هل تؤثر إدانة هانتر بايدن على فرص والده للفوز بالانتخابات؟

الرئيس جو بايدن مع ابنه هانتر (أ.ب)
الرئيس جو بايدن مع ابنه هانتر (أ.ب)
TT

هل تؤثر إدانة هانتر بايدن على فرص والده للفوز بالانتخابات؟

الرئيس جو بايدن مع ابنه هانتر (أ.ب)
الرئيس جو بايدن مع ابنه هانتر (أ.ب)

أدانت هيئة محلّفين هانتر بايدن، أمس الثلاثاء، بالكذب بشأن تعاطيه المخدرات، أثناء شراء سلاح بشكل غير قانوني في عام 2018، في أول محاكمة في قضية جنائية في التاريخ تستهدف نجل رئيس أميركي في منصبه.

ويواجه هانتر احتمال الحكم عليه بالسجن مدة تصل إلى 25 عاماً، إلا أنه يستبعد بأن يجري سجنه؛ على اعتبار أنه لا سوابق لديه. ولم يجرِ بعدُ تحديد موعد لصدور الحكم، لكن يُتوقع أن يتم الأمر خلال الأشهر القليلة المقبلة.

يأتي الحكم في وقت يسعى والده للفوز بولاية رئاسية ثانية. وقد يستخدم الديمقراطيون الحكم في الرد على مزاعم الرئيس السابق دونالد ترمب باستخدام النظام القضائي سلاحاً ضده.

ووفق تقرير نشرته شبكة «بي بي سي»، فعلى الرغم من أن إدانة هانتر بايدن ستكون بمثابة «ضربة شخصية مدمرة» لوالده، لكن من غير المرجح أن يؤثر الحكم على تصويت الناخبين الأميركيين في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ولا يوجد دليل يربط الرئيس بجرائم ابنه. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الجمهور لم يكن يتابع هذه المحاكمة من كثب.

وعبَّر الرئيس عن «حبه ودعمه» لنجله، في بيان صدر عن البيت الأبيض مباشرة بعد قرار الإدانة. وقال بايدن: «أنا الرئيس، ولكنني أيضاً أب». وأضاف أن «الكثير من العائلات التي لها أحباء عانوا الإدمان تفهم الشعور بالفخر الذي ينتابك عندما ترى شخصاً تحبه يتجاوز الأمر ويكون بهذه القوة والصمود في تعافيه».

وأكد: «سأقبل نتيجة هذه القضية، وسأواصل احترام الإجراءات القضائية، في حين يفكر هانتر في الاستئناف».

وفي بداية المحاكمة، قال جو بايدن إنه لن يعلّق على الإجراءات، لكن الدراما التي عاشها ابنه في قاعة المحكمة لاحقته لأسابيع، بينما كان يؤدي واجباته الرسمية، ويقوم بحملة لإعادة انتخابه. وقد تكون عقوبة هانتر، التي لم يجرِ تحديدها بعدُ مشتتة لبايدن أيضاً، بينما يستعد الرئيس، في وقت لاحق من هذا الشهر، لمناظرة رئاسية محورية.

ويقول مايكل لاروزا، الذي شغل منصب السكرتير الصحافي للسيدة الأولى، جيل بايدن، خلال العامين الأولين من رئاسة بايدن: «سيكون هذا بالطبع مصدر إلهاء شخصي للرئيس، كما سيكون لأي أب، فبالطبع سيكون للإدانة أثر عاطفي على الأسرة».

وأثناء وجوده في فرنسا لإحياء ذكرى يوم الإنزال، الأسبوع الماضي، قال بايدن إنه لن يفكر في استخدام سلطته للعفو عن ابنه. وأضاف أنه سيقبل حكم هيئة المحلّفين، على النقيض من رفض دونالد ترمب إدانته.

وأُدينَ ترمب جنائياً، في 30 مايو (أيار) الماضي، وهو أول رئيس أميركي سابق يُدان بارتكاب جناية. وترامب مُدان في 34 تهمة جنائية تتضمن تزوير سجلات تجارية للتستر على فضيحة جنسية، ويتهم الديمقراطيين بالسعي وراء هذه القضية، وثلاث محاكمات جنائية أخرى لمنعه من استعادة السلطة خلال التنافس مجدداً أمام بايدن.

وأشار الديمقراطيون في الكونغرس إلى قضايا؛ من بينها محاكمة هانتر بايدن، دليلاً على أن جو بايدن لا يستخدم النظام القضائي لتحقيق أهداف سياسية أو شخصية.

وأقام الدعوى ضد هانتر بايدن، المستشار الخاص لوزارة العدل الأميركية ديفيد فايس، الذي عيَّنه ترامب أثناء توليه الرئاسة.

وقالت حملة ترمب، في بيان أصدرته بعد الحكم، إن المحاكمة «ليست أكثر من مجرد إلهاء» عما أكد أنها جرائم أكثر خطورة ارتكبتها عائلة بايدن.

ولطالما استُهدف هانتر بايدن من قِبل الجمهوريين اليمينيين المتشددين، بينما حقق حلفاء ترمب بشأنه في الكونغرس بتُهم الفساد واستغلال النفوذ، لكن لم توجه أي تُهم رسمية له بهذا الصدد.

كذلك شكلت تعاملات هانتر التجارية الخارجية المثيرة للجدل مع الصين وأوكرانيا، أساس محاولات الجمهوريين في الكونغرس لإطلاق إجراءات عزل بحق الرئيس، لكن لم تفضِ هذه الجهود إلى أي نتيجة.


مقالات ذات صلة

ترمب يحض الإنجيليين على التصويت في انتخابات الرئاسة

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في فيلادليفيا السبت (أ.ف.ب)

ترمب يحض الإنجيليين على التصويت في انتخابات الرئاسة

حضّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الإنجيليين على التصويت بأعداد كبيرة في الانتخابات الرئاسية المقرّرة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

تعرف على دائرة بايدن الصغيرة التي تحظى بثقته المطلقة

في حين أن بايدن محاط بحشد متنوع ومتعدد من أفراد إدارته ونشطاء حملته الانتخابية وخبراء السياسة، فإنه يحتفظ بثقته الكاملة لمجموعة صغيرة من الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال فعالية انتخابية في فيلادلفيا (رويترز)

ترمب اختار نائبه في الانتخابات الرئاسية الأميركية

قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إنه اختار من سيخوص الانتخابات الرئاسية معه في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في منصب نائب الرئيس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أعلنت حملة ترمب عن تأسيس تحالف «الأميركيون السود من أجل ترمب» في حدث انتخابي في ديترويت (رويترز)

صراع ترمب وبايدن على أصوات الأميركيين السود

يستعرض تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، مدى نجاح هذه الجهود الجمهورية في تغيير المعادلة التقليدية والقضايا التي تهم الأميركيين السود.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس السابق دونالد ترمب والرئيس جو بايدن وحرب جمع التبرعات للحملات الانتخابية في سباق رئاسي يزداد اشتعالاً (أ.ف.ب)

ترمب يتفوق على بايدن في جمع التبرعات لحملته

تدفقت التبرعات للحملة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترمب، خصوصا بعد إدانته في قضية أموال الصمت بنيويورك، وتمكنت حملته من جمع 141 مليون دولار خلال مايو (أيار).

هبة القدسي (واشنطن)

اتهام أميركية بمحاولة إغراق طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 3 سنوات

صورة نشرتها شرطة مدينة يولس بولاية تكساس للمتهمة إليزابيث وولف
صورة نشرتها شرطة مدينة يولس بولاية تكساس للمتهمة إليزابيث وولف
TT

اتهام أميركية بمحاولة إغراق طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 3 سنوات

صورة نشرتها شرطة مدينة يولس بولاية تكساس للمتهمة إليزابيث وولف
صورة نشرتها شرطة مدينة يولس بولاية تكساس للمتهمة إليزابيث وولف

اتُّهمت امرأة في ولاية تكساس الأميركية بمحاولة القتل العمد لطفلة فلسطينية مسلمة تبلغ من العمر 3 سنوات، بعد محاولتها إغراقها في مسبح مجمع سكني، والإدلاء بتصريحات عنصرية تجاهها.

ووفق شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد دعا مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، والذي يُعدّ أكبر منظمة للدفاع عن الحريات المدنية الإسلامية بالولايات المتحدة، سلطات إنفاذ القانون إلى التحقيق في الحادث «بوصفه جريمة كراهية، واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة للحفاظ على سلامة الأُسر المسلمة والمجتمع المسلم».

وتعود القضية إلى 19 مايو (أيار) الماضي، عندما جرى استدعاء شرطة مدينة يولس بولاية تكساس إلى حمام سباحة في مجمع سكني، بعد بلاغ عن حدوث اشتباك بين سيدتين.

وقالت الشرطة، في بيان صحافي، إن شهود عيان أخبروا الضباط أن السيدة الأميركية، التي تُدعى إليزابيث وولف (42 عاماً)، «كانت في حالة سُكر شديد، وحاولت إغراق الطفلة وتجادلت مع والدتها».

من جهتها، قالت والدة الضحية، للشرطة، إن وولف كانت تستجوبها عما إذا كان الطفلان اللذان يلعبان في المسبح هما طفليها.

وقد أشار مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية إلى أنه كان من الواضح للجميع أن الأم مسلمة؛ حيث كانت ترتدي حجاباً وملابس سباحة محتشمة.

وأضاف المجلس، في بيان صحافي: «يقال إن وولف اقتربت من الأم، ووجّهت لها أسئلة وعبارات عنصرية، ثم قفزت إلى حمام السباحة، وتوجهت إلى الطفلين بنيّة إغراقهما، إلا أن الابن الأكبر، البالغ من العمر ست سنوات، تمكّن من الهروب، في حين لم تستطع الطفلة، البالغة من العمر 3 سنوات، من فعل الشيء نفسه».

وتابع البيان: «حين أسرعت الأم لنجدة ابنتها انتزعت وولف حجاب رأسها، واستخدمته لضربها وركلتها لإبعادها عنها، بينما كانت تدفع رأس ابنتها تحت الماء».

وقال المجلس إن أحد الأشخاص ساعد في إنقاذ الطفلة، والتي كانت تصرخ طلباً للمساعدة.

كما أشار إلى أنه، بعد استدعاء الشرطة وإلقاء القبض على وولف، زُعم أنها صرخت في وجه أحد الأشخاص الآخرين الذين كانوا يُواسون الأم، وقالت له: «أخبرها أنني سأقتلها وسأقتل عائلتها بأكملها».

من جهتها، قالت الأم: «نحن مواطنون أميركيون، أصلنا من فلسطين، ولا أعرف إلى أين أذهب لأشعر بالأمان مع أطفالي».

وأضافت: «إن بلدي يواجه حرباً، ونحن نواجه تلك الكراهية هنا. ابنتي مصدومة، كلما أفتح باب البيت أجدها تهرب وتختبئ وتقول لي إنها تخشى أن تأتي السيدة وتغمر رأسها في الماء مرة أخرى».

وقد أثار الحادث غضب أعضاء الجالية الإسلامية الأميركية، خصوصاً مع ازدياد المشاعر المُعادية للمسلمين والعرب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وسط الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة.

بلدي يواجه حرباً ونحن نواجه تلك الكراهية هنا

والدة الطفلة

وقالت شيماء زيان، مديرة العمليات بمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية: «إننا نشهد مستوى جديداً من التعصب هنا، حيث يعتقد كثير من الأشخاص أن مِن حقهم أن يقرروا، على أساس الدين، واللغة المنطوقة، والبلد الأصلي، من يستحق أطفاله البقاء على قيد الحياة ومن لا يستحق ذلك».

وأضافت زيان: «إننا نطالب بإجراء تحقيق في جرائم الكراهية، وإجراء محادثة مفتوحة مع المسؤولين لمعالجة هذه الزيادة المثيرة للقلق في كراهية الإسلام، والمشاعر المُعادية للعرب، والمعادية للفلسطينيين».

وأعادت هذه القضية إلى الأذهان حادثة وديع الفيومي، وهو طفل فلسطيني مسلم يبلغ من العمر 6 أعوام تعرَّض للطعن والقتل، بينما أصيبت والدته بجروح خطيرة، في هجوم شنّه مالك المنزل الذي تستأجره الأسرة في إلينوي، بعد أيام فقط من حرب غزة.

واتُّهم مالك المنزل، الذي يُدعى جوزيف تشوبا (71 عاماً)، في وقت لاحق بالقتل وارتكاب جريمة كراهية.