير الخارجية السعودي: الدولة الفلسطينية حق أصيل لا نتيجة نهائية

أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، أن «الدولة الفلسطينية حق أصيل وليست نتيجة نهائية»، مشدداً على صعوبة تقييم الوضع في الشرق الأوسط الآن.

جبير الأنصاري (الرياض)

واشنطن تفرض عقوبات على طهران بدعوى التدخل في الانتخابات الأميركية

إيران تنفي مزاعم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الأميركية (رويترز)
إيران تنفي مزاعم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الأميركية (رويترز)
TT

واشنطن تفرض عقوبات على طهران بدعوى التدخل في الانتخابات الأميركية

إيران تنفي مزاعم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الأميركية (رويترز)
إيران تنفي مزاعم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الأميركية (رويترز)

قالت وزارة الخزانة الأميركية، في منشور على الإنترنت، إن واشنطن فرضت، اليوم (الجمعة)، عقوبات جديدة مرتبطة بإيران بسبب ما قالت إنه تدخل في الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

ويوم الأربعاء الماضي، قالت حملة المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترمب، إن مسؤولين في المخابرات قدّموا له إفادة، الثلاثاء، عن تهديدات إيرانية لاغتياله.

وذكرت الحملة، في بيان: «أطلع مكتب مدير المخابرات الوطنية الرئيس ترمب في وقت سابق اليوم على تهديدات حقيقية ومحددة من إيران لاغتياله في محاولة لزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى في الولايات المتحدة».

وقالت الحملة إن مسؤولي المخابرات أوضحوا أن التهديدات الإيرانية «تصاعدت في الأشهر القليلة الماضية» وأن مسؤولي الحكومة الأميركية يعملون على حماية ترمب وضمان عدم تأثر الانتخابات.

ونفت إيران في السابق مزاعم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الأميركية. ولم ترد البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك على طلب من وكالة «رويترز» للتعليق.

وفي وقت سابق هذا الشهر، دفع رجل باكستاني قيل إن له علاقات بإيران ببراءته من تهم تتعلق بمؤامرة مزعومة لاغتيال سياسي أميركي رداً على مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية عام 2020.