مدينة أميركية بلا عناوين أو أسماء شوارع على موعد مع التغيير

صورة من أعلى لمدينة كارمل باي ذا سي في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)
صورة من أعلى لمدينة كارمل باي ذا سي في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)
TT

مدينة أميركية بلا عناوين أو أسماء شوارع على موعد مع التغيير

صورة من أعلى لمدينة كارمل باي ذا سي في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)
صورة من أعلى لمدينة كارمل باي ذا سي في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)

لا أحد في هذا المجتمع الثري في كاليفورنيا المعروف بشواطئه الرملية البيضاء وسحره الذي يشبه القصص الخيالية لديه عنوان شارع. ولكن على عكس المنازل في «كارمل باي ذا سي»، قد تكون تلك الأيام معدودة قريباً.

بعد أكثر من قرن من العيش من دون عنوان، تمضي هذه الوجهة السياحية الساحلية حيث كان كلينت إيستوود رئيساً للبلدية ذات يوم، قُدُماً في خطة لتخصيص أرقام للشوارع والمنازل والشركات. ولا يشعر كثير من السكان القدامى بالسعادة حيال ذلك.

يجب على سكان المدينة وزوارها التنقل في مشهد غابات تبلغ مساحتها ميلاً مربعاً واحداً (2.5 كيلومتر مربع) حيث لا تحتوي المنازل والمتاجر والمطاعم والمباني الأخرى على أرقام. الأمر أكثر صعوبة يكون ليلاً لأن المدينة بها عدد قليل من أضواء الشوارع.

عندما يُطلب من السكان عنوانهم، يصفون لون منازلهم أو أسلوبها، والمعالم القريبة مثل أشجار السرو وصنابير المياه أو موقعهم بالنسبة لأقرب شارع متقاطع. يحتوي عديد من المنازل على لافتات تحمل أسماء غريبة أو أوصافاً. ولا توجد خدمة توصيل بريد، لذا يجب على السكان تسلم بريدهم من مكتب البريد الأميركي، المبنى الوحيد الذي يحمل عنواناً رسمياً.

لكنَّ عناوين الشوارع قد تأتي أخيراً إلى هذه المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها 3300 نسمة، على بُعد نحو 120 ميلاً (193 كيلومتراً) جنوب سان فرنسيسكو. في يوليو (تموز)، صوَّت مجلس المدينة بنسبة 3 - 2 على المضي قدماً في خطة لإصدار أرقام الشوارع.

وقالت عضو المجلس كارين فيرليتو، إن المدينة بها سكان متقدمون في السن، «عندما تستجيب طواقم الطوارئ، خصوصاً في الليل، يكون من الصعب جداً إحصاء المنازل من أجل العثور على المنزل المناسب. في بعض الأحيان يذهبون إلى المنزل الخطأ وهذا يضيع وقتاً ثميناً».

يشكو السكان من أن عديداً من الوكالات الحكومية والشركات تتطلب عنواناً فعلياً للخدمة. يقولون إن سائقي التوصيل وسيارات الأجرة لا يستطيعون العثور على منازلهم وغالباً ما يتركون الطرود وطلبات الطعام في المنزل الخطأ، حسبما نقل تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».

وتقول بيتي كولاس، التي انتقلت إلى كارمل قبل 15 عاماً: «لقد تلقينا بعض الزهور التي كانت عديمة الفائدة. كما تلقينا سلال فواكه عندما توفي والدي، وكانت عمرها ستة أسابيع»، وتتابع: «في بعض الأحيان، إذا كنت تعلم أنه تم تسليمها إلى مكان ما، فعليك الخروج بمصباح يدويّ في الليل، والذهاب من منزل إلى منزل لمعرفة ما إذا كان يمكنك العثور عليها».

قالت كولاس إن دواء زوجها الذي تبلغ قيمته 13000 دولار لم يصل أبداً، ولن ينجح توصيله إلى مكتب البريد لأنه يتطلب التبريد. كان من الصعب الحصول على المياه والكهرباء وخدمة الكابلات من دون عنوان فعلي.

لكنَّ الكثيرين لا يرون أن هناك حاجة إلى عناوين الشوارع، حتى في العصر الحديث عندما يستخدم الناس عناوينهم بشكل متزايد للتسوق عبر الإنترنت والحصول على وثائق قانونية مهمة.

وقال غرانت غونسون، المقيم مدى الحياة خارج مكتب البريد: «لقد وُلدت في كارمل قبل 67 عاماً. نشأت من دون عناوين شوارع، وهذا شيء اعتدت عليه. هذا من سحر كارمل. إنها إحدى القصص التي نرويها».

ومن بين المعارضين رئيس البلدية الذي صوَّت ضد هذا الإجراء. وقال رئيس البلدية ديف بوتر، خلال مقابلة في منزله: «إذا لم يكن الأمر معطلاً، فلا تصلحه. لا أعتقد أن هذا ضروري. أعني، بصراحة، أننا نعيش بهذه الطريقة منذ 100 عام. نحن لسنا بحاجة إليهم».

أثارت قضية عناوين الشوارع جدلاً في كارمل منذ تأسيسها عام 1916، وغالباً ما كانت تضع أصحاب الأعمال في مواجهة السكان العازمين على الحفاظ على طابع القرية وثقافتها وسحرها.

أقر مسؤولو المدينة مرسوماً يتطلب ترقيم المنازل في عام 1926، لكنَّ السكان المهتمين بالحفاظ على البيئة قاوموا. وبعد ثلاث سنوات، أقرت المدينة مرسوماً لإبقاء شوارع كارمل السكنية خالية من الأرصفة وأضواء الشوارع واللافتات النيون والمباني الشاهقة وصناديق البريد. كما حظرت عناوين الشوارع.

في عام 1953، هددت كارمل بالانفصال عن كاليفورنيا بسبب التشريع الحكومي المقترح الذي يتطلب أرقام المنازل. ولم يتم تمرير مشروع القانون. عادت القضية إلى الظهور مرة أخرى في أثناء الوباء، عندما قُلصت التفاعلات الشخصية وأراد مزيد من السكان توصيل الطرود والوجبات إلى منازلهم.

وتحدث مسؤولو إنفاذ القانون والإطفاء المحليون لدعم العناوين في اجتماع المجلس في 9 يوليو، مشيرين إلى أن عدم وجود أرقام الشوارع ينتهك قوانين الحرائق والبناء. ورفض بوتر المخاوف المتعلقة بالسلامة، مشيراً إلى أن مقدمي خدمات الطوارئ المحليين لديهم معرفة تفصيلية بالمدينة وتمكنهم الاستجابة في غضون بضع دقائق.

يخشى بعض السكان القدامى أن تقلل أرقام الشوارع من روعة كارمل. وقالت المقيمة فيرجينيا كرابو: «لقد عشت هنا لفترة طويلة، لقد نسيت نوعاً ما كيف يكون الأمر عند تسليم البريد، لذلك لا يزعجني الأمر». وأردفت: «أعتقد أنه أكثر جماعية عندما تضطر إلى النزول إلى مكتب البريد للحصول على بريدك لأنك تستطيع رؤية جيرانك».

حتى بعد أن تتلقى المنازل عناوين الشوارع، سيظل مكتب البريد مفتوحاً ولن تكون هناك خدمة توصيل بريد إلى المساكن، كما قال فيرليتو.

وبعد تصويت المجلس، تم توجيه موظفي المدينة لتطوير خطة ترقيم يجب أن توافق عليها هيئة البريد الأميركية، لكن القصة لم تنتهِ بعد. في نوفمبر (تشرين الثاني)، سيصوت السكان لاختيار أعضاء مجلس المدينة ورئيس البلدية الذي سيحدد مصير إصدار العناوين للسكان.

وقال عضو المجلس جيف بارون، الذي يترشح لمنصب عمدة المدينة وصوَّت لعناوين الشوارع: «هذه قضية سياسية للغاية، ولا أعرف ماذا سيحدث بعد الانتخابات، لكنني آمل أن يستمر المجلس الجديد في السير على نفس المسار».

يتفق آخرون على أنه حان الوقت للانضمام إلى العالم الحديث. وقال المقيم بدوام جزئي بروس إدواردز، الذي كان يتسلم البريد من صندوق بريده: «لا أعتقد أن أرقام الشوارع ستُفسد السحر، أنا أؤيد ذلك بسبب مشكلات التوصيل. ستعمل (أوبر) بشكل أفضل. ستتمكن سيارات الإسعاف من العثور عليَّ عندما أتعرض لنوبة قلبية».


مقالات ذات صلة

إطفائيو لوس أنجليس يسابقون الزمن لاحتواء الحرائق

الولايات المتحدة​ مبان أتت عليها النيران في حي  باسيفيك باليسادس بلوس أنجليس أمس (رويترز)

إطفائيو لوس أنجليس يسابقون الزمن لاحتواء الحرائق

تسابق فرق الإطفاء الزمن لاحتواء حرائق لوس أنجليس، وسط تحذيرات من عودة الرياح العاتية، ومخاوف من اتساع رقعة النيران ومعها حصيلة الضحايا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تُظهر صور التقطت بالأقمار الاصطناعية الخاصة بشركة «ماكسار» منازل ومباني بمنطقة ألتادينا بولاية كاليفورنيا... على اليمين التقطت في 8 يناير 2025 وعلى اليسار التقطت في 6 يناير 2025 قبل الحرائق (أ.ف.ب)

قبل وبعد... هكذا حوَّلت الحرائق أحياء لوس أنجليس إلى أنقاض ورماد (صور)

تلتقط صور الأقمار الاصطناعية الدمار من الأعلى لحرائق لوس أنجليس؛ حيث تظهر أحياء بأكملها وقد تحولت إلى أنقاض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ اتساع رقعة الحرائق في لوس أنجليس (أ.ف.ب) play-circle 01:43

ترمب ينتقد «عدم كفاءة» مسؤولي ولاية كاليفورنيا بعد حرائق لوس أنجليس

شنَّ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الأحد، هجوماً جديداً على المسؤولين في ولاية كاليفورنيا، في وقت يواصل فيه رجال الإطفاء مكافحة الحرائق في لوس أنجليس.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق تشيستر غريفيث وابنه أثناء محاولات إخماد الحرائق التي اجتاحت شارعهما (التلغراف)

قصة جرّاح دماغ «محارب» أنقذ شارعه من الحرائق واللصوص في لوس أنجليس

أنهى طبيب إجراء عملية جراحية في الدماغ، ثم ركب سيارته وسافر إلى لوس أنجليس لإنقاذ منزله الواقع في ماليبو من حرائق الغابات المستعرة، بسيناريو يعدّه منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ عناصر سابقون وحاليون من جهاز «الخدمة السرية» يحملون نعش جيمي كارتر المغطى بعلم الولايات المتحدة (أ.ب)

بعد دفن كارتر... «الخدمة السرية» تُنهي أطول فترة حماية لرئيس أميركي

أعلن جهاز «الخدمة السرية» الأميركي رسمياً عن إنهاء حمايته للرئيس السابق جيمي كارتر، الذي تقول الوكالة إنه حظي بأطول فترة حماية لشخصية في تاريخ الجهاز.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تصريحات ترمب عن غرينلاند تدق ناقوس الخطر في أوروبا

علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيجاليكو (رويترز)
علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيجاليكو (رويترز)
TT

تصريحات ترمب عن غرينلاند تدق ناقوس الخطر في أوروبا

علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيجاليكو (رويترز)
علم غرينلاند يرفرف في مستوطنة إيجاليكو (رويترز)

ألقى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بخطاب توسعي في وجه حلفاء بلاده، بل وخصومها المحتملين، وقال إن حدود القوة الأميركية يجب أن تمتد لتشمل كندا وإقليم غرينلاند الدنماركي، وإلى الجنوب حتى قناة بنما.

وقد أثارت اقتراحات ترمب بأنه يمكن إعادة ترسيم الحدود الدولية - بالقوة حال لزم الأمر - استفزازات في أوروبا، على نحو خاص.

وتتعارض كلماته مع الحجة التي يحاول قادة أوروبا والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بها.

واتسمت ردود فعل العديد من قادة القارة - وقد تعلموا أن يتوقعوا من ترمب ما هو غير متوقَّع، ورأوا أفعاله لا تنطبق على أقواله بشكل دائم - بالحذر، وقد تبنى بعضهم وجهة نظر «لا يوجد شيء هنا»، بدلاً من الدفاع بقوة عن الدنمارك، وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وفقاً لما ذكرته وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية.

ورغم ذلك، يقول محللون إن الكلمات من شأنها أن تضرّ بالعلاقات الأميركية الأوروبية قبل بدء ولاية ترمب الثانية، يوم 20 الشهر الحالي.

وأكدت ردود الفعل الدبلوماسية التي صدرت عن العديد من المسؤولين في أوروبا اعتقادهم بأن ترمب لا يعتزم الزحف بقواته للاستيلاء على غرينلاند.

يُشار إلى أن الحكومات الأوروبية تعتمد على الولايات المتحدة بشكل كبير في التجارة والطاقة والاستثمار والتكنولوجيا والتعاون الدفاعي من أجل الأمن.

وقالت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني: «أعتقد أننا يمكننا استبعاد أن تحاول أميركا خلال السنوات المقبلة اللجوء للقوة من أجل ضم الأراضي التي ترغب فيها».

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس - ولكن بحذر: «يجب عدم تحريك الحدود بالقوة»، دون أن يذكر ترمب بالاسم.

ولاحقاً قال شولتس، أمس السبت، خلال المؤتمر العام لحزبه الاشتراكي الديمقراطي، في برلين: «مبدأ حرمة الحدود ينطبق على كل دولة»، مضيفاً: «يجب على كل دولة الالتزام بهذا المبدأ، بغض النظر عما إذا كانت صغيرة أو كبيرة وقوية للغاية».

وسعى الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى الضغط على إدارة ترمب المقبلة، في وقت سابق هذا الأسبوع، من أجل مواصلة دعم أوكرانيا؛ حيث قال: «بغض النظر عما يجري في العالم، يريد الجميع أن يتأكدوا من أن بلادهم لن تُمحى من على الخريطة».

ومنذ أطلق بوتين قواته عبر الحدود إلى أوكرانيا في عام 2022، يكافح زيلينسكي وحلفاؤه - بتكلفة باهظة - للدفاع عن المبدأ الذي قام عليه النظام الدولي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ومفاده: «لا يمكن للدول القوية، ببساطة، التهام الآخرين».

وقال وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا إنهما لا يتوقعان أن تقدم أميركا على غزو غرينلاند. ومع ذلك، وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو تصريحات ترمب بأنها جرس إنذار.

وقال بارو: «إذا كان السؤال هل دخلنا حقبة زمنية يكون فيها البقاء للأقوى؟ فإن إجابتي هي: نعم».

وقال رئيس وزراء غرينلاند، موتي إيجيد، إن شعبها لا يريد أن يصبح أميركياً، لكنه منفتح على مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة.

وغرينلاند منطقة شبه مستقلة تقع في القطب الشمالي، وليست جزءاً من الاتحاد الأوروبي، ولكن سكانها البالغ عددهم 56 ألف نسمة يُعدّون من مواطني التكتل؛ كونهم جزءاً من الدنمارك.

وقال إيجيد: «التعاون يعني الحوار».

ووصفت رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن الولايات المتحدة بأنها «أقرب حليف لنا... وعلينا أن نقف معاً».

كلمات ترمب مثيرة للإزعاج

واتفق محللون أمنيون أوروبيون على أنه لا يوجد احتمال حقيقي لاستخدام ترمب قوة الجيش ضد الدنمارك، وهي حليف لبلاده داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولكنهم أعربوا عن قلق عميق، رغم ذلك.

وحذر المحللون من اضطرابات مقبلة في العلاقات عبر الأطلسي، وللأعراف الدولية وللتحالف العسكري الغربي، لدواعٍ ليس أقلها الخلاف المتنامي بين أميركا وكندا، العضو في الحلف، على خلفية اقتراحات ترمب المتكررة بأنها يجب أن تصبح ولاية أميركية.

ويقول فليمينغ سبليدسبول هانسن، وهو متخصص في السياسة الخارجية وروسيا وغرينلاند لدى المعهد الدنماركي للدراسات الدولية: «بالطبع هناك احتمال أن يكون هذا مجرد مأمور جديد في المدينة (من شأنه إجراء تغييرات). أشعر ببعض الارتياح إزاء حقيقة أنه يصر الآن على ضرورة ضم كندا إلى الولايات المتحدة، مما يشير إلى أن هذا مجرد نوع من التبجُّح السياسي».

وأضاف: «ولكن الضرر قد وقع بالفعل... في الحقيقة، لا يمكنني أن أتذكر واقعة مماثلة لهذه، يهدد فيها حليف - في هذه الحالة الحليف الأهم (أميركا) - الدنمارك أو دولة أخرى عضو في (الناتو)».

وأعرب هانسن عن مخاوف من أن يتداعى «حلف الأطلسي»، حتى قبل تنصيب ترمب.

وقال: «يساورني القلق بشأن فهمنا للغرب الجماعي... ماذا يعني هذا الآن؟ وماذا قد يعني بعد عام واحد من الآن، أو عامين، أو على الأقل بنهاية رئاسة ترمب الثانية؟ ماذا ستكون النتائج؟».

المخاوف الأمنية دافع محتمل

ويرى دبلوماسيون ومحللون خيطاً مشتركاً في تطلع ترمب إلى كندا وإلى قناة بنما وغرينلاند، ألا وهو: تأمين الموارد والممرات المائية لتعزيز قوة الولايات المتحدة ضد خصومها المحتمَلين.

وتقول المحللة أليكس فرانجول - ألفيس، في باريس، إن لغة الخطاب لدى ترمب «كلها جزء من نهجه: (جَعْل أميركا عظيمة مرة أخرى)».

وأشارت إلى وجود معادن نادرة ضرورية للتقنيات المتقدمة والخضراء، في أراضي غرينلاند. والصين تهيمن على الإمدادات العالمية من هذه المعادن الثمينة، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى خطراً أمنياً.

وأوضحت ألفيس، التي تركز على السياسات الأميركية لصالح صندوق مارشال الألماني: «تأتي أي سياسة تتبناها واشنطن من خلال منظور المنافسة مع الصين».

وقال مراقبون إن أساليب ترمب المقترحة تحفها المخاطر.

ويقول المحلل الأمني ألكسندر خارا إن ادعاء ترمب بأننا «بحاجة إلى غرينلاند من أجل أغراض تتعلق بالأمن القومي»، يستدعي لديه تعليقات الرئيس الروسي بوتين بشأن شبه جزيرة القرم، الأوكرانية، الاستراتيجية في البحر الأسود، عندما استولت روسيا عليها بالقوة، في عام 2014.

وأضاف خارا، وهو مدير مركز استراتيجيات الدفاع في العاصمة الأوكرانية كييف، إن الإيحاء بأن الحدود قد تكون مرنة «سابقة خطيرة تماماً».

وحذر قائلاً: «نمر بمرحلة انتقالية من النظام القديم القائم على المعايير والمبادئ... ونتجه إلى مزيد من الصراعات ومن الفوضى والغموض».