الخارجية الأميركية: إسرائيل أكدت استعدادها لتنفيذ مقترح بايدن... وندعو «حماس» لقبوله

تُظهر هذه الصورة الملتقَطة من الحدود الجنوبية لإسرائيل مع قطاع غزة الدمار في القطاع 5 يونيو 2024 وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة الملتقَطة من الحدود الجنوبية لإسرائيل مع قطاع غزة الدمار في القطاع 5 يونيو 2024 وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)
TT

الخارجية الأميركية: إسرائيل أكدت استعدادها لتنفيذ مقترح بايدن... وندعو «حماس» لقبوله

تُظهر هذه الصورة الملتقَطة من الحدود الجنوبية لإسرائيل مع قطاع غزة الدمار في القطاع 5 يونيو 2024 وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة الملتقَطة من الحدود الجنوبية لإسرائيل مع قطاع غزة الدمار في القطاع 5 يونيو 2024 وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)

قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، إن إسرائيل أكدت لواشنطن استعدادها لتنفيذ الصفقة التي اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن، بشأن وقف إطلاق النار في غزة، داعيةً حركة «حماس» إلى قبول الصفقة أيضاً.

وأبلغت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية إليزابيث ستكني، «وكالة أنباء العالم العربي»، قائلةً: «نحن مقتنعون بأن إسرائيل مستعدة لتنفيذ هذه الصفقة، إذ إنه اقتراح إسرائيلي، وقد أكدوا لنا أنهم على استعداد لتنفيذه».

غير أنها أشارت إلى أنه لا تزال هناك جملة من التفاصيل التي يجب التفاوض بشأنها للانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية للصفقة، مضيفةً أنه «إذا استغرقت المفاوضات أكثر من 6 أسابيع للمرحلة الأولى، فإن وقف إطلاق النار سيستمر ما دامت المفاوضات».

ورداً على سؤال حول دعم مجلس الأمن الدولي مقترح بايدن، شدَّدت ستكني على أهمية أن يدعو مجلس الأمن إلى تنفيذ هذه الصفقة دون تأخير ودون شروط أخرى، لافتةً إلى أن الولايات المتحدة تقدمت بمشروع قرار جديد إلى المجلس لدعم الاقتراح ودعت جميع أعضائه إلى تأييد القرار.

وعن توقعات واشنطن لموقف «حماس» من المقترح المطروح والتوقيع عليه، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن هذا الاقتراح «يكاد يكون مطابقاً لما قالت (حماس) إنها ستقبله قبل بضعة أسابيع».

وأردفت بالقول: «إسرائيل مستعدة لتنفيذه، وعلى (حماس) أن تقبل هذه الصفقة».

وفيما يتعلق بإمكانية وجود ضمانات لالتزام جميع الأطراف بالصفقة، أوضحت ستكني أن «مصر وقطر ستعملان على ضمان تنفيذ (حماس) التزاماتها، وستعمل الولايات المتحدة على ضمان تنفيذ إسرائيل التزاماتها».

وتابعت: «الاقتراح يتضمن ثلاث مراحل: في المرحلة الأولى، سيتم وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع وإطلاق سراح عدد من الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية. أما المرحلة الثانية فتتضمن وقفاً دائماً للأعمال العدائية وعودة جميع الرهائن وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. وستشهد المرحلة الثالثة الشروع في إعادة إعمار غزة».

ورفضت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية التعليق على إمكانية وجود مراقبين على الأرض لضمان تطبيق الصفقة، فقالت: «لقد انخرطنا في محادثة واسعة النطاق مع دول حول العالم حول الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه الوضع الأمني في نهاية الصراع، لكنني لا أريد التعليق على هذه الفكرة في الوقت الحالي».

كان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد أعلن يوم الجمعة الماضي خطة من 3 مراحل لإنهاء الحرب في غزة، وقال إن المرحلة الأولى من المفترض أن تستمر 6 أسابيع، وتشمل وقف إطلاق النار على نحو «كامل وشامل»، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالقطاع، وإطلاق سراح عدد من المحتجزين من النساء وكبار السن والجرحى في مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.

ووفق الرئيس الأميركي، سيعود في هذه المرحلة الفلسطينيون إلى منازلهم في أنحاء غزة كافة، وستزداد المساعدات الإنسانية إلى 600 شاحنة يومياً. وتشمل المرحلة الأولى أيضاً محادثات بين إسرائيل و«حماس» للوصول إلى المرحلة التالية التي من المفترض أن تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن وانسحاب إسرائيل بالكامل من القطاع.

وقال القيادي في حركة «حماس» أسامة حمدان، إن الحركة تنتظر موقفاً واضحاً من إسرائيل بالاستعداد لوقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل من قطاع غزة، وإنه لن يتم التوصل إلى اتفاق دون ذلك، مشيراً إلى أن «حماس» أبلغت الوسطاء بموقفها.

على الجانب الآخر، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن مقترح اتفاق الإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة يمكّن إسرائيل من تحقيق كل أهداف الحرب بما فيها القضاء على حركة «حماس».


مقالات ذات صلة

تغريم «أبوت» 495 مليون دولار بسبب حليب للخُدَّج يتسبب في مشكلات معوية

صحتك شعار شركة «أبوت» للأدوية (رويترز)

تغريم «أبوت» 495 مليون دولار بسبب حليب للخُدَّج يتسبب في مشكلات معوية

غُرِّمت شركة «أبوت» للأدوية 495 مليون دولار، بسبب حليب للأطفال الخُدَّج صنّعته المجموعة الأميركية تسبب في مرض معوي خطير لدى طفل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان يلتقيان نظيريهما اليابانيين في طوكيو اليوم (أ.ب)

تنديد أميركي - ياباني بتحركات بكين في بحر الصين الجنوبي

يواصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم (الأحد) في اليابان جولة آسيوية ماراثونية تهدف إلى تعزيز تحالفات بلاده وشراكاتها في مواجهة الصين.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)

«عجوز غريب» و«ليبرالية مجنونة»... حرب التصريحات تشتعل بين هاريس وترمب

وصفت نائبة الرئيس الأميركي نفسها بأنها «ليست المرشحة للفوز» في الانتخابات الرئاسية، في حين وصفها خصمها بأنها «أسوأ» من الرئيس جو بايدن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزيرا خارجية الصين وأميركا خلال لقائهما على هامش اجتماع «آسيان» في عاصمة لاوس فينتيان السبت (أ.ف.ب)

محادثات «صريحة ومثمرة» أميركية ــ صينية

أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات «صريحة ومثمرة» مع نظيره الصيني، وانغ يي، في لاوس أمس، على هامش اجتماع «آسيان»، أعرب خلالها عن مخاوف بلاده.

«الشرق الأوسط» (فينتيان (لاوس))
الولايات المتحدة​ جيمس دي فانس نائب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في تجمع انتخابي بجامعة رادفورد في فرجينيا (أرشيفية - أ.ف.ب)

جمهوريون يتساءلون عمّا إذا كان اختيار ترمب لفانس ملائماً

لم تمض سوى أيام على اختيار جيمس دي فانس، نائباً للمرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترمب، حتى بدأت الاعتراضات تتصاعد عن احتمال أن يكون هذا الاختيار خاطئاً.

إيلي يوسف (واشنطن)

100 يوم تفصل ترمب وهاريس عن الانتخابات الرئاسية الأميركية

دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)
دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)
TT

100 يوم تفصل ترمب وهاريس عن الانتخابات الرئاسية الأميركية

دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)
دونالد ترمب وكامالا هاريس (شبكة «سي إن إن» الأميركية)

يدخل السباق إلى البيت الأبيض مرحلة مفصلية اعتباراً من الأحد؛ حيث يُتوقع أن تشهد الأيام المائة المتبقية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، منافسة محمومة، في ختام حملة خلطَتْ أوراقَها محاولةُ اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب وخروج الرئيس جو بايدن من الباب الضيق.

بعد أسابيع من التجاذبات الداخلية والتسريبات الصحافية المشكّكة في قدرة بايدن على الفوز بولاية ثانية، أعاد انسحاب بايدن من السباق ودعمه نائبته كامالا هاريس لخوضه، توحيد صفوف الحزب الديمقراطي، وشدّ عصبه في مواجهة المنافس الجمهوري ترمب الساعي للعودة إلى مقر الرئاسة الأميركية.

وقالت هاريس، خلال لقاء لجمع التبرعات في بتسفيلد بولاية ماساتشوستس، شمال شرقي البلاد، السبت: «نحن لم نكن مرجَّحين في هذا السباق، هذا صحيح. لكن هذه حملة أساسها الناس، والدعم الشعبي».

في اليوم نفسه، كان ترمب يَعِد مؤيديه خلال تجمع في ولاية مينيسوتا (شمال) بأنه «في نوفمبر (تشرين الثاني)، سيقوم الشعب الأميركي برفض التطرف الليبرالي المجنون لكامالا هاريس بشكل ساحق».

كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي (رويترز)

وبينما تمتد عادةً الحملات الرئاسية الأميركية لنحو سنتين، أُعيد إطلاق نسخة عام 2024 من الصفر تقريباً؛ ما سيجعل منها الحملة الانتخابية الأقصر على الإطلاق.

وبات بحكم المؤكد أن تواجه السيناتورة المدعية العامة السابقة الديمقراطية هاريس (59 عاماً)، ترمب، في الانتخابات التي يرى محللون أن نتيجتها قد تكون مرهونة إلى حد بعيد بنتيجة أصوات نحو 100 ألف ناخب، في عدد محدود من الولايات الأساسية.

وقال أحد واضعي الاستراتيجيات في الحزب الجمهوري، مات تيريل، لشبكة «بي بي سي»، إن «الأمر يتعلق بأولئك الناخبين المستقلين الذين لم يحسموا خيارهم. التضخم، الهجرة، الاقتصاد ومعدلات الجريمة هي ما يشغل بالهم».

وأضاف: «في الوقت الراهن، أعتقد أن الرئيس السابق ترمب يحسن التعامل مع هذه المسائل. الانتخابات ستكون استفتاء على المرشحين المتنافسين».

ويترقب المعسكر الديمقراطي المؤتمر الوطني للحزب الذي يبدأ في 19 أغسطس (آب)، ويتوقع أن يُتوِّج هاريس رسمياً مرشحة للحزب، بعدما بدأت في الأيام الماضية حملتها بالحصول على دعم مندوبين وشخصيات نافذة في الحزب، إضافة إلى تبرعات مالية سخية.

بهجة لن تدوم

نجحت هاريس في إعادة تحفيز القواعد الشعبية للحزب، في اختلاف واضح عما كان عليه الوضع قبل أسابيع فقط.

المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب (أ.ف.ب)

وكان الرئيس بايدن (81 عاماً) اختار الاستمرار في حلبة المنافسة الانتخابية ضد ترمب (78 عاماً) رغم الشكوك المتزايدة لدى الديمقراطيين والناخبين بشأن قدراته الجسدية والذهنية مع تقدمه في السن.

إلا أن أداءه الكارثي في المناظرة التلفزيونية الأولى بين المرشحين، في 27 يونيو (حزيران)، قطع الشكّ باليقين لناحية ضرورة الذهاب نحو خيار بديل.

في مقابل التخبط لدى الديمقراطيين، بدا الجمهوريون في موقع قوة، مع مؤتمر وطني عام عكس توحد الحزب خلف ترمب الذي اكتسبت حملته وصورته زخماً إضافياً، بعد نجاته من محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا.

رضخ بايدن في نهاية المطاف للضغوط، وأعلن انسحابه في 21 يوليو (تموز)، أثناء عزل نفسه لإصابته بـ«كوفيد». لم يدم الفراغ طويلاً؛ إذ أعلن بايدن، في اليوم نفسه، دعم هاريس، أول امرأة تتولى نيابة الرئيس، وأول سوداء وجنوب آسيوية تشغله، لنيل بطاقة الترشيح الديمقراطية بدلاً منه.

بعد يومين فقط، عقدت هاريس لقاءً انتخابياً كان الأكبر للديمقراطيين منذ بدء الحملة، وجمعت 120 مليون دولار من التبرعات خلال أيام، بعدما رهن العديد من المانحين الديمقراطيين دعمهم المالي بشرط انسحاب بايدن من السباق.

الرئيس الأميركي جو بايدن يرتدي سترة بعثة الولايات المتحدة للأولمبياد (رويترز)

وبعدما كان التقدم في سنّ بايدن سلاحاً بيد ترمب، انقلب السحر على الساحر، وبات الجمهوري البالغ 78 عاماً، أكبر مرشح رئاسي سنّاً في تاريخ الانتخابات.

ضخّ ترشح هاريس زخماً جديداً لدى الديمقراطيين في استطلاعات الرأي، إذ تمكَّنت، خلال أسبوع فقط، من تقليص فارق النقاط الثلاث لصالح ترمب إلى النصف.

لكن الديمقراطيين يدركون أن الطريق للاحتفاظ بالبيت الأبيض ليس سهلاً. وقال المتخصص في استطلاعات الرأي ضمن فريق ترمب توني فابريزيو: «بعد فترة وجيزة، سينتهي شهر العسل بالنسبة إلى هاريس، وسيعاود الناخبون التركيز على دورها الشريك والمساعد لبايدن».

من جهته، قال جيمس كارفبل أحد واضعي الاستراتيجيات في الحزب الديمقراطي لشبكة «إم إس إن بي سي» إن على الديمقراطيين الكفّ عن الاحتفال بفرح والتحضير للعاصفة المقبلة.

وقال: «إنهم يهاجموننا وسيواصلون القيام بذلك. هذا النوع من الابتهاج لن يكون ذا فائدة لفترة طويلة». حتى الرئيس السابق باراك أوباما قرع جرس الإنذار بالنسبة لمعسكره الديمقراطي، مذكّراً بضرورة استعادة ثقة الناخبين قبل التمكن من الفوز.