ترمب يخفّف نبرته لاستمالة الناخبين المعتدلين

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء انتخابي في دورال بولاية فلوريدا (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء انتخابي في دورال بولاية فلوريدا (إ.ب.أ)
TT

ترمب يخفّف نبرته لاستمالة الناخبين المعتدلين

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء انتخابي في دورال بولاية فلوريدا (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال لقاء انتخابي في دورال بولاية فلوريدا (إ.ب.أ)

يبدو أنّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المعروف بتصرّفاته غير المتوقعة والمثيرة للجدل، بات يعتمد نوعاً من الرقابة الذاتية في محاولة لتوسيع دائرة ناخبيه لكي تشمل من هم أكثر اعتدالاً، في سياق استراتيجية متكاملة تمهيداً لانتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ومن هذا المنطلق، ارتأى الملياردير البالغ من العمر 78 عاماً تخفيف حدّة خطابه بشأن قضايا رئيسية مثل الهجرة والإجهاض، في تكتيك يقول محلّلون إنّه مبنيّ على ثقته بولاء قاعدته المحافظة، وبإدراكه أنّ النهج المتشدّد لا يحظى بدعم أغلبية الرأي العام خصوصاً في ما يتعق بالإجهاض.

وفي الأيام الأخيرة، بات برنامج الحزب الجمهوري الذي يتبنّاه ترمب في خطاباته يتمثّل في ترك مسألة الإجهاض للولايات والتخلّي عن الدعوة لحظره على مستوى البلاد.

من جهة أخرى، ندّد ترمب الذي سيصبح رسمياً مرشحاً للحزب الجمهوري في مؤتمر الحزب الأسبوع المقبل، بوثيقة «مشروع 2025» التي يُنظر إليها على أنّها خريطة طريق للحكم صاغتها مؤسسة بحثية محافظة تضمّ عدداً من حلفائه المقرّبين.

ويأتي ذلك في ظلّ تعرّض هذه الوثيقة المؤلّفة من 900 صفحة، لانتقادات حادّة بسبب ما حملته من دعوات إلى الترحيل الجماعي للمهاجرين وإضعاف المؤسسات الفدرالية.

ورغم أنّ ترمب نفسه دافع عن أفكار كهذه، فإنّ ذلك لم يمنعه من انتقاد المقترحات الواردة في الوثيقة، واصفاً إياها بأنها «سخيفة تماماً وفظيعة»، من دون أن يحدّد أيّاً منها يقصد.

إضافة إلى ذلك، يكرّر ترمب لكلّ من يستمع إليه أنّه يجسّد «حزب المنطق السليم»، في ما يعتبر دعوة متعمّدة لاستمالة الناخبين من جميع المشارب.

مناصرون لدونالد ترمب في دورال بفلوريدا (رويترز)

ويقول ماثيو كوتينيتي من معهد الأبحاث «أميركان انتربرايز إنستيتيوت»، إنّ «ترمب يستغلّ هذه اللحظة لجذب عدد أكبر من المؤيدين من خارج قاعدته المحافظة المعتادة».

وصل الملياردير إلى السلطة في العام 2016 عبر استراتيجية اعتمدت على عناصر عدّة، أبرزها عملية إغراء متقنة لليمين الديني الذي قدّم له العديد من الانتصارات. وعلى الرغم من هزيمته في العام 2020، ظلّت هذه الفئة من الناخبين موالية له إلى حدّ كبير.

من الآن فصاعداً، "بات بإمكانه الشروع في طرح برنامج وشخصية يمكّنانه من جذب ناخبين من الائتلاف الديموقراطي"، وفقاً لكوتنيتي.

* ضبط النفس

بعيداً عن الجوهر، أظهر دونالد ترمب مقداراً كبيراً من ضبط النفس في الشكل على الأقل. فقد حافظ الجمهوري المعروف بأسلوبه الفجّ وتصريحاته التحريضية، على مسافة من النقاشات المرتبطة بحالة الرئيس جو بايدن الصحية والذهنية.

حتّى في خطاباته البارزة بشأن الهجرة، بدت نبرة ترمب متناقضة مع تلك التي اتسمت بها الأشهر الأخيرة عندما قال عن المهاجرين إنّهم «يسمّمون دماء بلادنا».

ولكن بالنسبة إلى جوليان زيليزر الأستاذ في جامعة برينستون، ينبغي أن لا ينخدع أحد.

ويؤكد المتخصّص في علم السياسة، أنّ «ليس هناك سبب للاعتقاد بأنّ دونالد ترمب غيّر مواقفه بشكل جوهري».

ويضيف لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ «استراتيجيته تتمحور حول الفوز. لكن نتائج ولايته هي التي يجب أن تحدّد» تَحَقُّق هذا الفوز من عدمه.


مقالات ذات صلة

تقرير: ترمب يوجه مجاملة مفاجئة لهاريس بعد المناظرة

الولايات المتحدة​ المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب يوجه مجاملة مفاجئة لهاريس بعد المناظرة

قدّم الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب إطراءً مفاجئاً من كلمتين لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس حول أدائها في المناظرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ حظيت المناظرة الرئاسية بين دونالد ترمب وكامالا هاريس باهتمام كبير من الأميركيين  فهل ستكون هناك مناظرة أخرى؟ (أ.ف.ب)

ترمب لن يشارك في مناظرة ثانية مع كامالا هاريس

قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، اليوم (الخميس)، إنه لن يشارك في مناظرة انتخابية أخرى مع منافسته نائبة الرئيس كامالا هاريس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب برفقة أنصاره في شانكسفيل في بنسلفانيا (أ.ب)

تداعيات المناظرة تلقي بظلالها على دائرة ترمب

طالت تداعيات أداء الرئيس السابق دونالد ترمب، المخيّب لآمال عدد كبير من الجمهوريين في مناظرته مع منافسته نائبة الرئيس كمالا هاريس، دائرة مستشاريه المقربين.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ خلال المناظرة بين المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والمرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس في بنسلفانيا (إ.ب.أ)

هاريس لفتح مسارات جديدة للفوز مع احتفاظ ترمب بقاعدة صلبة

منح الأداء القوي لنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في مناظرتها مع الرئيس السابق دونالد ترمب، دَفعة لفتح مسارات جديدة للفوز قبل نحو 8 أسابيع من الانتخابات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز) play-circle 00:52

لماذا اعتمر بايدن قبعة ترمب الانتخابية في ذكرى 11 سبتمبر؟

اعتمر الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، لفترة وجيزة قبعة الحملة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترمب في حدث لإحياء الذكرى الثالثة والعشرين لهجمات 11 سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تقرير: ترمب يوجه مجاملة مفاجئة لهاريس بعد المناظرة

المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس (أ.ف.ب)
المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس (أ.ف.ب)
TT

تقرير: ترمب يوجه مجاملة مفاجئة لهاريس بعد المناظرة

المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس (أ.ف.ب)
المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس (أ.ف.ب)

قدّم الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب إطراءً مفاجئاً من كلمتين لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس حول أدائها في المناظرة، عندما وجد الاثنان نفسيهما وجهاً لوجه مرة أخرى بعد ساعات في نيويورك، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

فيما يمثل المرة الثانية فقط التي يلتقيان فيها شخصياً، اجتمع المرشحان صباح الأربعاء حيث حضر كلاهما حدثاً لإحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر (أيلول) في مدينة نيويورك.

تصافح المتنافسان السياسيان بحرارة - بينما وقف الرئيس جو بايدن بالقرب منهما وبدا أن عمدة مدينة نيويورك السابق مايكل بلومبرغ يؤدي دور الوسيط.

ثم قدّم ترمب لهاريس إطراءً مفاجئاً على أدائها في المناظرة. وقال لها «عمل جيد»، وفقاً لصحيفة «ديلي بيست».

وقد مثلت هذه المجاملة تحولاً في العلاقات عما كانت عليه قبل أقل من 12 ساعة.

في بداية المناظرة الرئاسية في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، مساء الثلاثاء، سارعت نائبة الرئيس إلى التوجه إلى منافسها الجمهوري، ومدت يدها، وقدمت له أطيب التمنيات. فأجابها: «تسعدني رؤيتك. استمتعي بوقتك».

لكن هذه البداية الودية تحولت إلى هجوم قاسٍ عندما بدأ ترمب طرح القضايا. وفي الوقت نفسه، شوهدت هاريس وهي تضحك على بعض تصريحات منافسها.

وبعد المناظرة، أعلن ترمب أن الحدث يتضمن «تزويراً» - لكنه تفاخر بأنها كانت «أفضل مناظرة له على الإطلاق»، وأنه «فاز» بها.

حتى قبل المناظرة، كان ترمب معروفاً بانتقاده لهاريس، ووصفها بأنها «ضعيفة» و«غبية» و«كسولة».