هاريس تستمع لنصائح هيلاري كلينتون حول استفزاز ترمب

الولايات المتحدة تترقب مناظرة المرشحَين الرئاسيَّين غداً

صورة مركَّبة للمرشحَين الرئاسيين كامالا هاريس ودونالد ترمب (أ.ب)
صورة مركَّبة للمرشحَين الرئاسيين كامالا هاريس ودونالد ترمب (أ.ب)
TT

هاريس تستمع لنصائح هيلاري كلينتون حول استفزاز ترمب

صورة مركَّبة للمرشحَين الرئاسيين كامالا هاريس ودونالد ترمب (أ.ب)
صورة مركَّبة للمرشحَين الرئاسيين كامالا هاريس ودونالد ترمب (أ.ب)

تتوجه الأنظار إلى المناظرة الرئاسية الأولى التي تقام مساء الثلاثاء، بين المرشح الجمهوري دونالد ترمب، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس اللذين يتواجهان لأول مرة، في خضمّ سباق مثير للوصول إلى البيت الأبيض، حيث يُتوقع أن يسهم أداء كل منهما في توجهات ملايين الناخبين المحايدين، خصوصاً في ما يتعلق بهاريس التي ستمنحها المناظرة فرصة للناخبين للتعرّف عليها بشكل أوضح، وأيضاً قدرتها على مواجهة ترمب المعروف بهجماته غير المحسوبة ضد خصومه.

وتقام المناظرة في مركز الدستور الوطني في مدينة فيلادلفيا من دون جمهور، وتستضيفها شبكة «إيه بي سي» التلفزيونية وتستمر لمدة 90 دقيقة. وكان قرار كتم الميكروفونات حينما يتحدث أحد المرشحَين قد أثار الكثير من الجدل وانتهى بإعلان الشبكة أن ميكروفون كل مرشح لن يكون مفتوحاً إلا عندما يأتي دوره للحديث، ويتم كتمه حينما يكون الوقت مخصصاً للمرشح الآخر. كما لن يقدم المرشحان بيانات افتتاحية، وسيتم تخصيص دقيقتين للإجابة عن كل سؤال، مع منح دقيقتين للخصم للرد والتعليق، ودقيقة إضافية للمتابعة أو التوضيح والرد.

وفي نهاية المناظرة سيقدم كل مرشح بياناً ختامياً لمدة دقيقتين، ولن يُسمح لهما بالحديث من ورقة مكتوبة مسبقاً، لكن سيُسمح لهما بقلم وورقة لتسجيل ملاحظاتهما. كما لن يُسمح لموظفي الحملة بالحديث مع المرشحين خلال الفواصل الإعلانية.

ومن المتوقع أن تتطرق الأسئلة إلى قضايا محورية في السياسة الخارجية حول كيفية التعامل مع حرب إسرائيل و«حماس» وأيضاً الحرب الروسية - الأوكرانية، وكيفية مواجهة طموحات الصين ومنافستها للولايات المتحدة، بالإضافة إلى القضايا الداخلية المختلفة حول حالة الاقتصاد الأميركي وارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم، والهجرة الوافدة وتأمين الحدود وقضية الإجهاض.

التدريب على المواجهة

هاريس ونائبها تيم والز في متجر ضمن حملتهما الانتخابية في ولاية بنسلفانيا (أ.ب)

أقامت هاريس منذ يومين في فندق بمدينة بيتسبرغ، حيث أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن المرشحة الديمقراطية تقوم بجلسات تدريب على المناظرة، فيما تقود كارين دان فريق المساعدين لهاريس، وهي المحامية الديمقراطية التي ساعدت هيلاري كلينتون على الاستعداد للمناظرات مع ترمب في انتخابات عام 2016 .

وتم إنشاء مسرح وإضاءة تلفزيونية تحاكي المكان الذي ستقام فيه المناظرة، كما سيلعب لي ستراسبرغ -أحد مساعدي هاريس- دور ترمب ببدلته وربطة عنقه وأسلوبه في الهجوم. وشاهدت هاريس عدة مرات المناظرات الثلاث بين ترمب ومنافسته السابقة هيلاري كلينتون، وتحاول تنفيذ نصيحة كلينتون بأن تستفز ترمب وتُحرجه بحيث لا يستطيع منع نفسه من إظهار العدوانية، والعداء، والازدراء، والتنمر. وقالت هيلاري كلينتون في مقابلات تلفزيونية إن «على هاريس ألا تستجيب لمحاولات ترمب استفزازها، بل تبادر بالهجوم عليه وكشف حقيقته وإظهار أنه ليس زعيماً قوياً».

كما تتخذ هاريس استراتيجية لإظهار ترمب على أنه رجل ثري يهتم فقط بالأغنياء، وهو هجوم شعبوي قد يكون له صدى لدى ناخبين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة والأقليات. ويُتوقع أن تتخلى هاريس عن أسلوب بايدن في اتهام ترمب بأنه خطر على الديمقراطية، كما لن تكرر استراتيجية هيلاري كلينتون في وصف ترمب بأنه عنصري وكاره للنساء.

وأشارت هاريس مراراً في تصريحاتها السابقة إلى أنها ستدير حملة تستند إلى القضايا التي تهم الجمهور، وليست الهجمات السلبية. وتستهدف هذه الاستراتيجية شريحة من الناخبين المترددين الذين يشعرون بالاستياء من الوضع الاقتصادي ويريدون سماع ما سيفعله كل مرشح لتحسين أوضاعهم المعيشية. وتستعد حملة هاريس للقيام بجولات في عدة ولايات متأرجحة بعد المناظرة، تشمل نورث كارولاينا يوم الخميس وبنسلفانيا يوم الجمعة بينما يقوم نائبها، تيم والز، بزيارة ولايتي ميشيغان وويسكونسن.

ترمب أكثر ارتجالاً وارتياحاً

ترمب خلال حديث انتخابي في ولاية ويسكونسن (أ.ف.ب)

على الجانب الآخر، كانت استعدادات الرئيس السابق دونالد ترمب، أكثر ارتجالاً وارتياحاً، إذ أقام عدداً قليلاً من الجلسات التحضيرية مع مساعديه في فندقه في لاس فيغاس، وركز على مراجعة تصريحاته السابقة وسجله والأسئلة المتوقعة. ويتمتع ترمب بخبرة طويلة، سواء في مهاراته في الحديث للإعلام والتلفزيون، أو خبرته فى المناظرات التي أقامها مع هيلاري كلينتون وجو بايدن.

ومن المقرر أن يعقد فريق ترمب جلسات تحضيرية تمتد لثلاث ساعات لمدة يومين في منتجعه بولاية نيوجيرسي.

ونصحه مسؤولو حملته بأن يحافظ على هدوئه وتماسك أعصابه، وألا يبالغ في انتقاد هاريس والتنمر عليها حتى لا يثير التعليقات بأنه كان حاداً وفظاً. ويتوقع فريق ترمب أسئلة صعبة حول موقفه من الإجهاض، وهي القضية التي وضعها الحزب الديمقراطي في صدارة اهتماماته وروَّج لها بشكل واسع في حملته الانتخابية، لكنَّ ترمب يستعد بهجمات مكثفة في قضايا الهجرة وتأمين الحدود، وخفض الأسعار، وتحميل إدارة بايدن – هاريس المسؤولية عن الإخفاقات في ملفات السياسة الخارجية.

وبالطبع يستعد المرشحان للضربات المضادة والهجمات الشخصية حيث يسعى معسكر ترمب لإحراج هاريس وجرها إلى الاعتراف بمسؤوليتها مع الرئيس بايدن عن التراجع الاقتصادي الذي يشعر به الناخبون، والفوضى في بعض أنحاء العالم، خصوصاً في أفغانستان وأوكرانيا والشرق الأوسط، إضافةً إلى تحميلها المسؤولية عن الإخفاق في حماية الحدود وتفاقم مشكلة المهاجرين غير الشرعيين.

استطلاعات الرأي

أنصار ترمب ضمن حملتهم الانتخابية في ولاية جورجيا (رويترز)

ومع بقاء أقل من 60 يوماً على موعد الانتخابات في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، أظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»، تقدم الرئيس السابق دونالد ترمب، لأول مرة على منافسته كامالا هاريس، بنسبة 48 في المائة مقابل 47 في المائة لهاريس. وأشار الاستطلاع إلى أن ترمب لا يزال يحتفظ بدعم واسع بين مؤيديه من الناخبين.

ويتوافق هذا الاستطلاع مع استطلاعات في الولايات السبع المتأرجحة التي ستكون حاسمة في نتيجة الانتخابات الرئاسية، حيث تتعادل هاريس مع ترمب أو تتقدم عليه بفارق ضئيل، مما يجعل السباق بينهما متقارباً للغاية. وأشار استطلاع آخر لشبكة «إيه بي سي» التي ستستضيف المناظرة، إلى أن 28 في المائة من الناخبين يشعرون بأنهم بحاجة إلى معرفة المزيد عن هاريس، فيما قال 9 في المائة فقط إنهم بحاجة لمعرفة المزيد عن ترمب.

وتُظهر الاستطلاعات أن الناخبين بشكل عام لديهم تشاؤم حول الاتجاه الذي تسير فيه البلاد، إذ قال 30 في المائة فقط إن الولايات المتحدة تسير على المسار الصحيح، وهو ما قد يصب في تعزيز حظوظ ترمب وأجندته الاقتصادية. ويتفوق ترمب على هاريس بفارق 13 نقطة مئوية في قضية الاقتصاد، بينما تتفوق هاريس على ترمب بفارق 15 نقطة مئوية في قضية حقوق الإجهاض. ويتمتع الديمقراطيون بميزة طفيفة تتعلق بالحماس للتصويت حيث قال 91 في المائة من الناخبين الديمقراطيين إنهم متحمسون للتصويت في الانتخابات، مقارنةً بـ85 في المائة من الجمهوريين.


مقالات ذات صلة

فانس وروبيو «خليفتا» ترمب يتوليان «إعادة هندسة» الحزب الجمهوري قبل 2028

خاص نائب الرئيس الأميركي يعانق وزير الخارجية وإلى جانبهما مؤسس «أميركان كومباس» خلال حفل في المتحف الوطني للبناء (أ.ف.ب)

فانس وروبيو «خليفتا» ترمب يتوليان «إعادة هندسة» الحزب الجمهوري قبل 2028

بدا احتفال ذكرى تأسيس «أميركان كومباس» بمثابة تمهيد لانتخابات 2028، حيث تولى نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو «إعادة هندسة» الحزب الجمهوري.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب (رويترز)

«رئيساً للأبد»... ترمب ينشر فيديو يظهر بقاءه في الحكم لما بعد ولايته الثانية

نشر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، مقطع فيديو عبر منصة «تروث سوشيال»، يظهر فيه، بشكل افتراضي على غلاف مجلة «تايم»، فوزه بعدد لا نهائي من الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي حينها جو بايدن يلقي كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك... 24 سبتمبر 2024 (رويترز)

بايدن: التحيز على أساس الجنس والعنصرية ساهما في خسارة هاريس الانتخابات الرئاسية

عزا الرئيس الأميركي السابق جو بايدن خسارة كامالا هاريس، جزئيا على الأقل، إلى التحيز على أساس الجنس والعنصرية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق جو بايدن (رويترز)

كتاب جديد: فريق بايدن ناقش إخضاعه لاختبار إدراكي قبل تنحيه عن الانتخابات

كشف كتاب جديد أن كبار مساعدي الرئيس الأميركي السابق جو بايدن درسوا بجدية فكرة إخضاعه لاختبار إدراكي، العام الماضي، استعداداً لإعادة ترشحه للانتخابات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي السابقة كامالا هاريس (رويترز) play-circle

«صدّقت الضجة الإعلامية»... كامالا هاريس «صُدمت تماماً» من الخسارة أمام ترمب

صُدمت نائبة الرئيس الأميركي السابقة كامالا هاريس من هزيمتها أمام الرئيس دونالد ترمب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد أن «صدقت» الضجة الإعلامية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

وُلد في كنف الجيش الأميركي… ورُحّل إلى وطن لم يعرفه قط

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس (يسار) ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم يقومون بجولة في مركز احتجاز المهاجرين «أليغاتور ألكاتراز» (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس (يسار) ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم يقومون بجولة في مركز احتجاز المهاجرين «أليغاتور ألكاتراز» (أ.ف.ب)
TT

وُلد في كنف الجيش الأميركي… ورُحّل إلى وطن لم يعرفه قط

الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس (يسار) ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم يقومون بجولة في مركز احتجاز المهاجرين «أليغاتور ألكاتراز» (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس (يسار) ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم يقومون بجولة في مركز احتجاز المهاجرين «أليغاتور ألكاتراز» (أ.ف.ب)

في مشهد يبدو أقرب إلى حبكة درامية قاسية، وجد جيرمين توماس، البالغ من العمر 39 عاماً، نفسه مكبلاً بالأصفاد في طائرة متجهة إلى جامايكا، البلد الذي لم تطأ قدماه أرضه من قبل، ولم يكن يعدُّه يوماً موطناً له.

وُلد توماس عام 1986 في مستشفى عسكري أميركي بمدينة فرنكفورت الألمانية، لأب أميركي اكتسب الجنسية عام 1984 وكان يخدم في الجيش، وأم كينية الأصل. ورغم عودته إلى الولايات المتحدة طفلاً واستقراره فيها منذ عام 1989 مقيماً دائماً، فإن حياته انقلبت رأساً على عقب حينما رُحّل بشكل مفاجئ في مايو (أيار) الماضي إلى جامايكا، بلد والده؛ نتيجة ثغرة قانونية نادرة.

في حديث لشبكة «سي إن إن»، من أحد ملاجئ المشردين في كينغستون عاصمة جامايكا، قال توماس: «من الصعب جداً أن أُعبّر عن شعوري... كل يوم أستيقظ فيه هنا، أحتاج إلى وقت لأتقبل أن هذا هو واقعي... كأنني في كابوس».

عديم الجنسية بحكم القانون

تسلط قضية توماس الضوء على معاناة فئة عديمي الجنسية، الذين لا تعترف بهم أي دولة بصفتهم مواطنين رسميين. فهو ليس مواطناً أميركياً رغم نشأته هناك، ولا يملك جنسية ألمانيا رغم مولده فيها، ولا كينية رغم أصل والدته، ولا جامايكية بحسب تأكيداته. محاموه يؤكدون أنه ضحية ثغرة قانونية وقوانين هجرة أميركية شديدة التعقيد.

في عام 2015، قضت محكمة استئناف أميركية بأنه لا يحق له الحصول على الجنسية الأميركية، لأن والده لم يستوفِ شرط الإقامة لمدة 10 سنوات في الولايات المتحدة قبل ولادته، بل أمضى 9 سنوات فقط. ورفضت المحكمة العليا إعادة النظر في القضية عام 2016، ما حسم أمر وضعه القانوني.

سجل جنائي... ومعاناة نفسية

ورغم أن وزارة الأمن الداخلي الأميركية وصفته في بيان بأنه «مهاجر غير شرعي عنيف وخطير»، فإن توماس يرى أن مشكلاته تعود لجذور نفسية واجتماعية، مشيراً إلى أنه يعاني من اضطراب ثنائي القطب، وكان يتلقى علاجاً منتظماً في أميركا.

تاريخ توماس الجنائي تضمَّن إدانات متعددة تتعلق بالمخدرات والسرقة والعنف، ما أدى إلى فترات سجن متكررة. وقد بدأت مشكلاته القانونية مع الهجرة منذ عام 2008، حين اكتشف أنه ليس مواطناً أميركياً كما كان يعتقد.

آخر فصول معاناته بدأ في فبراير (شباط) الماضي حين طُرد من شقته في ولاية تكساس، واعتُقل بتهمة التعدي الجنائي بعد أن حاول استرجاع ممتلكاته. بعد قضاء عقوبته، نُقل إلى مركز احتجاز تابع للهجرة، ومن هناك بدأت رحلته القسرية نحو جامايكا.

عالق في كينغستون... دون هوية

اليوم، يعيش توماس في ظل ظروف صعبة بمأوى للمشردين في كينغستون، ولا يملك أوراقاً ثبوتية، ولا عملاً، ولا شبكة دعم. يؤكد أنه لا يفهم اللهجة المحلية ولا يشعر بأي انتماء للمكان.

يقول توماس بحسرة: «كل ما أريده هو أن أعود إلى وطني... إلى أطفالي، إلى عائلتي. جامايكا ليست مكاناً سيئاً، لكنها ليست مكاني».

قضية تتجاوز الشخصي

لا يمنع القانون الأميركي ترحيل شخص إلى بلد لا يحمل جنسيته، ما دام لا يتوفر له وضع قانوني واضح داخل الولايات المتحدة. كما أن واشنطن ليست طرفاً في الاتفاقات الدولية الخاصة بحماية عديمي الجنسية.

تقول بيتسي فيشر، الخبيرة في قانون اللاجئين بجامعة ميشيغان: «هذه حالة تجسد التصدعات القانونية التي يسقط عبرها كثيرون... توماس يعيش على هامش المجتمع، دون هوية أو مستقبل واضح».

بين التشريد واللاعودة

تتابع عائلة توماس قضيته من بعيد، وتخشى زيارته في جامايكا خوفاً من عدم السماح لها بالعودة إلى الولايات المتحدة. أما هو، فيعيش حالة من القلق المستمر بشأن فقدان الأدوية النفسية التي كان يعتمد عليها، ويشعر بأنه سُلب حقه في الانتماء والحرية.

وسط هذا الضياع القانوني والإنساني، تبقى تساؤلات جوهرية مطروحة: ما مصير من لا يُعترَف بهم مواطنين في أي مكان؟ وهل يمكن أن يُولد إنسان في قلب مؤسسة أميركية رسمية، ويُعامل كأنه غريب بلا وطن؟