رفض أممي لقوانين «طالبانية» تحوّل النساء إلى «ظلال» في أفغانستان

تشريعات جديدة لستر الأجساد والوجوه وخفض الأصوات في الأماكن العامة

المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك جدّد مطالبته الحركة المتشددة في أفغانستان بإلغاء ما سماها القوانين «المعيبة بشكل واضح» (الأمم المتحدة)
المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك جدّد مطالبته الحركة المتشددة في أفغانستان بإلغاء ما سماها القوانين «المعيبة بشكل واضح» (الأمم المتحدة)
TT

رفض أممي لقوانين «طالبانية» تحوّل النساء إلى «ظلال» في أفغانستان

المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك جدّد مطالبته الحركة المتشددة في أفغانستان بإلغاء ما سماها القوانين «المعيبة بشكل واضح» (الأمم المتحدة)
المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك جدّد مطالبته الحركة المتشددة في أفغانستان بإلغاء ما سماها القوانين «المعيبة بشكل واضح» (الأمم المتحدة)

غداة تحذير الأمم المتحدة من عواقب تطبيق «طالبان» تشريعات جديدة لـ«الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، وفرض مزيد من القيود على المرأة في أفغانستان، جدّد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك مطالبته الحركة المتشددة بإلغاء ما سماه القوانين «المعيبة بشكل واضح» التي تحوّل النساء لمجرد «ظلال».

أفراد أمن من «طالبان» يقفون خارج مطعم في قندهار يوم الأحد (أ.ف.ب)

وكان حكّام «طالبان» أصدروا الأسبوع الماضي مجموعة أولى من 35 تشريعاً تهدف إلى «منع الرذيلة وتعزيز الفضيلة» في أفغانستان، بما في ذلك «وجوب ستر المرأة جسدها بالكامل في حضور الرجال الذين لا ينتمون إلى أسرتها»، وكذلك وجهها؛ «خوفاً من الفتنة»، بالإضافة إلى عدم إسماع أصواتهن في الأماكن العامة. وأوردت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن المرشد الأعلى للحركة هبة الله أخوند زاده الذي يحكم أفغانستان من معقله في قندهار، صادق على التشريعات الجديدة.

سيدتان أفغانيتان ترتديان البرقع وتسيران على طريق في قندهار في أفغانستان 22 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

وفي تعليقها على القوانين الجديدة، قالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان روزا أوتونباييفا إنها «رؤية محزنة لمستقبل أفغانستان، حيث يتمتع مفتشو الأخلاق بصلاحيات تقديرية لتهديد واحتجاز أي شخص بناء على قوائم واسعة وغامضة في بعض الأحيان من المخالفات»، مضيفة أنه «بعد عقود من الحرب وفي خضم أزمة إنسانية مروعة، يستحق الشعب الأفغاني ما هو أفضل بكثير من التهديد أو السجن إذا تأخر عن الصلاة، أو ألقى نظرة على شخص من الجنس الآخر ليس من أفراد الأسرة، أو احتفظ بصورة لأحد أحبائه». ورأت أن القانون «يوسع القيود غير المقبولة بالفعل على حقوق النساء والفتيات الأفغانيات، حتى مجرد سماع صوت أنثوي خارج المنزل يُعد على ما يبدو انتهاكاً أخلاقياً».

كما عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها من القيود على الحرية الدينية وحرية الصحافة في القانون الجديد. ولكنها أشارت إلى بنود إيجابية في القانون، ومنها منع سوء معاملة الأيتام.

أفغانيات ينتظرن الحصول على حصص غذائية تُوزعها منظمة إغاثة إنسانية في كابل (أ.ب)

وكذلك دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك «طالبان» إلى إلغاء القوانين «المعيبة بشكل واضح». وقال إن تمرير تلك القوانين الجديدة «يعزز السياسات التي تضع (قيوداً كبيرة) على وجود النساء في الأماكن العامة، وتسكت أصواتهن وتحرمهن من استقلاليتهن، في محاولة لتحويلهن إلى ظلال لا وجه لهن ولا صوت». وأضاف أن «هذا أمر لا يحتمل على الإطلاق».

انتقادات دولية

وعبّرت السفارة اليابانية في كابل على منصة «إكس» عن «القلق البالغ حيال القيود المتواصلة على النساء والفتيات» في هذا البلد.

وعبّر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن «انزعاجه» من القانون الذي «يؤكد ويمدّد القيود الصارمة على حياة الأفغان». وقال إن «القرار الأخير يُشكّل ضربة خطيرة أخرى تقوّض حقوق النساء والفتيات الأفغانيات، وهو ما لا يمكننا التسامح معه». وحض «طالبان» على وضع حدّ لمثل هذه «الانتهاكات المنهجية والنظامية ضدّ النساء والفتيات الأفغانيات»، محذّراً من أنّها قد ترقى إلى مستوى الاضطهاد في إطار النوع الاجتماعي، وهي جريمة ضدّ الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وخلال السنوات الثلاث التي تلت عودتها إلى السلطة بعد تمرد استمر 20 عاماً، عزّزت حكومة «طالبان» قبضتها على البلاد. ولم تعترف أي دولة بهذه الحكومة، بسبب القيود المفروضة على النساء بموجب سياسات أطلقت عليها الأمم المتحدة «الفصل العنصري بين الجنسين».

«طالبان» تدافع

وفي رده على الانتقادات الدولية، قال الناطق باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد في بيان إن القانون «متأصل بقوة في التعاليم الإسلامية»، ويجب احترامه وفهمه، مضيفاً أن «رفض هذه القوانين دون هذا الفهم هو في نظرنا تعبير عن وقاحة». وقلل من المخاوف بشأن تطبيق القوانين الجديدة؛ لأنها «لن تنتهك الحقوق. ولن يتعرض أي فرد للظلم».

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عنه أنه «يجب أن أوضح أنه لن يتم استخدام القوة والقمع أثناء تطبيق هذه القواعد»، التي «سيتم تنفيذها بكثير من الرفق، وسيتم إبلاغ الناس لإفهامهم وإرشادهم». وعد أنه «إذا انتقد أي شخص هذه القواعد، فإنه ينتقد هذه المصادر والمراجع المشهود لها، وهو أمر لا يمكن أن يأتيه مسلم».


مقالات ذات صلة

مقتل 4 شرطيين باكستانيين في هجوم تبنته «طالبان باكستان»

آسيا أفراد من الجيش يقومون بدورية بالقرب من مكان انعقاد قمة منظمة شنغهاي للتعاون في إسلام آباد في 15 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

مقتل 4 شرطيين باكستانيين في هجوم تبنته «طالبان باكستان»

قتل انتحاريون يرتدون ملابس نسائية والبرقع أربعة شرطيين الاثنين عندما حاولوا اقتحام مركز شرطة في منطقة نائية في باكستان أثناء مراسم تشييع.

«الشرق الأوسط» (بيشاور)
آسيا عناصر من الشرطة الباكستانية (أرشيفية - متداولة)

مقتل 4 في هجوم على مقر للشرطة بشمال غربي باكستان

اقتحم مسلحون مقراً للشرطة في شمال غربي باكستان، اليوم (الاثنين)، فقتلوا ثلاثة من رجالها ومدنياً قبل أن تقتل قواتها المهاجمين الخمسة بالرصاص.

«الشرق الأوسط» (بيشاور)
أوروبا امرأة أفغانية تدفع عربة يد خارج مدينة مزار شريف (أ.ف.ب)

القضاء الأوروبي: كل النساء الأفغانيات يحق لهن طلب وضع لاجئ في دول الاتحاد

قضت محكمة العدل الأوروبية، الجمعة، بأن الجنسية والجنس «كافيان» لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي لمنح حق اللجوء للنساء الأفغانيات بسبب «الإجراءات التمييزية».

«الشرق الأوسط» (فيينا)
آسيا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأفغاني أمير خان متقي في موسكو (الخارجية الروسية - رويترز)

روسيا: قرار رفع «طالبان» من قائمة المنظمات الإرهابية «اتخذ على أعلى مستوى»

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء أن وزارة الخارجية الروسية قالت، الجمعة، إن قرار رفع حركة «طالبان» من قائمة المنظمات الإرهابية «اتخذ على أعلى مستوى».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
آسيا صورة من «نوفوستي» لاجتماع سابق لـ«صيغة موسكو»

روسيا لرفع «طالبان» من لائحة الإرهاب... وتعارض نشر قوات أجنبية في أفغانستان

سارت موسكو خطوة إضافية نحو تطوير العلاقات مع حكومة حركة «طالبان» في أفغانستان.

رائد جبر (موسكو)

بايدن: هاريس ستشق طريقها الخاص بمجرد فوزها بالرئاسة

بايدن وهاريس في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في 18 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
بايدن وهاريس في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في 18 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
TT

بايدن: هاريس ستشق طريقها الخاص بمجرد فوزها بالرئاسة

بايدن وهاريس في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في 18 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)
بايدن وهاريس في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في 18 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الثلاثاء إن نائبته كامالا هاريس "ستشق طريقها الخاص" بمجرد فوزها في انتخابات 2024، ما يسمح بمزيد من التباعد بينها وبينه أثناء عملها على كسب تأييد الناخبين المتشككين قبل ثلاثة أسابيع من يوم الانتخابات.

وأضاف: "كامالا ستقود البلاد في اتجاهها الخاص، وهذا أحد أهم الفوارق في هذه الانتخابات". وأضاف: "وجهة نظر كامالا حول مشاكلنا ستكون جديدة ومبتكرة. أما وجهة نظر دونالد ترمب فهي قديمة وفاشلة وبكل صراحة غير صادقة تماما".

وقد تعطي تصريحات بايدن هاريس مزيدا من الحرية لتحديد مواقفها السياسية وتوجهاتها الخاصة في المرحلة الحاسمة من السباق الرئاسي، وتبدو تصريحات بايدن أكثر ميلا إلى الابتعاد عنها مما قامت به هاريس نفسها. وكان بعض مساعدي نائبة الرئيس بشكل خاص قد أعربوا عن إحباطهم من أن الرئيس (81عاما) يركز كثيرا على إرثه الخاص بدلا من السباق لخلافته.

وواجهت هاريس في الآونة الأخيرة ضغوطا متزايدة لتوضيح كيفية إدارتها للبلاد بشكل مختلف عن بايدن، وهي مسألة أكثر تعقيدا في الباطن مما قد تبدو على السطح.