بدأت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، السبت، إجراء مقابلات مع 6 مرشحين محتملين لمنصب نائب الرئيس على بطاقتها الرئاسية، بعدما انتزعت الجمعة الأصوات الكافية لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في مواجهة خصمها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب الذي وافق على خوض مناظرة معها في 4 سبتمبر (أيلول) المقبل، عبر شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية.
وضمنت هاريس (59 عاماً) ترشيح الحزب الديمقراطي لها لخوض الانتخابات الرئاسية أمام ترمب (78 عاماً)، بعد أقل من 100 يوم على الانتخابات.
اقتراع إلكتروني
في اقتراع إلكتروني هو الأول من نوعه في الولايات المتحدة، وقّع 4 آلاف مندوب على عرائض تدعم ترشيح هاريس، علماً بأن الترشيح الرسمي سيحصل في المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي في شيكاغو بين 19 أغسطس (آب) الحالي و23 منه. وبعد حصولها على العدد الكافي من الأصوات، قالت هاريس: «يشرفني أن أكون المرشحة المفترضة للحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة». ولم يتقدم أي ديمقراطي لمنافسة هاريس على الترشح للرئاسة؛ ما يجعل تأكيد ترشيح الحزب لها كأول امرأة سوداء، ومن أصول جنوب آسيوية، مجرد إجراء شكلي.
في غضون ذلك، شرعت هاريس في إجراء مقابلات تشمل كلاً من حكام كنتاكي آندي بشير، وألينوي جاي بي بريتزكر، وبنسلفانيا جوش شابيرو، ومينيسوتا تيم والز، بالإضافة إلى السيناتور عن أريزونا مارك كيلي، ووزير النقل بيت بوتيجيج. وتنتهي هذه المقابلات الأحد، لتنطلق بعدها في حملة انتخابية تشمل 7 ولايات متأرجحة، بدءاً من بنسلفانيا، على أن تصل إلى كل من جورجيا وويسكونسن وأريزونا ونيفادا وميشيغان ونورث كارولينا.
وكان يُنظر إلى شابيرو وكيلي على أنهما بين المرشحين الأوفر حظاً على اللائحة التي بدأت بفحص 12 اسماً. غير أن بعض المعلومات التي ظهرت خلال الساعات القليلة الماضية يمكن أن تؤثر على حظوظ شابيرو (51 عاماً)، الذي تبيَّن أنه كتب في صحيفة جامعته قبل 3 عقود أن الفلسطينيين لديهم «عقلية قتالية مفرطة» تحول دون التوصل إلى حل الدولتين مع إسرائيل، علماً بأن شابيرو يباهي بهويته اليهودية، وهو من أشد المدافعين عن إسرائيل في الحزب الديمقراطي الذي يعاني انقسامات واضحة بسبب الحرب في غزة.
«عقلية قتالية مفرطة»
وكشفت صحيفة «فيلادلفيا إنكوايرر» أن شابيرو كتب بمقال رأي في صحيفة جامعة روتشستر بنيويورك، «كامبوس تايمز»، في 23 سبتمبر (أيلول) 1993، أن الفلسطينيين «لديهم عقلية قتالية مفرطة، بحيث لا يمكنهم إنشاء وطن سلمي خاص بهم (...) سيتعبون من القتال بين بعضهم، وسيتجهون إلى الخارج ضد إسرائيل». وأضاف أن «الطريقة الوحيدة لنجاح خطة السلام (تحصل) إذا لم يفسدها الفلسطينيون»، الذين «لن يتعايشوا بسلام» مع الإسرائيليين.
وخلال مؤتمر صحافي، الجمعة، بجامعة تشيني في بنسلفانيا، وهي الأولى للسود في البلاد، حاول شابيرو أن ينأى بنفسه عما كتبه، بعدما أمضى 5 أشهر في الدراسة بإسرائيل، وتطوَّع في الجيش الإسرائيلي. وقال إن «أمراً كتبته عندما كنت في العشرين من عمري؛ هل هذا ما تتحدث عنه؟ كنت في العشرين من عمري». وأكد أن «أملي هو أن نرى يوماً يسود فيه السلام بالشرق الأوسط، حيث يكون هناك حل الدولتين، حيث يحترم جميع القادة المشاركين في المحادثات الجانب الآخر، ويظهرون استعدادهم لاتخاذ الخيارات الصعبة لإيجاد السلام». ولم يُرضِ تفسير شابيرو فرع فيلادلفيا لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، الذي طالبه، الجمعة، بالاعتذار.
وإذا وقع اختيار هاريس على شابيرو، فسيصبح ثاني يهودي فقط مرشحاً لمنصب نائب الرئيس على بطاقة حزب رئيسي. كان الأول السيناتور الراحل عن كونيتيكت جوزيف ليبرمان، الذي ترشح على بطاقة آل غور عام 2000. وأخبر الرئيس جو بايدن الصحافيين الجمعة أنه تحدث إلى هاريس بشأن المرشح لمنصب نائب الرئيس. ولكن عندما سُئِل عما إذا كانت لديه نصيحة بشأن الصفات التي يجب أن تبحث عنها لمنصب نائب الرئيس، أجاب: «سأتركها تعمل على ذلك».
ألغى بعض الأشخاص الموجودين في القائمة المختصرة لهاريس خططهم لهذا الأسبوع فجأة، مما يشير إلى استعدادات محتملة، في إطار عملية اختيار نائب الرئيس. وعلى سبيل المثال، ألغى شابيرو 3 نشاطات لجمع التبرعات في عطلة نهاية الأسبوع بنيويورك. وقال الناطق باسمه، مانويل بوندر، في بيان: «جرى التخطيط لرحلة الحاكم قبل أسابيع، وشملت العديد من نشاطات جمع التبرعات للجنة حملته الخاصة (...). تغير جدول أعماله، ولن يسافر (إلى نيويورك) هذا الأسبوع».
خبراء من «عهد أوباما»
إلى ذلك، ضمَّت حملة هاريس ثلاثة مستشارين كبار، بينهم خبيران استراتيجيان بارزان قادا حملة الرئيس السابق، باراك أوباما، للفوز بولايتيه، عامي 2008 و2012. وأفاد مصدر بأن ديفيد بلوف، الذي عمل مديراً لحملة أوباما الرئاسية، انضم إلى حملة هاريس للعب دور مستشار كبير بها. وكذلك انضمت إلى الحملة الخبيرة الديمقراطية في مجال العلاقات العامة، ستيفاني كاتر، التي عملت مديرةً للعلاقات العامة بالبيت الأبيض ونائبة لمدير حملة أوباما.
وبين المشاركين الآخرين في حملتَي أوباما، انضم ميتش ستيوارت لتولي دور مستشار كبير لشؤون الولايات المتأرجحة.
وفي الوقت نفسه، تسبَّب مقطع فيديو نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي رئيسة بلدية فيلادلفيا، شيريل باركر، التي تدعم شابيرو، في إثارة ضجة. ويُظهِر الفيديو عدداً من المسؤولين في المنطقة والديمقراطيين يروجون لترشيح شابيرو لمنصب نائب الرئيس، مما أوحى بأن باركر على علم بقرار هاريس.
ومع ذلك، قال شخص مطلع إن الفيديو كان ببساطة يظهر دعمها لكل من هاريس وإمكانية أن يكون شابيرو على بطاقتها لمنصب نائب الرئيس.
مناظرة بـ«شروط»
إلى ذلك، أعلن ترمب في وقت متقدم من ليل الجمعة، عبر منصته للتواصل الاجتماعي، «تروث سوشيال»، أنه وافق على مناظرة مع هاريس في 4 سبتمبر (أيلول) المقبل على أن يديرها المذيعان في «فوكس نيوز» بريت باير ومارثا ماكالوم بولاية بنسلفانيا، وبحضور الجمهور. وأضاف أنه «مستعد تماماً» لقبول هاريس مرشحةً جديدةً للديمقراطيين.
ولم يتّضح على الفور ما إذا كانت هاريس ستوافق على المناظرة وشروطها. ولكن إذا وافقت، فستكون هذه المناظرة الرئاسية الأولى بينهما، علماً بأن ترمب شارك في مناظرة سابقة مع بايدن عبر شبكة «سي إن إن».