هاريس تشيد بإنجازات بايدن... والتبرعات تتدفق على حملتها

TT

هاريس تشيد بإنجازات بايدن... والتبرعات تتدفق على حملتها

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تلقي كلمة في أول ظهور علني لها منذ انسحاب الرئيس جو بايدن من سباق الرئاسة 2024 في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض (رويترز)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تلقي كلمة في أول ظهور علني لها منذ انسحاب الرئيس جو بايدن من سباق الرئاسة 2024 في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض (رويترز)

أشادت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، بإرث الرئيس جو بايدن، في أول ظهور علني لها في البيت الأبيض بعد إعلانه الأحد انسحابه من سباق الرئاسة الأميركية ودعمه لها لخوض المنافسة في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترمب.

وأعلنت حملة هاريس أنها جمعت قرابة 81 مليون دولار من التبرعات بعد 24 ساعة فقط من دعم بايدن لها، في مؤشر إلى ثقة الديمقراطيين بقدرتها على الفوز في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. واتجهت الأنظار إلى من ستختار ليكون مرشحها لمنصب نائب الرئيس. ويقول بعضهم إنه إذا تم ترشيح هاريس بوصفها أول امرأة أميركية سوداء وآسيوية لتولّي الرئاسة، فمن المرجّح أن توازن تذكرتها مع رجل أبيض لمنصب نائب الرئيس.

وتحرّكت هاريس بسرعة لحشد المندوبين الديمقراطيين وراء حملتها للبيت الأبيض بعد تنحي الرئيس جو بايدن، وسط مخاوف داخل «الحزب الديمقراطي» من أنها لن تتمكن من هزيمة المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب، حسب وكالة «أسوشييتد برس».

بيلوسي تدعم هاريس

كان خروج بايدن يوم الأحد من السباق الرئاسي، بسبب مخاوف الديمقراطيين بشأن أهليته للمنصب، بمثابة تحول زلزالي في المنافسة الرئاسية التي قلبت خطط كلا الحزبين السياسيين الرئيسيين لسباق 2024. وبهدف وضع أسابيع من الدراما داخل الحزب حول ترشيح بايدن وراءهم، سارع المسؤولون المنتخبون الديمقراطيون البارزون وقادة الحزب والمنظمات السياسية إلى الاصطفاف خلف هاريس في الساعات التي تلت إعلان بايدن أنه سيتخلّى عن حملة إعادة انتخابه.

وأعلنت النائبة الأميركية نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب السابقة والصوت المؤثر في «الحزب الديمقراطي» دعهما لهاريس للترشح عن الحزب في انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر.

وقالت بيلوسي في بيان «دعمي المتحمس لكاملا هاريس مرشحة للرئاسة رسمي وشخصي وسياسي... وبما لا يدع مجالاً للشك فإن كاملا هاريس بارعة للغاية كامرأة تعمل في السياسة - ولدي ثقة كاملة في أنها ستقودنا إلى الفوز في نوفمبر».

ويتيح رحيل بايدن عن السباق الرئاسي لمندوبيه حرية التصويت لمن يختارونه، علماً أن هاريس، التي دعّمها بايدن بعد إنهاء ترشيحه، هي المرشحة المعلنة الوحيدة حتى الآن، وكانت تعمل على تأمين التأييد بسرعة من أغلبية المندوبين الديمقراطيين.

والفوز بالترشيح هو العنصر الأول فقط في قائمة المهام السياسية الكبيرة بالنسبة إلى كامالا هاريس، بعد قرار بايدن الخروج من السباق، وهو الأمر الذي علمت به في مكالمة هاتفية صباح يوم الأحد مع الرئيس.

إذا نجحت هاريس في تأمين الترشيح يجب عليها أيضاً اختيار زميل لها في الترشح، وتوجيه عملية سياسية ضخمة لتعزيز ترشيحها بدلاً من بايدن مع ما يزيد قليلاً على 100 يوم حتى يوم الانتخابات. بعد ظهر يوم الأحد، غيّرت حملة بايدن اسمها رسمياً إلى «حملة هاريس لمنصب الرئيس»؛ ما يعكس أنها ورثت عمليته السياسية التي تضم أكثر من ألف موظف وصندوقاً للحملة بلغ نحو 96 مليون دولار في نهاية يونيو (حزيران).

81 مليون دولار في أول 24 ساعة​

وقالت المتحدثة باسم «حملة هاريس»، لورين هيت، إن هاريس جمعت 81 مليون دولار من التبرعات في أول 24 ساعة بعد تأييد بايدن.

وقال الحملة في بيان أن المبلغ «يشمل الأموال التي تم جمعها عبر الحملة واللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ولجان جمع التبرعات المشتركة».

وأمضت هاريس معظم يوم الأحد محاطة بعائلتها والموظفين، وأجرت أكثر من 100 مكالمة للمسؤولين الديمقراطيين لحشد دعمهم لترشيحها، وفقاً لشخص مطلع على الأمر تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة الجهود.

ويأتي ذلك فيما تحاول دفع حزبها إلى تجاوز الجدل العام المؤلم الذي ميّز الأسابيع التي تلت مناظرة بايدن الكارثية مع ترمب في 27 يونيو (حزيران).

إشادة بإنجازات بايدن

وفي حديثها إلى قادة الحزب، أعربت هاريس عن امتنانها لتأييد بايدن لها، لكنها أصرت على أنها تتطلّع إلى الفوز بالترشيح.

وأشادت هاريس بما حققه الرئيس بايدن، وذلك في أول ظهور عام لها اليوم الاثنين. وفي فعالية لتكريم رياضيين جامعيين بالبيت الأبيض قالت هاريس «إرث جو بايدن على مدى السنوات الثلاث الماضية لا مثيل له في التاريخ الحديث... كل يوم، يكافح رئيسنا جو بايدن من أجل الشعب الأمريكي ونحن ممتنون للغاية لخدمته لأمتنا».

وفي لمحة عاطفية اشارت هاريس إلي بداية معرفتها بالرئيس بايدن من خلال ابنه «بو» الذي توفي وقالت «الصفات التي كان بو يحترمها في والده هي نفس الصفات التي أراها كل يوم في رئيسنا صدقه ونزاهته والتزامه بإيمانه وعائلته وقلبه الكبير وحبه لبلدنا».

ولم تقدم هاريس رؤيتها حول ما تخطط له لتوحيد الصف الديمقراطي أو برنامجها للترويج لترشحها خلال الأسابيع المتبقية على إقامة المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في مدينة شيكاغو في التاسع عشر من شهر أغسطس (أب).

دعم كبير

وفي إشارة إلى أن الحزب الديمقراطي كان يتحرك للتوحد خلفها، حصلت هاريس بسرعة على تأييد من قيادة كثير من المؤتمرات الحزبية والمنظمات السياسية المؤثرة، بما في ذلك «صندوق النصر» (AAPI)، الذي يركّز على الناخبين الأميركيين الآسيويين وجزر المحيط الهادئ، كما يركز على بناء القوة السياسية للسود، وصندوق النصر اللاتيني، بالإضافة إلى رؤساء التجمع التقدمي في «الكونغرس» وتجمع ذوي الأصول الإسبانية في الكونغرس وتجمع السود بأكمله في «الكونغرس». وستكون هاريس، حال انتخابها، أول امرأة وأول شخص من أصل جنوب آسيوي يتولى منصب الرئيس.

جدير بالذكر أن الأشخاص الذين تم تداول أسمائهم بالفعل كمنافسين محتملين لهاريس -حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، وحاكم ولاية كارولينا الشمالية روي كوبر، وسيناتور أريزونا مارك كيلي- أصدروا أيضاً بسرعة بيانات تدعمها.

وأكد مساعدو شابيرو وكوبر أن هاريس تحدثت معهما بعد ظهر الأحد. وفي مكالمتها القصيرة مع كوبر، أخبر حاكم ولاية كارولينا الشمالية هاريس أنه يدعمها لتكون المرشحة الديمقراطية، وفقاً للمتحدثة باسم كوبر، سادي وينر. لكن الرئيس السابق باراك أوباما أحجم عن التأييد الفوري، إذ أعرب البعض في الحزب عن قلقهم من أن التحول السريع إلى هاريس قد يبدو بمثابة تتويج، وبدلاً من ذلك تعهّد بدعمه لمرشح نهائي يختالاه الحزب.

وقال سيناتور ولاية فرجينيا الغربية جو مانشين -الذي ترك الحزب في وقت سابق من هذا العام، لكنه فكّر في إعادة التسجيل بصفته ديمقراطياً للتنافس على الترشيح ضد نائبة الرئيس، لشبكة «سي بي إس نيوز» يوم الاثنين- إنه لن يكون مرشحاً.

وقد ظهرت هاريس لأول مرة علناً، صباح الاثنين، في البيت الأبيض؛ إذ افتتحت خطابها أمام فرق بطولة الرابطة الوطنية لألعاب القوى بالإشادة بالرئيس جو بايدن ووصفته بأنه «لا مثيل له»، قائلة إنها «ممتنة للغاية لخدمته لأمتنا».

ومن المقرر عقد المؤتمر الوطني الديمقراطي في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس (آب) في شيكاغو.


مقالات ذات صلة

«حرب الإعلانات» تشتعل بين حملتَي ترمب وهاريس

الولايات المتحدة​ 
حظيت المناظرة الرئاسية بين دونالد ترمب وكامالا هاريس باهتمام كبير من الأميركيين (أ.ف.ب)

«حرب الإعلانات» تشتعل بين حملتَي ترمب وهاريس

قبل أسابيع قليلة من موعد الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأميركية، اشتعلت حرب الإعلانات السياسية بين حملتَي الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أشخاص يمرون من أمام محكمة في بكين (أرشيفية - رويترز)

الصين تفرج عن قس أميركي مسجون منذ نحو عقدين

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الأحد، أن الصين أفرجت عن قس أميركي كانت قد اعتقلته عام 2006 بتهم احتيال تعتبرها الولايات المتحدة زائفة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ميلانيا ترمب في لقطة من الفيديو

ميلانيا ترمب: «إف بي آي» انتهك خصوصيتي حينما داهم منزلنا بمارالاغو

اتهمت ميلانيا ترمب مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بانتهاك خصوصيتها خلال مداهمة منزل زوجها، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في مارالاغو بولاية فلوريدا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أميركا اللاتينية وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيو يعرض الأسلحة التي صادرتها السلطات بعد اعتقال مواطنين أميركيين وإسبان (أ.ف.ب)

فنزويلا تعتقل مواطنِين من إسبانيا وأميركا بتهمة «زعزعة الاستقرار»

قال مسؤول فنزويلي كبير إن إسبانيَّين و3 أميركيين أُلقي القبض عليهم في فنزويلا؛ للاشتباه في صلتهم بخطط مزعومة لزعزعة استقرار البلاد.

«الشرق الأوسط» (كاراكاس - مدريد) هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان (رويترز)

بايدن سيلتقي زيلينسكي خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر

أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان أن الرئيس جو بايدن سيلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر

«الشرق الأوسط» (كييف )

ترمب يوجه الشكر لأنصاره بعد محاولة اغتيال ثانية

أحد مؤيدي ترمب يرتدي قميصاً عليه صورته وهو يرفع يده وعلى وجهه آثار دماء (أ.ب)
أحد مؤيدي ترمب يرتدي قميصاً عليه صورته وهو يرفع يده وعلى وجهه آثار دماء (أ.ب)
TT

ترمب يوجه الشكر لأنصاره بعد محاولة اغتيال ثانية

أحد مؤيدي ترمب يرتدي قميصاً عليه صورته وهو يرفع يده وعلى وجهه آثار دماء (أ.ب)
أحد مؤيدي ترمب يرتدي قميصاً عليه صورته وهو يرفع يده وعلى وجهه آثار دماء (أ.ب)

وجّه الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، عبر منصته للتواصل الاجتماعي، الشكر لمؤيديه على قلقهم جرّاء تعرضه لمحاولة اغتيال ثانية.

وقال فريق حملة ترمب الانتخابية إنه جرى إطلاق أعيرة نارية «في المنطقة المحيطة» بترمب، بينما كان يلعب الغولف في فلوريدا، أمس الأحد.

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه يجري التحقيق في الحادث، «فيما يبدو أنه محاولة اغتيال».

ووجّه ترمب، عبر منصته الخاصة «تروث سوشيال»، الشكر لمؤيديه على قلقهم وتمنياتهم الطيبة، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وقال ترمب، صباح اليوم الاثنين، «بالتأكيد، كان يوماً مثيراً للاهتمام!». كما وجّه ترمب الشكر لجهاز الخدمة السرية الأميركي، وسلطات إنفاذ القانون، على «العمل المذهل» في الحفاظ على سلامته.

وأضاف ترمب: «جرى إنجاز المهمة بشكل رائع جداً. أنا فخور جداً لكوني أميركياً».

وأكد متحدث باسم جهاز الخدمة السرية أن ترمب آمن، بعد إطلاق الرصاص في ملعب غولف ترمب الدولي.

وقال مأمور مقاطعة بالم بيتش، ريك برادشو، في مؤتمر صحافي، إن جهاز الخدمة السرية رصد فوهة بندقية تظهر من بين سياج فاصل.

وكان المشتبَه به يبعد نحو 270 إلى 450 متراً من ترمب، الذي كان يلعب الغولف في ذلك الوقت، وفق ما ذكر برادشو.

وقال المتحدث باسم الخدمة السرية، رافائيل باروس، إن أفراد الجهاز أطلقوا النار على المشتبه به.

وأضاف أنه لم يتضح بعدُ ما إذا كان الرجل قد أطلق أيضاً النار أم لا. ولم تردْ أنباء عن وقوع إصابات. وفرَّ المشتبه به من موقع الحادث، لكن جرى القبض عليه من قِبل الشرطة المحلية، التي عثرت على بندقية هجومية طراز «إيه كيه-47» مزوَّدة بمنظار تلسكوبي، وكاميرا في الشجيرات بمكان الحادث، وفقاً لما ذكره مأمور مقاطعة بالم بيتش، ريك برادشو.

وفي رسالة لجمع التبرعات أُرسلت بعد وقت قصير من الحادث، قال ترمب إنه جرى سماع دويّ لإطلاق النار في المنطقة المحيطة به.

وكتب ترمب: «لكن قبل أن تبدأ الشائعات الانتشار، أردتُ أن تسمعوا هذا أولاً: أنا بأمان وبصحة جيدة!».

وتابع: «لا شيء سيُوقفني. لن أستسلم أبداً. سأحبكم دائماً؛ لدعمكم لي».

وفي واشنطن، قال البيت الأبيض إنه جرى إطلاع الرئيس جو بايدن، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، على حادث إطلاق النار.

وثمَّن بايدن جهود جهاز الخدمة السرية وفِرق الأمن؛ لـ«يقظتهم وجهودهم» للحفاظ على سلامة ترمب ومَن حوله.

وقال بايدن، في بيان: «أنا سعيد لأن الرئيس السابق لم يُصَب بأذى». وتابع: «لطالما قلتُ إنه لا مكان للعنف السياسي أو أي عنف في بلدنا، وقد وجّهتُ فريقي لمواصلة ضمان أن يحصل جهاز الخدمة السرية على كل الموارد والقدرات والتدابير الأمنية اللازمة لضمان سلامة الرئيس السابق».

وأكدت هاريس أنها «منزعجة جداً» من محاولة الاغتيال المحتملة. وقالت هاريس، في بيان: «ونحن نقوم بجمع الحقائق، سأكون واضحة: أُدينُ العنف السياسي. علينا جميعاً أن نقوم بدورنا لضمان ألا يؤدي هذا الحادث إلى مزيد من العنف».

وأضافت هاريس: «أشعر بالامتنان؛ لأن الرئيس السابق ترمب في أمان. وأُشيدُ بعمل جهاز الخدمة السرية الأميركي والشركاء في أجهزة الأمن على يقظتهم».

وقال جي دي فانس، المرشح لمنصب نائب الرئيس، رفقة ترمب، إنه تحدَّث معه قبل أن يجري الإعلان عن الأخبار. وكتب، عبر منصة «إكس»: «كان في حالة معنوية جيدة، وبشكل مذهل. لا يزال هناك كثير مما لا نعرفه».

يشار إلى أنه في 13 يوليو (تموز) الماضي، أطلق مسلَّحٌ النار على ترمب من سطح قريب، خلال حدث لحملته الانتخابية في بنسلفانيا.

وأصيب ترمب برصاصة في أذنه اليمنى، وقُتل الجاني برصاص قوات الأمن، بعد وقت قصير. وتُوفي رجل واحد، وأُصيب اثنان آخران في التجمع.