تَواري ميلانيا ترمب يثير التساؤلات

لم تحضر مؤتمر إعلان ترشيح زوجها

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا (د.ب.أ)
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا (د.ب.أ)
TT

تَواري ميلانيا ترمب يثير التساؤلات

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا (د.ب.أ)
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا (د.ب.أ)

عندما أُطلق النار على المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب في تجمّع حاشد بولاية بنسلفانيا، السبت الماضي، ثم ظهوره في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري (الاثنين)، بدأت التساؤلات تتزايد حول تَواري زوجته ميلانيا ترمب، التي لم تكن بجوار زوجها خلال العديد من الفعاليات الانتخابية.

لم تكن قرينة ترمب بجواره بعد إصابته، واكتفت بإصدار بيان لإدانة الحادث، ولم تظهر في مؤتمر الحزب كما تقتضي التقاليد والبرتوكولات لمساعدته في حشد تأييد الناخبين.

ظلّت ميلانيا بعيدة عن الأضواء خلال الفعاليات الانتخابية التي يعقدها ترمب، ولم تظهر خلال محاكمة أموال الصمت في مدينة نيويورك، وغابت حتى عن المناظرة الرئاسية الأولى بين ترمب وبايدن.

في بيانها بعد محاولة اغتيال ترمب، أصدرت السيدة الأولى السابقة بياناً، وصفت فيه مطلق النار بأنه «وحش» فشل في رؤية «إنسانية» زوجها، وأشارت إلى أنها شعرت بأن حياتها وحياة ابنها بارون كادت تتدمر حينما شاهدت الرصاصة تضرب زوجها.

وأثار هذا الغياب للسيدة الأولى السابقة التساؤلات في الأوساط السياسية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشر وسم: أين ميلانيا wherismelania#، ورأى متابعون أن التواري يعبّر عن عدم اهتمام ميلانيا بمساندة زوجها.

لكن في المقابل أظهرت تقارير صحافية أن ميلانيا «أبرمت صفقة مع زوجها أنه إذا فاز بالانتخابات، وعاد إلى البيت الأبيض، فإنها لن تقوم بمهام السيدة الأولى بشكل كامل».

وبرّرت ميلانيا ذلك، وفق التقارير، بـ«تفضيلها القيام بدور الأم، ورعاية ابنها بارون ترمب، البالغ من العمر 18 عاماً، الذي تخرّج من المدرسة الثانوية، وسيلتحق بجامعة نيويورك، ولذا ستكون فقط متواجدة بالبيت الأبيض في المناسبات الرسمية المهمة، وتقسيم وقتها بين واشنطن العاصمة ومدينة نيويورك».

المعنى نفسه قالته ماري دوردان بصحيفة «واشنطن بوست»، ومؤلفة كتاب «سيرة ميلانيا»، أنها تشعر بأنها «غير مضطرّة للالتزام بالقيام بدور لم يتم انتخابها للقيام به، وليس مدفوع الأجر».

ودافع الرئيس السابق ترمب عن غياب زوجته في تصريح، فبراير (شباط) الماضي، مؤكداً أنها «شخصية فريدة، تركّز على أسرتها قبل أي شيء».

عائلة الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب (إ.ب.أ)

اللافت أن الرئيس السابق، البالغ من العمر 78 عاماً، ظهر بعد 48 ساعة من محاولة اغتياله، برفقة العديد من أفراد عائلته، في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في مدينة ميلووكي بولاية ويسكنسن، الاثنين، وظهر معه ابنه الأكبر دونالد ترمب جونيور، وزوجته كيمبرلي جيلفويل، وإريك ترمب، وزوجته لارا ترمب، وتيفاني ترمب وزوجها.

ومجدداً لم تظهر ميلانيا ترمب وابنها بارون، وغابت أيضاً عن المشهد العائلي ابنة ترمب إيفانكا، وزوجها جاريد كوشنر، اللذان كانا من أقرب الشخصيات ظهوراً وانخراطاً في السياسة خلال ولاية ترمب السابقة. ومنذ بداية الملاحقات القضائية ضد ترمب نأت إيفانكا بنفسها عن المشهد السياسي.

وحاول مسؤولون بحملة المرشح الجمهوري دونالد ترمب التقليل من غياب ميلانيا عن مؤتمر الحزب، الذي يُعدّ خروجاً عن التقاليد المألوفة، حيث تقوم عادة زوجات المرشحين الرئاسيين بإلقاء خطابات خلال المؤتمر، خصوصاً أن ميلانيا شاركت في مؤتمر الحزب الجمهوري لعامَي 2016 و2020.

وأوضح أحد مستشاري ترمب أن ميلانيا ليست مُدرجة في جدول أعمال المؤتمر كأحد المتحدثين، مؤكداً احتمال مشاركتها في وقت لاحق.

ميلانيا وجيل

جرت العادة في الانتخابات الأميركية، أن يكون لزوجة المرشح الرئاسي دور مهم في إظهار صورة إيجابية للترابط الأسري، وتأييد زوجها، ودعوة الناخبين لدعمه، وحرصت زوجة الرئيس بايدن السيدة الأولى جيل بايدن على مساندة زوجها، ومشاركته الحضور في الفعاليات الانتخابية المختلفة، وظهرت في المناظرة الرئاسية الأولى، وقامت بنفسها بحملات انتخابية في عدد من الولايات؛ لدعوة الناخبين للتصويت لصالح زوجها، وأظهر استطلاع للرأي أن الناخبين لديهم وجهات نظر مختلفة تجاه كل من جيل بايدن وميلانيا ترمب.

السيدة الأولى للولايات المتحدة جيل بايدن (د.ب.أ)

وأوضح الاستطلاع الذي أجرته شركة «ردفيلد» و«واتسون» ومجلة «نيوزويك»، أن الأميركيين يجدون جيل بايدن أكثر تأثيراً في عملية صنع القرار في حملة الرئيس جو بايدن، ويرى 52 في المائة ممن شاركوا بالاستطلاع أن جيل بايدن كانت جزءًا مهماً جداً من فريق بايدن الانتخابي، فيما عبّر 33 في المائة من المشاركين عن اعتقادهم بأن «ميلانيا ترمب ليست مهمة في عملية صنع القرار» في حملة زوجها.

وأشارت كاثرين جيليسون، الأستاذة بجامعة أوهايو ومؤلفة كتاب «المرأة الأولى»، أن جيل بايدن أكثر حماساً للعب دور الزوجة السياسية والمؤثرة في صنع القرار أكثر من ميلانيا ترمب، التي تبدو غير مهتمة بالسياسة.


مقالات ذات صلة

بايدن يدعو لحظر نوع السلاح المُستخدم في محاولة اغتيال ترمب

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال اجتماع لـ«الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين» في لاس فيغاس (رويترز)

بايدن يدعو لحظر نوع السلاح المُستخدم في محاولة اغتيال ترمب

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، إلى حظر الأسلحة النارية نصف الآلية من النوع الذي استُخدم، السبت، في محاولة اغتيال منافسه الجمهوري دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ضمادة تغطي الأذن اليمنى لدونالد ترمب (أ.ف.ب)

«سي إن إن» تنشر معلومات عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترمب

أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، ان مسؤولي الإدارة الأميركية يتابعون التهديدات التي وجهتها إيران ضد المسؤولين السابقين في إدارة دونالد ترمب.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أفراد من الشرطة خارج المركز الذي عقد فيه الحزب الجمهوري مؤتمره في ميلووكي بولاية ويسكونسن (أ.ف.ب)

80 % من الأميركيين يخشون انزلاق البلاد إلى الفوضى

خلص استطلاع للرأي أجرته «رويترز- إبسوس»، الثلاثاء، إلى أن الأميركيين يخشون انزلاق بلادهم إلى الفوضى بعد محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعقد السبت أول تجمع لحملته الانتخابية منذ محاولة اغتياله

أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترمب، اليوم (الثلاثاء)، أنه سيعقد تجمعاً انتخابياً، السبت، في ولاية ميشيغان، بعد أسبوع من محاولة اغتياله.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في ميلووكي خلال مؤتمر الحزب الجمهوري الاثنين (أ.ب)

«سي إن إن»: واشنطن تلقّت معلومات مخابراتية عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترمب

ذكرت شبكة «سي إن إن»، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة تلقّت معلومات في الأسابيع الماضية عن مؤامرة إيرانية لمحاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يكرس «الترمبية» بين الجمهوريين عبر فانس

 ترمب وفانس ونجلا ترمب خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي (أ.ف.ب)
ترمب وفانس ونجلا ترمب خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي (أ.ف.ب)
TT

ترمب يكرس «الترمبية» بين الجمهوريين عبر فانس

 ترمب وفانس ونجلا ترمب خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي (أ.ف.ب)
ترمب وفانس ونجلا ترمب خلال مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي (أ.ف.ب)

بإعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب اختياره السيناتور الجمهوري جيمس ديفيد فانس نائباً له على بطاقة الانتخابات الرئاسية المقبلة، قدّر مراقبون أنها محاولة لتكريس «الترمبية» السياسية طويلاً بين الجمهوريين.

ومنذ نحو 9 سنوات، تحوّل ترمب وجهاً وحيداً للجمهوريين، والزعيم الأوحد لحركة «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، وجاء اختياره لفانس تكريساً لقيادة شابة تتبنى نهجه بين الجمهوريين.

ومع القيود الدستورية التي تمنع أي شخص من تولّي الرئاسة الأميركية أكثر من فترتين، فقد أضاف ذلك إلحاحاً إضافياً إلى مسألة من سيأتي لاحقاً بالنسبة لجمهور «الترمبية»؛ أي الحركة التي ارتبطت بشكل كبير بترمب.

وإذا فاز ترمب، سيصبح فانس البالغ 39 عاماً، على الفور المرشح الأوفر حظاً للسباق الرئاسي الجمهوري لعام 2028، وقد لا يترك البيت الأبيض إلا في عام 2037، إذا فاز مرتين بالرئاسة.