هاريس تستعيد الوعد الأوبامي… وتضيف «الفرح» إذا فازت

بايدن يسلمها الشعلة الرئاسية مع انطلاق مؤتمر الحزب الديمقراطي

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تلوّح لدى وصولها إلى مطار شيكاغو الأحد (أ.ب)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تلوّح لدى وصولها إلى مطار شيكاغو الأحد (أ.ب)
TT

هاريس تستعيد الوعد الأوبامي… وتضيف «الفرح» إذا فازت

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تلوّح لدى وصولها إلى مطار شيكاغو الأحد (أ.ب)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تلوّح لدى وصولها إلى مطار شيكاغو الأحد (أ.ب)

بعد أشهر بدا خلالها أن مرشح الجمهوريين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عائد إلى البيت الأبيض على حصان أبيض، استعاد المشاركون في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأمل في أن يكون التغيير الذي وضع مرشحتهم نائبة الرئيس كامالا هاريس بدلاً من الرئيس جو بايدن على رأس بطاقتهم للانتخابات بعد 77 يوماً، حافزاً عند الناخبين الأميركيين لإدامة هيمنة اللون الأزرق للديمقراطيين على الحياة السياسية في واشنطن.

تختصر كلمتا «الأمل» و«التغيير» جوهر الشعار الذي أوصل أول رجل أسود - الرئيس السابق باراك أوباما - إلى البيت الأبيض عام 2008. وتستعيد حملة هاريس هذا الوعد الأوبامي اليوم عسى أن يوصلها كأول امرأة سوداء ومن خلفية آسيوية عام 2024 إلى أرفع منصب في الولايات المتحدة. لكن هاريس ستدخل التاريخ حتى قبل أن تحقق طموحها الأكبر وتعد الأميركيين بـ«الفرح»؛ لأنها ستصبح في ختام هذا المؤتمر الديمقراطي أول امرأة ملونة يرشحها أحد الحزبين الرئيسيين للرئاسة في التاريخ الأميركي.

الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في ماريلاند 15 أغسطس 2024 (رويترز)

وحدة لولا غزة

غير أن الإنجاز المرتقب عند نهاية المؤتمر، الخميس، ستسبقه احتجاجات يمكن أن تعيد إلى الأذهان أكبر كارثة أصابت الديمقراطيين في المدينة ذاتها، شيكاغو، عام 1968، حين اعتدت الشرطة على المحتجين ضد حرب فيتنام في شوارع المدينة، ولعلعت صيحات الاستهجان والعراك بالأيدي في قاعة المؤتمر الوطني للحزب عامذاك. ودفع المندوبون المنقسمون بشدة مرشحهم نائب الرئيس آنذاك هيوبرت همفري نحو الهزيمة أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.

وبينما يستعد آلاف المحتجين الآن للتظاهر خارج قاعة المؤتمر احتجاجاً مع مواقف إدارة الرئيس جو بايدن من الحرب في غزة، تستعد قوى تنفيذ القانون لاحتمال حدوث اضطرابات وأعمال عنف يمكن أن تقلب التوقعات رأساً على عقب بسرعة في شيكاغو. ولكن ناشطي الحزب الديمقراطي يستبعدون تكرار تجربة عام 1968؛ إذ إنه عندما تنحى بايدن، تبخرت بسرعة فائقة دعوات بعض قادة الحزب إلى مسابقة ترشيح تنتهي في المؤتمر، وفي غضون أيام قليلة، صارت هاريس الخيار الإجماعي، وصار هدف الديمقراطيين إظهار وحدتهم، لكن حرب غزة لا تزال تحول دون استكمال هذه الوحدة.

عمال يثبّتون لافتة استعداداً للمؤتمر الوطني الديمقراطي في مركز يونايتد في شيكاغو بولاية إلينوي (أ.ف.ب)

احتجاجات

ومنذ اليوم الأول للمؤتمر الجديد في شيكاغو، تحرّك المسؤولون عن ستة احتجاجات مخطط لها في المدينة، كان مقرراً أن يكون أكبرها، الاثنين، بمشاركة عشرات الآلاف على مقربة من مركز «يونايتد»، حيث ستلقي هاريس ومرشحها لمنصب نائب الرئيس حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز خطابَي قبولهما. وتوافد المشاركون في «المسيرة الصديقة للأسرة»، وهي تحالف مؤيد للفلسطينيين وعدد من القضايا الأخرى، بالحافلات من ميشيغان، ومينيسوتا، وإنديانا وويسكونسن، بالإضافة إلى ناشطين أتوا بوسائل نقل مختلفة من نيويورك وكاليفورنيا. وأثار التغيير في بطاقة الحزب الديمقراطي للانتخابات نقاشاً ضمن الحركة المؤيدة للفلسطينيين حول هاريس، التي دعت إلى وقف النار؛ مما دفع بعض الناشطين إلى اتخاذ نهج أكثر ليونة مع المرشحة الديمقراطية. ومع ذلك، يرتقب أن تواجه هاريس احتجاجات متفرقة، بعضها داخل قاعة المؤتمر، حيث ستلقي خطاب قبولها الخميس بحضور نحو 30 مندوباً مثّلوا التصويت «غير الملتزم» في الانتخابات التمهيدية، والذي صار وسيلة للاحتجاج على سياسات بايدن في شأن إسرائيل.

ومع الزخم الذي ظهر مع انتقال البطاقة الرئاسية من بايدن لهاريس، قال رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية سابقاً حاكم فيرمونت السابق هوارد دين إنه «تحول ملحوظ في الأحداث. عاد الديمقراطيون الآن إلى الحياة»، في إشارة إلى تعديل المحللين توقعاتهم في ثلاث ولايات فيما يسمى «حزام الشمس» الأميركي والتي بدت وكأنها تبتعد عن الديمقراطيين؛ مما يمكن أن يفتح مساراً بديلاً لانتصار الديمقراطيين.

ويرى مسؤولو الحزب الديمقراطي أن التحول في الأجواء المستوحاة من هاريس يتسرب إلى صناديق الاقتراع ويترجم إلى تنظيم على الأرض. وقال رئيس الحزب الديمقراطي في ويسكونسن إن ما يظهر في الصور هو «حقيقة أن الآلاف من الأشخاص الذين يذهبون إلى تلك التجمعات يتطوعون ثم يخرجون ويطرقون أبواب الناخبين المحتملين الذين قد لا يعرفون الكثير عن نائبة الرئيس هاريس أو الحاكم والز».

«محاربان فرحان»

وخلال المؤتمر، يأمل الديمقراطيون في بث رسالة وحدة؛ إذ يركب هاريس ووالز، اللذان يصفان نفسيهما بأنهما «محاربان فرحان»، موجة من الزخم في شيكاغو. وارتفعت الحماسة بين الديمقراطيين من 46 في المائة في فبراير (شباط) الماضي، عندما كان بايدن البالغ من العمر 81 عاماً يتجه للحصول على ترشيح حزبه من دون أي تحديات تذكر، إلى 85 في المائة في أغسطس (آب) الحالي، وفقاً لاستطلاع أجرته جامعة مونماوث. وحتى بين المستقلين، ارتفعت الحماسة من 34 في المائة إلى 53 في المائة خلال الفترة ذاتها.

وقالت رئيسة الحزب الديمقراطي في نيبراسكا جاين كليب إن «ما تراه هو صعود الجيل إكس. وبصفتنا من جيل إكس في الحزب، كان علينا أن نأخذ المقعد الخلفي فيما يتعلق بكبار السن، والآن نطالب أخيراً بهذه العباءة».

وفي مركز يونايتد، بدأ الديمقراطيون يسعون منذ الاثنين لخطابات كبار الشخصيات في الحزب والقادة والنجوم الصاعدين، وعلى رأسهم بايدن نفسه الذي سلم الشعلة لهاريس، باعتبارها الأفضل لإنجاز الحملة.

وقال رئيس المؤتمر مينيون مور إن «القصة هنا بسيطة، وهي قصة ستجد صدًى لدى الأميركيين في جميع أنحاء البلاد: كامالا هاريس وتيم والز يقاتلان من أجل الشعب الأميركي ومستقبل أميركا - دونالد ترمب يقاتل من أجل نفسه فقط».

كامالا هاريس وزوجها دوغ إيمهوف ينزلان من الطائرة في مطار شيكاغو الأحد (رويترز)

ولم يكن لدى المنظمين سوى القليل من الوقت الثمين لتغيير وجهة المؤتمر الذي كان متصوراً في البداية أنه لرئيس أمضى نصف قرن في السياسة نائباً للرئيس. وبالإضافة إلى مقاطع الفيديو للسيرة الذاتية المصنوعة ببراعة لهاريس ووالز، يمكن للمشاركين في المؤتمر صنع أساور صداقة أو الحصول على مانيكير أظافر «كامالا هاريس». كما أشاروا إلى رغبتهم في التفوق على الجمهوريين، الذين تضمّن مؤتمرهم في ميلووكي عرضاً للفنان كيد روك، لكن من سيقدم الترفيه لا يزال محاطاً بالغموض.

وبدأت مجموعة «موف أون» الليبرالية عريضة عبر الإنترنت تطلب من تايلور سويفت وبيونسيه الأداء سوية.

سجادة زرقاء

ولتضخيم رسالتهم عبر الإنترنت، والوصول إلى الأميركيين الملتصقين بهواتفهم، وليس التلفزيون، يفرش الديمقراطيون «سجادة زرقاء» لنحو 200 مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي جرى اعتمادهم لتغطية الحدث مثل أعضاء الصحافة التقليدية.

وقالت منشئة المحتوى ديغا فوكس التي تبلغ من العمر 24 عاماً والناشطة في مجال حقوق الإنجاب في توسون بولاية أريزونا، والتي عملت في حملة هاريس عام 2020: «يتمتع الشباب بقدر كبير من القوة في صناديق الاقتراع، ونحن نعلم ذلك. لكنهم يتمتعون أيضاً بنفوذ كبير على السرد بسبب وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات مثل (تيك توك)، حيث يمتلكون نصيب الأسد من قوة السرد».

ووسط الفخامة والاحتفالات في شيكاغو، سيشهد الحلفاء والزملاء والعائلة على قوة هاريس وقصتها. لكن النهاية الكبرى، خطاب قبولها التاريخي ليلة الخميس، هو الذي يوفر أفضل فرصة لها من أجل طرح الاختيار أمام الناخبين في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وبالنسبة للديمقراطي الذي أمضى سنوات في تحدي الحكمة السياسية التقليدية بإيمان لا هوادة فيه بقوة حزبه الانتخابية، سيمون روزنبرغ، فإن الديمقراطيين أعادوا تشكيل المنافسة بثلاث لحظات رئيسية، الأولى تتعلق باختيار ترمب جاي دي فانس مرشحاً لمنصب نائب الرئيس، الذي يرى أن النساء اللواتي ليس لديهن أطفال يفتقرن إلى «مصلحة مباشرة» في مستقبل البلاد. وكانت التالية في «لحظة سينسيناتوس الأميركية»، حين اختار الانسحاب طواعية وتنصيب هاريس خليفةً له. أما اللحظة الثالثة فهي قدرة هاريس على الخروج «من البوابة جاهزة للانطلاق»؛ مما أثار حماسة حزب لم يقبلها قبل ذلك وريثةً لبطاقة بايدن.

هاريس ليست أول مرشحة رئاسية تتبنى رسالة أكثر إشراقاً. سبقها إلى ذلك الرئيس السابق رونالد ريغان بشعار «الصباح في أميركا» ووعد الرئيس السابق باراك أوباما بـ«الأمل» و«التغيير». هاريس أضافت «الفرح» إلى بطاقتها الرئاسية.


مقالات ذات صلة

ميشيل أوباما: الولايات المتحدة «غير مستعدة» لانتخاب رئيسة

الولايات المتحدة​ السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما تتحدث عن كتابها «النظرة» في واشنطن (أ.ب)

ميشيل أوباما: الولايات المتحدة «غير مستعدة» لانتخاب رئيسة

صرحت السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما بأن الأميركيين ليسوا مستعدين لانتخاب رئيسة، مشيرةً إلى هزيمة نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس أمام الرئيس دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الممثل جورج كلوني وكامالا هاريس (أ.ف.ب)

جورج كلوني: اختيار كامالا هاريس بديلاً لبايدن «كان خطأ»

قال الممثل الأميركي الشهير جورج كلوني إنه يشعر بأن اختيار كامالا هاريس بديلاً لجو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 كان «خطأً».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي السابقة كامالا هاريس (رويترز) play-circle

«الأكثر تأهيلاً على الإطلاق»... كامالا هاريس تلمّح لإمكانية ترشحها للرئاسة عام 2028

لمّحت نائبة الرئيس الأميركي السابقة، كامالا هاريس، إلى احتمال ترشحها للرئاسة عام 2028، وأكدت أن البعض وصفها بأنها «المرشحة الأكثر تأهيلاً على الإطلاق».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعقيلته في أثناء مشاركتهما باحتفال في ذكرى 11 سبتمبر (أ.ب)

تحليل إخباري فوز كاسح لمرشح ديمقراطي في فرجينيا يلوّح بتحول سياسي أوسع

فوز كاسح لمرشح ديمقراطي في فرجينيا يلوّح بتحول سياسي أوسع ويسلط الأضواء على انتخابات 2026 النصفية.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب وإيلون ماسك ونائب الرئيس جي دي فانس يحضران مباراة كرة القدم الجامعية بين الجيش والبحرية في لاندوفر بولاية ماريلاند 14 ديسمبر 2024 (أرشيفية-أ.ف.ب) play-circle

ماسك يتخلى عن خطط إطلاق حزب سياسي... ويدعم فانس لرئاسة أميركا في 2028

قالت صحيفة أميركية إن الملياردير إيلون ماسك يتخلى في هدوء عن خططه لإطلاق حزب سياسي جديد، وأبلغ حلفاءه بأنه يريد التركيز على شركاته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لماذا يُثير حصول ترمب على «جائزة فيفا للسلام» جدلاً؟

ترمب وإنفانتينو في حديث سابق حول المونديال (أ.ف.ب)
ترمب وإنفانتينو في حديث سابق حول المونديال (أ.ف.ب)
TT

لماذا يُثير حصول ترمب على «جائزة فيفا للسلام» جدلاً؟

ترمب وإنفانتينو في حديث سابق حول المونديال (أ.ف.ب)
ترمب وإنفانتينو في حديث سابق حول المونديال (أ.ف.ب)

يُتوقع أن يُسلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة الفيفا للسلام» عند إجراء قرعة كأس العالم، يوم الجمعة.

ومع رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هذا الأسبوع، لمقترح ترمب للسلام في أوكرانيا، ذكر أوكرانيون بارزون ونشطاء في مجال حقوق الإنسان لصحيفة «تلغراف» البريطانية أن تقديم الجائزة قد يكون قراراً غير حكيم، في حين يواجه إنفانتينو مزاعم بـ«التودُّد» لترمب، فهذا ما يحدث.

ما جائزة «فيفا للسلام»؟

بعد أسابيع من رفض لجنة نوبل منح ترمب جائزة السلام الشهيرة، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن إطلاقه جائزة «الفيفا للسلام - كرة القدم توحِّد العالم».

في بيان نشره إنفانتينو بحسابه على «إنستغرام»، قال: «في عالم يزداد اضطراباً وانقساماً، من الضروري الاعتراف بالمساهمة المتميزة لأولئك الذين يعملون بجد لإنهاء النزاعات، وجمع الناس في روح السلام».

وأعلن «الفيفا» أن الجائزة ستُمنح سنوياً، وسيتم تقديم الجائزة الافتتاحية في قرعة كأس العالم بواشنطن، وستُمنح للأفراد الذين «ساهموا في توحيد شعوب العالم في سلام، وبالتالي يستحقون تقديراً خاصاً وفريداً».

رئيس «فيفا» جياني إنفانتينو والرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض (رويترز)

لماذا سيحصل ترمب على الجائزة؟

سيكون هذا بمثابة إهانة كبيرة، إذا لم يكن «ضيف شرف (الفيفا)» يوم الجمعة، هو الفائز.

وشارك ترمب في مقترحات سلام لروسيا وأوكرانيا، لكن يبدو أن الجائزة تُشير، على الأرجح، إلى نجاحه في المساعدة على التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، إلى جانب إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

وأُطلقت الجائزة بعد ثلاثة أسابيع فقط من استنكار البيت الأبيض لتجاهل ترمب لـ«جائزة نوبل»، متهماً اللجنة النرويجية بـ«تفضيل السياسة المكانية على السلام».

وأُشيد بترمب لدفعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الموافقة على شروط كان قد رفضها سابقاً.

وتتطلب المرحلة التالية من خطة ترمب للسلام المكونة من 20 نقطة سد الثغرات، في إطار العمل الذي ينص على أن قطاع غزة سيكون منزوع السلاح، ومؤمّناً، وتديره لجنة تضم فلسطينيين.

رئيس «فيفا» جياني إنفانتينو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

لماذا تُثير الجائزة جدلاً؟

أعرب منتقدو ترمب وجماعات حقوق الإنسان عن غضبهم، وأُثيرت مخاوف بشأن توقيتها نظراً لعدم تبلور خطة السلام بين أوكرانيا وروسيا بعد.

وقال إيفان ويتفيلد، لاعب الدوري الأميركي السابق رئيس تحالف حقوق الإنسان لكرة القدم ومقره الولايات المتحدة: «كثيرٌ منا، نحن الأميركيين، لا نرى رئيسنا جديراً بجائزة السلام. لا ينبغي لـ(فيفا) أو أي منظمة أخرى أن تُكافئ الرئيس ترمب بأي نوع من جوائز السلام. (فيفا) تُمثل كرة القدم العالمية، وعليها أن تؤدي هذا الدور بصدقٍ وصدقٍ من أجلنا جميعاً، وليس فقط من هم في مناصب نافذة».

وقال ألكسندر رودنيانسكي، المخرج الأوكراني المرشح لجائزة الأوسكار المعارض البارز للكرملين: «سيكون من الرائع لو مُنحت جوائز للإنجازات التي تحققت بالفعل».

وأضاف: «إذا فاز ترمب بهذه الجائزة بالفعل، فسيُنظر إليها على أنها إهانة لمئات الأوكرانيين الذين ما زالوا يموتون يومياً - سواء على خطوط المواجهة أو تحت قصف الصواريخ الروسية في منازلهم. بينما لا تزال الحرب مستعرة، يناقش مبعوث ترمب صفقات مربحة محتملة مع موسكو. من ناحية أخرى، ترمب اليوم هو الشخص الوحيد في العالم الذي يحاول بأي طريقة جادة وقف الحرب في أوكرانيا. لقد حصل أوباما على جائزة نوبل للسلام مُسبقاً، ونحن نعيش عواقب رئاسته، ومنها هذه الحرب... يستحق ترمب الثناء على غزة، لكن الأمور مع أوكرانيا لم تنتهِ بعد».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع رئيس «فيفا» جاني إنفانتينو في شرم الشيخ (أ.ف.ب)

وأضاف ابنه ألكسندر، أستاذ الاقتصاد المشارك في كمبردج المستشار الرئاسي لأوكرانيا حتى 2024: «ليس من شأني الحكم على ما إذا كان الوقت قد حان لفوز ترمب بجائزة السلام أم لا. ربما يكون ذلك أكثر ملاءمة، بعد أن نتوصل فعلياً إلى اتفاق في أوكرانيا يُعتبر ناجحاً وترتيباً قابلاً للاستقرار».

كما لاقت الجائزة ردود فعل متباينة داخل «فيفا» نفسها، وهناك اقتراحات تشير إلى عدم استشارة بعض أعضاء اللجنة بشأن خطط إطلاق الجائزة قبل صدور البيان، في 5 نوفمبر (تشرين الثاني).

ومع ذلك، ردّت شخصيات بارزة على المنتقدين، حيث قالت برايان سوانسون، مدير العلاقات الإعلامية في «فيفا»: «لا يمكن انتقاد (فيفا) إلا لتقديرها لمن يريدون السلام العالمي. ومن الواضح أن أعضاء (فيفا) راضون عن أداء إنفانتينو لوظيفته؛ فقد أُعيد انتخابه دون معارضة في عام 2023».

ما العلاقة بين إنفانتينو وترمب؟

يصف إنفانتينو صداقته مع ترمب بأنها «وثيقة». وقال في أكتوبر (تشرين الأول): «أنا محظوظ حقاً»، بعد استضافته في البيت الأبيض في مناسبات قليلة هذا العام وحده.

في منتدى الأعمال الأميركي في ميامي مؤخراً، أشاد إنفانتينو بمزايا سياسات ترمب. وقال: «عندما تكون في ديمقراطية عظيمة كالولايات المتحدة الأميركية، يجب عليك أولاً احترام نتائج الانتخابات، أليس كذلك؟ لقد انتُخب بناءً على برنامج... وهو ينفّذ فقط ما وعد به. أعتقد أنه يجب علينا جميعاً دعم ما يفعله لأنني أعتقد أنه يُبلي بلاءً حسناً».

وكان ترمب، خلال ولايته الأولى في الرئاسة، استضاف إنفانتينو في البيت الأبيض في 2018، لكن المراقبين يقولون إن علاقتهما توطدت في 2020 في حفل عشاء أُقيم ضمن فعاليات القمة الاقتصادية العالمية بدافوس، بالقرب من مقر «فيفا» في زيوريخ، وصف إنفانتينو ترمب في البداية بأنه «صديقي العزيز».


استراتيجية ترمب الجديدة تنص على تعديل الحضور الأميركي في العالم

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)
TT

استراتيجية ترمب الجديدة تنص على تعديل الحضور الأميركي في العالم

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلقي كلمة أمام لجنة الحريات الدينية التابعة للبيت الأبيض في متحف الكتاب المقدس بالعاصمة واشنطن يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في استراتيجية جديدة منتظرة منذ مدة طويلة، أن دور الولايات المتحدة على الصعيد الدولي سينتقل إلى التركيز أكثر على أميركا اللاتينية ومكافحة الهجرة.

وتعهّدت الاستراتيجية الجديدة التي نُشرت صباح الجمعة، «تعديل حضورنا العسكري العالمي للتعامل مع التهديدات العاجلة لجزئنا من الكرة الأرضية، والابتعاد عن الميادين التي تراجعت أهميتها النسبية للأمن القومي الأميركي خلال السنوات أو العقود الأخيرة».

وتسعى الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترمب لوضع حد للهجرة الجماعية حول العالم، وجعل السيطرة على الحدود «العنصر الأساسي للأمن الأميركي»، حسب ما جاء في الوثيقة. وجاء في الوثيقة التي حملت اسم «استراتيجية الأمن القومي»: «يجب أن ينتهي عصر الهجرة الجماعية. أمن الحدود هو أهم عنصر من عناصر الأمن القومي». وأضافت: «يجب أن نحمي بلادنا من الغزو، ليس من الهجرة غير المنضبطة فحسب، بل كذلك من التهديدات العابرة للحدود مثل الإرهاب والمخدرات والتجسس والاتجار بالبشر».

وحذّرت الوثيقة كذلك من خطر «محو» الحضارة الأوروبية، مشيرة إلى أنه «إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فلن يعود من الممكن التعرّف على القارة في غضون عشرين عاماً أو أقل». وتدعو الوثيقة الواقعة في 33 صفحة، التي اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، إلى «استعادة التفوق الأميركي» في أميركا اللاتينية.

إلى ذلك، دعت إدارة ترمب في وثيقة «استراتيجية الأمن القومي» كلاً من اليابان وكوريا الجنوبية، الجمعة، إلى بذل مزيد من الجهود لدعم تايوان في سعيها للدفاع عن نفسها أمام الصين.

وجاء في الوثيقة: «علينا حضّ هذين البلدين على زيادة الإنفاق الدفاعي مع التركيز على الإمكانات... اللازمة لردع الأعداء وحماية سلسلة الجزر الأولى»، في إشارة إلى حاجز طبيعي من الجزر يشمل تايوان شرق الصين.


اعتقال أستاذ جامعي في أميركا استخدم بندقية خرطوش قرب كنيس يهودي

صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)
صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)
TT

اعتقال أستاذ جامعي في أميركا استخدم بندقية خرطوش قرب كنيس يهودي

صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)
صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)

قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية إن سلطات الهجرة ألقت القبض على أستاذ زائر في كلية الحقوق بجامعة هارفارد هذا الأسبوع، بعد أن اعترف باستخدامه بندقية خرطوش خارج كنيس يهودي في ماساتشوستس قبل يوم من عيد الغفران اليهودي.

وألقت إدارة الهجرة والجمارك الأميركية القبض على كارلوس برتغال جوفيا، وهو برازيلي، يوم الأربعاء، بعد أن ألغت وزارة الخارجية الأميركية تأشيرته المؤقتة المخصصة لغير المهاجرين بعد ما وصفته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه «واقعة إطلاق نار بدافع معاداة السامية» - وهو ما يتعارض مع وصف السلطات المحلية للقضية، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت وزارة الأمن الداخلي إن جوفيا، وهو أستاذ مشارك في كلية الحقوق بجامعة ساو باولو والذي كان يدرس في جامعة هارفارد خلال فصل الخريف، وافق على مغادرة البلاد. ولم يتسنَّ الوصول إليه بعد للتعليق، ورفضت جامعة هارفارد ومقرها كامبريدج بولاية ماساتشوستس التعليق.

وجاء اعتقال جوفيا في الوقت الذي ضغطت فيه إدارة ترمب على هارفارد للتوصل إلى اتفاق لحل سلسلة من المشكلات، من بينها اتهام هارفارد بأنها لم تفعل ما يكفي لمكافحة معاداة السامية ولحماية الطلاب اليهود في الحرم الجامعي.

وألقت الشرطة في بروكلين بولاية ماساتشوستس القبض على جوفيا في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، بعد أن تلقت بلاغاً عن شخص يحمل بندقية بالقرب من الكنيس في الليلة السابقة لعيد الغفران، وذكر تقرير الشرطة أن جوفيا قال إنه كان يستخدم بندقية خرطوش لاصطياد الفئران في مكان قريب.

ووافق الشهر الماضي على الاعتراف بتهمة استخدام بندقية الخرطوش بشكل غير قانوني وقضاء ستة أشهر تحت المراقبة لحين المحاكمة. وتم إسقاط التهم الأخرى التي واجهها، مثل تعكير الصفو العام والسلوك المخل بالنظام وتخريب الممتلكات كجزء من صفقة الإقرار بالذنب.

وقال الكنيس في وقت سابق، إن الشرطة أبلغته بأن جوفيا «لم يكن على علم بأنه يعيش بجوار معبد يهودي وبأنه يطلق بندقية الخرطوش بجواره أو أن هناك عطلة دينية».