تقرير: كامالا هاريس بديلاً لبايدن إذا تراجع عن الترشح للانتخابات

كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي (رويترز)
كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي (رويترز)
TT

تقرير: كامالا هاريس بديلاً لبايدن إذا تراجع عن الترشح للانتخابات

كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي (رويترز)
كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي (رويترز)

استعرضت صحيفة «تلغراف» البريطانية تقارير وسائل الإعلام الأميركية التي تشير إلى أن الحزب الديمقراطي قد يدعم كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، لتحل محله إذا قرر التنحي عن السباق الرئاسي.

وكانت شبكة «سي إن إن» الأميركية نقلت عن مصادر، أن المسؤولين في الحزب الديمقراطي يعلمون على خطة لتحل هاريس محل بايدن إذا قرر عدم خوض الانتخابات.

وبحسب المصادر، فإن بايدن إذا اتخذ قراره سيحث المندوبين في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو في أغسطس (آب) على تحويل دعمهم لترشحه إلى هاريس؛ لتجنب اندلاع منافسة تثير الانقسام قبل أقل من ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني).

وعلى الرغم من دعمها لبايدن بوصفه مرشح الحزب، برزت هاريس مرشحةً مفضلة لتحل محله إذا رضخ لضغوط بعض الديمقراطيين وتراجع لإفساح المجال أمام مرشح أصغر سناً.

ودعا اثنان من الديمقراطيين وعشرات من مسؤولي الحزب إلى رحيل بايدن، بعد أداء كارثي في ​​المناظرة ضد الرئيس السابق دونالد ترمب، الخميس الماضي. ويزعمون أنه أكبر من أن يخوض فترة ولاية ثانية، وأنه لم يعد لديه أي فرصة للتغلب على ترمب.

وقال مسؤول ديمقراطي لـ«سي إن إن»: «من سيقف ضد نائب رئيسنا التاريخي ليكون مرشحنا للرئاسة؟»، مشيراً إلى القبول المتزايد لهاريس إذا وافق بايدن على الرحيل.

ويقال إن حكيم جيفريز، زعيم الحزب في مجلس النواب، أعرب عن دعمه لهاريس في محادثات خاصة مع الديمقراطيين في الكونغرس.

وقال جيم كليبيرن، الحليف القديم لبايدن، إن حزبه «يجب أن يفعل كل شيء لدعمها».

وكانت هاريس قالت في مقابلة مع شبكة «سي بي إس نيوز» إنها «فخورة بكونها نائبة لجو بايدن».

وقال المتحدث باسمها إن بايدن «هو مرشح حزبنا وسيظل كذلك»، مضيفاً أن «التقارير التي تشير إلى أنهم أو الحملة يفكرون في سيناريوهات بديلة هي زائفة بشكل واضح».

وأظهر استطلاع لشبكة «سي إن إن»، نُشر يوم الثلاثاء، أن هاريس لن تهزم ترمب، لكن أداءها سيكون أفضل من بايدن.

وبحسب نتيجة الاستطلاع، فإن هاريس ستخسر بنسبة 45 في المائة مقابل 47 في المائة لترمب، بينما سيخسر بايدن بنسبة 43 في المائة، مقابل 49 في المائة لترمب.

وقال جمال سيمونز، مدير الاتصالات السابق لهاريس، لصحيفة «واشنطن بوست»: «الناس يريدون أن يكون الرئيس ناجحاً، لكن ليس من الواضح إلى أين نتجه وهكذا، عندما يبدأ الناس في التفكير إذا كان علينا أن نفعل شيئاً آخر، وكيف سيبدو هذا الشيء الآخر، ومن سيكون هذا الشخص الآخر، فإن الحسابات تقودك إلى كامالا هاريس».

الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس (أ.ف.ب)

ويقول أنصارها إنها، بوصفها أول امرأة آسيوية وأميركية من أصل أفريقي تشغل منصب نائب الرئيس، ستكون في وضع جيد لتعزيز أصوات الأقليات العرقية الأميركية التي خسرتها حملة بايدن في الأشهر الأخيرة.

وأمضت هاريس معظم العام الماضي في حملاتها حول القضايا الجدلية، مثل الدفاع عن الإجهاض، والتي تعدّها حملة بايدن واحدة من أفضل الطرق لجذب الأصوات.

ويقول مؤيدو هاريس أيضاً إنها ستتمكن بسهولة أكبر من الوصول إلى أكثر من ربع مليون دولار من أموال الحملة التي تم جمعها بشكل مشترك باسمها.

وسيتعين على منافس آخر، مثل غافين نيوسوم أو جريتشن ويتمير، البدء في جمع التبرعات من الصفر.

ومع ذلك، هناك أيضاً قلق من أن هاريس لم يتم اختبارها نسبياً مقارنة ببايدن، وأنه لا يوجد سوى أربعة أشهر للناخبين للاستماع إلى أفكارها قبل الانتخابات.

وفي سياق متصل، وصف ترمب هاريس في مقطع فيديو تم تسريبه يوم الأربعاء، تم تصويره في ملعب للغولف، بأنها «مثيرة للشفقة»، وأشار إلى أنه من المرجح أن يفوز عليها، كما زعم أن بايدن أعلن بالفعل أنه سيترك السباق.


مقالات ذات صلة

هاريس تغازل الناخبين العرب في ميشيغان

الولايات المتحدة​ هاريس تلقي خطاباً انتخابياً في فلينت بميشيغان يوم 4 أكتوبر (أ.ف.ب)

هاريس تغازل الناخبين العرب في ميشيغان

تسعى نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة إلى تكثيف اتصالاتها بالجالية العربية والمسلمة، المعترضة على مواقف

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ حقل نفطي إيراني (رويترز)

تقرير: مهاجمة إسرائيل لإيران ستضر بحملة هاريس إذا ارتفعت أسعار النفط

قال خبراء، لموقع «بيزنس إنسايدر»، السبت، إن الضربة الإسرائيلية المتوقعة ضد إيران ردّاً على الهجوم الصاروخي الذي شنّته طهران ضدها الثلاثاء.

الولايات المتحدة​ متطوّع ينهي الاستعدادات لفعالية ترمب في بتلر ببنسلفانيا مرتدياً زيّ «العم سام» يوم 5 أكتوبر (أ.ف.ب)

ترمب يعود إلى بنسلفانيا... وهاريس تغازل الناخبين العرب

يعرب بعض الديمقراطيين عن قلقهم حيال جدول حملة هاريس «الخفيف» نسبياً، وعقدها فعاليات انتخابية أقل من ترمب.

إيلي يوسف (واشنطن)
شؤون إقليمية المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب يتحدث في تجمع لحملته الانتخابية في نورث كارولاينا (رويترز) play-circle 00:56

ترمب يدعم ضرب «النووي» الإيراني… وإسرائيل لا تقدم ضمانات لبايدن

أرسلت وزارة الدفاع الأميركية(البنتاغون) مجموعة كبيرة من الأسلحة إلى المنطقة، ومنها حاملات طائرات ومدمرات بصواريخ موجهة وسفن هجومية برمائية وأسراب من المقاتلات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ فاز ترمب بأصوات ميشيغان في انتخابات عام 2016 واستعادها بايدن في عام 2020 (أ.ف.ب)

ميشيغان... ولاية البحيرات العظمى قد تحسم السباق إلى البيت الأبيض

كانت ولاية ميشيغان تعد «زرقاء» بامتياز، إلى حين فوز الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب بها في انتخابات 2016.

رنا أبتر (واشنطن)

ميشيغان... ولاية البحيرات العظمى قد تحسم السباق إلى البيت الأبيض

فاز ترمب بأصوات ميشيغان في انتخابات عام 2016 واستعادها بايدن في عام 2020 (أ.ف.ب)
فاز ترمب بأصوات ميشيغان في انتخابات عام 2016 واستعادها بايدن في عام 2020 (أ.ف.ب)
TT

ميشيغان... ولاية البحيرات العظمى قد تحسم السباق إلى البيت الأبيض

فاز ترمب بأصوات ميشيغان في انتخابات عام 2016 واستعادها بايدن في عام 2020 (أ.ف.ب)
فاز ترمب بأصوات ميشيغان في انتخابات عام 2016 واستعادها بايدن في عام 2020 (أ.ف.ب)

في السابع والعشرين من فبراير (شباط) الماضي، عندما توجّه الناخبون الديمقراطيون للإدلاء بأصواتهم في انتخابات ولاية ميشيغان التمهيدية، لم يكن جو بايدن مرشّح الحزب الديمقراطي حينها يتوقع النتيجة؛ فرغم أنه فاز بدعم نحو 81 في المائة من الأصوات، فإن نسبة عدم الملتزمين الذين رفضوا التصويت له وصلت إلى 13 في المائة. والسبب سياساته في حرب غزة.

اليوم، ومع تولِّي كامالا هاريس مهمة استكمال مشوار السباق الرئاسي بدل الرئيس الأميركي، لا تزال هذه الفئة الانتخابية مترددة في الإعراب عن تأييدها للمرشحة الديمقراطية، في ولاية كانت تعد «زرقاء» بامتياز، إلى حين فوز الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب بها في عام 2016. أسباب جعلت من هذه الولاية، وأصواتها الـ15 في المجمع الانتخابي، ولاية متأرجحة يتنازع عليها المرشحان بشراسة، لكسب أصوات الناخبين فيها.

وأصبحت ولاية ميشيغان من أهم ولايات «الجدار الأزرق» الديمقراطي، إلى جانب ويسكونسن، في العقود الماضية، بعدما كانت تُحسب على الجمهوريين في السبعينات والثمانينات؛ لكن انتخابات عام 2016 وضعتها في خانة الولايات المتأرجحة، بعد أن فاز فيها ترمب بأقل من 11 ألف صوت، مُنتزعاً الفوز من منافسته حينها، وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

تكثّف حملة هاريس الجهود لحشد الدعم بين الناخبين في ميشيغان (أ.ف.ب)

ضمن هذا الفوز لترمب طريقه إلى البيت الأبيض، وثبَّت المعادلة القائلة بأن الطريق إلى المكتب البيضاوي تمر عبر ميشيغان التي انتزعها الفائز في السباق الرئاسي في 9 من 12 جولة انتخابية سابقة.

وبينما تمكَّن الديمقراطيون من الفوز في الولاية في كل انتخابات منذ عام 1992، باستثناء انتخابات عام 2016، فإن النتائج المتقاربة نسبياً في انتخابات عام 2020 التي فاز بها بايدن، أثبتت مجدداً أنها ستكون «كعب أخيل» الديمقراطيين في انتخابات هذا العام. لهذا السبب، يُكثِّف ترمب ونائبه جاي دي فانس نشاطهما الانتخابي في الولاية، مركِّزين بشكل أساسي على ملفين أساسيين يشغلان بال ناخبيها: الاقتصاد، والحرب في الشرق الأوسط. أما حملة هاريس فتكثّف جهود إصلاح علاقة حزبها بالناخبين العرب الأميركيين، المستائين من سياسات إدارة بايدن الداعمة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

أزمة الشرق الأوسط

ترمب خاطب أنصاره خلال فعالية انتخابية في ساغيناو بميشيغان يوم 3 أكتوبر (رويترز)

ورغم أهمية ملف غزة للناخب من أصول عربية ومسلمة، فإن هؤلاء لا يعدُّون الأغلبية في الولاية. ويتركز وجود الجالية العربية في مدينة ديترويت؛ حيث تسعى الحملتان الانتخابيتان لحشد دعم أكبر عدد من الناخبين، ووظّفت هاريس المحامية من أصول مصرية بريندا عبد العال لمساعدتها على التقرب من الجالية العربية، والمحامية الأفغانية الأصل نسرينا بارغزي، لاستقطاب دعم المسلمين الأميركيين؛ لكن غياب أي تمثيل لهؤلاء في فعاليات المؤتمر الحزبي الديمقراطي، أثار موجة غضب وانتقادات واسعة، من شأنها أن تؤثر على تصويت هؤلاء في الانتخابات الرئاسية.

من ناحيتها، تعمد حملة ترمب التي جندت صهر الرئيس السابق مسعد بولس -من أصول لبنانية- لحشد دعم الجالية العربية، إلى ترويج إعلانات انتخابية تُصوِّر هاريس بمظهر الداعم الشرس لإسرائيل، في استراتيجية انتخابية تهدف إلى تعزيز موقف المنتقدين لسياسة هاريس تجاه تل أبيب.

الاقتصاد

هاريس تلقي خطاباً انتخابياً في فلينت بميشيغان يوم 4 أكتوبر (أ.ف.ب)

حسب أحدث الاستطلاعات، يتصدَّر الاقتصاد لائحة اهتمامات الناخبين في الولاية. وقال أكثر من 30 في المائة من الناخبين، في استطلاع أجرته جامعة إيمرسون، بالتعاون مع صحيفة «ذي هيل»، إن الاقتصاد هو على رأس أولوياتهم عندما يتوجهون إلى صناديق الاقتراع، تأتي من بعده الهجرة، ثم تهديد الديمقراطية، تتبعها تكاليف السكن والتعليم والجريمة والإجهاض.

أرقام ليست مستغربة في الولاية التي تعتمد بشكل أساسي على صناعة السيارات، وتُعدّ معقل شركتي «فورد» و«جنرال موتورز»، والتي يشكل الناخبون البيض فيها نسبة 74 في المائة من السكان، من بعدهم الأميركيون السود بنسبة 14.1 في المائة، ثم الناخبون من أصول لاتينية بنسبة 5.7 في المائة. وتراجع عدد السكان في الولاية بشكل كبير في الأعوام الماضية، ما أدّى إلى خسارتها لأصوات في المجمع الانتخابي، دفعت بها للتراجع من 21 صوتاً في السبعينات لـ15 في هذا الموسم الانتخابي.

يأمل ترمب في انتزاع ولاية ميشيغان من «الجدار الأزرق» الديمقراطي (رويترز)

تتقارب نتائج الاستطلاعات بشكل كبير بين ترمب وهاريس؛ لكن الرئيس السابق يتفوّق على منافسته في الملفات الأبرز التي تُهمّ الناخبين هناك كالاقتصاد والهجرة، إذ يرى 58 في المائة من الناخبين أن ترمب سيساعد في تحسين الاقتصاد، مقابل 42 في المائة لهاريس. كما تدل الأرقام على أن 83 في المائة من الناخبين يعتقدون أن ترمب سيخدم مصالح الأميركيين البيض في الولاية، بينما يرى 72 في المائة أن هاريس ستخدم مصالح الأميركيين السود، و68 في المائة يرون أنها أفضل لمصالح الأميركيين من أصول لاتينية.