كثف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب نشاطاته الهادفة إلى وقف الزخم الذي تحظى به نائبة الرئيس كامالا هاريس منذ إعلان الرئيس جو بايدن التخلي عن السباق لمصلحتها في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لا سيما في ضوء استطلاعات تشير إلى تقدمها في الولايات المتأرجحة.
وبينما خصصت هاريس 90 مليون دولار لإعلانات جديدة تقدمها للناخبين ولزيادة تفوقها في الاستطلاعات، توجه ترمب إلى نورث كارولينا لإلقاء خطاب اقتصادي وصفته حملته بأنه «مهم». ويتطلع الجمهوريون إلى أن يركز ترمب على الحجج عوض الهجمات العشوائية التي شنها أخيراً ضد منافسته الديمقراطية، بما في ذلك خلال مؤتمر صحافي استمر ساعة في منتجعه «مارالاغو» في فلوريدا، ثم في محادثة لمدة ساعتين ونصف الساعة على منصة «إكس» مع صاحبها إيلون ماسك.
وتأتي زيارة ترمب لنورث كارولينا التي منحته أقرب هامش فوز قبل 4 سنوات ويتوقع أن تكون ساحة معركة عام 2024، وسط تقديرات بأنه لا يتحمل انتقال الأصوات الانتخابية الـ16 للولاية في المجمع الانتخابي إلى الديمقراطيين. وقال رئيس الحزب الجمهوري في الولاية جايسون سيمونز: «نتطلع إلى الترحيب بالرئيس ترمب في غرب نورث كارولينا والتحدث عن كيفية استعادة اقتصادنا». وأضاف أن «هذه الزيارة تُظهر أن الجمهوريين يفهمون أن نورث كارولينا أكبر من (مدينتي) شارلوت ورالي»، مشيراً إلى أهمية المجتمعات الريفية. وقال الناطق باسم الحزب الجمهوري في الولاية مات ميرسر إن هناك أكثر من 12 مكتباً لحملة ترمب في الولاية، مع أكثر من 12 موظفاً مدفوعي الأجر يعملون على توسيع قاعدة المتطوعين من كل أنحاء الولاية.
سياسة ترمب؟
وتسود تساؤلات عما إذا كان ترمب يستطيع التزام إطار محكم للاقتصاد، خاصة تحميل هاريس تداعيات التضخم، بدلاً من التعبير عن مظالم واسعة النطاق، وفي الغالب بمبالغة، مثل تحذيراته من «انهيار كامالا» وكما حصل في فترة الكساد الكبير عام 1929، إلى جانب تعميمات شاملة أخرى، مثل التحذير من «حرب عالمية ثالثة»، وحديثه عن «اجتياح العصابات الأجنبية العنيفة للضواحي الأميركية». وادعى ترمب في الأسابيع الأخيرة أنه «ما كان ليحدث تضخم» لو أُعيد انتخابه عام 2020، متجاهلاً انقطاع سلاسل التوريد العالمية أثناء «كوفيد 19» وزيادة الإنفاق بسبب الجائحة، التي تضمنت حزمة مساعدات ضخمة وقعها ترمب عندما كان رئيساً، وتأثيرات أسعار الطاقة العالمية بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
كما وعد الرئيس السابق بإصلاح فوري لارتفاع الأسعار في ولاية أخرى. وتتمثل مقترحاته السياسية الرئيسية في زيادة عمليات التنقيب عن النفط، وفرض تعرفات جمركية جديدة على الواردات الأجنبية، وتمديد تخفيضات الضرائب لعام 2017 التي تنتهي مدتها في ظل الإدارة المقبلة، وتعليق الضرائب على الدخل من الإكراميات والبقشيش وإلغاء استثمارات بايدن في الطاقة والبنية التحتية النظيفة.
ولكن في مارالاغو، وفي حديثه مع ماسك، وعلى منصته «تروث سوشال» وفي أحدث تجمعاته الانتخابية وغيرها، طغى كلام ترمب عن نفسه على أجندته الاقتصادية، بالإضافة إلى مهاجمة شخص هاريس، واتهامه إياها بتزوير عرقها وأصلها. وانزلق مرة أخرى إلى هجمات قديمة على بايدن، مكرراً أن هزيمته عام 2020 كانت بسبب التزوير المنهجي. وأخيراً، بدأ في مهاجمة حجم وحماس الحشود التي تجتذبها هاريس في مسار الحملة الانتخابية، حتى إنه ادعى أن صورة تجمعها الانتخابي في ميشيغان مفبركة بواسطة الذكاء الاصطناعي. وجعلت هذه العوامل من الصعب على ترمب تقديم خط بياني سياسي أوضح مع بطاقة هاريس.
خطط هاريس
ومن المقرر أن تزور هاريس نورث كارولينا أيضاً الجمعة. ورحب مدير الاتصالات لدى حملة الديمقراطيين مايكل تايلر بأي مقارنة يستطيع ترمب إجراءها مع خطط هاريس الاقتصادية. وكتب في مذكرة أنه «بصرف النظر عما يقوله، هناك شيء واحد مؤكد: ترمب ليست لديه خطة ولا رؤية ولا مصلحة ذات مغزى في المساعدة في بناء الطبقة المتوسطة»، مشيراً إلى التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الوباء وتخفيضات الضرائب في عام 2017 التي تم توجيهها إلى الشركات والأسر الفردية الثرية. وتوقع أن تؤدي مقترحات ترمب في شأن التجارة والضرائب وعكس سياسات بايدن إلى «ارتفاع التضخم بشكل كبير وتكليف اقتصادنا ملايين الوظائف - كل ذلك لصالح الأثرياء للغاية والمصالح الخاصة».
وتضم حملة هاريس أكثر من 20 مكتباً وأكثر من 170 موظفاً في كل أنحاء ولاية نورث كارولينا. ومنذ أن أصبحت المرشحة المفترضة للديمقراطيين، استقطبت الحملة 12 ألف متطوع جديد، وعمل أكثر من 9500 متطوع في نوبات تطوعية ببعض القدرات في نفس الفترة.
في غضون ذلك، أطلقت حملة هاريس جهداً إعلانياً بقيمة 90 مليون دولار على مدى الأسابيع الثلاثة المقبلة لتقديم المرشحة الديمقراطية للناخبين وزيادة تفوقها في الاستطلاعات على ترمب. يمثل شراء الوسائط أكبر استثمار لحملتها حتى الآن في الرسائل إلى الناخبين قبل شهرين ونصف الشهر فقط من الانتخابات. ويأتي ذلك في أعقاب إعلانات بقيمة 50 مليون دولار حجزت الشهر الماضي بعد وقت قصير من حلول هاريس مكان بايدن على بطاقة الحزب الديمقراطي.
وقال فريق هاريس إن الحملة الإعلانية ستركز على السرد الشخصي لنائبة الرئيس، ومسيرتها بوصفها مدعية عامة في كاليفورنيا، والتزامها بالوقوف في وجه المصالح القوية، والتباين مع ما سماه «أجندة ترمب الخطيرة والمتطرفة».
وستصل عملية شراء الإعلانات إلى 7 ولايات متأرجحة. وقال نائب المدير الرئيسي للحملة، كوينتين فولكس، إنه كلما زاد ما يعرفه الناخبون عن هاريس، زاد فهمهم أنها «المرشحة الوحيدة المناسبة لقيادة بلادنا على مدى السنوات الأربع المقبلة».