مع اقتراب سباق الرئاسة الأميركية من بدء التصويت المبكر الذي تجيزه بعض الولايات، تشتد المنافسة على استقطاب تأييد «المؤثرين»، خصوصاً نجوم الفن والرياضة ومشاهير الإنترنت والصناعات المرتبطة به. وفيما نجح المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب، في الحصول على تأييد بعض هؤلاء المؤثرين، من أمثال إيلون ماسك، تسعى حملة المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، للحصول على تأييد تايلور سويفت، التي تعد من أكبر نجوم الغناء في أميركا والعالم، والتي أدى إنفاق محبيها على حضور حفلاتها إلى تغيير الاقتصادات المحلية، وأثار حماسهم أجهزة استشعار الزلازل خلال جولتها الأوروبية الأخيرة.
ترمب كان قد روّج عبر منصته الاجتماعية «تروث سوشيال»، لصورة مزيَّفة لسويفت، للإشارة بشكل غير صحيح إلى أنها أيَّدته. كما شارك صورة أخرى، تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، تصوِّر النساء في قمصان مطبوع عليها «سويفتيون من أجل ترمب». لكنه عاد وسحبها بعد ردود فعل غاضبة، وصلت إلى حد التلويح بمقاضاته.
ورغم ذلك، لا تزال سويفت تمتنع حتى الآن عن إعلان دعمها لأيٍّ من المرشحين، مع أنها دعمت في انتخابات 2020 جو بايدن ونائبته هاريس.
لكن في الأيام الأخيرة، بدأت مجموعة من معجبيها تسمي نفسها «عصر التصويت»، بالترويج لدعم المشاركة في التصويت في الانتخابات، وربطها بالقاعدة الجماهيرية الداعمة لهاريس.
ويوم الثلاثاء نظمت المجموعة مكالمة عبر تطبيق «زووم» لما سميت حملة «سويفتيون من أجل هاريس» شارك فيها أكثر من 34 ألف شخص، حثت فيها «السويفتيين» على دعم هاريس، قائلين إنها يمكن أن «تقود البلد إلى وضح النهار». ووفق المنظمين، فقد جمعت المكالمة أكثر من 122 ألف دولار، حيث تميزت المكالمة بمشاركة المغنية كارول كينغ والسيناتورة التقدمية إليزابيث وارين.
وقالت وارن في المكالمة، متحدثةً من مدينة ميلووكي في ولاية ويسكونسن، حيث كانت تقوم بحملة لصالح هاريس: «إنني أتطلع إلى عصر أول رئيسة. سويفتيز، يمكنكم إنجاز هذا». وغنت كينغ، التي قالت إنها صديقة لسويفت، إحدى أغنياتها التي قالت إنها المفضلة لدى سويفت، وقالت عنها: «أراها بمثابة حفيدتي الموسيقية وكاتبة الأغاني. لدينا علاقة جميلة، وأنا فخورة بها».
وصُممت المكالمة على غرار المكالمات القائمة على «الهوية» التي أجرتها مجموعات أخرى مؤيدة لهاريس في وقت سابق، والتي بدأت مع مجموعة «الفوز مع امرأة سوداء» في اليوم الذي انسحب فيه الرئيس جو بايدن من السباق. ووفقاً لإحصاء نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، جمعت الحملة أكثر من 20 مليون دولار في يوليو (تموز).
وأرشد المنظمون معجبي سويفت حول كيفية تنفيذ حملة لصالح هاريس من خلال طرق الأبواب، وإجراء المكالمات الهاتفية وتسجيل الناخبين، والترويج لأغانٍ موحية.
ومن المعروف أن سويفت تدعم حقوق المثليين، وحقوق المرأة، والإجهاض، ومنع العنف المسلح، وهي القضايا التي تتوافق عموماً مع برنامج الحزب الديمقراطي. ورغم ذلك، لم تتفاعل علناً بعد مع تلك الحملات، منذ أن أصبحت هاريس المرشحة الديمقراطية، علماً بأنها لم تقدم تأييدها لبايدن رسمياً إلا في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أي قبل شهر تقريباً من الانتخابات. وبدت كأنها من محبي هاريس في ذلك الوقت، وأعادت تغريد إعلان هاريس أنها ستكون نائبة لبايدن مع عبارة توضيحية تقول: «نعم». ثم أعلنت تأييدها لبايدن في يوم مناظرة هاريس مع مايك بنس.
ومع ارتفاع شعبية سويفت وسط جولتها التي حطمت الأرقام القياسية ووصولها إلى ملايين المعجبين من جيل الألفية وجيل «زد»، فقد تكون لديها القدرة على التأثير في انتخابات هذا العام. فقد أظهرت في السابق قدرتها على حث الناخبين على المشاركة في التصويت، بعدما طلبت في شهر سبتمبر (أيلول) 2020، من الناس التسجيل للتصويت تكريماً لليوم الوطني لتسجيل الناخبين، ليستجيب لها عشرات الآلاف.