استياء ديمقراطي من سعي بايدن لتثبيت ترشيحه مبكّراً

دعا اللجنة الوطنية الديمقراطية لتصويت افتراضي

بايدن يتحدث خلال إحدى الفعاليات الانتخابية في ديترويت في 12 يوليو 2024 (إ.ب.أ)
بايدن يتحدث خلال إحدى الفعاليات الانتخابية في ديترويت في 12 يوليو 2024 (إ.ب.أ)
TT

استياء ديمقراطي من سعي بايدن لتثبيت ترشيحه مبكّراً

بايدن يتحدث خلال إحدى الفعاليات الانتخابية في ديترويت في 12 يوليو 2024 (إ.ب.أ)
بايدن يتحدث خلال إحدى الفعاليات الانتخابية في ديترويت في 12 يوليو 2024 (إ.ب.أ)

عبّر عدد من الديمقراطيين عن استيائهم من سعي الرئيس جو بايدن لتأكيد ترشيحه الرسمي عن الحزب الديمقراطي، قبل أسابيع من المؤتمر الوطني الديمقراطي.

ودعا بايدن إلى تنظيم تصويت افتراضي يُشارك فيه 4 آلاف مندوب ديمقراطي، يتم إجراؤه الجمعة لإعلانه مرشّحاً رسمياً للحزب الديمقراطي في السباق الرئاسي أمام منافسه الجمهوري دونالد ترمب. ويسعى بايدن لإنهاء مساعي إزاحته من السباق، بعد أدائه السيئ أمام ترمب في مناظرة الشهر الماضي.

وأثارت هذه الخطوة صدامات بين حلفاء بايدن الذين يدفعون لترشيحه رسمياً في أقرب وقت ممكن، وبين النواب الديمقراطيين الذين أصبحوا مقتنعين بشكل متزايد بأن بايدن أصبح ضعيفاً وغير قادر على هزيمة ترمب في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني). وقد دعا ما لا يقل عن 20 عضواً ديمقراطياً في الكونغرس بايدن إلى الانسحاب من السباق. إلا أن هذه الدعوات خفّت إلى حدّ ما بعد محاولة اغتيال ترمب، خلال تجمع حاشد في ولاية بنسلفانيا، السبت.

وأوضح أحد الاستراتيجيين الديمقراطيين البارزين: «لقد انتهى الأمر، ولا توجد تحركات فاعلة لإقناع بايدن بالانسحاب»، بينما استسلم بعض الديمقراطيين لحقيقة أن الرئيس سيكون هو المرشح قبل أسابيع من الانتخابات. ويصرّ بايدن على أنه لن ينسحب من السباق الرئاسي، مؤكّداً ثقته بقدرته على الانتصار.

إلا أن مشرّعين ديمقراطيين في الكابيتول هيل ما زالوا منقسمين حول ما إذا كان ينبغي استبدال بايدن على رأس القائمة الديمقراطية، وسط تصاعد مخاوف من يؤثر تدهور صحة الرئيس على حظوظ مرشحي الحزب في مجلسي النواب والشيوخ.

تقويض وحدة الديمقراطيين

ملصقات دعائية للرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس (أ.ف.ب)

يتداول الديمقراطيون في مجلس النواب رسائل ترفض إجراء تصويت مبكر، ويقولون إنها «فكرة مفزعة»، ولا يوجد أساس قانوني لهذا الإجراء الاستثنائي الذي يهدد بتقويض معنويات ووحدة الديمقراطيين.

وتقول الرسالة التي نشرتها صحف أميركية عدة: «باعتبارنا أعضاء ديمقراطيين في الكونغرس، فإننا نمثل مجموعة متنوعة من وجهات النظر حول هذه المسألة. لقد دعا البعض منا الرئيس بايدن إلى التنحي، وحثّه آخرون على البقاء في السباق، ولا تزال لدى البعض الآخر مخاوف عميقة بشأن وضع حملة الرئيس، ولكنهم لم يتخذوا بعد موقفاً بشأن ما يجب أن يحدث». وانتقد عضو الكونغرس الديمقراطي من كاليفورنيا جاريد هوفمان هذه الخطوات، ووصفها بأنها محاولة لفرض الوحدة داخل الحزب الديمقراطي من خلال نهج غير ديمقراطي.

وأشارت شبكة «إيه بي سي» إلى أن بايدن يواجه حالياً تمرداً في حزبه بسبب مخاوف بشأن قدرته على الحكم. وأوضحت الشبكة أن خطة اللجنة الوطنية الديمقراطية هي تمرير الترشيح قبل مؤتمر الحزب، وخفض المخاوف لكسب أصوات الناخبين دون إثارة خلافات شديدة الاستقطاب، خصوصاً أنه لا يوجد بديل قادر على هزيمة ترمب في هذا الوقت الضيق، وضرورة الإسراع في توحيد الصف الديمقراطي.

بايدن يتحدى

يتمسّك بايدن بالاستمرار في السباق الرئاسي ولا يستجيب للدعوات بانسحابه طواعية (إ.ب.أ)

وفي خطابه مساء الثلاثاء، قال بايدن إنه ممتن لأن ترمب لم يصب بأذى كبير خلال التجمع الانتخابي في بنسلفانيا، حيث تعرّض لمحاولة اغتيال، لكنه انتقد سياساته بشدة، خصوصاً لجهة تعاطيه مع الاقتصاد خلال جائحة «كورونا». وأضاف: «دعوني أكرر ذلك، لأن ترمب يكذب بشدة بشأن هذا الأمر. فقد وصلت البطالة بين السود إلى مستوى منخفض قياسي في ظل إدارة بايدن ونائبة الرئيس (كاملا) هاريس».

ودفعت محاولة اغتيال ترمب حملة بايدن إلى سحب إعلاناتها التلفزيونية وإلغاء الهجمات اللفظية على الرئيس السابق، والتركيز بدلاً من ذلك على رسالة الوحدة. وكانت استراتيجية الحملة في السابق هي التركيز على الانتقادات الشديدة لترمب، باعتباره تهديداً للديمقراطية الأميركية، وتسليط الضوء على عدم الاعتراف بخسارته في انتخابات عام 2020، وإدانته بارتكاب جرائم.

ويعتمد بايدن على دعم الناخبين من السود واللاتينيين، وهما مجموعتان كانتا جزءاً رئيسياً من الناخبين الذين دعموا فوزه في عام 2020، ورغم استطلاعات الرأي، التي تشير إلى انخفاض الدعم في هاتين المجموعتين، فإن بايدن أصرّ في مقابلة مع شبكة «بيت نيوز»، يوم الثلاثاء، أن لديه وقتاً متسعاً لكسب أصوات الناخبين من السود والبيض والشباب ذوي الأصول الإسبانية والشباب الأميركيين الآسيويين.


مقالات ذات صلة

اعتقال رجل في فلوريدا بعد توجيهه تهديدات لبايدن

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن أثناء نزوله من الطائرة الرئاسية (رويترز)

اعتقال رجل في فلوريدا بعد توجيهه تهديدات لبايدن

أعلنت السلطات الأميركية، الأربعاء، القبض على رجل في فلوريدا بتهمة توجيه تهديدات للرئيس جو بايدن، بعد أيام فقط على محاولة اغتيال منافسه الجمهوري دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر (رويترز)

زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ يحث بايدن على الانسحاب من سباق الرئاسة

أبلغ زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الرئيس جو بايدن، في اجتماع يوم السبت الماضي، بأنه سيكون من الأفضل للبلاد والحزب الديمقراطي إذا انسحب من السباق الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

بايدن يقول إنه «بحالة جيدة» بعد إعلان إصابته بـ«كوفيد-19»

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي يعاني «أعراضا خفيفة» بعد أن ثبتت إصابته بفيروس كورونا خلال رحلة له إلى لاس فيغاس في إطار حملته الانتخابية، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بايدن مستعد لإعادة التفكير بترشحه إن واجه «حالة طبية»

بايدن مستعد لإعادة التفكير بترشحه إن واجه «حالة طبية»

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، أنه قد يعيد تقييم ترشحه للانتخابات إن واجه «حالة طبية».

«الشرق الأوسط» (واشنطنبا)
الولايات المتحدة​ الملياردير إيلون ماسك (أ.ب)

إيلون ماسك يحشد دعم «وادي السيليكون» لترمب

تتجه الأسماء الكبيرة بمجال التكنولوجيا في أميركا إلى دعم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ يحث بايدن على الانسحاب من سباق الرئاسة

الرئيس الأميركي جو بايدن وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر (رويترز)
TT

زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ يحث بايدن على الانسحاب من سباق الرئاسة

الرئيس الأميركي جو بايدن وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر (رويترز)

ذكرت شبكة «إيه.بي.سي نيوز»، يوم الأربعاء، أن زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر أبلغ الرئيس جو بايدن، في اجتماع يوم السبت الماضي، بأنه سيكون من الأفضل للبلاد والحزب الديمقراطي إذا انسحب من السباق الرئاسي.

كما أفادت الشبكة نقلاً عن مصدر بأن الزعيم الديمقراطي في مجلس النواب حكيم جيفريز عبّر عن آراء مماثلة لبايدن بشكل مباشر، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

لكن مكتب شومر وصف في بيان التقرير بأنه «تكهنات فارغة» وقال إن شومر «نقل آراء تكتله مباشرة إلى الرئيس بايدن يوم السبت». ولم يرد مكتب جيفريز بعد على طلب للتعليق من «رويترز».

بدورها، أخبرت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي الرئيس بايدن بأن استطلاعات الرأي تُظهر أنه لا يستطيع هزيمة المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب، وأن الرئيس قد يدمر فرص الديمقراطيين في استعادة السيطرة على مجلس النواب، حسبما ذكرت شبكة «سي.إن.إن» نقلاً عن أربعة مصادر مطلعة.

ورفض بايدن مراراً دعوات الديمقراطيين للانسحاب من السباق بعد أداء متعثر في مناظرة الشهر الماضي أمام ترمب.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض آندرو بيتس في بيان «أبلغ الرئيس كلا الزعيمين (شومر وجيفريز) بأنه مرشح الحزب وأنه يعتزم الفوز ويتطلع إلى العمل معهما لتمرير أجندة المائة يوم لمساعدة الأسر العاملة».

والأربعاء، أصبح آدم شيف النائب الديمقراطي العشرين في الكونغرس الذي يدعو بايدن علناً إلى الانسحاب من السباق.