من لينكولن إلى ترمب... أشهر محاولات اغتيال الرؤساء والسياسيين الأميركيين (صور)

أنصار ترمب ملطخون بالدماء في المدرجات بعد إطلاق النار على المرشح الجمهوري دونالد ترمب في حدث انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا (أ.ف.ب)
أنصار ترمب ملطخون بالدماء في المدرجات بعد إطلاق النار على المرشح الجمهوري دونالد ترمب في حدث انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا (أ.ف.ب)
TT

من لينكولن إلى ترمب... أشهر محاولات اغتيال الرؤساء والسياسيين الأميركيين (صور)

أنصار ترمب ملطخون بالدماء في المدرجات بعد إطلاق النار على المرشح الجمهوري دونالد ترمب في حدث انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا (أ.ف.ب)
أنصار ترمب ملطخون بالدماء في المدرجات بعد إطلاق النار على المرشح الجمهوري دونالد ترمب في حدث انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا (أ.ف.ب)

انضم دونالد ترمب إلى قائمة طويلة من التاريخ الدموي لمحاولات الاغتيال السياسية لرؤساء وسياسيين أميركيين، سواء خلال منصبهم الرئاسي أو بعده.

أصيب الرئيس السابق دونالد ترمب بجروح في أذنه خلال إطلاق نار السبت على تجمّع انتخابي حاشد، في محاولة اغتيال من شأنها تأجيج المخاوف من عدم الاستقرار قبل الانتخابات الرئاسيّة. وشوهد الرئيس الأميركي السابق (78 عاماً) وقد تلطّخ وجهه بالدم عقب إطلاق النار في بتلر بولاية بنسيلفانيا، فيما قُتل المشتبه به وأحد المارة وأصيب اثنان من الحاضرين بجروح بالغة.

وخلال سنوات طويلة عبر التاريخ الأميركي تم اغتيال أربعة رؤساء أميركيين، من بينهم أبراهام لنكولن، وجيمس غارفيلد، وويليام ماكينلي، وجون كيندي. وأصيب آخرون في محاولات فشلت، كذلك لم يخلُ المشهد السياسي الأميركي من محاولات اغتيال سياسيين مشهورين أو مرشحين للانتخابات الرئاسة مثلما حدث مع ترمب، وفقاً لما ذكرته صحيفة تلغراف البريطانية.

لينكولن

كان أبراهام لينكولن قد توجه برفقة زوجته ماري تود لينكولن لحضور عرض في مسرح فورد في واشنطن في 14 أبريل (نيسان) عام 1865، قُتل لينكولن على يد جون ويلكس بوث، الممثل ومؤيد الكونفدرالية، الذي كان غاضباً من اقتراح الرئيس آنذاك بأن حقوق التصويت يجب أن تمتد لتشمل الأميركيين السود.

المقصورة الخشبية في مسرح فورد بواشنطن التي اغتيل فيها الرئيس لينكولن (أ.ب)

وتوفي الرئيس لينكولن في صباح اليوم التالي من اغتياله، وأصيب الرئيس بجروح قاتلة برصاصة من مسدس ويلكس بوث، وظل المهاجم هارباً لمدة 12 يوماً، قبل أن يتم العثور عليه في مزرعة في فيرجينيا ويقتل بالرصاص على يد جنود جيش الاتحاد. ويعد لينكولن أول من افتتح سجل الاغتيالات الرئاسية في التاريخ الأميركي.

جيمس أ غارفيلد

كان غارفيلد رئيساً لمدة أربعة أشهر فقط عندما أصيب بالرصاص في محطة للسكك الحديدية في واشنطن، في 2 يوليو (تموز) 1881. وقد عانى من إصابات مؤلمة من رصاصتين أصابته في كتفه وظهره، وتوفي بعد 11 أسبوعاً من إصابته.

وهو ثاني أقصر مدة رئاسية في أميركا، حيث تبلغ مدة ولايته ما يزيد قليلاً عن ستة أشهر.

ادعى قاتل غارفيلد، تشارلز جيه غيتو، أنه أطلق النار على الرئيس لأنه كان غاضباً لعدم تعيينه سفيراً لدى فرنسا.

ويليام ماكينلي وبداية «عملاء الخدمة السرية»

أصيب الرئيس الجمهوري ويليام ماكينلي برصاصة في بطنه في معرض بولاية نيويورك في 6 سبتمبر (أيلول) عام 1901، وتوفي بعد ثمانية أيام من إصابته بالغرغرينا.

وتمت محاكمة القاتل ليون كولغوش وحكم عليه بالإعدام بعد شهر. وبعد وفاة ماكينلي، صدرت تعليمات لجهاز الخدمة السرية الأميركي ببدء توفير الأمن للرؤساء الحاليين على مدار الساعة.

جون ف. كيندي

ربما تكون أشهر عملية اغتيال على الإطلاق، أطلق لي هارفي أوزوالد النار على جون كيندي وهو برفقة زوجته جاكي في سيارة مفتوحة أثناء تواجده في دالاس بولاية تكساس.

الرئيس جون كيندي يلوح من سيارته في موكب السيارات قبل دقيقة واحدة تقريباً من إطلاق النار عليه في 22 نوفمبر 1963 في دالاس (أ.ب)

وقد أصيب كيندي برصاصتين في الرأس والظهر، وأُعلن عن وفاته بعد نصف ساعة في مستشفى باركلاند التذكاري.

وعلى الرغم من أن التحقيق الرسمي وجد أن أوزوالد تصرف بمفرده، فقد أظهر استطلاع للرأي العام الماضي أن غالبية الأميركيين يعتقدون أنه كان جزءاً من مؤامرة أوسع.

رونالد ريغان

كان رونالد ريغان آخر رئيس أميركي أصيب في محاولة اغتيال، قام جون هينكلي جونيور بإطلاق 6 رصاصات من مسدس روم آر جي-14 باتجاه ريغان جميعها لم تصبه وهو يخرج من فندق في واشنطن في مارس (آذار) 1981، بعد وقت قصير من توليه منصبه.

قال جون هينكلي جونيور منفذ الواقعة، إنه يعتقد أن محاولته ستثير إعجاب الممثلة جودي فوستر.

رونالد ريغان يُدفع إلى سيارة من قبل الأمن بعد محاولة اغتياله عام 1981 (أ.ب)

ويذكر أن الرصاصة الأولى أصابت السكرتير الصحافي للبيت الأبيض جيمس برادي برأسه، والرصاصة الثانية أصابت ضابط الشرطة توماس دليلاهانتي برقبته في حين تجاوزت الرصاصة الثالثة ريغان لتضرب نافذة مبنى مجاور في الشارع. في أثناء ذلك قام جيري بار بحماية الرئيس بدفع ريغان إلى سيارة الليموزين في حين أطلق هينكلي رصاصته الرابعة على تيموثي ميكارثي عضو الحماية، حيث حمى الرئيس بجسمه فأصيب برصاصة ببطنه، أما الرصاصة الخامسة فقد أصابت زجاج السيارة الليموزين المضاد للرصاص في حين ارتدت الرصاصة السادسة والأخيرة من بدن الليموزين المصفح لتخترق أسفل الذراع اليسرى لريغان ولتستقر في رئته على بعد إنش من القلب. لم يحكم على هينكلي بالإدانة بسبب جنونه وأودع في مصحة للأمراض العقلية أقام فيها حتى خروجه منها في 10 سبتمبر 2016.

اعتقد ريغان أن مطلق النار آخر كان يطلق النار عليه خلال خطاب ألقاه في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في لويزيانا عام 1987. وبعد سماع صوت انفجار بالون، قال: «لقد اشتقت إلي».

جورج بوش الأب

وكان بوش الأب هدفاً لمؤامرة اغتيال في 1993 في عملية أعدتها المخابرات العراقية لاغتيال الرئيس الأميركي السابق جورج بوش إبان زيارته للكويت، بعد أن ترك منصبه، بسيارة مفخخة.

وفي حوار سابق لـ«الشرق الأوسط» مع سالم الجميلي، مدير شعبة أميركا في المخابرات العراقية، حكى تفاصيل العملية كاشفاً عن أنها كانت تتضمن تفجير سيارة يتبعه هجوم انتحاريين يرتدون سترات ناسفة.

عندما علم جهاز المخابرات ببرنامج زيارة بوش الأب إلى الكويت، رفع الجهاز إلى الرئيس اقتراحاً للموافقة على تنفيذ عملية انتحارية تستهدف قتل الزائر في مدينة الكويت.

كانت الخطة تقضي بتفخيخ سيارة لاند كروز مع أربعة أفراد جميعهم يحملون أحزمة ناسفة، ثلاثة منهم من مديرية العمليات الخاصة وآخر من الكويتيين البدون وكانت مهمته دليلاً في الصحراء لتهريب السيارة والمنفذين وإدخالهم إلى الكويت. كان من المقرر أن يتم تفجير السيارة عن بعد بهدف تعطيل الموكب وإرباكه، ومن ثم تنفيذ المرحلة الثانية من الهجوم بأحزمة الانتحاريين الناسفة.

قام مشروع الغافقي (م 16) بتفخيخ السيارة باستخدام 100 كلغ من المتفجرات وإخفائها بطريقة لا يمكن كشفها. وبهدف التأكد من دقة إخفاء المتفجرات وعدم كشفها؛ عرضوا السيارة على أكثر من معرض للسيارات في بغداد لفحصها وتحديد ما إذا كانت تعرّضت لحادث أو وجود آثار تعديلات أجريت عليها أو أي إصلاحات، وبعد فحصها أقرّوا بسلامتها.

وأطلق بيل كلينتون، خليفة بوش، صاروخاً على منشأة استخباراتية عراقية رداً على المؤامرة الفاشلة، وفقاً لما ذكرته صحيفة تلغراف البريطانية.

بيل كلينتون

حاول خمسة أشخاص على الأقل قتل بيل كلينتون، بما في ذلك باستخدام قنبلة أنبوبية موجهة إلى زوجته هيلاري، وإطلاق طلقات بعيدة المدى على البيت الأبيض.

الرئيس الأسبق بيل كلينتون يصل لحضور حفل تكريم للسيدة الأولى السابقة روزالين كارتر (أ.ب)

جورج دبليو بوش

كان جورج دبليو بوش هدفاً لمؤامرة اغتيال حديثة في مايو (أيار) 2022، عندما ألقي القبض على مواطن عراقي وقال إن المؤامرة كانت مدفوعة بالغضب من حرب العراق.

باراك أوباما

وكان أوباما، أول رئيس أسود لأميركا، هدفاً للعديد من مؤامرات الاغتيال من قبل المتعصبين للبيض والجماعات اليمينية المتطرفة.

وفي عام 2013، ألقي القبض على منتحل شخصية ألفيس من ولاية ميسيسيبي بعد إرسال رسائل تحتوي على مادة الريسين السامة إلى أوباما، ولكن تم إطلاق سراحه لاحقاً بعد أن اعترفت الشرطة بأنه لا علاقة له بالقضية. قال لاحقاً: «أنا لا أحب الأرز حتى».

وفي أعقاب الغارة أجرى أوباما سلسلة من المكالمات بما في ذلك مع الرئيسين السابقين جورج دبليو بوش وبيل كلينتون لإبلاغهما بنجاح المهمة (البيت الأبيض)

وحُكم على أوسكار راميرو أورتيجا هيرنانديز، البالغ من العمر 21 عاماً، وهو من أصحاب نظريات المؤامرة، بالسجن لمدة 25 عاماً في عام 2011 لإطلاقه طلقات نارية على البيت الأبيض كانت تهدف إلى قتل أوباما.

جو بايدن

في مايو 2023، ألقي القبض على شاب يبلغ من العمر 19 عاماً بعد أن قاد شاحنة مستأجرة واصطدم بحاجز البيت الأبيض. وقال لاحقاً إنه كان متعاطفاً مع النازيين وكان مستعداً «لقتل الرئيس» و«الاستيلاء على السلطة».

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

واعترف بأنه مذنب في تهمة تدمير الممتلكات الفيدرالية ويواجه عقوبة السجن لمدة عشر سنوات. ولم يصدر الحكم عليه بعد.

دونالد ترمب

واجه دونالد ترمب عدة محاولات لاغتياله، بما في ذلك حادثة وقعت في لاس فيغاس، عندما حاول مواطن بريطاني انتزاع مسدس من ضابط شرطة واستخدامه لإطلاق النار على ترمب.

عناصر الخدمة السرية يصطحبون المرشح الجمهوري دونالد ترمب من فوق المنصة ببنسلفانيا بعد إصابته في أذنه (د.ب.أ)

ومساء السبت، أطلق مسلح النار على ترمب من سطح مبنى مجاور خلال تجمع حاشد في ولاية بنسلفانيا. وأصيب بجروح طفيفة في أذنه اليمنى.

وبعيداً عن الرؤساء الأميركيين، كانت أشهر عملية اغتيال لسياسي أميركي وقعت في 4 أبريل 1968، لرائد الحقوق المدنية في الولايات المتحدة مارتن لوثر كينغ، ومات إثر رصاصة قاتلة.


مقالات ذات صلة

تقرير: ترمب طلب نصيحة بوتين بشأن تسليح أوكرانيا في عام 2017

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء سابق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

تقرير: ترمب طلب نصيحة بوتين بشأن تسليح أوكرانيا في عام 2017

كشف تقرير صحافي أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب طلب نصيحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تسليح الولايات المتحدة لأوكرانيا في عام 2017.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري دونالد ترمب خلال إلقاء خطاب انتخابي في بنسلفانيا (رويترز)

ترمب يعود لمكان محاولة اغتياله: لن أستسلم أبداً

احتشد أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لحضور تجمع انتخابي في الموقع نفسه الذي نجا فيه المرشح الجمهوري من رصاصة كادت أن تكون قاتلة.

«الشرق الأوسط» (بيتسبرغ)
الولايات المتحدة​ متطوّع ينهي الاستعدادات لفعالية ترمب في بتلر ببنسلفانيا مرتدياً زيّ «العم سام» يوم 5 أكتوبر (أ.ف.ب)

ترمب يعود إلى بنسلفانيا... وهاريس تغازل الناخبين العرب

يعرب بعض الديمقراطيين عن قلقهم حيال جدول حملة هاريس «الخفيف» نسبياً، وعقدها فعاليات انتخابية أقل من ترمب.

إيلي يوسف (واشنطن)
شؤون إقليمية المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب يتحدث في تجمع لحملته الانتخابية في نورث كارولاينا (رويترز) play-circle 00:56

ترمب يدعم ضرب «النووي» الإيراني… وإسرائيل لا تقدم ضمانات لبايدن

أرسلت وزارة الدفاع الأميركية(البنتاغون) مجموعة كبيرة من الأسلحة إلى المنطقة، ومنها حاملات طائرات ومدمرات بصواريخ موجهة وسفن هجومية برمائية وأسراب من المقاتلات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ فاز ترمب بأصوات ميشيغان في انتخابات عام 2016 واستعادها بايدن في عام 2020 (أ.ف.ب)

ميشيغان... ولاية البحيرات العظمى قد تحسم السباق إلى البيت الأبيض

كانت ولاية ميشيغان تعد «زرقاء» بامتياز، إلى حين فوز الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب بها في انتخابات 2016.

رنا أبتر (واشنطن)

ترمب يعود لمكان محاولة اغتياله: لن أستسلم أبداً

المرشح الجمهوري دونالد ترمب خلال إلقاء خطاب انتخابي في بنسلفانيا (رويترز)
المرشح الجمهوري دونالد ترمب خلال إلقاء خطاب انتخابي في بنسلفانيا (رويترز)
TT

ترمب يعود لمكان محاولة اغتياله: لن أستسلم أبداً

المرشح الجمهوري دونالد ترمب خلال إلقاء خطاب انتخابي في بنسلفانيا (رويترز)
المرشح الجمهوري دونالد ترمب خلال إلقاء خطاب انتخابي في بنسلفانيا (رويترز)

احتشد أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، السبت، لحضور تجمع انتخابي في الموقع نفسه الذي نجا فيه المرشح الجمهوري من رصاصة كادت أن تكون قاتلة في يوليو (تموز) الماضي، وهي لحظة صادمة في السباق إلى البيت الأبيض الذي لا يزال يخيم عليه تهديد العنف السياسي.

وفي مقاطعة باتلر في غرب بنسلفانيا، ظهر ترمب إلى جانب جاي دي فانس، مرشحه لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، إضافة إلى أقارب ضحايا الهجوم الذي تعرّض له في 13 يوليو، ورجال إنقاذ والملياردير إيلون ماسك.

وقال ترمب أمام الحشد: «قبل اثني عشر أسبوعاً، هنا، حاول قاتل إسكاتي وإسكات حركتنا. كان هذا الوحش الشرير (...) على وشك تحقيق ذلك لكن يد العناية الإلهية منعته». وأضاف: «لن أستسلم أبداً، لن أنكسر أبداً».

إيلون ماسك يتحدث من خلف زجاج واقٍ من الرصاص خلال فعالية انتخابية لترمب في بنسلفانيا (أ.ف.ب)

عقب ذلك، وقف المرشح الجمهوري دقيقة صمت، في الوقت المحدد الذي دوى فيه إطلاق النار في 13 يوليو، قبل استئناف خطابه. كما ندد بمن أسماهم «أعداء الداخل»، معتبراً أنهم «أخطر بكثير من أعداء الخارج»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتابع الرئيس السابق أمام أنصاره قائلاً: «على مدى السنوات الثماني الماضية، قام أولئك الذين يريدون إيقافنا بالتشهير بي، وحاولوا إقصائي من منصبي، ولاحقوني قضائياً، وحاولوا سرقة بطاقات اقتراع مني، ومن يدري، ربما حاولوا قتلي. لكني لم أتوقف أبدا عن النضال من أجلكم ولن أتوقف أبدا».

من جهته، وصف الملياردير إيلون ماسك الانتخابات الأميركية بأنها «معركة يجب ألا نخسرها»، خشيةً من أنه إذا ما تمت خسارتها فستكون «آخر انتخابات، هذا هو توقعي». وأصرّ ماسك على أن «الرئيس ترمب يجب أن يفوز، من أجل الحفاظ على الدستور والديمقراطية».

المرشح الجمهوري دونالد ترمب يصعد إلى المنصة لإلقاء خطاب انتخابي في بنسلفانيا (أ.ف.ب)

وكان ترمب قد صرّح مراراً بأنّه يريد العودة إلى موقع إطلاق النار الذي قُتل فيه رجل وأُصيب اثنان من الحاضرين، قبل أن يقوم عناصر من جهاز الخدمة السرية بقتل القنّاص.

وقال المرشح الجمهوري في تجمّع حاشد أُقيم في ميلووكي قبل أيام «أصبحت باتلر مكاناً مشهوراً للغاية، إنّها أشبه بنصب تذكاري الآن». من جهتها، أكدت حملة ترمب أنّه «تلقّى رصاصة من أجل الديمقراطية» في باتلر، في إشارة إلى تعرضه لإصابة طفيفة في أذنه. وأكدت أنّه سيتحدث هذه المرة من خلف زجاج واقٍ من الرصاص.

في زيارته الأخيرة لباتلر، لم تكد تمضي ست دقائق على بدء الرئيس السابق خطابه، حتى سُمع صوت إطلاق ثماني طلقات نارية بينما كان يدير رأسه لينظر إلى مخطّط إحصاء للهجرة.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وقد لطخت الدماء أذنه اليمنى بعد إطلاق نار في تجمعه الانتخابي (أ.ف.ب)

يومها، تراجع ترمب قليلاً وأمسك بأذنه ثمّ انحنى مختبئاً خلف منصّته، بينما هرعت عناصر الخدمة السرية لحمايته إلى المسرح المقام في الهواء الطلق دون أي عوائق، لحمايته من الرصاص.

وأثناء إخراجه من المكان محاطاً بالحراس الشخصيين، رفع ترمب قبضته وهتف قائلاً للحشد: «قاتلوا، قاتلوا، قاتلوا»، بينما كانت الدماء تسيل على وجهه، ممّا منح حملته صورة رمزية.

منذ فترة، أوضح ترمب أن «أول ما قلته كان (كم عدد القتلى؟) لأنه، كما تعرفون، كان هناك حشد ضخم. على مدى الرؤية».

لكن في الواقع، كانت كلماته الأولى التي سُمعت عبر ميكروفون المسرح، «دعني آخذ حذائي»، وهو ما أكدته الشاهدة إيرين أوتنريث التي كانت تجلس في الصف الأول خلال التجمع.

وفي الوقت نفسه، توجهت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس منافسة ترمب إلى ولاية كارولينا الشمالية، السبت، للقاء رجال إنقاذ وسكان متضررين جراء الإعصار هيلين الذي تسبب في موجة دمار في أكثر من عشر ولايات أميركية ومقتل أكثر من 200 شخص.

وتحول الإعصار مادة للسجال السياسي، إذ انتقد ترمب استجابة المؤسسات الفيدرالية للكارثة، وزعم دون أي دليل، أن إدارة هاريس - بايدن اختلست أموال الإغاثة وأعطتها للمهاجرين.

صدمة عالمية

أثارت محاولة الاغتيال صدمة كبيرة على الساحة السياسية. وانضم الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى عدد من قادة دول العالم الذين تواصلوا مع ترمب ليتمنّوا له السلامة.

ساهمت حادثة إطلاق النار في خفض حدّة الحملة الانتخابية، لكن لفترة وجيزة، قبل أن تعود التوترات إلى حالها.

المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس خلال زيارة مركز لتجميع التبرعات لضحايا إعصار هيلينا في كارولينا الشمالية (أ.ف.ب)

ورغم إصابته الطفيفة في الأذن اليمنى برصاصة أطلقها توماس كروكس من بندقية من نوع «إيه آر 15»، خرج ترمب سالماً من هذا الهجوم.

غير أنّ جهاز الخدمة السرية المسؤول عن حماية الرؤساء والمرشحين للانتخابات وكبار الشخصيات الأجنبية، تعرّض لانتقادات لاذعة لفشله في تأمين المبنى الذي أطلقت منه الأعيرة النارية، والواقع على بعد مئات الأقدام من المسرح حيث كان ترمب يلقي خطابه.

وكانت محاولة اغتيال قطب الأعمال هذه، الأولى من بين سلسلة من الأحداث التي هزّت البيت الأبيض وتُوّجت بانسحاب بايدن المفاجئ من السباق الانتخابي عن الحزب الديمقراطي لصالح نائبته هاريس.

في 15 سبتمبر (أيلول)، قُبض على رجل بعد رؤيته في ملعب ترمب للغولف في فلوريدا يحمل بندقية وكاميرا، فيما وصفه مكتب التحقيقات الفيدرالية بأنّه محاولة اغتيال ثانية.

تعقيباً على ذلك، بات مؤيدو الرئيس الجمهوري السابق يتحدثون عن مؤامرات، واعتبروا أنّ خطاب الديمقراطيين عن أنّ ترمب يشكّل تهديداً للديمقراطية الأميركية كان في الواقع تحريضاً عليه، وهي مقاربة لطالما روّج لها ترمب.

في ظل هذه الأجواء، لم يتردّد بائعو التذكارات في التجمّعات الانتخابية في صنع قمصان ومقتنيات تخلّد نجاته التي أظهروها كأنها معجزة.

وأدى إطلاق النار في باتلر إلى مقتل أحد المشاركين في التجمّع الانتخابي وهو كوري كومبيراتور الذي كان مسؤولاً في مجال الإطفاء، وقالت السلطات إنه قُتل أثناء محاولته حماية أفراد عائلته. كذلك، أصيب اثنان من الحاضرين بجروح.

وقال ترمب في ميلووكي تحضيراً لعودته إلى باتلر: «سنكون هناك السبت. سيكون حدثاً كبيراً حقاً، سيكون أمراً مميزاً، سنحتفل بحياة كوري... وأريد أن أحتفل بالشخصين اللذين أصيبا».