واشنطن تقدم 3.5 مليار دولار لإسرائيل لإنفاقها على أسلحة أميركية

دبابة إسرائيلية تشارك في مناورات بالقرب من الحدود مع غزة (رويترز)
دبابة إسرائيلية تشارك في مناورات بالقرب من الحدود مع غزة (رويترز)
TT

واشنطن تقدم 3.5 مليار دولار لإسرائيل لإنفاقها على أسلحة أميركية

دبابة إسرائيلية تشارك في مناورات بالقرب من الحدود مع غزة (رويترز)
دبابة إسرائيلية تشارك في مناورات بالقرب من الحدود مع غزة (رويترز)

قالت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم، إن واشنطن ستقدم لإسرائيل 3.5 مليار دولار لإنفاقها على أسلحة وعتاد عسكري أميركي، لتفرج بذلك عن الأموال بعد أشهر من تخصيص الكونغرس لها في أثناء حرب إسرائيل في غزة.

وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن الوزارة أخطرت الكونغرس يوم أمس بأن الحكومة تعتزم الإفراج عن تمويل عسكري أجنبي لإسرائيل بمليارات الدولارات.

وكانت شبكة «سي.إن.إن» ذكرت في وقت سابق أن الإفراج عن هذا المبلغ يأتي ضمن مشروع قانون تمويل إضافي بقيمة 14 مليار دولار لإسرائيل أُقره الكونغرس في أبريل (نيسان).

ويأتي هذا الإجراء في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر في الشرق الأوسط، ويخشى كثيرون من اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية على غزة والتي أدت بالفعل إلى مقتل عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية.

وتزايدت مخاطر التصعيد إلى حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة «حماس» في إيران، وفؤاد شكر القائد العسكري البارز في «حزب الله» ببيروت مما أثار تهديدات بالرد على إسرائيل.


مقالات ذات صلة

ترمب يروي قصة نجاته من الموت في مروحية... لكن زلة لسان تثير الجدل

الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في موانتانا (أ.ف.ب)

ترمب يروي قصة نجاته من الموت في مروحية... لكن زلة لسان تثير الجدل

بدا أن المرشح الجمهوري دونالد ترمب قد خلط بين رئيس بلدية سان فرنسيسكو السابق ويلي براون، وبين حاكم ولاية كاليفورنيا السابق جيري براون.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية مجتمع الاستخبارات الأميركي لا يزال يعتقد أن إيران لا تعمل حالياً على بناء جهاز نووي (رويترز)

تقييم استخباراتي أميركي: إيران في وضع أفضل لإطلاق برنامجها للأسلحة النووية

تجري إيران أبحاثاً تجعلها في وضع أفضل لإطلاق برنامجها للأسلحة النووية، وفقاً لتقييم جديد أجرته وكالات الاستخبارات الأميركية، بحسب تقرير.

الولايات المتحدة​ عناصر من الجيش الإسرائيلي ينفذون عملية بغزة (أ.ف.ب)

واشنطن لن تفرض عقوبات على كتيبة بالجيش الإسرائيلي قتلت فلسطينياً-أميركياً

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس (الجمعة) أنها لن تفرض عقوبات على كتيبة عسكرية إسرائيلية متورطة في مقتل رجل يحمل الجنسيتين الفلسطينية والأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ طائرة يُعتقد أنها كانت تقل تاجر المخدرات المكسيكي إسماعيل «إل مايو» زامبادا وخواكين غوزمان لوبيز نجل شريك زامبادا السابق خواكين «إل تشابو» اللذين تم القبض عليهما في إل باسو بولاية تكساس شوهدت على مدرج مطار مقاطعة دونا آنا الخاص في سانتا تيريزا نيومكسيكو (رويترز)

نجل إل تشابو بارون المخدرات المكسيكي يسلم نفسه طواعية للولايات المتحدة

قالت السفارة الأميركية في المكسيك أمس (الجمعة) إن خواكين غوزمان لوبيز، نجل بارون المخدرات «إل تشابو»، سلم نفسه طواعية.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
الولايات المتحدة​ أرشيفية لقوات أميركية بريف الرميلان بمحافظة الحسكة شرق سوريا (أ.ف.ب)

«مسيّرة» تستهدف القوات الأميركية بشمال شرقي سوريا

قال مسؤول أميركي، اليوم، إن القوات الأميركية في سوريا تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة، لكن الأنباء الأولية تفيد بعدم وقوع إصابات جراء ذلك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الانتخابات الأميركية: الجمهوريون يحذرون من «ليبرالية» هاريس ووالز

بعد اكتمال عملية تسمية الحزبين مرشحيهما بدأ التنافس الفعلي بين هاريس وترمب على الرئاسة (رويترز)
بعد اكتمال عملية تسمية الحزبين مرشحيهما بدأ التنافس الفعلي بين هاريس وترمب على الرئاسة (رويترز)
TT

الانتخابات الأميركية: الجمهوريون يحذرون من «ليبرالية» هاريس ووالز

بعد اكتمال عملية تسمية الحزبين مرشحيهما بدأ التنافس الفعلي بين هاريس وترمب على الرئاسة (رويترز)
بعد اكتمال عملية تسمية الحزبين مرشحيهما بدأ التنافس الفعلي بين هاريس وترمب على الرئاسة (رويترز)

بعد اكتمال البطاقتين الرئاسيتين، يتكرس التنافس الفعلي بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، ونائبها حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز من جهة، والمرشح الجمهوري دونالد ترمب، ونائبه السيناتور عن ولاية أوهايو جاي دي فانس من جهة أخرى. وفي حين تُظهر أرقام الاستطلاعات والتبرعات تقدماً لافتاً للبطاقة الديمقراطية، مقابل تلك الجمهورية، يكثف ترمب هجماته على مُنافسته «الليبرالية» - على حد وصفه - محذراً من «جحيم على الأرض» بعد اختيارها والز.

يستعرض برنامج «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين صحيفة «الشرق الأوسط» وقناة «الشرق»، خلفية الهجمات الجمهورية، وأسباب وقوع خيار هاريس على حاكم ولاية زرقاء غير متأرجحة، بالإضافة إلى سر مقارنته بالسيناتور التقدمي برني ساندرز.

الاستراتيجية الجمهورية

تُوجه هيلتون بيكهام، مديرة الاتصالات بمعهد «أميركا أولاً» والمستشارة الإعلامية السابقة في البيت الأبيض خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، انتقادات لاذعة لهاريس، ونائبها تيم والز، مشيرة إلى «تقلب مواقفها في قضايا استخراج النفط والرعاية الصحية الحكومية والحدود». كما تتحدث عن سجل والز، مُذكّرة بالاحتجاجات في ولايته بعد مقتل الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد، وتقول: «لقد ترك مينيسوتا تشتعل لثلاثة أيام، وبلغت قيمة الأضرار في مينيابوليس 580 مليون دولار، ثم ننظر إلى ما فعله مع حركة المتحوّلين جنسياً، إذ سمح بأن تصبح هذه الولاية ملاذاً لهم، حيث يمكن للولاية انتزاع قاصر يريد أن يغير جنسه، رغم رفض أهله، من وصايتهم. بالإضافة إلى قضية الحدود. يشبهه كثيرون ببيرني ساندرز عندما كان شاباً».

ترمب خلال مؤتمر صحافي بمارالاغو في 8 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

من ناحيتها، تُرجّح ناومي ليم، مراسِلة صحيفة «واشنطن إكزامينر» في البيت الأبيض، أن يكون سبب اختيار هاريس لوالز هو «الطريقة التي يتواصلان بها معاً»، مشيرة إلى أن اختياره يضيف نوعاً من «التوازن إلى لائحة الاقتراع، من الناحية الآيديولوجية». وتضيف: «لقد رأينا أنه جرى تلقيبه بالليبرالي من سان فرنسيسكو، لكنه كان أيضاً في مقعد نيابي يميل إلى الحكم الجمهوري في الكونغرس لفترة 12 عاماً، إذن هو يستطيع أن يتوجه إلى الفريقين، كما أنه قد يقدّم إلى هذه ولايات (الجدار الأزرق) الذي يتألف من ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا. وهذا سيكون مهماً جداً للفوز». وتضيف ليم أن والز «يعكس صورة الشخص اللطيف من مينيسوتا»، مشيرة إلى أن هذا يتضارب مع جي دي فانس، الذي تخرَّج في جامعة راقية، ولديه تاريخ مثير للاهتمام بعد بداياته القاسية. وتختتم قائلة: «لذا أعتقد أن هذا الخيار يشكل الضربة المثالية لترمب وفانس».

وتؤكد أيمي أليسون، مؤسسة منظمة «she the people» المعنية بدعم النساء من الأقليات العِرقية في السياسة، أن الحاكم والز «هو خيار ممتاز لكامالا هاريس». وتفسر قائلة: «إن هذا الخيار يعيد الفرح، لدينا بلد سئم من الكآبة، ويريد أن يتطلع؛ ليس فقط لما هو معاكس لترمب، بل لمستقبل أميركي. ويريد مستقبلاً حيث يستطيع الناس، من مختلف الأعراق والخلفيات، أن يتفقوا على مسائل مشتركة.. فهذا ما يمثله خيار نائب الرئيس».

وتشير أليسون إلى أن الخيار يُعدّ استراتيجياً للديمقراطيين، خصوصاً في ولايات يجب الفوز بها مثل أريزونا وميشيغان وجورجيا. وتقول: «هي ولايات مؤلَّفة في أغلبيتها من الأشخاص ذوي البشرة الملونة، والحزب الديمقراطي يعود للتواصل مع قاعدته الأساسية؛ أي النساء ذوات البشرة الملونة، والأشخاص ذوي البشرة الملونة، بالتحالف مع التقدميين، وهذا سيؤدي إلى الفوز».

قضايا محورية

في ظل هذا النقاش، تُعارض بيكهام، بشكل أساسي، مبدأ «الفرح» في السباق إلى البيت الأبيض، قائلة: «الأمر لا يتعلق بالفرح، بل بشراء لوازم غذائية والبترول بأسعار معقولة، وضبط الحدود. لقد سئم الناس من الحدود المفتوحة التي تغرق مدننا». وتشير بيكهام إلى الاستطلاعات التي تُظهر تقدم ترمب على هاريس في قضيتي الاقتصاد والهجرة، مضيفة: «الشعب يثق بترمب أكثر لمعالجة هاتين المسألتين بطريقة فعالة».

وهنا هبّت أليسون للدفاع عن الديمقراطيين، مُوجّهة انتقادات لاذعة للجمهوريين وخططهم، وقالت: «ما زلت أنتظر سماع الخطط الجمهورية، ما الخطط المتعلقة بالحدود دون رفض الأشخاص الذين يأتون إلى هذه البلاد والتخلي عن الإنسانية؟ما الخطة لتخفيض كلفة المعيشة؟ ما الخطة الخاصة بالرعاية الصحية؟». وتضيف: «إلى أن يقدم الجمهوريون وترمب وفانس خططاً واضحة لمعالجة هذه المسائل، فإننا نتحدث عن هجمات فارغة ونقص في الأفكار».

متظاهرون داعمون لفلسطين في بنسلفانيا 3 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

وتردُّ بيكهام مؤكدة أن الجمهوريين «يملكون خطة بالتأكيد». وتشرح: «فيما يتعلق بالحدود، الأمر بسيط: يجب تطبيق القوانين، لا نستقبل الأجانب غير الشرعيين استقبالاً حاراً. حالياً، هناك عناصر لمراقبة الحدود يقومون بدور حاضنات الأطفال بسبب عدم وجود عدد كاف منهم لحماية الحدود؛ نظراً للعدد الهائل من القادمين». وتتحدث بيكهام كذلك عن خطة الجمهوريين الاقتصادية، مشيرة إلى أن أساسها يعتمد على استقلال الولايات المتحدة في مجال الطاقة، ما سيزيد الوظائف ويحفز الاقتصاد. وتختم بيكهام قائلة: «إذن يملك دونالد ترمب وجاي دي فانس خطة. وأعتقد أنه يجب على كامالا ونائب الرئيس الآن أن يقدما خطتهما، والإجابة عن أسئلة الإعلام التي يحاولان الاختباء منها».

من ناحيتها، تتحدث ليم عن قضية قد تشكل فارقاً أساسياً في الانتخابات، هذا العام، وهي قضية حرب غزة التي حركت، خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، موجة عدم الالتزام، حين صوّتت ولاية مينيسوتا بنسبة 19 في المائة لصالح عدم الالتزام، مقابل 13 في المائة في ميشيغان. وتقول ليم إن خيار والز قد يساعد هاريس في جذب هذه الفئة المشكِّكة من الناخبين، قائلة: «أعتقد أن هاريس بدت كأنها أكثر تعاطفاً مع القضية الفلسطينية، كما أن زوجها يهودي، وهذا ما يساعدها على تقديم صورة أكثر توازناً ومختلفة عن الحزب. ما زلتُ أعتقد أن حرب غزة ستكون مشكلة بالنسبة إليها، فقد رأينا بعض الناخبين يواجهونها في التجمعات الانتخابية، وسنرى ذلك مجدداً في المؤتمر الحزبي الديمقراطي». وتُعقّب ليم: «في الواقع، نحن لا نعلم إن كان سيكون هناك أي تغيير في السياسة».

حماسة الناخب الديمقراطي

هاريس ووالز خلال تجمع انتخابي بويسكنسن في 7 أغسطس 2024 (أ.ب)

تفوّقت حملة هاريس على حملة ترمب في جمع التبرعات، خلال شهر يوليو (تموز) بالضِّعفين تقريباً، وهو ما عزاه البعض إلى الحماسة في صفوف الناخبين، بعد تنحي الرئيس الحالي جو بايدن عن السباق. وتعترف بيكهام بهذه الحماسة، وتَعدُّه أمراً طبيعياً فتقول: «لقد كان الديمقراطيون في وضع سيئ جداً مع جو بايدن، فهو كان بالكاد قادراً على الحديث، ما أخاف الجميع». وتضيف: «نعم، هناك قصة حب عاصفة مع كامالا هاريس ونائبها لأنهما أنقذا الديمقراطيين من الانهيار، لكن مع اقترابنا من موعد الانتخابات، سيتذكر الناس لماذا كانت تفتقد إلى الشعبية، وسنبدأ رؤية الأرقام الصحيحة حينها».

لكن أليسون لا تنفق مع هذه الرؤية مشيرة إلى أن هاريس «تمنح البلاد بداية جديدة»، عبر استقطابها عدداً كبيراً من الناخبين الذين لم يكونوا مهتمين بالسباق من قبل. وذكّرت بأن هاريس تنحدر من عائلة مهاجرين، مضيفة: «هذه لحظة حماسية، ونحن مستعدون. يجب أن نذهب إلى صناديق الاقتراع... الأمر لا يتعلق بالاستطلاعات، بل بتأمين الأصوات، خصوصاً في الولايات الرئيسية».